(250) مدار الأفكار
رعاك مولاك
يقول الشاعر العربي :
اللّه حسبك ممّا عذت منه به = وأين أمنع ممّن حسبه اللّه
الحمد للّه شكراً لا شريك له = ما أسرع الخير جدّاً إن يشا اللّه
إن نعم الله على عبادة كثيرة لا تعد ولا تحصى,ومن أعظم وأجل تلك النعم بعد الإيمان والأمن,نعمة الصحة
في البدن,يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( من أصبح منكم آمناً في سربه,معافى في بدنه,عنده قوت يومه,
فكأنما حيزت له الدنيا ),فصحة البدن نعمة عظيمة,وغنيمة جسيمة,توجب على المسلم الشكر لله بالقلب واللسان
والجوارح,وقد يطرأ على الصحة ما يسبب اعتلالها من المرض الذي يصاب به المسلم ليكون سببا في تكفير
الذنوب والسيئات,ورفع الدرجات وزيادة الحسنات عند احتساب المريض للأجر والصبر على المكروهات,قال
النبي صلى الله عليه وسلم: (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير,وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ,إن أصابته
سرّاء شكر فكان خيراً له,وإن أصابته ضرّاء صبر فكان خيراً له), وفي رواية( فالمؤمن يؤجر في كل أمره ),
ويقول الشاعر: (لا تكره المكروه عند حلوله*إن العواقب لم تزل متباينة,كم نعمة لا يستهان بشكرها* لله في
طي المكاره كامنة) ,وبتاريخ 24 مايو 2011م غادر البلاد بحفظ الله ورعايته صاحب السمو أمير البلاد الشيخ
صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه متوجها إلى المملكة المتحدة لإجراء بعض الفحوصات الطبية
,وقد يستكمل سموه بعض فحوصاته في الولايات المتحدة الأمريكية,وقد تجلت في وداع سموه مشاعر الحب
والوفاء والولاء التي عبر عنها الشعب الكويتي بكل فئاته وطبقاته,فقد قال النائب عسكر العنزي: ( نسأل الله
عز وجل أن يمن على حضرة صاحب السمو أمير البلاد بموفور الصحة والعافية وأن يعيده إلى الكويت
وأهلها معافىً في صحته وبدنه لتعم الفرحة ربوع البلاد فسموه والد الجميع وزرع بأفعاله الطيبة الحب في
القلوب التي تواصل الدعاء ليل نهار بأن يمن الله على سموه بالعودة سالماً معافىً إلي أرض الوطن) ,وقالت
النائبة الدكتورة رولا دشتي: ( بكل الرجاء والحب والوفاء نسأل الله تعالى أن يكلل رحلة سمو أميرنا العلاجية
بوافر البشرى والخير وأن يعود إلينا سالماً معافىً من أي سوء إنه سميع مجيب) ,وقال النائب الدكتور يوسف
الزلزلة: ( صحبتك السلامة يا صاحب السمو وحفظك المولى الكريم بلطفه ورعايته ونتوجه مخلصين للعلي
القدير بالدعاء لك لترجع سالماً غانماً إلى شعب أحبك وأخلص في حبه لك وأحببته وأخلصت في حبك له
فهنيئاً للكويت ولنا بك ونشكر الحكيم الخبير أن جعلك أميراً علينا وسيظل حبك وعطفك يغمرنا),وسمو الشيخ
صباح الأحمد الجابر الصباح هو من مواليد 17 يونيو1929م وتلقى تعليمه في المدرسة المباركية,وقام والده
الشيخ أحمد الجابر الصباح بإيفاده إلى بعض الدول للدراسة واكتساب الخبرات والمهارات السياسية وللتعرف
على عدد من الدول الأوروبية والآسيوية,وفي عام 1954م عين عضوًا في اللجنة التنفيذية العليا,وفي عام
1955م عين رئيسًا لدائرة الشؤون الاجتماعية والعمل ودائرة المطبوعات والنشر,وفي عام 1956م كان
عضوًا في الهيئة التنظيمية للمجلس الأعلى الذي كان يساعد الحاكم,وبعد الاستقلال وفي 17 يناير 1962م تم
تشكيل أول مجلس وزراء في الكويت وفيه عين وزيرًا للإرشاد والأنباء (الإعلام),وفي 28 يناير 1963م عين
وزيرًا للخارجية,وقد شغل في تلك الفترة بالإضافة إلى وزارة الخارجية وزارات أخرى بالوكالة,واستمر
وزيراً للخارجية حتى 16 فبراير 1978م حيث عين نائبًا لرئيس مجلس الوزراء بالإضافة إلى كونه ووزيرًا
للخارجية,واستمر في هذا المنصب حتى 20 أبريل 1991م حيث خرج للمرة الأولى من الوزارة منذ استقلال
الكويت,إلا إنه عاد بتاريخ 18 أكتوبر 1992م إلى الوزارة مرة أخرى حيث عين نائبًا أول لرئيس مجلس
الوزراء ووزيرًا للخارجية,وظل في هذه المناصب حتى 13 يوليو 2003م حيث تم تعيينه رئيسًا لمجلس
الوزراء بعد اعتذار الشيخ سعد عن المنصب لمرضه, وشغل هذا المنصب حتى 24 يناير 2006م عندما نقل
مجلس الأمة صلاحيات الحكم إلى مجلس الوزراء بسبب مرض الشيخ سعد,الذي كان قد تولى الحكم دستوريًا
بعد وفاة الشيخ جابر الأحمد,وقد اجتمع مجلس الوزراء بعدها وقرر اختياره ليتولى حكم البلاد رسميًا في 29
يناير 2006م وذلك بعد مبايعته بالإجماع في مجلس الأمة,وهو أول أمير منذ عام 1965م يؤدي اليمين
الدستورية أمام مجلس الأمة الكويتي,نسأل الله العلي العظيم أن يحفظ سمو الأمير المفدى في الحل والترحال
وأن يضفي عليه حلل الصحة والعافية ليبقى للكويت وشعبها رمزا وذخرا,ولأعمال الخير مشعلا ونبراسا,فهو
صباح الكويت والإصلاح,صباح التواضع والجود والكرم,ومنارة الخير والشهامة والعدل,وهو صاحب الحكمة
والحنكة والأسوة الحسنة في التطوير وحسن التدبير,وقد عرف سموه الكريم بالحرص على خير الوطن
ومصلحة المواطن,فهو عنوان حميد الخصال,وقدوة التواضع بين عظماء الرجال.
يا أميرنا لو غبت باقي معانا = والله يردك بالسلامة علينا
يا نور دار الخير رمز الأمانا = حبك سكن بقلوبنا ما حيينا
سود الليالي ما تغير ولانا = وحنا لولاة أمورنا مخلصينا
حب ٍ يعزز بالمواقف وفانا = وفرض ٍ علينا حيثنا مسلمينا
يسري بدمانا حبنا وإنتمانا = وحب الوطن من دون حده يبينا