طير حر ، يجوب الأجواء والنواحي ، لا يرضى بغير المعالي له طريقا ، ولا بغير العزة له صديقا ، ويأنف عن الأمور الصغيرة والتافهة ، إن طلب أحد منه مساعدة ولو لم يعرفه هبّ لنجدته ، تأمره نخوته، وإن استجار به أحد أجاره بلا تردد .
لا يشرب إلا من الماء الصافي الزلال ، ولا يحب تعكير صفائه ، يذبّ عن أعراض الناس ، ويدافع عمن وقع عليه ظلم ، يقدّم نفسه وماله وجاهه في سبيل من يلجأ إليه بسبب ضيم أو ظلم أو جور أو حاجة ، لا يرد أحدا ينتخي به ، ولا يعتذر عن خدمة عن خدمة من طلبه أو دخل عليه ، يبذل المستحيل ، ويعطي عطاء من لايخشى الفقر والفاقة.
إن سمع عن متخاصمين أتى إليهم ولو كان بعيدا ، من أجل أن يصلح ذات البين .
يحب الفزعات والمساعدات ، ويكره الأنانية وحب الذّات ، إن نمى إلى سمعه أن أحدا مريضا من معارفه أو جيرانه أو أصدقائه هب في الحال لزيارته والسؤال عن الأحوال .
وإن سمع عن مشكلة ذهب من أجل أن يجد لها حلا ، كريما في أخلاقه ، عزيزا في نفسه ، له مكانة خاصة في نفوس الناس ، لا يملون معاشرته ، وترتاح نفوسهم لمجالسته ومؤانسته .
يضفي على جو المجالس نكهة خاصة ورونقا فريدا ، إذا تكلم أنصت له الجميع ، وإن سكت أجله الجميع ، إن طلبت منه عونا في المرة الأولى لبّاك ، وفي المرة الثانية لبّاك ، وفي المرة الثالثة لبّاك، فلا يتأفف من طلب المساعدات وإن كثرت وتنوعت .
يحب أن يسعى في حاجات الناس ولوازمهم ، إن استنجد به صاحب حاجة لبّاها سواء كانت صغيرة أم كبيرة ، ولا ينظر إلى مستوى أو جنس أو جنسية صاحب المسألة .
سبحان من أختصه بهذه الخصال الكريمة والسجايا العظيمة .
هذ الطير هو من الطيور النادرة في هذا الوجود ، غالي الثمن ولا يمكن أن يقدّر بثمن ، إنه أغلى من كل كنوز الدنيا ، لا يملكه سوى خالقه ، ولكنه يملك الناس بحسن أخلاقه وكرم طباعه ، إنه لا يصيد إلا الفضائل ولا يبحث إلا عن المعالي والسمو والمراجل راجيا ثواب خالقه ورازقه هذه الفضائل،
هذا الطير الفريد ، أكرمني الله عز وجل بالتعرف عليه منذ بضع سنوات ، فأسرني ولم أستطع الفكاك من أسره ، ما أجمل هذا الأسر وهذا الآسر ، أحببته وجالسته فما أجمل الجلوس معه .
والله ثم والله ثم والله إني أحببته في الله وأشهد الله على ذلك ، لله درّه من طير نادر ، نعم .....فقلّما تجد مثله في هذ الزمان المظلم ، إنه شعلة في سماء الإنسانية والرجولة ، إنه ملاك على صورة بشر إنه شمعة مضيئة في طريق المحبة والأخوة والإنسانية، إنه إنسان ، رجل مثلنا
سميته طيرشلوى كناية عن طير شلوى النادر المعروف وهو نوع من أنواع الطيور النادرة والتي بها صفات جميله ليست كصفات بقية الطيور . أسأل الله أن يطيل في عمره وأن يثيبه على كل أعماله في الدنيا والآخرة وأن نرى من أمثاله في مجتمعاتنا العربية والإسلامية ، وأكيد الأمر لا يخلو من هو على شاكلته وكما قال الحبيب الأول خير البشر ( الخير فيّ وفي أمتي إلى قيام الساعة ) فهذه بشارة ، والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل إنه سميع مجيب . !
بقلم / جوهر الراوي !