في مناقشة مجموعتها القصصية «وردة أصبهان»
إبراهيم عبدالمجيد: سلوى بكر ختمت قصصها «بخبث»
قالت الروائية المصرية سلوى بكر: «أنا معنية برصد المأزق الحضاري، الذي نعيشه على مستوى القيم والفوارق في الوعي لدى الناس، فنحن لانزال نستند إلى إجابات قديمة لأسئلة أقدم، وهذا المأزق هو جذر الإشكاليات السياسية والاجتماعية والثقافية التي نحياها، ولهذا حاولت التعبير عنه في قصصي».
الشاعر شعبان يوسف أشار- في الندوة التي أقامتها الهيئة العامة للكتاب، لمناقشة المجموعة القصصية الجديدة لسلوى بكر «وردة أصبهان»- إلى أن سلوى بكر لها موقف إنساني وسياسي وفكري، وأنها تسعى في كتاباتها بشكل إرادي وإبداعي لتحقيق العدالة المفقودة في المجتمع، كما تعرض لتمرد المرأة على الأوضاع الاجتماعية التي تعيش فيها، كما في روايتها «العربة الذهبية» وغيرها، فبطلاتها يعانين الوحدة ويسيطر على خطابهن التعرض للوضع الرجعي السلفي والاجتماعي المتردي.
أستاذ علم الاجتماع بجامعة بنها الدكتور محمد حافظ دياب، تساءل: كيف تستطيع سلوى بكر أن تعبر في إبداعها عن قضايا وطنها وقت أن شاركت منذ السبعينات في كل حركة وطنية، وكيف تجمع بين إبداعية الفن وإبداعية المواطنة؟، وقال: «في المجموعة القصصية الجديدة تتصادم الكاتبة مع عقم حاضرنا ووجعه، ولكنها تبتعد في ذلك عن المباشرة،
فقصصها تعد ابنة اللحظة المصرية العربية الكونية، لما تقوم به من كشف كل إطار يحاصر البشر».
وأضاف: «القصص تتناول موضوعات، جدل الحياة والموت في وجدان الشعب المصري، والعنف المفرط من قبل الإسرائيليين، ومكابدات المناضل القديم، وهَم الإحساس بالفقد، ومحاولات الخلاص بالهجرة، وحلم الزمن الجميل، فالكاتبة تنشغل بالمألوف في الحياة اليومية والمعيشة، وتهتم بالتفاصيل الخاصة لكن بصنعة أدبية، كأن تهتم بسماع أصوات المغنين في الزمن الجميل، نهنهة الطفل، حضور المصحف والبانجو داخل العربة، كأن سلوى تريد ترتيب ما تبعثر من شظايا الوطن، وذلك بلغة حميمة، مرة تأتي فصيحة قديمة، ومرة عامية متداولة، وثالثة كلمات معربة، وهكذا».
أما أستاذ الأدب الإنكليزي بجامعة القاهرة الدكتورة جيهان فاروق، فقدمت قراءة في قصص المجموعة وقالت: «نسمع هنا في هذه المجموعة أصوات النساء، حيث يغلب عليها المنظور الداخلي للكاتبة، أي أن نعرف عن أحداث الواقع من خلال وعي الراوي، ففي القصة الأولى «وردة أصبهان» نسمع صوت امرأة حبيسة بيتها وبناتها الثلاث، وحبيسة الهرمونات التي تسير في جسدها، وحبيسة للنظام المصري والنظام العولمي، وفي قصة «الغائب» يرتفع صوت المرأة العاشقة التي تحب رجلا غائبا، وفي قصة «ملكة الفولي» ترفض إحدى السيدات الانصياع لضغوط المجتمع وزميلاتها في المؤسسة الرسمية، التي تدفعها لارتداء الحجاب، وهي المؤسسة التي تعكس حال الطبقة الوسطى المصرية، كما ترفض البطلة في قصة «عكوسات» الانصياع للخرافة».
في ما أشاد الروائي إبراهيم عبدالمجيد بما تتضمنه أعمال سلوى بكر الإبداعية من جوانب تاريخية، قائلا: «منذ فترة ونحن نتحدث عن وجود أزمة في القصة القصيرة في مصر والوطن العربي، وهذا حقيقي،لأن الرواية هي المسيطرة على المشهد الآن، لكن القصة حالة من التعبير عن الصدق الشعوري العالي جدا، الذي لا يمكن تأجيله، ومجموعة «وردة أصبهان» يتميز قالبها الفني بالخبث، لأن نهايات القصص تأتي هادئة جدا تماما، مثلما يفعل تشيكوف في قصصه».
lkhram l[l,ui rwwdm fuk,hk «,v]m Hwfihk» Hwfihk» lkhram fuk,hk