(265) مدار الأفكار
سلطان عُمان
يقول الشاعر العربي :
المجد فيك حضارة وأمان = فلك التحية والسلام عُمان
قابوس الباني صروح حضارة =يزهو بها في أرضك الإنسان
إن تاريخ الثالث والعشرين من شهر يوليو يعد من الأيام المجيدة الخالدة في تاريخ سلطنة عُمان,ومن العلامات
الفارقة والمضيئة في جبينها,ففي 23 يوليو عام 1970م تولى السلطان قابوس بن سعيد مقاليد الحكم في بلاده
,وفي تلك المناسبة قال حفظه الله ورعاه مخاطبا شعبه: (إني أعدكم أول ما أفرضه على نفسي أن أبدأ بأسرع
ما يمكن أن أجعل الحكومة عصرية,وأول هدفي أن أزيل الأوامر غير الضرورية التي ترزحون تحت وطأتها,
وسأعمل بأسرع ما يمكن لجعلكم تعيشون سعداء لمستقبل أفضل وعلى كل واحد منكم المساعدة في هذا
الواجب,كان وطننا في الماضي ذا شهرة وقوة وان عملنا باتحاد وتعاون فسنعيد ماضينا مرة أخرى وسيكون
لنا المحل المرموق في العالم العربي,وإني متخذ الخطوات القانونية لتقي الاعتراف من الدول الخارجية
الصديقة واني أتطلع إلى التأييد العاجل والتعاون الودي مع جيراننا وأن يكون مفعولة لزمن طويل والتشاور
فيما بيننا لمستقبل منطقتنا,إني استحثكم الاستمرار في معيشتكم المعتادة,إني وحكومتي الجديدة نهدف لإنجاز
هدفنا العام كان بالأمس ظلام ولكن بعون الله غدا سيشرق الفجر على عُمان وعلى أهلها ) وفي مناسبة
أخرى من مناسبات الوطن قال جلالته : (إننا نعيش عصر العلم ونشهد تقدمه المتلاحق في جميع المجالات,
وإن ذلك ليزيدنا يقينا بأن العلم والعمل الجاد هما معا وسيلتنا لمواجهة تحديات هذا العصر وبناء نهضة قوية
ومزدهرة على أساس من قيمنا الإسلامية والحضارية) ,وعن روح التلاحم وقوة التضامن بين الشعب
والحكومة قال جلالته : (إن الحكومة والشعب كالجسد الواحد,إذا لم يقم عضو منه بواجبه اختلت بقية الأجزاء
في ذلك الجسد ) ,وقد وعد وصدق,وقال وفعل,فقد أسس نهضة شاملة في ربوع السلطنة: ( وطنية,واقتصادية
,واجتماعية,وثقافية ) ,ورفع اسم عُمان عاليا على المستوى الإقليمي والعالمي,وأعاد لها أمجادها التاريخية
وعظمتها الحضارية التي قال عنها الدكتور مانع سعيد العتيبة : (من أقدم الأزمان أنت منارة* يرنو لها البحار
والربان,عند المحيط وقفت وقفة واثق*من نفسه فتقهقر العدوان,تاريخك الأمجاد حين قرأته* زاد اليقين لدي
والإيمان,أن العروبة فوق أرضك لم تكن* إلا الحضارة شادها الإنسان بل إنها كانت مشاعل نهضة *وعلى
هداها سارت الركبان) ,ويقول شاعر آخر: (بعمان أرض الطيبين مسيرة *كبرى تريح القلب والأبدانا,من عام
سبعين المجيد مسيرنا * قابوس جاء وبدد الأحزانا) ,ويقول غيره: (عمان يا دار فخري منبع العظماء*يا آية
الحسن في الأشعار والسفُر,لك الفخار ُبقابوس الذي ارتفعت*به شموسك في الأصال ِ والبكر ِ,يا صبح قابوس
قد أشرقت بالأمل*وحقق الله فيك البِشْر للبَشَر,يا صبح قابوس فيك الخير ُ أجمعه *قد جدت بالحلم للأجيال
والوطر ِ,يا صبح قابوس لا غابت شموسك بل*دامت بعون اله الكون في السحر ِ,يا صبح قابوس لا دارت
بأفقكمُ*شمس الكسوف ِ أيا صبح الندى العطِرِ) ,فقد وضع جلالة السلطان قابوس منذ توليه مقاليد الحكم في
عُمان رؤية واضحة,دقيقة ومحددة لواقع المجتمع العُماني ومجمل الظروف المحيطة به محليا وإقليمياً ودولياً,
وأهتم بتقوية قاعدة النسيج الاجتماعي من خلال الحفاظ على الموروث الحضاري العماني وتحقيق وترسيخ
روح التضامن والتكافل والتماسك في إطار الهوية العمانية,واستطاع أن يضع القاعدة الصلبة للاستقرار
والتنمية المستدامة بفكر واع ورؤية إستراتيجية شاملة وحرص على توفير كل الفرص التي تساهم في تطوير
الوطن وقدرات المواطن العماني وإطلاق إمكاناته وإبداعاته في كافة المجالات,فرعي الفكر بالعلم والعقل
بالوعي,والنفس بالأمل والأمن,ورسم للمواطن البهجة وجعل السلطنة تزهو وتزدهر,وقد شهدت سلطنة عُمان
في عهده وعلى امتداد أل 41 عاما من عمر نهضتها المباركة ومسيرتها التنموية انجازات عديدة شملت
مختلف المجالات حيث تحققت على أرض السلطنة نقلة كبيرة في شتى المجالات والمناحي الحياتية الاقتصادية
والاجتماعية والصحية والتعليمية والثقافية والرياضية وغيرها الأمر الذي جعل سلطنة عمان نموذجا تنمويا
ناجحا يشار إليه بالبنان إقليميا ودوليا,وفي هذه الذكرى العزيزة نهنيء أنفسنا وشعب وحكومة سلطنة عُمان
الشقيقة ونسأل الله أن يديم على عُمان وسائر دول مجلس التعاون ووطننا العربي الكبير نعمة الأمن والإيمان
والرخاء والأمان.
يا كاتب التاريخ سجّل معاني= وطرز من الأمجاد صفحات لعُمان
نور ٍ شرق بالعز سر ّ وبياني=وأربع عقود وعام تشرق بالإحسان
قابوس حقق للعُماني أماني=ورفع مكان السلطنة بين الأوطان
جدد مسير التنمية بالتفاني=وعزز مسار الدار في كل ميدان
للعاهل الباني نزف التهاني=بذكرى الجلوس اللي لها بالوطن شان