لا بدللمعبر أن يكون عالماً بهذا العلم
العظيم، وأن يدرك المصالح والمفاسد في هذاالميدان، وأن لا ينصِّب نفسه للفتيا في الرؤى ويتطلَّع
إليها، فيجب أن يكون عالماًحاذقاً بعلم تأويل الرؤى، وأن لا يؤولها إلا بعلم وإدراك، وأن يكون فطناً ذكياً
تقياً نقياً من الفواحش، عالماً بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ولغةالعرب وأمثالها، واذا أتته
رؤيا لم يمكنه تأويلها فالأولى أن يحيلها على من هو أعلم منه بالتأويل ولا يتحرج في ذلك،
كما عليه أن يكتم ويستر على الناس عوراتهم، يقولابن القيم رحمه الله: "المفتي والمعبِّر والطبيب
يطَّلعون من أسرار الناس وعوراتهم على ما لا يطلع عليه غيرهم، فعليهم استعمال الستر فيما لا يحسن إظهاره".
ثم إن على المعبرين أن لا يتسارعوا في التعبير، وأن لا يجزموا بما يعبرون، وأن يعلمواخطورةَ هذا الجانب
وما يوصله إليه من الافتتان والإعجاب بالنفس وتعظيم شأنه فوق شأن المفتين وأهل العلم، وقد نقل ابن
عبد البر عن الإمام مالك أنه سئل: أيعبُر الرؤيا كلُّ أحد؟ فقال مالك: أب النبوة يُلعب؟! وقد نقل ابن عبد البر
أيضاً عن هشام بن حسان انه قال: كان ابن سيرين يُسأل عن مائة رؤيا فلا يجيب فيها بشيء، إلا أنه
يقول: اتق الله وأحسن في اليقظة فإنه لا يضرك ما رأيت في النوم، وكان يجيب في خلال ذلك ويقول:إنما
أجيب بالظن، والظن يخطئ ويصيب.
hgav,' hg,h[f j,htvih td lufv hgvcn hgv,p hgav,' hg,hpm