في سبيل الوطن ... قصيدة رائعة الى شاعرنا العراقي المرحوم
معروف الرصافي رحمه الله برحمته الواسعة
معروف الرصافي
ولد شاعرنا في بغداد سنة 1875 من الميلاد تتلمذ على يد محمود شكري الالوسي ، اشتغل
بالتعليم في المدرسة الملكية بالاستانة ، ثم في دار المعلمين بالقدس ، ثم بدار المعلمين ببغداد ، جمع بين ثقافة الماضي والحاضر ، ونظم في الاجتماع والفلسفة ووصف الطبيعة والمراثي والسياسة ، انتخب مرات عدة في مجلس النواب ، زار لبنان وفلسطين وسوريا توفي سنة 1945 من الميلاد
في سبيل الوطن
أما ان أن تنسى من القوم أضغان
فيبنى على أسس المؤاخاة بنيان
أما ان أن يرمى التخاذل جانبا
فتكسب عزا بالتناصر أوطان ؟
علام التعادي لاختلاف ديانة
وأن التعادي في الديانة عدوان
وما ضر لو كان التعاون ديننا
فتعمر بلدان وتأمن قطعان
أذا جمعتنا وحدة وطنية
فماذا علينا أن تعدد أديان ؟
اذا القوم عمتهم أمور ثلاثة
لسان ، وأوطان ، وبالله أيمان
فاي اعتقاد مانع من أخوة
بها قال أنجيل كما قال قران
كتابان ، لم ينزلهما الله ربنا
على رسله الا ليسعد أنسان
فمن قام بأسم الدين ، يدعو مفرقا
فدعواه في أصل الديانة بهتان
أنشقى بأمر الدين ، وهو سعادة
أذن فأتباع الدين يا قزم خسران
ولكن جهل الجاهلين طحا بهم
الى كل قول لم يؤيده برهان
فهاموا بتيهاء الاباطيل كالذي
تخبطه من شدة المس شيطان
مواطنكم يا قوم أم كريمة
تدرئكم منها مدى العمر ألبان
فلا تنكروا عهد الاخاء ، وقد أتت
تصافحكم فيه نزار وعدنان
وقولا لمن قد لام : صه ويك ،اننا
على كل حال في المواطن أخوان
لله درك يا شاعرنا العراقي الرصافي ولدت حرا ومت حرا وقضيت حياتك شجاعا ، أنها شجاعتك وصراحتك وجرأتك هي التي دعتك الى السلام والوحدة ونبذ الخلافات ما بين ابناء الامة الواحدة انك نبذت الحس الطائفي البغيض الذي أن تمكن في النفوس احرق أخضرها قبل يابسها رحمك الله برحمته الواسعة ورحم ابناء هذا الشعب المظلوم الذي أذاق الامرين من التفرقة والطائفية فدفعوا ارواحهم وزهقت على دكة الظلم والاستعباد