(266) مدار الأفكار
آمال الصومال
يقول الشاعر العربي :
نكد الزمان فأمنت أيامه =من أن يكون بعصره عسر
طلع الزمان بأزمة فجلا له= تلك الكريهة جوده الغمر
إن جمهورية الصومال التي تعد قديما من أهم مراكز التجارة العالمية بين دول العالم القديم,هي دولة عربيّة
إسلاميّة,تقع شمال شرقيّ أفريقيا,ويحدُّها خليج عدن شمالاًوالمحيط الهندي شَرقاً,وكينيا وإثيوبيا غرباً,وجيبوتي
في الشمال الغَربي,وقد استقلت في الأول من يوليو عام 1960م,وانضمت إلى جامعة الدول العربيةعام1974م
كما أصبحت عضوا في منظمة الأمم المتحدة,وحركة عدم الانحياز,ومن الأعضاء المؤسسين لمنظمة المؤتمر
الإسلامي,وعملت الصومال على توطيد علاقاتها بباقي الدول الإفريقية,فكانت من أولى الدول المؤسسة للاتحاد
الإفريقي,وقامت بدعم ومساندة المؤتمر الوطني الإفريقي في جنوب إفريقيا ضد نظام الفصل العنصري,وتُعد
الصومال من أفقَر الدول وأقلّها تقدُّماً في العالم,فهي دولة قليلة الموارد,فضلاً عن,تدمير معظم اقتصادها بسبب
الحرب الأهليّة التي تعصف بالبلاد منذ الإطاحة بحكومة الرئيس محمد سياد بري عام 1991م,ولا تزال تدور
رحاها,وقد أدت إلى تعطيل الزراعة والتكالب للسيطرة على الموارد الطبيعية والمناطق الرعوية الغنية,وقد
وصف جيمس بيشوب أخر السفراء الأمريكيين للصومال وضع تلك الحرب فقال: (إنها صراع على الماء
ومناطق الرعي والماشية,كانت تدار قديما بالأسهم والسيوف وأصبحت تدار الآن بالبنادق الآلية) ,وقد نجم عن
الحرب الأهلية الصومالية حدوث مجاعة أودت بحياة عشرات آلاف الأشخاص أغلبهم من الأطفال,وفي
الأسبوع الماضي أعلنت الأمم المتحدة رسميا حالة المجاعة في مناطق متعددة من الصومال,والتي يعيش نحو
نصف سكان سكانها ظروفا مأساوية,ومجاعة فعلية بسبب موجات الجفاف,وطالب مارك بويدين منسق
المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة في الصومال المجتمع الدولي بتقديم[300 ] مليون دولار خلال الشهرين
المقبلين للتغلب علي المجاعة,وتقول وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن واشنطن ستقدم [28 ]
مليون دولار إضافية كمساعدات عاجلة للصومال التي تعاني من مجاعة في بعض المناطق بسبب موجة
الجفاف التي تشهدها,كما دعت بعض المنظمات الأهلية الفرنسية إلي تقديم مساعدات لسكان منطقة القرن
الأفريقي,ودعت منظمة الإغاثة الشعبية الفرنسية إلي تقديم تبرعات مالية من أجل إيصال مساعدات للأطفال
والأشخاص الأكثر تضررا من تداعيات الأزمة الغذائية في المنطقة,وفي منظمة يونيسيف فرنسا تم الإعلان
عن تقديم مليون يورو كمساعدات عاجلة لدعم برنامج الإغاثة لصالح الأطفال والأسر الأكثر تضررا,وقد
بادرت دولة الكويت بناء على توجيهات سمو أمير البلاد المفدى الشيخ صباح الأحمد الصباح للمساهمة في
تخفيف معاناة الأشقاء في الصومال حيث تبرع سموه بمبلغ 10 ملايين دولار لصالح المنكوبين في الصومال
كما أمر بسرعة تقديم المساعدات إلى الصومال لمواجهة الظروف المعيشية الصعبة فتم تجهيز طائرتين
محملتين بمساعدات إنسانية ودوائية وخيم للتوجه إلى جمهورية الصومال لمساعدة شعبها الذي يواجه ظروفا
معيشية صعبة جراء الجفاف الذي أصاب بلادهم,ويقول الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون: ( يموت
الناس جوعاً في أرجاء القرن الأفريقي,وقد خلف تضافر كارثي للنزاعات وارتفاع أسعار الأغذية والجفاف
أكثر من [11] مليون من الناس المعوزين بشدة,وتدق الأمم المتحدة ناقوس الخطر منذ شهور,وقد قاومنا
استخدام كلمة المجاعة,إلا أننا اعترفنا رسمياً الأربعاء الماضي بالواقع المتغير بسرعة,وهو وجود مجاعة في
أجزاء من الصومال,وهي آخذة في الانتشار) ,وتقول حليمة عمر وهي من منطقة شابيل والتي توفي أربعة من
أطفالها الستة: (ليس هناك شيء أسوأ في العالم من رؤية المرء أطفاله وهم يموتون أمام عينيه,لأنه لا يستطيع
سد رمقهم, إنني أفقد الأمل),ويقول الدكتور عبد العزيز آل عبد اللطيف : ( مجاعة الصومال أبلغ من كل رثاء
) ,فمن داخل الصومال تنقل الفضائيات مشاهد دامية ومبكية وتتحدث عن أنباء فظيعة فبعض الأُسَر ترى موت
أطفالها من الجوع والعطش واحداً تلوالآخر,فلا يمكن لنا كمسلمين تجاهل أحوال إخواننا في الصومال وغيرها
من بلاد الإسلام,والحق سبحانه وتعالى يقول: ( أو إطعام في يوم ذي مسبغة) [البلد:14] ,قال ابن عباس ذي
مجاعة وكذا قال عكرمة ومجاهد والضحاك وقتادة,والسغب هو الجوع مع التعب,والساغب الجائع,وقال إبراهيم
النخعي في يوم الطعام فيه عزيز,وقال قتادة في يوم مشتهى فيه الطعام,وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه قال: ( من موجبات الرحمة إطعام المسلم السغبان ) ,ولقد تمعّر وجه النبي الله صلى الله عليه وسلم أي
تغيّر لونه لمّا رأى آثار الفاقة على قوم من مضر فحث على الصدقة وتتابع الناس على الصدقة بالطعام
والثياب حتى تهلل وجهه الشريف واستنار كأنه مُذْهَبَه,فقال صلى الله عليه وسلم: ( من سن في الإسلام سنة
حسنة فله أجرها,وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء,ومن سن في الإسلام سنة
سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء),نسأل الله العلي العظيم
أن يفرّج الكُرَب عن إخواننا في الصومال وفي سائر بلاد المسلمين .
يا طالب الأنفال في كل الأحوال = ساهم بفعل الخير يا نافل الجيل
ساهم ترى ميزان الأعمال يختال =بأهل التقى والطايلة والتنافيل
شف حالة الصومال يا طيّب الفال = وساهم بتفريج الكُرَب والغرابيل
فقر وجفاف وجوع والقتل لا زال = والوضع ما يحتاج شرح ٍ وتفصيل
يبين رسم الموت بعيون الأطفال = وحنّا نخطط للسفر والتعاليل
ندفع على الكورة عظيمات الأموال = ونعدّها رأس العمل والمحاصيل