( 36 ) مدار الأفكار
الضحية الأولى
يقول الشاعر العربي :
عرفت الشر ّ لا للشرّ لكن لتو قّيه= ومن لا يعرف الشر من الناس يقع فيه
ويا لرُبّ خدّاع من الناس تلاقيهِ = يعيبُ السمّ في الأفعى وكل السمّ في فيهِ
اتصلت إحدى القارئات معرِّفة نفسها بـ "ضحية زيف الشعراء" وأبدت شكرها وثناءها لما جاء في نافذة
"مدار الأفكار" والتي كانت بعنوان "تحريف التعريف" والمنشورة في الأسابيع الماضية والتي تم تسليط
الأضواء من خلالها على أساليب الغش والخداع والتضليل التي تتبع في ساحة الأدب وأبرزها إضافة "أل
التعريف" من قبل بعض "الإعلاميين والشعراء، والكتّاب والأدعياء" بغير وجه حق وذلك طلبا للوجاهة
والتفخيم، وللإيهام بالانتساب إلى عوائل الكويت والخليج المعروفة. وتفيد "القارئة الضحية" في شكواها
بأن أحد الشعراء تقدم لخطبتها على اعتبار أنه من العائلة الكويتية المعروفة التي أصبح اسمه مطابقا لها
بعد إضافة "أل" التعريف الذي التزمه في النشر لسنوات عدة وكانت القارئة تعتقد أن النشر في المطبوعات
واللقاءات في الفضائيات لا يتم إلا وفقا للثبوتيات الأصلية التي يمتلكها صاحب العلاقة ولا يمكن بحال من
الأحوال التلاعب في ذلك حذفا أو إضافة وفقا للهوى والميول، وخداع الآخرين لأن ذلك يعد تزويرا
وتدليسا. وتكمل "الضحية" قصتها بأنه عند البدء بإجراءات توثيق عقد الزواج رسميا اتضح لها ولأسرتها
أن “زوجها الشاعر” الذي عقد عليها وفق الأعراف لا يمت للعائلة الكويتية المشهورة بأي صلة وإن كان
ادعى ذلك عند بدء معرفتهم به! وأن اسمه في الواقع يخلو من "أل التعريف" تماما ولا ينتمي لأي جنسية
معروفة، أي أنه عديم الجنسية غير معروف النسب والانتماء، مما جعلها تتراجع عن إتمام عملية التوثيق
وتصر على طلب الطلاق بعد انكشاف حقيقة "الشاعر" الذي أوهمها بأنه يعود بنسبه إلى تلك العائلة
الكريمة! وتتساءل القارئة الضحية" التي أصبحت مطلقة بحكم القانون والأعراف، ومعها يتساءل الكثيرون
عن كيفية السماح لذلك "المدعي" وأمثاله بالاستمرار بالنشر في المطبوعات المحلية وعبر القنوات
الفضائية تضليلا وبأسماء عوائل كويتية وخليجية معروفة لا ينتمون إليها حقيقة، لاسيما أنه تم "التجريم
" لهذا العمل وفقا للقانون، وكما تقول المحامية سماح سالم العلي: إن إضافة "أل التعريف" إلى الاسم من
غير أن يكون لها أساس في الثبوتيات الرسمية يعد تزويرا وجريمة يعاقب عليها القانون، وطلب الوجاهة
لا يبرر ذلك الفعل، ومن ير أحقيته فيه فعليه أن يقدم أصولا إلى لجنة دعاوى النسب وتصحيح الأسماء
والتي بدورها تنظر بوضعه وتصدر الحكم المناسب والملائم لكل حالة. وكذلك تم “التحريم” لذلك العمل
وفقا للشرع لأنه يعد من أساليب الغش والخداع والانتساب لغير الأب الحقيقي، وقد قال الحق سبحانه
وتعالى: ) ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ الله( ( الأحزاب, (5 : وجاء ذلك في القرآن الكريم قبل أربعة عشر
قرناً، وقبل انتشار التلاعب بالأسماء والألقاب وما يصاحبها من خداع وتدليس وتزييف. ويقول أحد الأطباء
النفسانيين: "لا شك أن من يقدم على وضع الإضافات غير الحقيقية بقصد التباهي وطلب الشهرة، مصاب
بداء خداع النفس الذي يعني توهم الإنسان لحقيقة نفسه وإمكاناته وظروفه على نحو يخالف الواقع ولكن
يتفق مع هواه ورغبته، والفرد بطبيعة الحال لا يكون متعمدا ذلك بل إنه يقوم بخداع نفسه دون
وعي بذلك كأن تكون إمكاناته العقلية والعلمية ضعيفة ويري هو عكس ذلك , ويتبقى أخيرا معرفة رأي
الجهات الرسمية، والعوائل المعنية وموقفهم من هؤلاء الأدعياء الذين قد يكون لهم ضحايا كثيرة وفي
مجالات أخرى.
يا للعجب وشلون بالنشر تنضاف= ألفٍ ولامٍ ل" البرستيج" تزييـف
ترى الورى يا عوير بالوضع عرّاف= والزيف مكشوف ٍ لكل العواريف
عبد العزيز الفدغوش
الأحد, 16 - نوفمبر - 2008