حتى أذا ماتمشينا قليلا أستقبلتنا أريكة خشبية خضراء فجلسنا عليها أمامها فأضافت عن قرب لونا رائعا جديدا لها هذه ألبحيرة ألنقية ألطاهره ألزرقاء ألممزوجة بلون
ألسماء حتى أختلط بها وسورها على حافاتها أخضرار ألأشجار والزهور وكأنه خاتم ألزفاف ألذي أهدته ألسماء لها ... ومن كل مكان يأتينا عبق ألنسائم ... ألتي تخللت
ألأشجار... وطافت على ألأزهار ... ولامست ماء بحيرتنا... فمتصت عطركل هذه ألأشياء ونثرته علينا ...
ياألهي مكان ساحر للحب وجو رائع للنشوة ويليقان ببوح ألعاشقين ... ويوحيان لهم بالرسم والشعر والتغزل ألعذري ... ثم قامت وحملت حجرا ورمته على هذا ألماء
ألساكن ... فتكسر هدوئه وتسارعت نبضاته وركضت بكل أتجاه ... وكل هذا بسبب ذلك ألحجر ألبسيط ... وألذي غاص في الأعماق ... وعندما سئلتها عن ألسبب ؟ قالت
لتبقى بصمتي هناك على قاعه مكنونة وألى ألأبد ... وعادت لتجلس بجانبي وبينما أنا متعمق بفلسفة فكر فعلتها وعلى نظرية ألمقدرة في تغيير مصير ألأشياء ..أخرجت من
حقيبتها كيسا ورقيا أبيض قد أمتلأ بالفستق ...حتى بدء يتساقط من جوانبه فنظرت أليها وألى كيسها ألكبير وألى ماسقط منه فمددت يدي لألملم ما كان بيني وبينها ...
فبتسمت وقالت أنا أعشق ألفستق وبدأت تتكلم وهي تطقطق قشوره تحت أسنانها أو بين أظفارها وتمضغ لبه وتبلعه ... وسترسلت بحديثها عن قصص حبها لهذا ألمخلوق
ألصغير ... والذي لم يمنعها حبها له من أن تهشمه وتسحقه وتأكله ... ومع هذا فقد قلت في نفسي ياليتك تتكلمي عني ... فأذا كنت معشوقك وحلالك ... فأني لراض بأن
تستقبليني بشفتيك وتقطعي جسدي بأسنانك وأظافرك وتعجنيني برحيقك وأنفاسك...فأنا راض بأن أكون طعامك شريطة أن تتلذذي بأكلي ...فسألتها منذ متى وأنتي في
بلاد ألغربه أجابت منذ ثلاث سنوات أخبرتها وأنا منذ نصفك ... وأقول في داخلي ياليتني كنت نصفك ألثاني فأكون لك ألسكر والعسل والفستق وكل ماتريدين ... فسئلتها
أنتي وأهلك ؟ قالت وبكل بساطه وهنا كارثتي ومأساتي ...قالت وأنا أمني ألنفس بأحلام لطالما رفعتني ألى ألسماء وجعلتني ألامس ألنجوم ... حتى ظننت بأني أعانق
أليقين فأذا بها ألآن توقظني على كابوس ألحقيقة ألذي أنزلتني به من هذه ألأحلام ألشاهقه كلمح ألبصر لترميني في أعصار هادر لايعرف ألرحمة والأمل ... وذلك لأنها
أجابتني :
أنا وزوجي ... أنتي ومن ؟ أنا وزوجي ... فصعقت وكأنها أطلقت علي كل ألرصاص ومن كل مكان ... وتركت رصاصة ألرحمة ألأخيرة ... كي أبقى معذبا بجراحي
ألبليغة ...وأحسست أني ألآن أصبحت حقا كما تمنيت من ألفستق ولكن كقشوره ألمرمية على ألأرض هذا ماجناه علي ذلك ألثلج وشرهي لدخاني ... فقلت لها وأين خاتم
زواجك قالت لاألبسه... لما ؟ لأنه خلع خاتمه في أول سنة ولم يعد يهمه خاتمي ولايسئلني عنه ... فأجبتها مغاضبا إن كنت متزوجة ...فلماذا قبلتي بأتصالاتنا ؟ أو لما لم
تخبريني بهذا ؟ وكيف وافقتي على ألخروج معي ؟ فتحدثت وألأبتسامة تملأ فيها أنتم يارجال ألعرب لاتعرفون معنى صداقة ألمرأه لأنكم تبحثون على أكثر من ذلك ...وأنا
أعرف هذا لأني عربيه ولدي أخ بعمرك ولكني أحببت ألخروج معك لأنك لطيف ومحترم ولأنك تشبه كثيرا أخي بنفس طوله ورشاقته ولونه وأناقته وحنانه ... أه كلما سألتها
لأنفس عن غضبي تحرقني بنار أخرى ...فحاولت أن أهدء ولا أفضح نفسي وتماسكي ... وخصوصا أنها مدحتني وشبهتني بأخيها ... فرضيت أن أسير فوق ألجمر وأتذوق
مرارة ألصبر من جديد ... وأن أكون فعلا عند حسن ظنها فقلت في نفسي لم لا فلأجرب صداقة ألنساء بأخوة ألأعتدال ... ولأكن لها بديلا عن أخيها لا عن شئ آخر ...ناصحا
ومعينا لها في غربتها لعل الله يرحمني بها على كثرة ذنوبي ... فقلت لها أطمئني ما أسم أخيك أجابت أيوب قلت أطمئني ياأخت أيوب سأكون لك أيوب وأقتدي بصبر أيوب ...
فتبسمت ضاحكة من قولي وشكرتني وقالت علي ألذهاب... فبعد قليل موعد ألدكتور لطفلي ذو ألعامين ولأشتري له لعبة ولقد تركته عند جارتي لأحترم موعدك ... ثم
ودعتني ورحلت وبقيت أنظر أليها ... وأقول كم تغيرين أنتي أشياء غيرك وتطبعين بصمتك عليها... ولكنك لاتستطيعن على ان تغيري اشيائك وقد طبع ألقدر بصمته عليك
شئتي أم أبيتي ..فنظرت مطأطأ رأسي في ألأرض على
قشور ألفستق والذي طبعت عليه بصمتها فغيرته الى الأبد كما فعلت بذاك الحجر وبقشوري ولبي وغيرت في
الكثير ... ألكثير ...
مع حبي وتقديري ... عاشق الرافدين
ra,v hgtsjr hg[.x hgvhfu ( 4 ) ,hgHodv hg[sl hgvhfu hgtsjr ,hgHodv ra,v