كانت بذرة فكرة هذا البرنامج في عام ٢٠١٧ عندما قامت الدكتورة ولاء صالح اللهيبي بتطبيق مهارات نظرية العقل علي عينة من طلاب ذوي طيف التوحد و ذلك بإشراف البرفسور محمد مرعي القحطاني وقد لوحظ تحسن العينات في إدراك المهارات الاجتماعية من خلال الدلالات الإحصائية واستبيان أولياء الأمور.
تم التخطيط لبناء برنامج متكامل ومستوفي لجميع الشروط العلمية والأدبية، وخلال خمس سنوات من العمل تم الوصول الي النسخة النهائية للبرنامج الذي أطلق في بداية عام ٢٠٢٢ ليكون من أحدث واجود البرامج والدراسات التي تناولت نظرية العقل ودورها في تطوير المهارات الإجتماعية للأطفال ذوي طيف التوحد و ذوي التأخر المعرفي.
ينقسم البرنامج الي اقسام متعددة يتم فيها تدريب ذوي طيف التوحد على مهارات نظرية العقل بجميع مستوياتها، كما انفرد البرنامج بإعداد دليل خاص بأولياء الامور حيث يمكن لهم تدريب أبنائهم في البيئة المنزلية بكل سهولة وذلك بعد ان تكونت قناعة لدى الدكتورة ولاء صالح اللهيبي بأن التدريب من قبل الأهالي في البيئة المنزلية يعطي نتائج أفضل حسب الدلالات الإحصائية المعتمدة في الدراسة وكانت صياغة هذا الدليل سهلة وبسيطة وموجهه الى جميع المستويات الثقافية للأسر في المملكة العربية السعودية.
كما تم توفير دليل آخر موجه للأخصائيين ومعلمي التربية الخاصة يوضح الإجراءات الخاصة بالتدريب وينقل لهم الخبرة التي تم رصدها أثناء تطبيق البرنامج في كل من البيئة المدرسية والمنزلية والعيادية.
ومن اجل تسهيل التدريب لغير المختصين يعمل فريق عمل البرنامج على تأليف مشاهد تصويرية وفديوهات توضح تفاصيل دقيقة للجلسات التدريبية التي يزيد عددها عن ٦٠ جلسة في المستويات الأول والثاني .
(نظرية العقل Theory of Mind) وفهم تطبيقاتها المسلكية والاجتماعية.
إن الملكة الربانية السليمة هي التي مكنتنا من أن نبصر الألوان ونميز بينها ونراها تتمايز في أعيننا، فإن من حرم من نعمة البصر يفشل في قراءة هذه الألوان حتى وإن أدرك وصفها بما توصف به من الفاظ بواسطة من حوله. لا يستطيع من فقد البصر من ولادته أن يميز الموجود والمدرك من الألوان الطبيعية كما تحمله المعطيات البديهية الأولية لمن يبصرها بعينيه.
في المقابل وفيما يخص ذوي اضطراب التوحد، فإن إدراك ذلك التنوع من العلاقات الانفعالية "العاطفية" والاجتماعية العريضة والمتناهية التفرع والتنوع في تفاعلاتنا الحياتية اليومية تشكل تحديا بارز، فهي تخضع لمنظومة من القدرات المعرفية الدقيقة التي تجعل إدراكها وفهم تنوع ألوانها وأشكالها وتعدد تفسيراتها خاضعة لبصيرة فطرية تميزها وتبصرها بالعقل وليس بالعين فقط.
هذه الألوان من التنوع" الانفعالي "العاطفي" والاجتماعي قد تصاب بالعمي لدى ذوي طيف التوحد! فيبصر ولكن لا يدرك ولا يفسر ولا يترابط المعنى لديهم وفق المنظومة المعرفية السليمة. هذا قد يكون هو حال ذوي طيف التوحد ممن يتسمون بعوز أساسي في مسار المهارات المعرفية للعواطف والإنفعالات
القسم العملي :
يمكن تعليم الاطفال واليافعين والكبار من ذوي اضطراب طيف التوحد (ASD)، وذوي اضطراب التواصل الاجتماعي (ASC)، والاضطرابات الأخرى التي يستهدفها الدليل الحالي من مهارات التفكير في الحالات العقلية لذلك قاما المؤلفان بتصميم وبناء الجزء الثاني من الدليل العملي التنفيذي والذي يتضمن أمثلة على فهم الانفعالات (المشاعر/ العواطف) والذي يشكل أساساً للتدريب على مفاهيم نظريه العقل (T.o.M.) وذلك بناءاً على نموذج بارون - كوهينBaron-Cohen لقراءة العقل، مع تغيير ما يلزم ليتوافق مع البيئة السعودية والمجتمع الخليجي بشكل عام والظروف الواقعية والاجتماعية المحيطة بخصائص هذه المجتمعات.
حيث هدف المؤلفان إلى توفير دليل عملي تنفيذي يعتبر مصدر سهل الاستخدام ويمكن تطبيقه من قبل العاملين في مجال التوحد من اخصائيين ومعلمين في (البيئة المدرسية)، ومن قبل أولياء الأمور ومقدمي الرعاية في (البيئة المنزلية) ممن يحرصون على تقديم إجراءات علمية منظمة للتدريب على مهارات نظريه العقل (T.o.M.).
وحيث انه في السنوات الأخيرة اعتمد الباحثون نهجاً تنموياً عند محاولة فهم اكتساب مهارات نظرية العقل (T.o.M.). فانه من المسلم به الآن أن نظرية العقل (T.o.M.) تتضمن العديد من المهارات التي تظهر عبر التنمية والتدريب ولا يتم فهرستها فقط من خلال تمرير مهارة الاعتقاد الخاطئ. فقد وظفت الدراسات السابقة في هذا المجال مجموعة واسعة من المهارات التي تعتمد على قدرات الأطفال على التفكير في الحالات العقلية في مختلف الاعمار وتم التوصية بتفعيلها وتنفيذها ضمن برامج التنمية من التدريب والتأهيل.
ويقصد بتبني منظور تنموي أنه على الأطفال واليافعين البدء من المستوى الاساسي لنظرية العقل (T.o.M.) وهي مهارات (T.o.M.1) "الجزء الحالي من الدليل العلمي" (مثلاً: التعرف على الانفعالات من خلال الصور الفوتوغرافية، والتعرف على الانفعال من خلال الرسومات التخطيطية ...الخ) ثم التُقدم في التفكير في مفاهيم أكثر صعوبة وهي مهارات (T.o.M.2) "الجزء الثالث من الدليل العلمي" (مثلاً: فهم وجهات النظر الفردية العاطفة والانفعال، وفهم أن الرؤية تؤدى إلى المعرفة، والتعرف على المعتقد الخاطئ وعواقبه العاطفية والسلوكية).
تعتبر الدكتورة ولاء صالح اللهيبي الحربي من ابرز المختصين في المملكة العربية السعودية الذين قاموا ببناء برامج تطبيقية تخدم ذوي الإعاقة وذلك لاهتمامها بتطوير الجانب التربوي والاجتماعي لذوي الإعاقة من خلال عملها أستاذة تربية خاصة وملازمة للأطفال ذوي الإعاقة العقلية والتوحد خلال مسيرتها العملية التي استمرت لما يقارب ١٣ سنة
كما تقوم الدكتورة ولاء صالح اللهيبي بأعمال تطوعية في العديد من العيادات الحكومية والأهلية التي تقدم خدمات للأطفال التوحد وذوي الإعاقة العقلية اكتسبت من خلال هذه الاعمال خبرة واسعة للتعامل مع الأطفال وعائلاتهم.
قدمت الدكتورة ولاء صالح اللهيبي الكثير من البرامج التدريبية الموجة للمختصين والأهالي فيما يتعلق بالجانب التربوي والاجتماعي لأطفال التوحد واسرهم، كما شاركت العديد من المؤتمرات الدولية التي تهتم بالأطفال من ذوي طيف التوحد وقدمت العديد من الدراسات والبحوث في هذا المجال اخر هذ البحوث حصد المركز الخامس على مستوى العالم يناقش اثر الجائحة علي الأطفال ذوي الإعاقة.
الدكتورة ولاء صالح اللهيبي هي مؤلفة كتاب السيكودراما الإعاقة العقلية تطبيقات تربوية الذي صدر في بداية عام 2021 ويطرح هذا الكتاب الدور المهم للتمثيل النفسي المسرحي في تنمية الجوانب الاجتماعية لدي ذوي الإعاقة العقلية ويعتبر هذا المؤلف مرجعا حديثا للباحثين عن السيكودراما و الإعاقة العقلية حيث اشارت الدكتورة ولاء صالح اللهيبي الي جميع الدراسات السابقة فيما يخص هذه العناوين , كما انها انفردت بتطبيق عملي علي طالبات من ذوي الإعاقة وعرضت شرح مبسط عن إمكانية تطوير هذه التطبيقات الي نسخ حديثة تواكب التطور التكنلوجي في التعليم الالكتروني .
تعتبر الدكتورة ولاء صالح اللهيبي من اوائل السعوديين الذين قاموا ببناء برنامج تدريبي قائم على نظرية العقل حيث انها عملت على هذا البرنامج في أواخر عام 2017 واستغرق بناء هذا البرنامج مدة 5 سنوات وذلك بالتعاون مع أستاذ علما لنفس الإكلينيكي البرفسور محمد مرعي القحطاني وكان الهدف من البرنامج السعودي لنظرية العقل تحسين القدرات الانفعالية لدي اطفال التوحد وذوي التأخر المعرفي ليتمكنوا من الاندماج في الalmasa21مجتمع وذلك يخدم اهداف رؤية السعودية 2030 التي تهتم كثيرا بذوي الاحتياجات الخاصة .