(245) مدار الأفكار
إشراقة الوسط
يقول الشاعر العربي :
صحيفة تسمو بدرب العلا = بفكرها النير والراقي
جميـلة تبدو لأعلامــها = كوردة ما بين عشاق
في 12 مايو عام2007م صدرت جريدة الوسط ( اليومية السياسية الشاملة ) وقد استطاعت ومنذ عددها الأول
أن تكون نبض للوطن ومرآة للآمال والآلام,وأن تستقطب شريحة واسعة من القراء,وأن تحافظ على التزامها
بقضايا الكويت والخليج العربي,وأن تترجم شعارها( كلمة صادقة لخير الكويت ) إلى عمل جاد يواكب
المستجدات السياسية والمعرفية والفكرية والتقنية والإبداعية,لتجسد ما قيل عنها بأنها (ضمير الكويت وصوت
الوطن ولسان حال الشعب ) ,فهي شمعة مضيئة في عالم الصحافة الخليجية والعربية,ومن أبرز النوافذ
الإعلامية الحرة التي تحتضن الأقلام الواعية التي تحمل هموم وشجون الأمة,وتعد( الوسط ) في مقدمة
الصحف المحافظة على الالتزام بدقة التناول,والنضج في التعامل,والجرأة في الطرح,وقد حققت درجة
عالية من الحرفية والمهنية,من خلال نهجها المتزن المتسم بالوسطية والموضوعية والمسؤولية,فهي تمثل
الإعلام الجاد الذي يكسب احترام المتلقي وتقديره وثقته,وتتميز بخط ثابت في تناول قضايا الخليج وتساهم في
ترسيخ مفهوم التعاون والتضامن والاتحاد والإخاء,وقد جاءت الوسط لتحقق كما قال أصحاب الشأن الموازنة
الصعبة بين الموضوعية والإثارة,وبين الحكمة والجرأة,في تسليط الضوء على قضايا وهموم ومشكلات الوطن
والمواطنين , ويصدق فيها قول الشاعر: (أنعمْ بها جريدة ً حلوة ً* للمجتلي تروي قلوب الظماءْ ,قامت بأمر
الله فوق الثرى*يحرسها بفضله ما يشاءْ ,كأنها رياض حسن ٍ زهتْ *والعلم من دوح ٍ أشمّ أضاءْ ,قد أنجزتْ
أربعا من عمرها *ولم تزل تمدنا بالعطاءْ ,تنهج نهج الحق في مشيها *كما تراءت في الليالي ذ ُكاءْ) ,وقول
القائل: (يا شمسنا المعطاء في كنف الدجى*الليل حتى الليل فيك نهاري,ورسخت في كل العلوم مناهجاً*
وغرست فينا العلم كالأشجار) ويقول شاعر ثالث: (صحيفة تسمو بدرب العلا*بفكرها النير والراقي ,مسرورة
تدخل دور التقى*أسكنتها ما بين أحداقي ,في عامها الرابع أهدي لها *أزكى تحياتي وأشواقي ,عن قلم الأخيار
أخبارها * والخبر الأبهى هو الباقي,جميلة تبدو لأعلامها*كوردة ما بين عشاق,فراشة تزهو بألوانها*ما بين
أغصان وأوراق,سمت بصدق القول والفضل*في أنجاز أعمال وأفاق) ,وبمناسبة اشراقتها التي تعد بعيوننا
الأبهى والأجمل والأكمل يقول الزميل حمد الجاسر: ( إن صحيفة الوسط وسط بين الصحف لا تخدم أيدلوجية
أو فكرا أو حزبا أو طائفة أو قبيلة,وسقف الحرية فيها مرتفعا ولا يحده إلا مباديء الموضوعية والصدق
واحترام الحريات والتزام القانون) ,ويقول الزميل عبد الله ناصر: ( إن الوسط ثاني صحيفة كويتية تصدر بعد
صدور القانون الذي فتح المجال لصحف جديدة تضاف إلى مجموعة الصحف العريقة الأولى التي عرفتها
الكويت,وعرفت بها,وجريدة الوسط وبنظرة محايدة تختمر فيها التجربة الصحافية الكويتية كلها في الأربعين
سنة الماضية إلى درجة تؤدي الآن إلى تشكّل مدرسة صحافية كويتية معينة تكاد تكون في الخدمة الصحافية
وفي الطرح الصحافي للقاريء والمجتمع, والأبرز في الوسط هو الخط الهاديء الرصين الذي تتخذه فهي لم
تعرف التطرف في لغة الصحافة ولا تعرف الصخب والضجيج والإثارة ) ,والوسط الذي اتخذته الجريدة اسما
لها يعني العدل الخيار والتوازن والاعتدال وعدم المبالغة في كافة الأمور سواء كانت دينية أودنيوية,فالوسطية
من أبرز خصائص الإسلام وتعبر عن التوسط أو التعادل بين طرفين متقابلين أو متضادين, بحيث لا ينفرد
أحدهما بالتأثير,ويطرد الطرف المقابل,ولا يأخذ أحد الطرفين أكثر من حقه,ويطغى على مقابله ويحيف عليه,
والتوازن يفسح لكل طرف مجاله ويعطيه حقه بالقسط من غير غلو ولا تقصير, قال الحق سبحانه وتعالى
مخاطبا أمة الإسلام: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً)
(البقرة: 143) ,والوسطية تعنى العدل,والاستقامة وتمثل الأمان,وهي دليل القوة والخيرية, وتقول العرب في
حكمها: (خير الأمور الوسط) ,وفي المدح يقول الشاعر: ( همو وسط يرضى الأنام بحكمهم*إذا نزلت إحدى
الليالي العظائم) ,ويقول شاعر آخر : (كانت هي الوسط المحمي فاكتنفت *بها الحوادث حتى أصبحت طرفا)
ويقول غيره: (حب التناهي غلط*خير الأمور الوسط) ,ويقول وهب بن منبه: (إن لكل شيء طرفين ووسطا
فإذا أمسك بأحد الطرفين مال الآخر فإذا أمسك بالوسط اعتدل الطرفان فعليكم بالأوسط من الأشياء) ,وبمناسبة
إضاءة الشمعة الرابعة لإصدار العدد الأول من جريدتنا الغراء (الوسط) والتي تحل غدا (12مايو ) يسرني أن
أتقدم إلى الزميل رئيس التحرير الأستاذ عدنان محمد الوزان وإلى كافة الزملاء بأصدق التهاني وأطيب
الأماني ونتمنى للجميع السداد والموفقية .
باسم الوفاء نهديك يا دار الأخبار= روح المعاني والتعابير وشعور
بذكرى صدورك يا الوسط صغت الأشعار= يا شعلة ٍ لك منهج الصدق دستور
يا واحة الأقلام وأفكار الأخيار = ولك بيرق ٍ في موكب النور منشور
بين الجرايد منهجك خدمة الدار = ونبذ التطرف والمغالاة والجور
لك بالشموخ وعالم الفكر مقدار= ومبداك بالإعلام نور ٍ على نور