( 42 ) مـدار الأفكار
لؤلؤة الخليــــج
يقول الشاعر العربي :
في كل عام نستفيق مع العلى=والمجد يبني المكرمات ويرسم
هذي هي البحرين في أعيادها=نصر به روح البطولة يفعـم
في السادس عشر من شهر ديسمبر من كل عام تحتفل مملكة البحرين الشقيقة بيومها الوطني المجيد الذي
يرمز إلى الاستقلال و اكتمال السيادة الوطنية , ويجسد كل معاني الشموخ والاصطبار والاقتدار, وينطق بآيات
المفاخر والمآثر وروح الانتصار , ومسيرة الخير وكفاح الأحرار , ففي ذلك التاريخ من عام 1961 م تولى
مقاليد الحكم في البحرين صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة – يرحمه الله – بعد وفاة والده
المغفور له بمشيئة الله الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة وفي عام 1970 م أعلن استقلال دولة البحرين
وانضمت إلى هيئة الأمم المتحدة وعضوية صندوق النقد الدولي عام 1971م وإلى جامعة الدول العربية عام
1973م ومن الطبيعي أن تكون البحرين عضوا مؤسسا في منظومة مجلس التعاون الخليجي الذي أعلن عن
قيامه بتاريخ 25 مايو 1981م ليفتح أبواب التعاون بهدف تنمية علاقات دول المجلس وتحقيق التنسيق
والتكامل بين شعوبها في مختلف المجالات والذي قال عنه أمير البحرين الراحل سمو الشيخ عيسى بن سلمان
آل خليفة - يرحمه الله - وذلك في الاجتماع الأول الذي عقد في أبو ظبي عام 1981م : (وإنني - على ثقة -
بأن مسيرة العمل الجماعي هذه ستؤدي حتما إلى حياة أفضل لشعوب هذه المنطقة , فعصرنا الحاضر يتوجه
إلى أقامة الوحدات الكبيرة سياسيا واقتصاديا) .
وفي مارس عام 1999 تولى سدة الحكم في البحرين صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة- حفظه
الله ورعاه – والذي يقود في بلاده مسيرة الإصلاح والتنمية ففي العاشر من فبراير عام 2001م جاء ميثاق
العمل الوطني مؤكدا رغبة القيادة والشعب في انتهاج الديمقراطية وفي الرابع عشر من فبراير عام 2002م
أصبحت البحرين مملكة دستورية لتكتمل مسيرة التحديث السياسي التي تلبي تطلعات شعب البحرين , وقد
عززت هذه المسيرة مناخ الأمل والثقة بالذات الوطنية ودفعت حثيثا باتجاه تكريس التعايش الوطني وتعميق
مضامينه وجعلت من التحديث السياسي والاقتصادي وعصرنة الدولة هدفا محوريا وأصبحت البحرين في
ضوء مسيرة الخير أكثر استقرارا وأمنا وتعززت مكانتها على المستوى الإقليمي والدولي . وتشهد البحرين
كغيرها من دول الخليج نهضة شاملة وحركة تطور وتحديث وتغيير في كافة المجالات وفي نفس الوقت تعتز
الدولة بتاريخها وتراثها الأصيل فخطط التنمية تسير جنب إلى جنب مع المحافظة على التراث والعادات
والتقاليد ,ويقول أمين الريحاني واصفا البحرين : ( ليس بين مسقط والبصرة أجمل من مركز هذه الجزيرة ,
وليس أصلح منه للتجارة أو للحرب , فهي تتوسط الخليج في زاوية معينة منه كأنها بارجة راسية في جون
متسع بين قطر و القطيف ، أو كأنها باخرة دنت من الساحل الذهبي المحيط بها ترفع علم السلم والتجارة . بل
كأنها ، وهي عند مهد اللؤلؤ ، جوهرة كبيرة في جيب الخليج ) . وفي ذكرى اليوم الوطني لمملكة البحرين
الشقيقة نسال الله أن يغمرها وسائر دول مجلس التعاون بالأمن والأمان والخير والرخاء والإيمان .
يا الله تعـز ّ بعزتـك دار الأحـرار= وتضفي على البحرين نور ٍ على نور
دار الخليفة شعلـة المجـد الأخيـار= اللي لهم تاريـخ بالمجـد مشهـور
عبدالعزيز الفدغوش
الأربعاء, 17 - ديسمبر - 2008