لا أعلم متى تندمل جراحي وأستريح من آلامي وتتبدل أوجاعي ألى فرحة أتلذذها في قلبي ووجداني أللذان نسيا نكهة ألسعادة منذ أمد بعيد...ومتى أتذوق طعامي كما كنت أتذوق طعام أمي عندما كنت طفلا يعود من أبتدائيته جائعا مسرعا ألى صينية
أمه ليأكل منها مالذ وطاب وأن كان ألأكل بسيطا ولكن رائحته ألزكية تلامس روحك لتزيدك جوعا فوق جوعك...وعندما تبدء ألأكل فأنك تتذوق لذته وتتحسس نكهته بقلبك وجوارحك وليجعل منه حنان أمك ونفسها الطيب وحلال رزق والدك وبيتك الدافئ
وبراءة طفولتك وأحلامها أفضل الموائد وأحلاها على ألأطلاق...أما ألآن وعندما كبرنا أصبحنا لانتذوق الطعام بل نأكل لنسد حاجة ألجسد وحسب...فلقد ذهب الخير وودعنا النفس الطيبة وتلوث الرزق الحلال وضاعت البراءة والأحلام والحنان وفقدنا حاسة
الذوق ...
كما فقدنا نعمتي الحرية والأمان...وملأت المرارة أفواهنا وأفئدتنا بعد أن برزت لغة ألأحتلال والأعقتال...والمفخخات والأغتيال...مع كثرة ألأحزاب والميليشيات...وكثرة أنواع ألطائفيات والقوميات والأختلافات...والمفروض أننا عندما نكبر نحترم ألآخر ونلم
الشمل ونفهم ألحياة ونقدر مكوناتها ونحقق ولو جزءا يسيرا من أحلامنا ألمنطقية والمشروعة ونقدم بما نقدر عليه من الخير والواجب لبلدنا ومجتمعنا وننمي ولو شيئا بسيطا من مواردنا ألشخصية...والمفروض أننا نملك أشيائنا لا أن نفقدها...ولكن نحن
فقدنا كل شئ حتى الوطن وحق المواطنة وأبسط مقومات الحياة...والكثير منا تمنوا أن يعودوا صغارا أو حتى تمنوا لو أنهم لم يخلقوا وبقوا في عالم الذر غير واعين...وماذا عسانا نقول عن اللذين قتلوا على ألهوية وعن ألنفس ألتي وؤدت ولاندري ولاهي
تدري بأي ذنب قتلت...وبماذا ياترى نعزي ألأطفال والأحباب أللذين أنتظروا آبائهم وأحبائهم فمازالت نظراتهم ألحائرة وقلوبهم ألوجلة معلقة بلهفة وحزن على ألأبواب وألى ألأبد...والآن أبقى أتسائل في قرارة نفسي كحال الكثير من أبناء بلدي...هل هناك
ممن تصيبهم لعنة بمجرد أن يودعوا طفولتهم ويبدئوا في مشوار حياتهم وتبقى هذه أللعنة ترافقهم متلبسة فيهم طوال رحلة عمرهم وهل نحن منهم؟ ولكن كيف تكون على شعب كامل وبأجيال عدة وحتى على أطفاله ونسائه وشيوخه وبشكل شامل؟ أم
أنها تدابير ألقدر وحكمته وحكمه؟ أم أن ذلك يتعلق بعلم ألأجنة وموروثاته ألجينية وورث أجدادنا ألمثقل بالدماء ألبريئه منذ مقتل سيدنا ألأمام علي (عليه ألسلام) وكارثة ألطف وصولا ألى ألملكية ونهايتها ألمؤلمة وقيام ألجمهوريات ألأنقلابية ألمتعاقبة
ألبائسة وكلما جاءت أحداها لعنت أختها وهن في ذلك سواء...أم أنها تربية وأخلاقيات وطقوس عادات وتقاليد قد نشئنا عليها في بيوتنا ومجتمعاتنا؟ سواءا أكنا شيعة وسنة مسلمين وغير ذلك عرب أم من باقي القوميات ألأخرى مخيرين أم مسيرين
مقتنعين أو غير مقتنعين؟ أم أنها مخططات قديمة خارجية...تم أعدادها في دوائر خاصة وتم تصديرها لنا ضمن برامج وحلقات وبالتمهيد والتقسيط ألمريح ...شيئا فشيئا .... حتى أصبحت جزءا مفروضا على واقعنا وبعدها جاءنا ألتيار بسيله ألدموي ألعارم
ليغرقنا وبدون رحمة وليس من سفينة تحملنا ولا جبل ألجودي فنستوي عليه...ولتكتمل فينا مخططات ألغرباء ألحاقدين بعد أن فتحنا لهم ألأبواب وبعد أن أستعانوا بأمكانياتهم وبمرتزقتهم أللذين منا وفينا وبيننا... وربما حتى بمن أوصلوهم قبل ذلك ألى
السلطة والتحكم بنا ؟ أم أن هذه أللعنة ألتي وقعت على ألعراق وشعبه كانت بسبب موقعه الجغرافي ألأستراتيجي من ألمنطقة ولكثرة خيراته مما أدى الى تكالب دول ألأستعمار لأحتلاله ناهيك عن ظهور ألثروة ألنفطية فيه والتي لم تجلب لنا سوى
المصائب ولم نستفد منها شيئا ؟ أم لعل معاناتنا كانت بسبب سلسلة من ألأخطاء والتجارب قد مررنا بها ولم نعرف كيف نتصدى لها أو نعالجها؟ أو لعلنا وقفنا في مفترق طرق ولم نختار ألطريق ألصحيح مع علمنا به وأنزوينا بأنكفائية ألخوف وفلسفة ألقول
ألشهير ألباب ألذي تأتيك منه الريح سده وأستريح...وساعد على ذلك بطش الحاكم...هل ألسر يكمن في أحد هذه ألأسباب؟ أم في بعضها أو كلها لا أدري؟ وربما بعضكم يعلم أين يكمن الجواب؟ ولكن ليس بالضرورة ماينطبق عليه ينطبق على الباقين...
مع حبي وتقديري ... عاشق الرافدين