ياملهمة الروح والقلم...
كيف تعرفين أني لك أكتب ؟
كيف تعلمين أن كل جروح أقلامي لك تنزف ...؟
يامن تسيرين ملكة متبخترة في كل ساحاتي لأنك مؤمنة بكل اليقين ..بأنك أنتي ملهمة الروح والوجدان...
لذا سألغي مكابرتي ..وأكسر طوق غروري.. وأعترض على كل من قال أن رجولتي تقاس بقوة تحملي وصلابتي ..
و سأشطب كل عبارات الصبر والجلد والتأني..لأني سأجعل شعاري اليوم المثل القائل خير البر عاجله.. وسأجعل ألآن خير عاجل بري هو أني لك أعترف ..
وأعلن من توي بيان أعترافي ..
سأعترف بدون أول تحقيق في سجن أبي غريب من جلاد محتل أمريكي ..
أو بلا تعذيب طائفي في أحد المعتقلات السرية والتي ملئت وطني..
وبدون حتى جلدة سوط تنهال فوق جسدي البرئ على يد مخدوع من أبناء بلدي ..
نعم سيدتي أعترف..وأعترف..أنها لك وحدك ستبقى تنزف .. وتنزف أقلامي بعدما ودعت مدني ..
فلم يبقى لي سواك من أكتب له و ليس لها رمق أخير لعنة محابري وقد أصبحتي ألآن أنتي وطني...
لذا أقول أنها ستبقى تتدفق لك ومن أجلك كل عباراتي..
وكلما نضجت بنارك تبدلت بفورها واتقدت من جديد جميع مشاعلي..
لكي أرتشف منها وأتذوق فيها وبسببك كل ملذاتي وأوجاعي ...
وأنتي ياأنتي أيتها الماكرة الدافئة ...وألمعتقة بكل قواميس ألجمال وألأنوثة ...
لماذا تبقين تجمعين وتملئين محابرك ألشقية الجمرية.. ثم تحمليها بحنين بين أناملك ألناعمة الوردية...
ونحو أوراقي ألمتناثرة تقبلين متأنية كهمس النسمات ألربيعية ...
وتجتهدين كي لا أبصر رقصات خطواتك ألبريه.. أو أسمع حثيت آثارها ألرشيقة العاريه ...
لماذا تفاجئيني وتصعقيني ... ثم تأخذيني بعيدا عن ذاتي ...لتقلبيني في كثير من العوالم وبأيها شئتي ترميني...
ثم تنثرين بأصرار لونك الدموي وبكل هدوء وشموخ على جميع صفحاتي ...
لتخطي ماأحببتي من العبارات... وترسمي ماأردتي من اللوحات ... وتعزفي الحانك الرومانسيه وبكل النغمات ...
ثم تتنحتين على كل جذوري وفروعي أسمك الخالد وبكل اللغات ...
ثم تعيدين نحتي بدبابيس باردة من الثناء ألموجع ...وترشقيني بقصائد المديح أللاذع..
فأتوه بك ...وأفترق عنك ... ثم تسترق ذكرياتي أشياءا من عقلي وتعيد .. ولايبقى سبيل لي سوى أن أهيم بك من جديد ...
ومتى ماصحوت منك أبقى أقرء ألغازك السرياليه ... وإن كنتي قد كتبتيها بلغة عربية...
فأبقى أقرؤها وأظمأ ..ثم أرتوي وبعدها أرجع ..وأطير وأقع ...وهكذا وهكذا ...
حتى بالنهاية أتسمرعندها وأمام لوحاتك السحريه ...وعند نواقيس نغماتك ألفيروزيه ...
بعد أن صلبتيني في كل معابدك .. وجعلتيني وثنا عظيما ومزركشا بتمائمك وقلائدك...
ورفعتيه عاليا مطوقا بطقوسه وقدحففتيه بأدعيتك وبخور ترانيمك.. وأفردتي ضريحه بنذور الحب وميزتيه عن باقي أصنامك ..
وأنا واقف متصخر أتقبل منك كل هذا بسكون وأستسلام ...
كالأرض الهامدة الجامدة الظامئة.. وألتي تتلقى بخنوع وحب زخات المطر ألسماوية ألطاهره..
لتندمح حباته النديه في جسدها المتحرق شوقا أليها ..وتذوب فيه كي تمنحه روح الحياة فيحيى بها من جديد .. هذا أنا وأنتي :
ياآهاتي وأوجاعي ياسيدتي وأميرتي ومعشوقتي .. ياملهمة الروح والقلم ... يامن بك أحيى من جديد ...
مع حبي وتقديري ... عاشق الرافدين