تعريف الرؤى عند غير المسلمين الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: تعريف الرؤى عند العلماء غير المسلمين:
بالنسبة للعلماء غير المسلمين فلهم أقاويل كثيرة منكرة في هذا الموضوع، وسبب ذلك أنهم حاولوا الوقوف على حقائق لا تدرك بالعقل الذي يحتكمون إليه في هذا الجانب وجوانبَ أخرى كثيرة، كما أنهم لا يؤمنون ولا يصدقون بالوحي ولا السمع ولذلك اضطربت أقوالهم.
فمن ينتمي إلى الطب ينسب جميع الرؤى إلى الأخلاط الأربعة وهي البلغم والصفراء والدم والسواد،
مثلاً : يقولون من يغلب عليه البلغم يرى أنه يسبح في الماء، لمناسبة الماء لطبيعة البلغم، ومن تغلب عليه الصفراء يرى النيران،
وهذا لم يقم عليه دليل ولا جرت عليه عادة، وما قالوه نوع من أنواع الرؤيا وليست الرؤيا محصورة فيه، فإنا نعلم أنَّ منها ما يكون من النفس ، ومنها ما يكون من الشيطان ومنها ما يكون من الرحمن.
والفلاسفة يزعمون :
أنَّ صور ما يجري في الأرض هي في العالم العلوي كالنقوش فما حاذى بعضاً منها انتقش في قلب النائم، وهذه نظرية أفلاطون المعروفة بنظرية المثل العليا وهذا الرأيُ أشدُّ فساداً من سابقه، لأن الانتقاش من صفات الأجسام وما يجري في العالم العلوي أعرضٌ، والأعراض لا يُنْتقش فيها.
وقد حاول بعض العلماء غير المسلمين محاولة كشف سرّ الأحلام والوصل من خلالها إلى الحكم على النفس البشرية ودوافِعها وميولها واتجاهاتِها بل وعُقدِها.
وقد نشر العالم سيجموند فريد مؤلفه المسمّى: [ تحليل الأحلام ] عام 1899م، ويرى أنه لما كان (الأنا) في حال اليقظة هو الذي يسيطر على قوة الحركة فإنَّ هذه الوظيفة تتعطّل أثناء النوم، ومن ثم يتلاشى جزء كبير من الرقابة التي تفرض على الـ (هو ) أو اللاشعور.
قال: وسَحْبُ الشحناتِ النفسية التي تقوم بوظيفة الرقابة أو إضعافُها يسمح بشيء من الحرية التي تبدو الآن_ يقصد حال الحلم_ غير ضارة.
وقد استخدم (فرويد ) تحليل الأحلام كوسيلة للوصول إلى أعماق اللاشعور والكشف عن أسراره. ويعتبر فرويد أنَّ الأحلام بمثابة ((الطريق السلطاني)) إلى اللاشعور الذي يحتوي على العقد والدوافع والرغبات المكبوتة.
واهتمت العالمة (كارين هورني ) بتحليل الأحلام، وهي ترى أنَّ الأحلام تزيد البصيرة حولَ الحالة وتكشف عن بعض اتجاهات المريض نحو العالم.
ويعتقد ( إِيْرك فروم ) أنَّ الأحلام تعكس العناصر المعقولة والعناصر غير المعقولة من الشخصية في نفس الوقت.
والمُلاحظ من هذا العرض الموجز لوجهة نظرهم هذه ما يلي:
_ تركيزهم على استخدام الأحلام كوسيلة للدخول إلى عالم المريض ومعرفة سبب مرضه، أو حالته.
_ أنهم يركّزون فقط على ما يسمّى بأضغاث الأحلام، وهي التي يفكّر بها الإنسان قبل نومه ثم يراها بعد نونه، أو يركزون على شيء لا علاقة له بالأحلام وإنما هو ما يعملونه مع المرضى في العيادات النفسية بعد جعله يسترخي في العيادة ويُترك يتكلمُ عن نفسه وعن عمله وزوجته والمحيطين به، ويقوم الطبيب برصد هذا الكلام، والدخول من خلاله إلى شخصية هذا المريض، وهذا يختلف تماماً عن الرى التي يراها الإنسان في منامه بواسطة مَلك الرؤيا.
يقول سيد قطب:
تقول مدرسة التحليل النفسي عن طبيعة الرؤيا:
إنها صور من الرغبات المكبوتة تَتنفَّسُ بها الأحلام في غياب الوعي وهذا يمثّل جانباً من الأحلام. ولكنه لا يمثلها كلُّها. وفرويد ذاته_ على كل تحكمُّه غير العلمي وتمحُّلِه في نظريته_ يقرّر أنَّ هناك أحلاماً تنبؤية.
يقول محمد علي قطب مؤيداً سيد قطب:
لقد اعتمد (فرويد) في أكثر تحليلاته واستنتاجاته على الرؤى، ثم قَعّد من خلالها القواعد والأسس التي بنى عليها نظرياته في علم النفس، ولكنه_ للأسف_ كان يتجه في الرموز والمعاني اتجاهاً مادياً، أو حيوانياً هابطاً، فلا يُنْصف الإنسان في إنسانيته، والرؤيا_ ولا شك _ جزئية في حياة الإنسان اليومية، ولكنها في إطار من الغَيْبيَّة عن دنيا الواقع والمعايشة الحياتية والممارسة الحسِّيَّة، رؤيا ليست بالبصر ولكن بالبصيرة، وحركةٌ ليست بالجوارح والأعضاء ولكن بالحسِّ الشعوري فقط
ولعلّ خير من وضّع لنا سبَب هذا القصور لدى علماء النفس في فهم الرؤى وإعطائها حقَّها الإمامُ القرطبي
قال: سببُ تخليط غير الشرعيين إعراضُهم عما جاءت به الأنبياء من الطريق المستقيم وكفى بهذا رداً.
الدكتور فهد بن سعود العصيمي
juvdt hgvcn uk] ydv hglsgldk hgv,p جميع الحقوق محفوظة وحتى لاتتعرض
للمسائلة القانونية بسبب مخالفة قانون حماية الملكية الفكرية يجب ذكر :
- المصدر : شبكة الشموخ الأدبية
- الكاتب :
حفيدة الفاروق - القسم :
منتدى تفسير الأحلام - رابط الموضوع الأصلي : تعريف الرؤى عند غير المسلمين
التعديل الأخير تم بواسطة حفيدة الفاروق ; 08-04-2015 الساعة 09:41 PM,
|