(269) مدار الأفكار
رحاب الخطاب
يقول الشاعر العربي :
يا صانع المجد في أرجاء مملكة=خضراء كالواحة الخضراء بالنعم
أشغلت فكرك بالتفكير في غدهـا=ويومها وسهـرت الليل لم تنم
في يوم الأحد الماضي وأثناء افتتاح أعمال السنة الثالثة من الدورة الخامسة لمجلس الشورى السعودي ومن
تحت قبة المجلس في الرياض حاضرة المملكة العربية السعودية الشقيقة,وجه خادم الحرمين الشريفين الملك
عبد الله بن عبد العزيز آل سعود للشعب السعودي خطابا تاريخيا شاملا حدد من خلاله ملامح سياسة بلاده
الداخلية والخارجية,ومؤكدا على أهمية الحوار والتمسك بالوحدة الوطنية وتعزيز مضامينها,وتحقيق رفاهية
المواطن من خلال المشاريع الجبارة التي صرفت عليها الدولة المليارات,وقال: (إن كفاح مؤسس الملكة
العربية السعودية الملك عبد العزيز برفقة الأجداد أثمر وحدة وطن ومصير يجب أن يُصان,و إن ذلك يعني
التماشي مع روح العصر مع عدم الإخلال بالقيم الإسلامية للمملكة,وإن استمرار الحوار الوطني كأسلوب
للحياة ومنهج للتعامل مع جميع القضايا,وتوسيع المشاركة بين جميع مكونات المجتمع السعودي,أمر في غاية
الأهمية من أجل تعزيز الوحدة الوطنية ومعالجة القضايا المحلية وإيجاد قناة للتعبير المسؤول,وهي الأهداف
التي يستند إليها مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني الذي كنا قد دعينا لإنشائه منذ بضع سنوات لقناعتنا
بأهميته كمظلة تسعى لتوفير المناخ الملائم للحوار الوطني),وتتويجا لمسيرة الإصلاح التي يقودها المليك
حفظه الله ورعاه فقد أعلن في خطابه الذي ألقاه أمام مجلس الشورى السعودي السماح للمرأة السعودية
بالانضمام إلى مجلس الشورى كعضو اعتبارا من الدورة المقبلة وفقا للضوابط الشرعية و إلى المجالس
البلدية ترشحا وانتخابا وقال: (إن الميراث الذي نملكه يفرض علينا التطوير بما يتفق مع قيمنا ومبادئنا
الإسلامية وهي أمانة تجاه ديننا ووطننا,والمرأة في عصرنا اليوم كما في تاريخنا الإسلامي لها مواقف لا
يمكن تهميشها,واليوم نحن نرفض تهميش المرأة,وإن التحديث المتوازن المتفق مع قيمنا الإسلامية مطلب مهم
في عصر لا مكان فيه للمتخاذلين والمترددين ) ,وفي الشأن الخليجي عبّر الملك عبد الله بن عبد العزيز عن
ارتياح المملكة لعودة الأمن والاستقرار في مملكة البحرين,مشيدا بمسيرة مجلس التعاون الخليجي الذي يسير
بخطى ثابتة وواضحة, وقال : (إن المملكة ساهمت بفاعلية في تحقيق التكامل الدفاعي الخليجي المشترك لخلق
توازن عسكري قادر على حماية أمن الخليج وصون استقراره,كما نُقدر دعم مجلس التعاون لمبادرتنا المتمثلة
بالدعوة لإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب) ,وعلى الصعيد العربي جدد رفض المملكة لأي تدخل خارجي
في قضايانا العربية, وأعرب عن أمله في أن يعم الأمن والاستقرار عالمنا العربي ,مؤكدا احترام المملكة
ودعمها خيارات الشعوب وقال: (إن ما يربطنا بمحيطنا الخليجي والعربي والإسلامي يتجاوز التاريخ
والجغرافيا , فروابط الدين والمصير وقضايا الأمة ومصالحها,هي بلا ريب بمنزلة علاقة متجذرة راسخة لا
نفتأ أن نعززها بكل ما استطعنا من جهد) ,كما شدد المليك حفظه الله ورعاه على حرص المملكة العربية
السعودية على نشر الأمن والسلم الدوليين في منطقة الشرق الأوسط وبقية مناطق العالم انطلاقا من دورها
الرائد في الاستقرار وتحقيق الرخاء لدول المنطقة مؤكدا حق الجميع في الاستخدام السلمي للطاقة النووية
وفق إشراف ورقابة وكالة الطاقة الذرية,و أعلن عن دعم مختلف الخطوات والإجراءات الرامية إلى جعل
الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل وفق ما نصت عليه قرارات الأمم المتحدة,والتي هي
بحاجة ملحة لتضافر الجهود الدولية من اجل تفعيلها ووضع آليات تطبيقها,وقد ثمنت الفاعليات الرسمية
والشعبية مضامين خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز التي تعد منهاج عمل
وخريطة طريق ترسم الأهداف والبرامج والغايات التي تطمح الدولة إلى تحقيقها,وتجسد محاور وركائز روح
الإصلاح ومسيرة البناء والنجاح,وتضع النقاط على الحروف ضمن توجيهات صريحة وشمولية تتضمن
غرس قيم وطنية وإنسانية,وتحمل هموم واحتياجات الوطن والمواطن .
يا خادم البيتين يا رمـز الإصـلاح=يا باني ٍ مجد ومنـارات وصـروح
يا موجـد ٍ للمملكـة درع ووشـاح=وأسكنتها في قمة المجد بوضـوح
يا نور شعب ٍ من سياستك مرتـاح=وفي ظل عهدك شيك الإنجاز مفتوح
نور التقدم في سماء المملكة لاح = عم القرى والمدن والريف والسوح
شعبك فداء التوحيد في غال الأرواح = ويفدا الوطن بالحال والمال والروح
جسّد خطابك للوطن رأس الأرباح= ورسمت نهج ٍ بين الأوساط ممدوح
دام الشموخ ونور الإصلاح وضاح=والله يحقق للوطـن كـل مصلـوح