هل يمكن تكون احلامي ذنبا وارى فيها اشياء مقلوبه ويكون الامر طبيعياً لصغر سني
كنت في السابعة من عمري كل يوم اذهب الى مدرستي وانا احمل حقيبتي وكتبي التى تشتكي اهمالي
عندما اقتربي من ذلك القصر الكبير الذي ارسم فيه احلامي ... اتوقف بجوار السور واتشبت بيدي وارفع راسي
الى الاعلى واطلق بصري اتجول به داخل القصر وابدا في الانبهار كــ عادتي انظر الى الورد ذات الالوان المميزه
والاشجار العجيبة الأقحوان البلسيان السنديان والسوسن الليلك التى لا اعرف من اي مكان جمعت في الارض
اتنقل ببصري حتى اصل عند النافورة التى تخرج من فم الاسد الصغير المرصع بــ المرمر وسط الحديقة
مازلت اتابع نظراتي هنا وهناك حتى اصل الى شرفت القصر واشاهد تلك العصافير عصافير الحب
التى اتمنى ان امتلك واحدة منها اطلق التنهيدااات والاهااات واضع يدي على خدي واسرح
اتمنى لو كان ابي صاحب القصر وانام على سرير من ذهب واكل على اطباق من فضة واشرب العسل كل يوم
احب فطيرت التفاح والجاتو التى تفوح رائحتها من داخل القصر .... بقيت ساعة اشاهد على ما يجري
داخل هذا القصر برغم من سنة لم اشاهد احد غير البستاني يتجول هنا وهناك
دق جرس مدرستي احمل حقيبتي وكتبي الملقاه على الارض واجري كـــ المجنونه في الطريق
حتى اصل وقد انقطعت انفاسي من تلك الاحلام في ذلك القصر الكبير ....
مرت الايام والشهور وتخرجت من الجامعة وتعينت في احد المدارس المجاورة لذلك القصر
مشرفة اجتماعية اهتم بحالات الطالبات بسبب ظروف معينه فرضت عليهم في حياتهم ....
كل يوم في الصباح كــ عادتي ارتب مكتبي واقلب في اوراقي الخاصه ببعض الطالبات
جاءني امرا ان اذهب الى طالبة قد طال غيابها عن المدرسة اسبوعين وعلي متابعة حالتها الاجتماعيه
نعم عند الساعة التاسعة فتحت الظرف من اجل عنوان تلك الطالبه ان اذهب اليها
قرأت العنوان صرخت من الاعماااق بــ اعلى صوتي سحبت كرسي مكتبي جلست اتامل العنوان
هل اصدق عيني ام احلامي التي بدات تلعب بـــ عالمي ... انه عنوان ذلك القصر
التى كنت اتمنى الوقف داخل حديقته ... ااه بعد عشرين عام
اعود الى طفولتي واحلامي ... وكان وتر حساس في قلبي يرتجف وكاني مازلت صغيره
حملت نفسي وانا في الطريق كنت استعيد طفولتي مع كل خطوة ... لي فيها فرحه
وحلم وبقايا حزن في قلبي منكسر أرى مشاعري مرسومة على كل منعطف
لا اصدق ما انا عليه الان ؟!
ما اسرع تتغير الدنيا ... اااه من عالمي !!
دخلت بوابة القصر كان اول شئ لفت نظري عصافير الحب التى كنت اتمنى المسها بيدي
اااه لقد نقص عددها وبعضها قد كبرت وتغيرت اصبحت عاجزه ... اين تلك الزهور اليانعة
والاشجار الشامخه ... اين النافورة العالية المتراقصه ... اين واين ؟؟؟
استقبلتي الخادمه من عند السلم المترب والجدرااان الباردة
الى غرفة تلك الطالبه ... الممرات موحشة طويلة و القصر خالي تتردد فيه خطواتي
وانا اسال نفسي اين الافراح والابجوارة المتلألأة التى تعكس بريقها في الليل خارج القصر الجميل
اقتربت من غرفة تلك الطالبه جلست بقربها نظرت الى بنظرة حزينه عميقه تجاهلت حزنها تبسمت
امسكت بيدها وقلت لها كيف حالك الان قالت انا مريضه قلت لها سوف يزول المرض عمى قريب
وتعودين الى المدرسة وانتي قويه جميله قالت لا اعتقد لانني اصبحت شبة مشلوله
تمالكت نفسي وتبسمت لها ... وقلت من قال ذلك قالت ابي بسبب انفصااال امي عنه لانها مع ابنتها
الاخرى من زوجها التاني .... جلست بقربها وقلت لها لا عليك ســ اكون معاك كل يوم ندرس ونجتهد وننجح
فرحت وضمتني الى صدرها وقالت ســ تكونين معي نعم غاليتي ســ اكون معاك كل يوم قبلت يدي
وقبلت جبينها وخرجت من غرفتها .... ااااه مالذي جرى جئت من اجل احقق احلام طفولتي
وجدت نفسي احقق احلام غيري ... ااه منك يادنيا ليس فيك الامان ... كنت ارسم احلام جميله
تبـــــــاً لك ايها الحيـــــــــاة ... ايها الدنيا .... ايها الاحلام ...
تبــــــــاً لك ايها الزمان لن اعطيك الاماآآآآآآآآآآآن ....
تحياتي لكم وعمق تقديري هذا الصباح الجميل
كلماآآآآآآآآآآت دافئة