وغابت الابتسامة السعودية
الحمد لله الذي أعزنا بالإسلام وجعلنا من المسلمين المسلّمين بقضاء الله وقدره ..
والحمد لله الذي زرع بيننا الراعي والرعية كل هذا الحب والوفاء والولاء والطاعة
والبيعة التي هي من أبرز ملامح حياتنا وصفاتنا السعودية الإسلامية ..
بالأمس شعرت فعلا بغياب الابتسامة السعودية ..
بالأمس شعرت فعلا أن الناس عابسة ..
بالأمس شعرت فعلا أن الناس مصدومة ..
بالأمس شعرت فعلا أن الناس فقدوا عزيزا لديهم ..
بالأمس شعرت فعلا أن الناس يعزون قادتهم ..
بالأمس شعرت فعلا أن الناس هنا مختلفين في ملامحهم عن ذي قبل ..
بالأمس شعرت فعلا أن سيدي سلطان قد غادرنا .. وأخذ معه ابتسامة السعوديين ..
بالأمس شعرت فعلا أن الحزن يخيم علينا جميعا ..
بالأمس شعرت فعلا أن للسعوديين خصوصية ليست لغيرهم من خلق الله ..
بالأمس شعرت فعلا أن هناك علاقة غير عادية تجمع بين السعوديين وقادتهم ..
بالأمس شعرت فعلا أن القادة السعوديين في القلوب ..
بالأمس شعرت فعلا أن سيدي سلطان بن عبد العزيز لم يغادرنا كولي للعهد فقط وإنما غادرنا كإنسان عظيم ..
وكقائد عظيم ..
وكولي عهد عظيم ..
وكأمير عظيم ..
وكأمير محسن ..
وكأمير فاعل للخير ..
وكأمير إنسان ..
بالأمس شعرت فعلا أن سيدي سلطان بن عبد العزيز ولي العهد قد غادرنا واخذ معه الابتسامة السعودية ..
فقبل أربعين عاما كانت الصحافة اللبنانية حينما كان هناك صحافة هي الأبرز عربيا
منذ ذلك الوقت وحتى الآن كانت قد أطلقت على سموه رحمه الله هذا اللقب
( صاحب الابتسامة الدائمة ) ..
منذ أن عرفنا سموه ما رأيناه إلا مبتسما ..
انه صاحب أشهر ابتسامة سعودية .. فقبل 36 عاما كان سموه يفتتح مدرسة سلاح الصيانة بالطائف ..
كنت أنا والزميل سليمان العصيمي
نمشي أمام سموه كصحفيين بمسجلاتنا ودفاترنا ..
كان سموه يداعبنا وهو يتفقد المدرسة فكان يسألنا :
( من وين نروح ؟ ) وبعد دقائق يسألنا مداعبا :
( من هنا وإلا من هنا ؟) ... رحم الله سيدي سلطان بن عبد العزيز
فــمع غياب سموه غابت أشهر ابتسامة سعودية لأشهر أمير سعودي ..
رحمه الله رحمة واسعة وأنزله منازل الشهداء والصديقين .. إنه على ذلك قدير ..
محمد بن علي آل كدم