اعلانات المنتدي

لا إِلَهَ إِلا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ



الإهداءات

آخر 5 مشاركات افضل اجهزه كشف الفراغات جهاز كوبرا جي اكس 8000 بلس (الكاتـب : جولدن ديتيكتور - )           »          الاحترافي كاشف المعادن جهاز انفينيتي ماكس برو (الكاتـب : جولدن ديتيكتور - )           »          ونش انقاذ الرهوان (الكاتـب : سماسيموو - )           »          الجهاز الحديث للكشف عن الفراغات جهاز جولد فيجن (الكاتـب : جولدن ديتيكتور - )           »          تصاميم غرف و ملاحق زجاج الرياض 0551033861 (الكاتـب : خدمات - )


الانتقال للخلف   شبكة الشموخ الأدبية > شموخ العام > منتدى الإسلام

 
 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : [1 (permalink)]  
قديم 05-21-2010, 08:40 PM
أمير القوافي

 بيانات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  مشعل الفدغوش غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي



 
افتراضي دروس لسماحة الشيخ الدكتور عائض القرني




المقدمة
الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه وبعد:
فان الأمة المرضية التي جعلها الله شهيدة على الناس و هي أمة وسط بين من غلا ومن جفا، بين من افرط وفرط، فهي أمة قائمة معتدلة مقتصدة : ()وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ علىكُمْ شَهِيداً )( البقرة143).
و التوسط هو مذهب أهل العلم والإيمان من أصحاب الرسول- عليه الصلاة والسلام – ومن بعدهم من أئمة الإسلام، لان الحسنة بين سيئتين والطريق الأسلم بين متلفتين، ومن اطلع على نصوص الشريعة كتابا و سنة عرف أن الوسط هو المحمود في مسائل الإيمان و العبادة والأخلاق والآداب.
و هذه الرسالة تبين لك هذا المنهج المبارك (منهج الوسطية) ، مع إيراد الأدلة في كل مسالة ، وقد حرصت على وضوح العبارة وتسهيل الجملة وتقريب المعني حسب الطاقة.
و الله المسئول وحده أن ينفع بها و أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم.
د. عائض القرني
وسط نحن:
وسط نحن لا غلاة غلاظ
أو جفاة من فرقة الشيطان
وسط بين ما يكفر بالذنب
وبين الأرجاء في الإيمان
وسط بين من يسب عليــا
أو غبيا عدوه الشيخان
وسط بين من يري القضاء هراء
أو حفيا بالجبر غير مصان
وسط بين من يري التعصب دينا
يحسب النص مذهب النعمان
وبليد يري الأئمة صفرا
موغل في الإيذاء و النكران
و على منهج الرسول مشينا
و مع صحبه أولي الرضوان
1- الأنبياء
أهل العلم والإيمان وسط في قضايا الدين و عبادة رب العالمين، فهم وسط في مسائلة الأنبياء بين الذين قتلوا أنبياء الله و حاربوهم وكذبوهم كاليهود الذين قتلوا النبيين كزكريا و يحي و غيرهم، و بين من عبد النبيين والصالحين كغلاة اليهود والنصارى كما قال سبحانه وتعالى اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ )( التوبة31) ، و كما فعل النصارى في عيسي بن مريم فانهم ألهوهو جعلوه ابنا لله – تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا-، فاهل العلم والإيمان وسط في ذلك فانهم صدقوا أنبياء الله- عز وجل - ، و رسله و اتبعوهم و أحبوهم ووالوهم و ناصروهم، و لكنهم اعتقدوا انهم بشر لا يضرون ولا ينفعون إلا بمشيئة الله – عز وجل - ،و انهم مبلغون عن ربهم فلم يكذبوهم يقاتلوهم كما فعل اليهود و لم يغلوا فيهم ويرفعوهم إلى منزلة الألوهية كما فعل النصارى، بل آمنوا بالجميع و أنزلوهم المنزلة اللائقة بهم عليهم الصلاة والسلام.
2- الرسول صلي الله عليه وسلم
و أهل العلم والإيمان وسط في الرسول صلي الله عليه وسلم بين من غلا في حبه- صلي الله عليه وسلم- حتى اثبت له شيئا من صفات الألوهية، كان يشافي عليه الصلاة والسلام أو يعافي، أو انه في قبره يسمع دعاء الغائب ويقضي الحاجات، ويتشفع به عند قبره، و هذا شرك اكبر، حتى أن بعض هؤلاء الغلاة أتي إلى قبر الرسول صلي الله عليه وسلم وقال :
يــا رسول الله يــا مــن ذكـــره
في نـــهار الحشـــر رمــزا و مقـــامــا
فــاقلنــي عثـــرتــي يــا سيـدي
فــي اكتســـاب الـــذنــب في سبعين عامـا
و كان بعض الغلاة يقول : يا رسول الله جئتك من البلد الفلاني فاجرني واقضي ديني وشافني و عافني، وهذه الحوائج لا ترفع إلا إلى الله سبحانه وتعالى.
و أناس آخرون قابلوهم فجفوا في حق الرسول- عليه الصلاة والسلام-، إما ردوا بعض ما جاء به أو لم يعترفوا بشيء من خصائص نبوته صلي الله عليه وسلم كما فعل غلاة المعتزلة، حتى أنكروا بعض علم الغيب للرسول عليه الصلاة والسلام و أنكروا المعجزات التي جرت على يديه صلي الله عليه وسلم وكذبوا بعض الأحاديث الصحيحة القاطعة كالتي في صحيح البخاري ومسلم، و استهزئوا ببعض الأحاديث كحديث : ( يا أبا عمير ما فعل النغير).
و توسط أهل العلم و الإيمان في ذلك فاتبعوا رسول الله صلي الله عليه وسلم و صدقوا و آمنوا بما جاء به، و ناصروه ونشروا دعوته، و أحبوه و أنزلوه منزلة العبد الرسول صلي الله عليه وسلم، و لكنهم لم يغلوا في حقه ولم يجفوا ، وقد قال صلي الله عليه وسلم : ( لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم إنما أنا عبد الله ورسوله فقولوا عبد الله ورسوله) صلي الله عليه وسلم.
3- الوعـــد و الوعيـــد
و أهل العلم والإيمان وسط في الوعد و الوعيد فهم وسط بين من كر بالذنب وقال إن الكبيرة مكفرة مخرجة من الملة فعندهم أنه من ارتكب الزنا أو شرب الخمر أو السرقة أنه خارج من الملة مرتكب لمكفر، و هؤلاء هم الخوارج وقد خالفوا أهل الإسلام و أهل الملة في هذه المسائل فأتوا بشيء ليس عليه دليل، و عارضوا النصوص في مثل أن الله سبحانه وتعالى ذكر الطائفتين قال سبحانه وتعالى: (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا )( الحجرات 9) ،فسماهم مؤمنين مع انهم متقاتلون و قال صلي الله عليه وسلم : ( إذا التقي المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار) فسماهم صلي الله عليه وسلم مسلمين، و منها حديث أبى ذر قال : ( و إن زنا و إن سرق قال: و إن زنا و إن سرق على رغم انف أبي ذر) إلى غير ذلك من النصوص الكثيرة.
فهؤلاء غلاة في هذا الباب يكفرون الناس بالذنوب و يركبون الصعب والذلول في إخراج الناس من الملة .
و قابلهم أناس جفوا في هذا الباب في مسائل التكفير فقالوا : لا يضر مع الإيمان معصية لا كبيرة و لا غيرها، و يرون أن اصل الإيمان عند الناس جميعا متفق، فان أحد أفراد الناس عندهم كابي بكر الصديق في الإيمان، بل إن أحد المؤمنين عندهم في الإيمان كإيمان جبريل عليه السلام، و هؤلاء هم المرجئة ، ومنهم من فصل العمل عن الإيمان و قال يكفي في الإيمان الاعتقاد والقول ولا يهم العمل إن جاء و إن ذهب، وهو زيدة خير عندهم ولكنه لا يؤثر في اصل الإيمان و هؤلاء أيضا خالفوا النصوص فان هناك نصوص تكفر من ترك عملا كمن قال بتكفير تارك الصلاة على قول قوي عند أهل العلم لقوله صلي الله عليه وسلم: ( من تركها فقد كفروقوله صلي الله عليه وسلم : ( بين المسلم والكافر ترك الصلاة).
و توسط أهل العلم و الإيمان في ذلك فقالوا بان الإيمان قول وعمل واعتقاد، و أن الكبيرة مفسقة تنقص الإيمان ولكنها لا تخرج من الملة، فهي مؤثرة في اصل الإيمان و فاعلها فاسق بكبيرته و مؤمن بأصل إيمانه، فلم يتبعوا الغلاة الذين أخرجوه من الملة ولم يتبعوا الجفاة الذين قالوا: لا يضره الذنب و ما عليه إذا ارتكب هذه الكبائر.
4- القضاء والقدر
و أهل العلم والإيمان وسط في باب القضاء والقدر فان الناس في هذه المسالة غلاة وجفاة ووسط، فمن غلا في باب القدر وقال انه لا قضاء ولا قدر و لا علم سابق و إنما الأمر أنف، فقال بعضهم إن الأمور تقع بدون علم سابق من الله- عز وجل- ، وبعضهم قال بدون تقدير وهؤلاء خالفوا النصوص الصحيحة الصريحة في قوله سبحانه وتعالى: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) (القمر:49و قوله صلي الله عليه وسلم: ( كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة) و قوله صلي الله عليه وسلم: ( و أن تؤمن بالقدر خيره وشره) و قوله صلي الله عليه وسلم: ( و اعلم أن ما اخطأك لم يكن ليصيبك و ما أصابك لم يكن ليخطئك).
و قابلهم جفاة فقالوا إن الإنسان مجبور و انه لا اختيار ولا مشيئة للإنسان، فهو مجبور على فعل المعصية فكأنهم يعتذرون له فهو مقهور عندهم على أداء هذه المعصية و هؤلاء هم الجبرية.
و توسط أهل العلم والإيمان في ذلك فقالوا: بل الصحيح أن كل شيء بقضاء وقدر، بعلم وكتابة وتقدير سابق من الله عز وجل ، ولا يقع في الكون شيء إلا بإذنه تبارك في علاه، و العبد له مشيئة تحت مشيئة الله- عز وجل – وله اختيار تحت اختيار الله- سبحانه- و الله هداه النجدين: سبيل الخير وسبيل الشر، ليفرق بين هذا و هذا فخالفوا الغلاة والجفاة.
5- أهــل البيـــت
و أهل العلم والإيمان وسط في أهل بيت الرسول عليه الصلاة والسلام بين من غلا في حبهم وجعل العصمة لاهل بيته صلي الله عليه وسلم كالإمام على أمير المؤمنين وابنه الحسن والحسين، و ادعوا لهم من المنازل التي ليست إلا للأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام ، ووضعوا لهم الأحاديث وسبوا الصحابة من اجل ذلك، وتبرؤا من الشيخين.
و قابلهم أناس جفاة جفوا في أهل بيت الرسول عليه الصلاة والسلام و سبوهم على المنابر وناصبوهم العداء، و أنكروا مناقبهم،و كذبوا ما لهم من خصائص، وردوا الأحاديث الصحيحة في فضلهم، كما فعل بعض خلفاء بني أمية ومن سار مسارهم.
و توسط أهل العلم والإيمان في ذلك فقالوا :إن بيت الرسول عليه الصلاة والسلام لهم حق ولهم منزلة، وخاصة أهل العلم والإيمان منهم الذين نصروا الدين ، فحقهم واجب، ومحبتهم واجبة، وتعظيمهم ومعرفة قدرهم واجب، لكن لا نغلوا فيهم ولا ننزلهم منزلة الأنبياء و لا ندعي عصمتهم و لا نضع لهم أحاديث لا اصل لها، و أيضا لا نجفو في حقهم ولا ننالهم ولا نتعرض لمكانتهم- رضوان الله عليهم- فهم الصفوة المختارة، و هم الأسرة الطاهرة، و هم الذرية الطيبة، و هم الدوحة المباركة.
6- الصحــابــة
و أهل العلم والإيمان وسط في باب حب الصحابة بين من غلا في الصحابة، حتى أن بعضهم يدعي العصمة في بعض الصحابة و يرفعهم فوق منازلهم، و يري انهم لا يذنبون ولا يمكن أن يحصل منهم الذنب، و انه لا يحصل في افرادهم خطيئة، و إن العلم يؤخذ منهم فقط و لا يؤخذ من غيرهم، وان قول الصحابي إذا خالف قول إمام من أئمة المسلمين من بعده فان قول الصحابي مقدم ولو كان خطأ.
وجفا أناس فقالوا : الصحابة رجال ونحن رجال ، و أما الصحبة فشيء عارض قد تحصل لكل إنسان ، ولا ميزة لهم ولا فرق بينهم وبين أي قرن من قرون أهل الإسلام ، بل إن منهم من سبهم و شهر بما شجر بينهم ، ونشر أخطاءهم.
وتوسط أهل العلم والإيمان في ذلك وقالوا: إن أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام لهم ميزة فضل الصحبة، والله قد زكاهم ورضي عنهم في الجملة، ولكنه قد يقع منهم أخطاء- رضوان الله عليهم- وقد يرتكبون ذنوبا، وقد يغلطون وقد يسيئون، وهذه الأغلاط و الإساءات نزر يسير ونقط تنغمر في بحار محاسنهم. فالصحيح التوسط والاعتدال في حبهم ، فلا نجفو ولا نغلو بين هاتين الطائفتين المخالفتين.
7- العبــــادة
و أهل العلم والإيمان في مسالة العبادة بين من غلا في العبادة وتكلف فيها و شدد على نفسه وخالف النصوص في ذلك وتنطع، وقد نهي صلي الله عليه وسلم عن ذلك في أحاديث كثيرة ونهي القرآن عن ذلك-أيضا- قال تعالى: (وَمَا جَعَلَ عليكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ )(الحج: من الآية78)و قال تعالى: (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا)(البقرة: من الآية286)و قال طه مَا أَنْزَلْنَا عليكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى)(طـه:1-2)
و قال: (رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا )(البقرة: 286)وقوله صلي الله عليه و سلم : (إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه) ، و قوله صلي الله عليه وسلم :القصد القصد تبلغوا)، وقوله صلي الله عليه وسلم ( بعثت بالحنفية السمحة)، وقوله صلي الله عليه وسلم: (إن الدين متين فأوغل فيه برفق)، أو كما قال صلي الله عليه وسلم . ودلت وصاياه ونصائحه صلي الله عليه وسلم على يسر الدين، كاعتراضه على عبد الله بن عمرو لما كان يختم كل ليلة و يقوم الليل كله و يصوم النهار ويعتزل النساء ، و قوله صلي الله عليه وسلم للثلاثة الذين اعتزلوا النساء وقاموا الليل كله وصاموا النهار: (لكنني أتزوج النساء، و أقوم و أنام، و أصوم وافطر، فمن رغب عن سنتي فليس مني). إلى غير ذلك من النصوص التي دلت على يسر الدين و سماحة الملة ورفق الدين بحامله، فهؤلاء الغلاة ذمهم عليه الصلاة والسلام في ركوبهم الشطط كقوله: ( إن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا ابقي) ، وقوله صلي الله عليه وسلم: (ليصل أحدكم طاقته فإذا فتر فليرقد)، و قد قال تعالى: (وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عليهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا)(الحديد: 27)
و قابل هؤلاء أناس جفاة جفوا في الدين فتخلفوا عن الجماعات، تركوا النوافل، و هجروا القرآن والذكر، فذمتهم النصوص كقوله سبحانه وتعالى: (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ،الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ) (الماعون:4-5)، وقوله سبحانه وتعالى : (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً) (مريم:59)،و قول الرسول صلي الله عليه وسلم – في حديث صححه بعض أهل العلم-: (من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر) . وتهديده صلي الله عليه و سلم لمن ترك صلاة الجماعة: ( لقد هممت إن آمر بالصلاة فتقام ثم أخالف إلى أناس لا يشهدون الصلاة معنا فاحرق عليهم بيوتهم بالنار) ، و قوله صلي الله عليه وسلم : (القلب الذي ليس فيه شيء من القرآن كالبيت الخرب) و ذمه سبحانه وتعالى من غفل عن ذكره: () وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ)(لأعراف: 205)، وقوله صلي الله عليه وسلم: ( مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه كالحي والميت)، وذم من تكاسل عن الصدقات و الإنفاق ووصفه في البخل كرجل عليه درع كلما بخل ضاقت عليه، و قال سبحانه وتعالى: (مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ )(محمد: 38)، و ذم من تخلف عن الحج وهو مقتدر ، وغير ذلك من النصوص التي ذمت التهاون بمسائل العبادة، من صلاة و زكاة و صيام وحج قراءة قرآن وذكر، وورد الذم لمن نام الليل كله ، وورد أن الشيطان يبول في أذنه و انه يصبح خبيث النفس كسلان، إلى غير ذلك.
و توسط أهل العلم والإيمان في ذلك فكانوا وسطا بين الفريقين في مسائل العبادة، فاقتصدوا فيها، و اتبعوا السنة وقاموا بما يناسب قدراتهم و استعداداتهم و مواهبهم ، فداوموا على ما قدروا عليه وسلكوا الجادة، كما قال صلي الله عليه وسلم: ( احب العمل إلى الله ادومه و إن قل) فداموا واخذوا بالقليل، ومن استطاع منهم أن يكثر فعلى حسب قدرته، و توسطوا في هذا الباب واعتدلوا على ميزان قوله صلي الله عليه وسلم : ( إن لنفسك عليك حقا، و إن لأهلك عليك حقا، فأعطى كل ذي حق حقه) ، فهم متوسطون في باب العبادة، ، و قس على ذلك بقية أبواب العبادة و نوافل الطاعة.
8- مــع الحـاكــم المســلم
و أهل العلم والإيمان متوسطون في معاملتهم للحاكم المسلم بين فريقين : غلاة وجفاة، بين من اتبع السلطان في كل ما يأمر به و زكاه و مدحه، واثني عليه، واقر بباطله، وسكت عن منكراته، ورضي بظلمه، و سلم له الأمر، ودافع عنه، و اعتذر عن كل خطأ، و دخل عليه و أرضاه بالباطل، و قد ورد الذم في النصوص لمن فعل ذلك كقوله سبحانه وتعالى: (اشْتَرَوْا بِآياتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً )(التوبة: 9)، وقيل لحذيفة: إنا ندخل على هؤلاء فنصدقهم بكذبهم ونسكت عن منكرهم، قال كنا نعد ذلك نفاقا على عهد رسول الله صلي الله عليه و سلم، وقوله صلي الله عليه وسلم لمثل هؤلاء : (فمن كره فقد برئ ومن أنكر فقد سلم و لكن من رضي وتابع)، و قابلهم أناس جفاة فتعاملوا مع الحاكم المسلم بغلظة وفظاظة، فأنكروا محاسنه و عدوا عليه معايبه، وكبروا خطاياه ، وكفروه بالذنب، و طالبوا بالخروج عليه،و حرضوا الناس على عصيانه، واستدلوا بأدلة في غير مواطنها، وقد نهي صلي الله عليه وسلم عن طريقهم كقوله صلي الله عليه وسلم في الخروج على الحاكم المسلم: (إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان).
و توسط أهل العلم و الإيمان في هذه المسالة،فأطاعوا الوالي المسلم في طاعة الله و لم يطيعوه في المعاصي، و أنكروا عليه برفق، وكرهوا ما يأتيه من منكرات، وجمعوا أمر الأمر عليه وصلوا وراءه و لو كان له ذنوب، وجاهدوا معه، و لم يشقوا عصا الطاعة، وهذا فعل أصحاب الرسول صلي الله عليه وسلم مع ولاة السوء من بني أمية ابن عمر صلي وراء الحجاج وحج معه، وصلي كثير من أئمة الإسلام وراء كثير من بني أمية كما سلف ذكره، و هذا الذي دلت عليه النصوص كقوله سبحانه وتعالى: (أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ )(النساء: 59)، وقوله صلي الله عليه وسلم : (من فارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية) ، وقيل له صلي الله عليه وسلم إلا نخرج عليهم؟ قال : (لا ، ما أقاموا فيكم الصلاة) و أحاديث أمره صلي الله عليه وسلم بالسمع والطاعة والصبر على الأذى من الحاكم المسلم و لو جار وظلم معلومة مقررة عند أهل العلم والإيمان .
9- الرجــاء والخــوف
و أهل العلم والإيمان وسط في مسالة الرجاء والخوف ، ففي هذه المسالة غلا قوم وجفا قوم، فمنهم من اخذ بنصوص الخوف فلم يذكر رحمة الله عز وجل و خوف عباد الله حتى قنطهم من رحمة الله، و أيسهم من مغفرته و سد عليهم أبواب التوبة، فعاشوا قلقين خائفين، فكان يأخذ أحاديث الوعيد في الكفار و يطلقها على عصاة المؤمنين، حتى توهم الجهلة انه لا مغفرة ولا توبة ولا رحمة، و حتى بلغ ببعضهم اليأس إلى أن قال: فما نفع أن أتوب و أن استغفر و قد اغلق الباب، فيزداد في ركوب المعاصي و انتهاك حرمات الله يأسا و إحباطا منه، والله سبحانه و تعالى يقول: ( إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ)(يوسف:87) و قوله سبحانه وتعالى( وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ)(الحجر: 56)، فهؤلاء غلاة في باب الخوف و قد حملوا النصوص غير محاملها.
و قابلهم قوم جفوا فأتوا بأحاديث الرجاء فحملوحا محملا آخر، ووعدوا المذنبين و المرتكبين للكبائر بالمغفرة و سهلوا لهم طريق المعصية و الذنب و الخطأ وقالوا: لا يضركم مع الإيمان ذنب ولا كبيرة و لا سيئة و لا فاحشة، فأمنوهم من مكر الله- عز وجل- و طمأنوهم في هذا الباب حتى ركبوا المعاصي والسيئات اتكالا على المغفرة وعلى انهم لا يؤاخذون، و أن اصل الإيمان معهم، و إنما هذه أمور تحصل من البشر، و فتحوا لهم أبواب المعاذير.
و توسط أهل العلم والإيمان في هذا الباب فقالوا بأحاديث الخوف في بابها و أحاديث الرجاء في بابها فقالوا: الكبائر تضر بقدرها ، و يفسق صاحبها، و يخشي عليه من الذنب، و الواجب عليه أن يتوب، والصغائر لها اثر أيضا فان اجتمعت قد تكون كبيرة وقد يصر الإنسان على الصغيرة فتصبح كبيرة، و لكنه يرجي للمذنب التوبة ويخاف ليه من العقوبة، و أبواب التوبة مفتوحة، و رحمة الله قريبة، و هناك مكفرات كالتوحيد و ما يكفره من الذنب ، والمصائب المكفرة، والحسنات الماحية، ودعوات المؤمنين،و ما يحصل للعبد من عذاب القبر ومن روعة الموقف يوم العرض، ثم شفاعة سيد الخلق صلي الله عليه وسلم، ثم رحمة ارحم الراحمين.
10- الطيبـــات
و أهل العلم والإيمان وسط في مسائل الطيبات بين من غلا وجفا، فمن الناس من غلا في مسالة الطيبات من الطعام والشراب والزواج، فمنهم من ترك هذه الطيبات زهدا وورعا منه حتى اضر بنفسه و اضر بعبادته و حرم ما أباح الله له سبحانه وتعالى-، وبعضهم كان يمتدح انه ما أكل التمر في حياته، وبعضهم اثني على نفسه انه ما آكل اللحم، و بعضهم اقسم إلا يتزوج، فخالفوا سنة النبي عليه الصلاة والسلام وسيرته العطرة صلي الله عليه وسلم، فلبسوا الخشن، وتركوا ما احل الله لهم من الجميل ، و من الطيب، ومن المباح الحلال، و الله سبحانه وتعالى يقول يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً)(المؤمنون: 51)و قال تعالى(قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) (لأعراف:32) ، وقال صلي الله عليه وسلم: ( إن الله جميل يحب الجمال) و أنكر عليه الصلاة والسلام على رجل لما رآه شعثا متبذلا غير متطيب، و كذلك نهي صلي الله عليه وسلم رجلا كان يقوم في الشمس ولا يتكلم لا يأكل الطعام، فأمره صلي الله عليه وسلم أن يجلس في الظل، و أن يتكلم، و أن يتم صومه.
و أتي أناس فجفوا في هذا الباب فبذروا و أسرفوا و خالفوا النصوص في ذلك، فلبسوا افخر واغلي الملابس، و تفننوا فيها وافنوا أعمارهم في التأنق و التلذذ في أنواع المطاعم ، و التوسع في المساكن ، و الله سبحانه وتعالى يقول: ( وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً( 26)إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ )(الإسراء: 27)وقال سبحانه وتعالى: ( وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)(الأنعام: 141) و نهي صلي الله عليه وسلم عن الإسراف في ذلك في أحاديث كثيرة، و قد صح عنه عليه الصلاة والسلام انه قال: ( البذاذة من الإيمان) وهو القصد والتقشف وسلوك الوسط.
و توسط أهل العلم والإيمان في هذه المسالة فاخذوا ما أباح الله لهم وما احل ، و أكلوا بقصد، و لبسوا بقصد، و اخذوا بحديث الرسول صلي الله عليه وسلم: ( كل واشرب والبس من غير سرف ولا مخيلة وهذه هي سيرة الرسول صلي الله عليه وسلم و أصحابه فانهم كانوا لا يتكلفون مفقودا، ولا يردون موجودا، ويلبسون ما أباح الله لهم ، ويتجنبون ما يضر بالجسم في الطعام واللباس، و ما يشهر صاحبه بالزهد، وهما لباس الشهرتين الغالي الثمين الملفت للنظر و الرخيص المزري بالإنسان، و اجتنبوا أيضا ما حرم الله للرجال من الذهب والحرير، والإسراف و الانهماك في ملاذ الجسم التي تعطل صاحبها عن مراقي الصعود في سلم العبودية، و عن السير في طريق الربانية، واخذوا ما احتاجوا إليه تحت مظلة الحلال، فالحلال ما احل الله، والحرام ما حرم الله، و الحلال بين والحرام بين، فتركوا المشتبهات وتركوا ما يقدح في الدين و جانبوا ما يشهرهم، سواء في مسالة السكن أو اللباس أو الطعام، و توسطوا في هذا الباب، وخير الأمور أوسطها (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً )(البقرة: 143).
11- التقليــد و الاجتهــاد
و أهل العلم والإيمان وسط في التقليد و الاجتهاد في كتاب الله عز وجل وفي سنة رسوله صلي الله عليه وسلم بين الغلاة والجفاة، فالغلاة في هذا الباب غلوا في أقوال الأئمة و أخذوها كأنها نصوص، و عدوا كلام علمائهم وأئمتهم أقوالا قاطعة لا تقبل النقد، فدرسوا كتب المذاهب كأنها وحي منزل فحفظوها طلابهم، و أفتوا بها بلا دليل و لو خالفت الدليل فنشأ من ذلك التحزب والتعصب بالباطل، و اغرقوا في تقديس أئمتهم كابي حنيفة و مالك والشافعي و احمد غفر الله لهم ، فصار في ذلك فرقة وخلاف بين المسلمين و شتات بين المؤمنين.
و جفا في هذا الباب أناس فعطلوا أقوال هؤلاء الأئمة وبخسوهم حقوقهم، و قالوا نأخذ بظاهر الدليل و ما علينا من جهود السابقين ولا آرائهم أو اجتهاداتهم، حتى الصغير في العلم و القليل في المعرفة منهم يري انه رجل وأبو حنيفة ومالك و احمد والشافعي رجال- و هذا من حيث الذكورية صحيح – ثم يلغي أقوال هؤلاء ولا يحترمهم ولا يري قدرهم، بل إن منهم من تعرض للائمة وسبهم و هذا خطأ وغلط، بل هؤلاء علماء محترمون، لهم قدم صدق في الإسلام و سابقة محمودة، وجهاد معروف، و مقام مشهود.
و توسط أهل العلم والإيمان في هذا الباب فاخذوا النصوص على إنها وحي من عند الله عز وجل كتابا وسنة، و استنبطوا منها وتفقهوا فيها، واستضاءوا بكلام أئمة الإسلام، واستفادوا من أقوالهم ومؤلفاتهم على انهم علماء يصيبون ويخطئون، وإصابتهم اكثر من خطئهم ، فلم يقلدوا تقليدا عقيما ، كما فعل بعض المقلدة المتعصبة لمذاهبهم، و لم يجفوا مع الأئمة جفاء كما فعله أهل الظاهر أو غلاة أهل الظاهر، بل كانوا على هذا السبيل الذي سلكه أئمة الحديث كأحمد والبخاري و أبي داود ومن سار على منهجهم من أئمة الإسلام.
12- الجهــــاد
و أهل العلم والإيمان وسط في باب الجهاد بين الغلاة والجفاة فمن غلا في هذا الباب وسع مسائل الجهاد و ادخل أبوابا في الجهاد ليست من الجهاد ، والجهاد في سبيل الله برئ منها، فحمل السلاح بغير حق وتأول بعض النصوص ، و كفر بعض المسلمين، و أفتى بجواز قتلهم، و يري الجهاد بدون ولاية أو عودة إلى وإلى الأمر في هذا الباب ، فحصل من فعله ومن ممارساته خطأ عظيم وجرم كبير، و فساد في الأرض، وسفك للدماء و استحلال للحرمات، وتهديد للأمن، لأنه لم يتفقه في هذه المسائل، ولم يعد المسائل لأهلها من أهل الاختصاص كما قال سبحانه وتعالى: (فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)(النحل: 43)، وقوله سبحانه و تعالى وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ)(النساء: 83)، فهؤلاء مخطئون بلا شك، و قد غلوا في باب الجهاد غلوا مخالفا لمنهج أهل العلم والإيمان.
و قابلهم أناس- و هم الجفاة- عطلوا أبواب الجهاد، و أنكروا كثيرا من النصوص و حملوها على غير محملها بحجة أن الإسلام دين رحمة وتسامح، و انه لا قتال فيه ولا جهاد، و كأنهم يتكلمون عن النصرانية، بينما في الجهاد اكثر من مائتين و أربعين آية، ومئات الأحاديث النبوية الصحيحة، وهو ذروة سنام الإسلام ، وبوابته العظمي لرضوان الله سبحانه وتعالى، و به ينصر الدين ، وتعز الملة، وتحفظ الحرمات، وهو جهاد الكفار إذا كان بشروطه و بضوابطه التي هي موجودة في كتب أهل العلم.
و أهل العلم والإيمان توسطوا في هذا الباب ، فقالوا: الجهاد فريضة لازمة في وقتها وفي زمانها و مكانها الذي يقرره أهل العلم والإيمان، و اقروا بنصوصه وبينوا أن الجهاد عز وحصن لهذا الدين، و ذكروا قوله سبحانه وتعالى: (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عليهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفي بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (التوبة:111)، وقوله صلي الله عليه وسلم فيما صح عنه و الذي نفسي بيده لوددت أنني اقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم اقتل ثم أحيا ثم اقتل)، إلى غير ذلك من النصوص الصريحة، و ذموا الغلاة و أنكروا عليهم تصرفاتهم المخالفة للجهاد، و ذموا من جفا عن الجهاد، و أنكر فضله ومشروعيته، و أول النصوص فيه ، فهذا هو الوسط في هذه المسالة.
13- الــولاء والبــراء
و أهل العلم والإيمان وسط في باب الولاء والبراء بين الغلاة والجفاة ، فالغلاة في ذلك على غير المسلمين وبخسوهم حقوقهم بحجة انهم أعداء الله- عز وجل -، و لم يحسنوا لهم الخطاب، و لم يرفقوا بهم، و لم يعطوهم حق الإنسان على الإنسان، ولم يكونوا حلماء معهم ولا رفيقين بهم، و نسوا في ذلك قوله سبحانه وتعالى لموسى وهارون لما أرسلهما إلى فرعون فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً)(طـه: الآية44)، وقوله سبحانه وتعالى وهذا عموم وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً)(البقرة: الآية83) و فعله صلي الله عليه وسلم مع بعض اليهود لما الآن لهم الخطاب عليه الصلاة والسلام وترفق بهم، و زار جاره اليهودي فاسلم على يديه- صلي الله عليه وسلم- ثم لما مات قال صلي الله عليه وسلم(الحمد لله الذي أنقذه بي من النار)، فهؤلاء ركبوا الصعب و الذلول في إيذاء غير المسلمين حتى من المعاهدين و المستأمنين، فأقلقوهم و أزعجوهم وهددوا حياتهم وعرضوا لهم الإسلام عبر فوهات البنادق وأزيز الرصاص.
و جفا أناس في هذا الباب فوالوا غير المسلمين و أحبوهم واعجبوا بهم وتعلقوا بهم وتشبهوا بهم، و قد خالفوا قول الرسول صلي الله عليه وسلم(من تشبه بقوم فهو منهم) ، وقوله تعالى وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ )(المائدة: من الآية51)و رضوا بأفعالهم، و وأكلوهم و شاربوهم وزاروهم واستزاروهم، و ذكروا مناقبهم، و اولعوا بعجائبهم و غرائبهم، و نشروا محاسنهم في الناس، فليس لهم أي إنكار على هؤلاء لا في أفعالهم ولا أقوالهم ولا تصرفاتهم، بل اصبح الإيمان والكفر عندهم واحد، و المؤمن والكافر واحد، فخالطوهم وهم يشربون الخمر ويمارسون معاصيهم، ويسبون الدين، وهم ساكتون، فهم منهم، وهؤلاء ارتكبوا أمرا فظيعا ومخالفة عظيمة لمنهج أهل العلم والإيمان.
و قد توسط أهل العلم والإيمان فانزلوا النصوص منازلها في هذا الباب، فابغضوا من ابغض الله، واحبوا من احب الله، و تولوا من تولي الله، و تبرءوا ممن تبرأ الله منه، و لكنهم في المقابل لم يجفوا مع هؤلاء، بل دعوهم بالتي هي احسن و باللين، كما قال سبحانه وتعالى لرسوله صلي الله عليه وسلم فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ )(آل عمران: من الآية159)، و قال سبحانه وتعالى وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم:4)، و غير ذلك من النصوص الدالة على انه ينبغي على المسلم أن يكون رفيقا لينا في غير ما يخدش الدين و لو كان ذلك مع أعداء المسلمين إذا كان بقصد دعوتهم إلى دين الله عز وجل.
و بالمقابل لم يذب أهل العلم والإيمان في علاقات شخصية وودية مه هؤلاء، و لم يتخلوا عن مبادئهم من اجل هؤلاء، و لم يعجبوا بصنيعهم و لم يقدموهم على المسلمين، أو يتولوهم أو يناصروهم أو يظاهروهم على المؤمنين، أو يفرحوا بما عندهم من الدنيا، أو ينشروا فضائلهم في الناس، أو يستحسنوا ما يأتون به لو كان مخالفا للإسلام، فهذا هو الوسط الذي دلت عليه نصوص الكتاب والسنة.
14- العلــــم
و أهل العلم والإيمان وسط في باب العلم بين الغلاة والجفاة، فمن غلا في هذا الباب قضي عمره وليله ونهاره منهمكا في المعرفة حتى عطل أوامر الله عز وجل، وترك العبادة الواجبة بحجة طلب العلم و اكتشاف الحقيقة، حتى أن بعض العلماء المعاصرين يري أن العلمانية قدمت العلم على الإيمان فجعلوا العلم وثنا يعبد من دون الله عز وجل، فحياتهم وليلهم ونهارهم في طلب الحقيقة كما يقولون، و في اكتشاف المخبوء، و في البحث عن المعرفة، و مع ذلك تركوا مسائل الإيمان لما انهمكوا في ذلك، و قد يطلق على مثل المكتشفين و المخترعين الذين كفروا بالله و ألحدوا ولكنهم وجهوا طاقاتهم إلى العلم فقط، قال سبحانه وتعالى يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ) (الروم:7) فلم يؤتوا مع العلم إيمانا، و الله إنما مدح العلم والإيمان في قوله تعالى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْأِيمَانَ)(الروم:الآية56)، فهؤلاء ليس منهجهم بصحيح ولا مقبول، مهما قدموا للبشرية فسيبقي عليهم إثم الكفران بالله عز وجل و الأعراض عن دينه سبحانه وتعالى.
و قابلهم الجفاة الذين تنكروا للعلم، و لم يطلبوا المعرفة ولم يبحثوا عن الحقيقة، و لم يجهدوا أنفسهم في التحصيل، سواء في علم الآخرة أو علم الدنيا، و هؤلاء مذمومون جفاة جهلة، و مهما كان عندهم من الثراء، و مهما جمعوا من الأموال، فان الجاهل جاهل، و الله سبحانه وتعالى يقول قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ)(الزمر: من الآية9)، و هؤلاء ينكروا على من اسهر ليله في طلب العلم أو اكتشاف الحقيقة، لعدم معرفتهم بفضائل العلم، و الإنسان عدو ما جهل.
و توسط أهل العلم والإيمان في ذلك، فطلبوا العلم وحققوا الإيمان، و رأوا إن العلم طريق إلى الله سبحانه وتعالى، كما قال صلي الله عليه وسلم: ( من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة)، و حملوا نصوص فضائل العلم على انه العلم الذي ينفع صاحبه في الدنيا والآخرة، و هؤلاء العلماء الربانيون، و هم الناصية في الباب والذروة في هذه المسالة، قال سبحانه وتعالى شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ)(آل عمران:الآية18) ، وقال سبحانه وتعالى يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)(المجادلة: من الآية11) ، و أوجب الإسلام طلب علوم الدنيا التي لا تخالف الدين من طب وهندسة و أعمار للأرض و بحث عن خيراتها وإخراجا لكنوزها، كل ذلك مع ما يوافق ما انزل الله على رسوله صلي الله عليه وسلم، وكما قال على رضي الله عنه: قيمة كل امرئ ما يحسن، فهؤلاء هم المحسنون في باب العلم، لانهم جمعوا بين العلم والإيمان كما قال عليه الصلاة والسلام: (مثل ما بعثني الله به من الهدي والعلم)، فالهدي هو العمل الصالح و العلم هو العلم النافع، فعمل بلا صلاح ضلال وعلم بلا عمل غضب، فالضلال الحال على النصارى لانهم عملوا بلا علم، والغضب الحال على اليهود لانهم تعلموا ولم يعملوا ، فنجانا الله منهم ومن عملهم و امرنا أن نستعيذ من أفعالهم، قال سبحانه وتعالى غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عليهِمْ وَلا الضالين)(الفاتحة: الآية7) و هم اليهود والنصارى.
15- الدعــــوة
و أهل العلم والايمان وسط في الدعوة بين الغلاة والجفاة، بين من غلا في مسائل الدعوة فأعطاها كل وقته حتى عطل بعض الواجبات من اجلها ونسي أهله وتربية أبنائه، و خرج من بيته بحجة انه يدعو إلى الله عز وجل، فانهمك في دعوة البعيد ونسي القريب ، واشتغل عن النوافل والعبودية التي تورث له الخشية و الورع والمراقبة المحاسبة، و جعل فضول المباحات التي يقضيها في الجلسات والمخيمات والمراكز الصيفية و الأندية والوادي دعوة، ولان نفسه اشتهت هذا الوضع تذرع بحجة انه يدعوا إلى الله عز وجل، ليريح نفسه من اللوم، ومنهم من فعل ذلك حتى ترك زوجته و أهله ينتظرونه الأيام والليالي و هو هائم على وجهه بحجة انه ينشر دين الله على الأرض، و هو لا نشر دينا ولا أدى حقا، و إنما يشكر له الجهد الذي يبذله في الدعوة، و أما فضول الأوقات التي عطل بها بعض الواجبات فهو ملوم بلا شك و مذموم على تقصيره.
و أما الجفاة في هذا الباب فهم الذين تركوا الدعوة ولو كانوا من أهل العلم أصلا، فلم يتشاغلوا بوعظ ولا بتدريس ولا بعلم ولا بفتيا ولا بتعليم ولا بأمر بمعروف ولا نهي عن المنكر ولا خطابة ولا تأليف، وإنما تعلم أحدهم علما كثيرا ثم كدسه في صدره، وكتم ما عنده من العلم و الحكمة و جلس في بيته و انزوي واشتغل بخاصة نفسه، وهو مقتدر على التبليغ و التعليم و انهمك في جمع الدنيا وفي الاشتغال ببيوته و مزارعه ومتعه الخاصة فهذا ملوم مذموم ، و سوف يسأله ربه عن ذلك.
و توسط أهل العلم و الإيمان في هذا الباب فبذلوا العلم والدعوة ، و اعطوا كل ذي حق حقه ،فمرة للتعليم، ومرة للأهل، و مرة للتزود من العلم، ومرة للتحقيق و التأليف، فكانوا احسن الناس في هذا الباب، كما كان عليه الصلاة والسلام و أصحابه فانه صلي الله عليه وسلم مرة مع أهله يداعبهم ويلاعبهم، ومرة على المنبر خطيبا، ومرة في الميدان مجاهدا، ومرة أمرا ناهيا، ومرة يزور القبور و يحضر الأفراح و الأعراس بابي هو و أمي صلي الله عليه وسلم، فهو المسدد المعصوم الذي هداه ربه، أسال الله أن يهدينا لسبيله لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ واليوم الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) (الأحزاب:21).
16- الشجاعـــة
و أهل العلم و الإيمان وسط في باب الشجاعة بين الغلاة والجفاة، فالغلاة الذين تهوروا في باب الشجاعة، فاقدموا على أمور لا يستحب فيها الإقدام ولا يحبذ، فاهلكوا أنفسهم واهلكوا غيرهم، فنجد أحدهم يضحي بنفسه لأتفه الأسباب، ويغضب على أمور لا توجب الغضب، لان عنده نفسا غضبية سبعية، فهؤلاء مذمومون لانهم خالفوا المنهج الحق وميزان القسط الذي أنزله الله عز وجل للأديان وللأعمال وللأخلاق وللآداب.
و جفا أناس فكانوا جبناء لا يأخذون حقا ولا يعطون حقا، ولا يغضون إذا انتهكت محارم الله، فلا يغضبون لدينهم ولا لأعراضهم ولا أموالهم، ولا يحمون أحدا ولا يحمي بهم أحد، فهم خائفون وجلون، قلوبهم طائرة وأفئدتهم هواء، فهم أهل جبن و خور لا خير فيهم. و أهل العلم والإيمان شجعان يؤدون حق الله ويطلبون حقوقهم ولا يرضون الضيم على ميزان(وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَ)(الشورى: الآية40) فهم يغضبون لدين الله عز وجل إذا انتهك، أو مست كرامتهم، أو نيل شرفهم، فهؤلاء هم المعتدلون في هذا الباب.
17- الجــــود
و أهل العلم والإيمان وسط في باب الجود والكرم بين الغلاة والجفاة، بين من غلا فأسرف وبذر أمواله وانفق ما عنده رياء وسمعة و اكثر من الإنفاق على محبوباته و ملذاته وشهواته ومطامع نفسه، فكلما دعته نفسه إلى شيء أخذه فدفع الغالي والنفيس من اجل النفس الأمارة بالسوء، مع العلم أن مثل هؤلاء يعطلون الحقوق، فما صرف مال في باطل إلا بجانب حق مضاع يعادله.
وقابلهم قوم جفاة فبخلوا بما أعطاهم الله عز وجل، فحرموا أنفسهم وحرموا غيرهم من المال الذي عندهم، و صاروا خزانا للمال، وعبيدا للثروة، لم يستنفعوا بها لا في الدنيا ولا في الآخرة، عاشوا مذمومين مقبوحين، لا خير فيهم ولا ذكر حسنا لهم، ولا قبول لهم، تلعنهم القلوب وتسبهم الألسن، وتنفر منهم الأرواح.
و توسط أهل العلم والإيمان ، فكانوا كرماء يبذلون المال في حقه وفي موجبه، فيعطون المسكين والفقير، ويقرون الضيف ويصلون القريب، ويتمتعون بالحلال المباح، ويعطون كل ذي حق حقه على باب الاقتصاد والتوسط و الاعتدال، وهو منهج الله سبحانه وتعالى فيقول سبحانه وتعالى وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً) (الفرقان:67)، وقوله سبحانه وتعالى وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً) (الإسراء:29).
18- الخـلــــــق
و أهل العلم والإيمان وسط في باب حسن الخلق بين الغلاة والجفاة، اكثروا من الضحك والمزاح والعبث و اللهو، يضحكون مع كل أحد، و يمزحون مع كل بشر،و يحبون التبذل مع أصناف الناس، فليس لهم ضابط في الخلق لا في المسجد ولا في الشارع ولا في السوق ولا في المجلس، فهم كالمهرجين والممثلين والمستهزئين، ليس لهم وقار ولا قيمة ولا هيبة، فقهقهات ضحكهم مرتفعة، ونكاتهم كثيرة، سقطاتهم وفيرة، وهزلهم بين لا نسبة ولا تناسب مع جدهم، عطلهم المزاح و اللهو والعبث عن السير على منهج الخير والإصلاح.
وقابلهم جفاة مكشرون عابسون ، لا بسمة تعلو محياهم، ولا خفة روح عندهم، لا ظرافة فيهم، لا رقة في طباعهم، لا انس في القرب منهم، لا راحة في مجالستهم،جباههم عابسة، ووجوههم مكفهرة، دائما لا يوحون لك بأمل، ولا تبشر طلعاتهم بخير، ولا يجد من اقترب منهم فرحا وسرورا.
و توسط أهل العلم والإيمان في هذا الباب فتبسموا بلا قهقهة لقوله صلي الله عليه وسلم: ( و تبسمك في وجه أخيك صدقة) ولكنهم لم يوغلوا في ذلك ولم يكثروا، لقوله صلي الله عليه وسلم: ( كثرة الضحك تميت القلب)، و كان مزاحهم بقدر، ولم يكذبوا في مزاحهم، و لم يستهزئوا بشيء من شعائر الدين أو الصالحين، ولم توصلهم النكتة والطرفة إلى التعرض لأعراض المؤمنين، إنما مزاحهم لطيف شريف خفيف، و أرواحهم ظريفة سهلة لينة هينة، و في مواطن الجد تلقاهم يبدعون وينتجون ويعلمون ويعملون، فالناس في سلامة منهم، وهم في سلامة من أنفسهم ومن الناس، لقوله صلي الله عليه وسلم: ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده و المؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم) ، وقس على ذلك أبواب الأخلاق جميعها تجد أن أهل العلم والإيمان- وهم عباد الله وصفوته من خلقه- وسط بين الغلاة والجفاة سواء في باب الإيمان، أو في باب الأخلاق، أو في باب الآداب ، أو في باب السلوك، أو في المسائل الاجتماعية المتفرقة، فهم قائمون بالميزان الذي أنزله الله سبحانه وتعالى على رسله عليهم السلام.

]v,s gslhpm hgado hg];j,v uhzq hgrvkd hg];j,v hgado hgrvkd ]v,s

جميع الحقوق محفوظة وحتى لاتتعرض للمسائلة القانونية بسبب مخالفة قانون حماية الملكية الفكرية يجب ذكر :
- المصدر :
شبكة الشموخ الأدبية - الكاتب : مشعل الفدغوش - القسم : منتدى الإسلام
- رابط الموضوع الأصلي : دروس لسماحة الشيخ الدكتور عائض القرني

رد مع اقتباس
 
 

مواقع النشر

الكلمات الدليلية
لسماحة, الدكتور, الشيخ, القرني, دروس, عائض
 
 


يتصفح الموضوع حالياً : 3 (0 عضو و 3 زائر)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه الموضوع: دروس لسماحة الشيخ الدكتور عائض القرني
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
قصيدتي في الشيخ هزاع ابا الروس صمت البوادي منتدى الشعر الشعبي 30 07-24-2013 01:27 AM
الام ماتت والقصيده سلمها الدكتور للولد وهو يستلم الجثة!!!! شغموم بن طحطوح منتدى التراث والمنقول 9 01-06-2011 01:41 PM
أمريكي أذهله الشيخ السديس احلام الماضي منتدى القصص والروايات 20 01-04-2011 02:02 PM
دروس من الحيـاة*** مسيوبوتاميا منتدى العام 28 07-08-2010 11:27 PM
عائض القرني يتبرأ من "الفرق بيننا وبينهم نقطة صـمـت منتدى العام 14 05-19-2010 04:15 PM



Loading...

شبكة الشموخ الأدبية قائمة تغذية RSS - الاتصال بنا - شبكة الشموخ الأدبية - الأرشيف - الأعلى - privacy-policy - About - الاعلانات- - Bookmark and Share
للإتصال والإستفسار أرشفة شبكة الشموخ الأدبية
الكويت 0096599579965 yahoo RSS htmlMAP HTML
 فاكس - الكويت 0096524579965 msn MAP XML sitemap.php
البريد الإلكتروني [email protected] feeds.xml sitemap google tags
اقسام شبكة الشموخ الادبية

منتدى الإسلام - منتدى العام - منتدى الإعلام والأعلام - منتدى الترحيب والمناسبات - منتدى الشعر الشعبي - منتدى المواهب الواعدة - منتدى المحاورة والألغاز - منتدى التراث والمنقول - منتدى المقالات والنقد - منتدى الشعر الفصيح - منتدى الخواطر والنثر - منتدى القصص والروايات - منتدى الأسرة - منتدى الطب والعلوم - منتدى الفن - منتدى الرياضة - منتدى التسلية والترفية - منتدى البرامج والإتصالات - منتدى التصميم والجرافيكس - منتدى مرايا القضايا - دواوين الشعراء - مدونات الكتّاب - مجلة الشموخ الثقافية - مكتبة الشموخ الإلكترونية

كلمات البحث

الشعر الشعبي الشموخ الثقافة التراث الأدب النقد الشعر الفصيح المحاورة الالغاز قصائد صوتية قصائد كتابية دواوين شعرية اخبار الشعراء قصائد صوتية القصة الرواية الشاعرة قصص البادية مقالات مهرجانات صحافة شعراء الخليج شعر غزل مسجات أبيات شعرية المواقع الادبية لقاء الشاعر الخواطر النثر شاعر المليون القنوات الشعرية المجلات الشعرية مهرجان الجنادرية هلا فبراير youtube الشعر وكالة انباء الشعر أنباء الشعراء شعراء ليبراليين الشعر الجاهلي العباسي المعنى سمان الهرج قصيدة الشاعرة دواوين الشاعرات صور الشعراء البادية التراث القبائل بنات الكويت بنات السعوديه بنات الرياض بنات الخبر بنات جده بنات الامارات بنات قطر بنات البحرين بنات عمان بنات لبنان بنات سوريا بنات العراق بنات تركيا بنات مشرف اكسسوارات ازياء عطورات ملابس نسائية مجوهرات قصات شعر صبغة شعر بنات المغرب بنات كول بنات كيوت بنات حلوات جميلات العرب بنات مصر بنات الاردن موضة بنات الخليج صور بنات خليجيات عربيات ممثلات طموحات هاويات داعيات شاعرات مواقع بنات منتديات بنات مواقع نسائية منتديات نسائية دردشة نسائية دردشة بنات الحب حبي الحبيبة قصائد عشق قصائد غرام حبيبتي معشوقتي المحبة بنات للتعارف بنات للزواج بنات للصداقة كتابات نسائية مقالات نسائية مهم للنساء قصص عاشقات روايات حب فقط للنساء مجلات نسائية تاجرات عالمات بائعات مبدعات مغنيات بنات المدينه بنات الجهراء بنات الخالدية بنات الجامعه بنات الثانويه بنات مدارس مشاغبات مشاكسات بنات المجتمع نساء المجتمع بنات الدوحه بنات المحرق بنات المنامه شيخة البنات مكياج عرائس ليلة الزفاف ليلة الدخله اغاني بنات رقص بنات فيديو بنات مشاعر بنات احاسيس بنات رغبات بالزواج بنات google بنات yahoo بنات msn بنات massenger بنات انمي بنات توبيكات جمعة بنات جلسة بنات قهوة بنات حقيقة البنات دموع النساء جوالات بنات

الوصلات والروابط الخاصة بـ : شبكة الشموخ الأدبية ( www.alshmo5.com - www.alshmo5.net - www.alshmo5.org )
جميع المشاركات تعبّر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر الإدارة
جميع الحقوق محفوظة لـ :
شبكة الشموخ الأدبية

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
ظ„ظٹظ†ظƒط§طھ - ط¯ط¹ظ… : SEO by vBSEO 3.5.1 Trans by
Coordination Forum √ 1.0 By: мộнαηηαď © 2011
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009