( 59 ) مدار الأفكار
الأمير الإنســـــان
يقول الشاعر العربي :
من قاس جودك بالغمام فما =أنصف في الحكم بين شكلين
أنت إذا جـدت ضاحك أبداً = وهو إذا جــاد دامع العين
قال تعالى: (ومن قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما
أحيا الناس جميعا) (المائدة: 32 ) إن إصلاح ذات البين - كما يقول محمد معروف الشيباني -
( من أعظم الأعمال التي يبارك الله لفاعلها في دنياه، ويثيبه في آخرته بما لا عين رأت ولا أذن سمعت
ولا خطر على قلب بشر).،وفي موقف إنساني رائع ومؤثر جسّده أمير المواقف والشموخ والإنسانية
صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله ورعاه - الذي أنقذ
بمروءته وشهامته أحد المواطنين السعوديين من القصاص بقطع عنقه بحد السيف إثر إدانته بقتل
سعودي آخر، وقد تدخل سموه في الوقت المناسب وقام بإقناع أهل القتيل بقبول الدية والتي دفعها من
ماله الخاص وتجاوزت ثلاثة ملايين ريال، وعندما قرأ الخبر أحد الصحافيين العرب أستغرب ذلك لأنه
لم يعتد مثل هذه المواقف في بلاد عربية وإسلامية كثيرة، أما في الخليج ولله الحمد والمنّة فقد اعتدنا
الكثير من مواقف الخير والإنسانية التي جبل عليها كثير من الأمراء والشيوخ والوجهاء ولا نستغرب
إنقاذ رقبة من القصاص و أعمال البر والمواقف الإنسانية من الأمير الإنسان عبد العزيز بن فهد الذي
ولد في الرياض حاضرة المملكة العربية السعودية ونشأ في كنف والده خادم الحرمين الشريفين الملك
فهد بن عبد العزيز – رحمه الله وطيب ثراه - وتلقى علومه على يديه ثم درس الابتدائية والمتوسطة
والثانوية في مدارس الرياض وتخرج في جامعة الملك سعود - كلية العلوم الإدارية-
تخصص علوم سياسية..وكان لهذا الجو تأثيره على شخصيته مما أكسبه حب علوم الدين والسياسة
وأمور الرجال والأمم و فن القيادة.. ومحبة الخير والناس والبعد عن الظلم... واضعا مخافة الله نصب
عينيه متبعا لنهج المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام الذي أرشدنا إلى فضائل الصفح والعفو
و إصلاح ذات البين، ومن المعروف عن سمو الأمير عبد العزيز بن فهد حرصه على الالتزام في أداء
الصلاة في أوقاتها واهتمامه غير المحدود في رعاية المساجد وتسخير الجهود لخدماتها داخل وخارج
المملكة.. ومن قدر له زيارة أكثر بلدان آسيا وأوروبا سيجد العديد من شواهد الخير التي تنطق باسم
سموه وتجسد جزءا من أفعاله التي تتجلى في أعمال الخير والإحسان و يشع نورها في شتى البقاع
و الأركان و يتحلى سموه بالتواضع الجم.. وحب الخير.. ويتأسى في رحمته وإنسانيته بالرسول عليه
أفضل الصلاة والسلام فهو الأسوة الحسنة... وقد كان لسموه دور بارز في البر والإحسان ومد أيادي
الخير للفقراء واليتامى.. فكم من طفل تجرع مرارة اليتم.. وقهر التشرد حتى شمله برعايته وعطفه..
ليجسد معنى الحنان الأبوي و العطف الأخوي والإنسانية الحقة، وكذلك فان حب الوطن. يسري في
شرايين سموه ويعني له الكثير فهو الحب.. والولاء.. والوفاء والإخلاص للأرض التي يعيش على
ترابها ويتنسم هواءها ويتفيأ ظلالها.. فقد منحت أبناءها الشيء الكثير ومن الواجب أن يقدم الجميع
في سبيلها الغالي والرخيص. والانتماء للوطن كما يرى سموه مسؤولية، لا حمل جنسية والإنسان حين
يكون أهلا لهذه المسؤولية ويقدرها حق قدرها ويعرف قيمتها عندها يكون أهلا للانتماء إلى الوطن
وترابه الغالي ومواقعه المقدسة التي انبثق منها شعاع أعظم دين وأقدس رسالة سار بها رجال عظام
فتحوا البلاد ونشروا العدل والسلام في أرجاء المعمورة ومسؤولية هذا الجيل تتمثل في وجوب السير
على خطاهم وحماية منجزاتهم، وحب الوطن وخدمته وأهله وسام فخر يعتز سمو الأمير
عبد العزيز بن فهد بحمله على صدره، وفي شخصية سموه تكتمل أضلاع الملك الثلاثة
(الملك... ابن الملك.... وحفيد الملك) فهو ملك التواضع والشموخ، وابن الملك فهد بن
عبد العزيز - باني نهضة المملكة ورائد تطورها ومنارتها للمجد والحضارة- وحفيد صقر الجزيرة الملك
عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود موجد كيان المملكة وموحدها.. ورافع لواء التوحيد.. وباسط
شراع الأمن والأمان.. وغارس جذور العدل والإحسان.. في ربوع شبه الجزيرة العربية.. وقد تأثر
سموه بصفات والده وجده من حيث حب الكرم ومحبة العلم وتوقير العلماء... والأمانة والحزم والعزم
وبعد النظر والطموح والشموخ. فهو أحد مشاعل الخير والإحسان والعطاء في المملكة العربية
السعودية الشقيقة مهبط الوحي ومنبع صناديد الرجال.
يا مليك التواضع يا حفيد الملـوك=ربك اللي عطاك وللمعالي هـداك
نادر ٍفي خصالك بين جدك وأبوك=يا منار المكارم حقـق الله منـاك
عبد العزيز الفدغوش
الأحد, 22 - فبراير - 2009