أليوم بقيت في مكتبي لم أغادره لأذهب ألى مقر سكني ... فالوحده التي تنتظرني هناك هي كحال شبيهتها التي معي ألآن ...فآثرت القريب على البعيد ولزمت مكاني هذا
مقررا بذلك أن أعانقها لنلتحف الهدوء والسكينة ...بعد أن أسدلنا ستار نهار كان جدوله مليئا بالمواعيد ألغثة والسمينة ...وقد بلغت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ومازالت
عناكب النعاس السوداء تنسج بخيوطها الخفية على أجفاني ألمتعبة فتحيكها جيدا ... ومتى ماتعانقت أعلى رموشي بأسفلها أتاني هاجس جميل فيه أنتي ،،، فأصحو من
سنتي وأنفض عني تلك الخيوط الواهنه ...وأودع نومي لكي تفرح هذه الليلة وتبتهج ..لأنها تريد رفيقا لها تشاطره الغرام ولكن بدون فراش ،،،والتي ترافقنا كثيرا وأنا وأياها
فكانت خير رفيقة وعشيقة وكنت خير فارس ودليل ،،، لذا سأبقى نديم ليلتي ألمدلله..أدلعها وتدلعني..وأرقص لها وترقص لي..وأسقيها وتسقيني ونلعب معا ونحكي سويا
ونروي قصص شهريارنا..حتى أفارقها عند أول شيبة فضية تشرق على ظفائرها السوداء ،،، بعد أن طارحتها بعنف كل أسراري وأشواقي وتبادلنا بهدوء نشوة الهوى بكؤوس
مترعة بالوجد ألذي ليس له حدود وبالألم أللذيذ ألذي لا يحتويه شئ سوى قلب هذا المسكين الذي عانق ليلته ألشبقة بالسهر ورتشف من صدرها المدرار شهوة الحنين
وأنين الهجر وزفرات الندم فأحيانا فتحت أزرار ذكرياتي..وتارة خلعت عني قميص أحزاني وفي أخرى نثرت على جسدي نجومها لكي تواسيني ثم توازي دموعي التي نثرتها
عليها حتى مسحتها بمنديلها الأدهم لكي لايرى آثار خلوتنا أحد فيشمت بنا أو تقع علينا عين حاسد لم يعرف قلبه الحب من قبل كما عرفناه أنا وحبيتي وشهدت عليه هذه
الليله والتي كثيرا ما دثرتنا بردائها ألمعتم عندما كنا معا أنا وحبيبتي لكي تخفي عن غيرنا براعات أختراعاتنا بأكتشافاتنا ألخرافية لعالم ألرجل وأكوان ألمرأة وأسرار
مغامراتنا ألجريئة في كل شئ وبدون أستثناء وبكل ألتفاصيل.. فياأيتها ألأميرة ألربيعية والجامحة بخيولك ألبيضاء ألمجنحة في ميادين القلب والروح والوجدان يامن كنتي
تحملين مصابيح النور في بصيرتي وتجمعين فصل الربيع بكل أيام سنين عمري وتزرعين الزهور أمام أحلام الصبا وبين كل خطواتي هذه ألليله تذكر كل ماكان بيننا لأنها كانت
خير شاهد علينا وأنا لم أنسى ... وأنتي ياحبيبتي هل تذكرين ؟ نعم بالتأكيد أنتي جيدا تذكرين...وهل تعلمين علام أنظر ألآن ؟؟ آه لو تعلمين لجن جنونك وزمجر رعدك وهدر
أعصارك ولأردتي أن تسحبيني بقوة من الماضي أو المستقبل أو من بين كل بعد المسافات التي بيننا ألآن ورغم كل الحدود ألتي تفصلنا عن
بعضنا لكي تمزقيني وتبعثريني شتاتا في كل مكان ... ومع كل هذا سأغامر وأتجرء بأن أقول لك على أي شئ تقع بنهم وشغف نظراتي ألآن
أنها تحدق على بعض
ألحصى ألملونة ... والتي وضعتها في وعاء فضي فوق منضدة مكتبي تحت المصباح لأنثر عليها شيئا من نوره الخافت فتسبح فيه ...ولكي يبرز رونقها
وحضورها فارضة وجودها معلنة عن نفسها على الطاولة الكبيرة ... وأحيانا يختلف بعددها عمالي فمنهم من يقول أنها سبعة وآخر يقول ثمانية ... وأنا سأصدقك القول أنهن
بعدد ألأيام التسع ألتي قضيتها في مدينتك وأنتي لاتعلمين ...حينها كنت أراقبك من بعيد وأنت تسيرين بأرتكاز وتأني ... وكأنك تفكرين بأن العالم قد توقف فقط لكي يراقب
خطواتك ألثابتة ألمهيبة ... فقبضت بعضها من بين آثارك وبعضها من أمام باب منزلك ... ذلك البيت ألدافئ الحنين لأنك تسكنين فيه ... هل تعلمين أني مررت من جانبه مرار
وتكرارا ... وفي أحدى المرات لمست بهدوء وخشوع ذاك الباب الحديدي البارد بأناملي المرتجفة البلهاء ... لعل بصماتي تعانق بصمات كفوفك لأنها كثيرا ماتناثرت عليه حتى
ومن حيث لا أشعر ألتصقت شفاهي عليه ...والذي مرة عندما فتحتيه وأنا أبصرك فيما كنت مختبئا بمركبتي أراقبك من بعيد ... فقد كنتي تفتحين بذلك جميع أقفال قلبي
فيخفق بقوة حتى يكاد أن يقتلع بشدة جميع ضلوعي ليأتيك طائرا ويرتمي بين يديك ... وقبل أن أخرج من مدينتك لأسافر بعيدا ...مهاجرا ... جمعت هذه الحصى بين كفوفي
وذرفت عليها من دموعي ... وكأني خيل لي أنها بذرات سحرية فأردت أن أسقيها بأدمعي لعلها تنبت جذورها في قلبي وتزهر ورودها في عيوني ولكن ماكل مايتمناه ألمرء
يدركه ... ومع هذا فمن الجميل والرائع أن أحضى منك بهذه الذكرى الثمينة ...حتى وأن كنت أختلستها من وراء ججاب وأنتي لاتعلمين ...لذلك حملتها معي وأعززتها وتفاخرت
بها ... فوضعتها أمامي على منضدتي بوعائها الفضي تحت المصباح لأنها أثر منك وجزء من وطني ...
مع حبي وتقديري ... عاشق الرافدين
Hgpwn hglg,km ,ukhr hgfwlhj hglg,km hgfwlhj