حُلميَ المراود
أتــراودنـي يـا حلـم وتنسـى كبْتِي واضـطهادِي
أما ترى تحطم الأقنعة على الشرفاتِ والأجسادِ
رغــم كــبـوة جــــــــــوادي،أدركــتُ مُــرادِي
عــلـى ضـفّـتيْ نـهــر حـيا تي، فزرعتُ ودادِي
وأجّـجـتُ شـوقِــي ،فـاســتـبـكـى غـمـام الرشادِ
يـا إبـنة الغـاب ،راقـصـيني عـلى خرير الوادِي
لا تخـافي ،فـالـغـول مـشـغـول بـأكوام الحصادِ
والـصّـبـح دامـي،يـتـعثّـر فـي الأتـلام والأنجادِ
فـتـتبّـعـي أسـراب الفـراش فـي شمـوخها الميّادِ
تـزهـو أنـيـقـة فـي الـبـراري ،رائـحات غوادِي
فمـن الـروعـة ،أمـصـار تـخـمّــرت وبــــوادِي
كـلّـمـا تـهـادتْ بــرقـصـاتـهـا ،غـنّـاهـا فــؤادِي
وشـعـرتُ بـنـخـوةٍ، لـكـأنّـهـا عــيــدُ مـيـــلادِي
أنـتِ بُـغـيـتِـي الـمـنـشـودة، أرعـاهـا بـسـهادِي
مُـذْ عـشـقْـتُـهـا، غــرقـتُ فـي حـبّـهـا الـوقّـــادِ
فـغـدوتُ مـجـنـونًـا ،أغـنّـي أحـــــــلام رُوّادِي
ونـسـيـتُ حـلـمِـي، وأنــا الـمـتـيّـم الــشّـــــادِي
أجـوب الـقـفـار جـريـحـا ،عـلـيـكِ أنـــــــادِي
فـيـجـيـبنِـي الصّدى ،مُـزلزلاً أركـان الـعـمادِ
تَـقـدّمْ أيّـهـا الـمُـرنّـقُ بـالـحـسـرات الـشّـــدادِ
إنّ الـضّـيـاء الـسّـرمـدي خـلف ظلام بلادِي
فتعالِي نـادمـيـنِي وتـخمّـري برحيق أورادِي
فـإذا سـكـرتِ فـغـنّيـنِي ســـوالــف الآبـــــادِ
وذكـّريـنِــي فـي أيّ مـلـحـمـةٍ سُدْتُّ أسيادِي
لا تـقـولـِي كـنـتَ الـنّـاسـكَ، أوّاب الـنّـوادِي
فاسـتـعـبـدتَّ قـومـي ،مُـذْ حـكـمـتَ بــلادِي
وأهـرقــتَ فــي كـلّ شـبــــر دمـــاء العـبادِ
فـتعـالِي نادمـينِي وتخمّري برحيق أورادِي
لـقـد أرهـقـتـنِي الـلـيـالـي وأدمــتْ فـــؤادِي
يــا مَـنْ بـحـسـنـهـا نـوّرتـنِي وطيّبتْ زادِي
سـأهيـم بـذكــراكِ مُـغنّـيــاً فـي كـــلّ وادِي
رُبّـمــــا نـلـتـقِـــي يـــومًـــا بـغـيـر مـيــعادِ
محمد البرجي التباسي
بلبل الجريد
مع تحياتي القلبية