إن القبيلة التي تعدّ أساس الانتماء الاجتماعي للبدو تعني مجموعة متماسكة من الناس تنتمي في الغالب إلى
نسب واحد يرجع إلى جد أعلى، وتتكون من عدة بطون وعشائر,ويسكن أفرادها إقليما مشتركًا ، وتنتشر
أحيانا في عده مناطق متباعدة وعلى مسافات شاسعة, ويتحدث أبناؤها لهجة مميزة، ولهم ثقافة متجانسة,
وتؤمن القبيلة بوجود رابطة تجمعهم على أساس وحدة الدم , والمصلحة المشتركة وفي ظل هذه الرابطة
نشأ قانون عرفي تتمسك به القبيلة أشد التمسك في نظامها السياسي و تكوينها الاجتماعي ومن خلاله يتم
تنظيم العلاقة بين الفرد والجماعة على أساس من التضامن في الحقوق والواجبات والشعور بالمسؤولية
الجماعية,وتسود المجتمع القبلي روح الديمقراطية والتي تتجلى في اختيار شيخ القبيلة ورأس زعامتها
والذي ينتخب بمعرفة ( مشيخة القبيلة ) ولكن ليس انتخابا بالمعنى الذي نفهمه في الوقت الحاضر بل
اختيارا تلقائيا ينبع من شمائل وفضائل يفوق بها الآخرين , ووفق صفات كفيلة بتحقيق مصالح القبيلة
كالشجاعة والكرم ,وسعة الثروة وسداد الرأي ,وكمال التجربة مع كبر السن ,إضافة إلى عراقة النسب
فمن الضروري أن يكون شيخ القبيلة من صميم نسبها لأن العرب لا تقبل أن يسودهم غيرهم , وإذا مات
شيخ القبيلة أو فقد بعض الصفات الكريمة انتقلت الرئاسة إلى رجل آخر تكتمل فيه صفات الزعامة ,وغالبًا
ما تورث الزعامة عن الآباء,ويتولى الشيخ قيادة القبيلة في حروبها , وتقسيم غنائمها , واستقبال وفود
القبائل الأخرى , وإقامة الضيافات , وعقد الصلح والمحالفات , وتحمل القسط الأكبر من جرائر القبيلة وما
تدفعه من الديات ,ويحافظ الشيخ على وحدة القبيلة الداخلية و إصلاح ذات البين وإنهاء الخصومات
والنزاعات , فهو الأب الأكبر لأفراد قبيلته, ويحظى بين أفراد القبيلة بالتوقير والتقدير , وفي حمى وحماية
أحد شيوخ القبائل ممن عرف برجاحة عقله وحنكته وحكمته ,وكرمه وبعد نظره عاش ( نصار ) وهو رجل
متواضع المكانة والحال , ومعروف بالبخل وكنز المال, وقد اصطحبه الشيخ في إحدى سفراته للمدينة
ليكرمه ويؤمن له ولأسرته مطالبهم واحتياجاتهم ,وعند احتياج الشيخ للصرف أو الخردة كما نقول في
لهجتنا الخليجية تدخل نصار مبديا كرما غير معهودا فيه ومنح الشيخ دينارا كان بحوزته وعند العودة إلى
مضارب القبيلة أعاد الشيخ إلى نصار خمسة دنانير بدلا من الدينار الذي جاد به إلا أن نصارا بدأ يكرر على
مسامع الشيخ وأمام أفراد القبيلة في مناسبة ومن غيرها, قصة الحاجة التي اضطرت الشيخ للاستعانة بـ(
ديناره) المكنوز منذ ربع قرن , فدعاه الشيخ بحضور مجلس القبيلة المكون من أصحاب المشورة و الرأي
فيها وأشهدهم أنه سيمنح نصارا عشرة أضعاف المبلغ الذي اقترضه منه متجاوزا العرف المتبع والذي
يجعل التغريم ( مربعا ) في حال التشديد والتغليظ على ألا يعيد ذكر تلك الحادثة مرة أخرى سواء كان ذلك
بحضوره أو حتى في غيابه ) , لقد تذكرت هذه الحادثة عندما قرأت ما كتبته الزميلة رهف الأنصاري في
أحد المواقع الأدبية المشهورة والذي جاء بعنوان ( من حقك الرحيل ولكن لجهد غيرك لا تزيل ) حيث
تروي قصة زميل لها في الموقع أجتهد في طرح المواضيع المنقولة وعند بلوغه ( 500 ) مشاركة غير
فاعلة طالبها بصفتها نائب المشرف العام بأن يكون ضمن طاقم الإدارة وعند رفض طلبه غضب وقرر
الرحيل وترك الموقع نهائيا وإمعانا في الغضب والجفاء و شدة الغيظ وهدم البناء , قام بحذف مشاركاته
الفعلية والتي لا تتجاوز ( 15 ) موضوعا منقولا إلا أنها تتضمن ردودا للأعضاء تفوق في أهميتها
وقيمتها الأدبية قيمة مواضيعه المطروحة ذاتها ,وحادثة ( نصار وزميل رهف المغوار ) تذكرنا بمواقف
بعض الأعضاء ممن يقدم اقتراحا بسيطا أو خدمة لأبناء المنطقة أقل من المأمول منه بكثير إلا أنه يعيد
تكرارها ويصرح بها في كل المطبوعات والنوافذ الإعلامية فهو يجسد شخصية نصار
الذي يقدم في شماله الدينار ليقبض في يمينه هدية شيخ القبيلة ومجلس مشيختها الأخيار .
يا صاحبي خلك على الكود صبّـار= وأترك مسار ومنهج عوير وصوير
لا ترتجي نصّـار لـو مـد ّ دينـار= ترى العرب تدرك دجى الوقت والنور
يعطي القليل ويرتجي منـك مـدرار= وأصبح خفا خافيه بيّـن ومشهـور
مرحوم يا رجل المواقـف والأفعـال= الله يبيحـك يـا نزيـه الرجاجـيـل
لك موقف ٍ مشهود في زود الأنفـال= يا صادق الوقفـات بيـن المشاكيـل
عسى الولي يجزاك في حسن الأعمال= وتحظى بنعيم الخلد نـزل ومداهيـل
الأم مدرسة إذا أعددتهـا= أعددت شعبا طيب الأعراق
الأم أستاذ الأساتذة الألـى= شغلت مآثرهم مدى الآفاق
في منطقة الخليج العربي التي تعد من مراكز الإشعاع العلمي والثقافي والأدبي نجد أسماء لها مكانتها المميزة
في مجالات العلوم والأدب ومن هذه الأسماء الشيخة الدكتورة سعاد محمد الصباح التي تعد من رموز وأعلام
الفكر والأدب في العالم العربي لما لها من إسهامات فاعلة في شتى مجالات البحث والأدب والاقتصاد وقد
تخطت شهرتها حدود الكويت والخليج إلى الأقطار العربية والأوروبية ونالت إبداعاتها اهتمام وإعجاب الأدباء
والمفكرين ,فقد قال عنها الدكتور عبد الواحد لؤلؤة : ( تذكرني سعاد الصباح برقة شعرها وصدق عاطفتها
وصراحة عبارتها بأول شاعرة وأهمها في تاريخ الحضارة الأوروبية وهي الشاعرة الإغريقية سافو), ويقول
الناقد فضل الأمين: ( غريبة هذه المهرة الخليجية الحرون التي خرجت من عصر الخيمة وعصر الحريم ترى
من أين جاءت هذه الشيخة بمثل هذا الشعر ومن أعطاها الترخيص بأن تغني ؟ ),والدكتورة سعاد الصباح من
مواليد الكويت بتاريخ 22 مايو 1942م ,وتلقت تعليمها الأولي بمدرسة الخنساء، والثانوي في مدرسة المرقاب
,وفي 15 سبتمبر 1960م تزوجت من الشيخ عبد الله المبارك الصباح،و في عام 1973م حصلت على شهادة
البكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية مع مرتبة الشرف من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة
القاهرة , ثم حصلت على الماجستير من بريطانيا, و في عام 1981م حصلت على الدكتوراه من جامعة ساري
جلفورد بالمملكة المتحدة , وهي أول كويتية نالت الدكتوراه في التنمية والتخطيط باللغة الإنجليزية و قد تم
ترجمتها إلى العربية، ولأعمالها الإبداعية، ولمكانتها العلمية فقد منحت درجة الزمالة من كلية سانت كاترين
بجامعة أكسفورد، وفي عام 1985م أسست دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع و رصدت العديد من الجوائز
باسمها واسم زوجها الراحل الشيخ عبد الله المبارك الصباح لتشجيع الإبداع الفكري والعلمي والأدبي وتجيد
الدكتورة سعاد الصباح اللغتين الإنجليزية والفرنسية بالإضافة للغتها العربية , ولها مشاركات فاعلة في الكثير
من الأنشطة الاقتصادية والسياسية والثقافية ,و أثناء فترة الغزو الغادر عام 1990م شاركت في اللجنة العليا
لتحرير الكويت من خلال تحريض عدة منظمات عربية على التحرك ضد العدوان، وعقد المؤتمرات دفاعًا
عن قضية وطنها ونشر وإصدار النشرات والكتب في كل من واشنطن ولندن وجنيف وبراغ، كما استأجرت
في لندن محطةً إذاعيةً خاصة لذلك , وفي عام 1995م بادرت بتكريم الأدباء والمبدعين الأحياء العرب تقديراً
لأعمالهم وأستمر التكريم بعد ذلك سنويا,كما تهتم الدكتورة سعاد الصباح بقضايا حرية الرأي وحقوق الإنسان
وتشارك في العديد من الهيئات والمنظمات العربية والدولية ,فهي رئيسة شرف جمعية بيادر السلام النسائية ,
ورئيسة فخرية لمركز الإبداع العلمي ,وعضو في المنظمة العربي لحقوق الإنسان ,وفي منتدى الفكر العربي
في عمان,ومركز دراسات الوحدة العربية العربية في بيروت ,والمجلس العربي للطفولة والتنمية,والمنظمة
العالمية للنساء المسلمات ,ومركز الدراسات العبرية في جامعة اليرموك , وعضو مؤسس للمؤسسة الثقافية
العربية بلندن،ومجلس الأعضاء لمؤسسة التعاون بجنيف،والمجلس الاستشاري للاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة
بلندن,وعضو رابطة الأدباء وجمعية الصحفيين والخريجين و الإقتصاديين بالكويت،والاتحاد العالمي
لاقتصاديات الطاقة، ،وجمعية علم الاجتماع بتونس، ,ومن مؤلفاتها : ( "التخطيط والتنمية في الاقتصاد
الكويتي ودور المرأة "– 1983م, و"أضواء على الاقتصاد الكويتي "- 1985م ,و "أوبك بين تجارب الماضي
وملامح المستقبل"– 1986,و"السوق النفطي الجديد"– 1986، و "أزمة الموارد في الوطن العربي"– 1989,
و"مجموعة بحوث "المرأة الخليجية ومشاركتها في القوى العاملة" – 1990,و"هل تسمحون لي أن أحب وطني
وهي (مجموعة مقالات) صدرت عام 1990م، و "صقر الخليج عبد الله المبارك الصباح " وهو كتاب توثيقي
تاريخي صدر عام 1995م , وغيرها ,أما دواوينها الشعرية فمنها : (ومضات باكرة – 1961 , و "لحظات
من عمري" - 1964م ,و " أمنية"- 1971م , و" إليك يا ولدي" - 1982م و " فتافيت امرأة" -1986م، و"
في البدء كانت الأنثى" - 1988م ,و "حوار الورد والبنادق"- 198م ,و " برقيات عاجلة إلى وطني" –
1990م ,و " آخر السيوف "- 1991م, و " قصائد حب " - 1992م , و " امرأة بلا سواحل" - 1994م
,و "خذني إلى حدود الشمس" -1997م , و"القصيدة أنثى والأنثى قصيدة" - 1999م , و"الورود تعرف
الغضب "– 2005 , وفي العديد من الدول تم تكريم الدكتورة سعاد الصباح لإصداراتها الشعرية وإنجازاتها
الأدبية ومقالاتها الاقتصادية والسياسية, فقد جاءت ابنة الكويت وشاعرة الخليج الأولى في زمن الصمت
والخوف تتنفس البوح والمواجهة لتقدم الصورة المشرقة للشعر والشاعر الكويتي , وبالأمس مرت بنا الذكرى
الـ ( 68 ) لإشراقة ميلادها,نسال الله لنا ولها العمر المديد والعمل المفيد.
يا نور فكر البادية والحضارة= يا شاعرة يا ناقدة يا أميـرة
أنتي بشموخك والتميز منارة= وأقباس فكرك هالة ٍ مستديرة
شدنا بزودك في فصيح العبارة= وأنتي بذلك يا أم مبارك جديرة
خليجُ يا موجـةً بيضـاءَ تنقلهـا= أصابعُ الشوقِ من قلبي إلى بصري
أعيذُ وجهَـك أن تغـزو ملامحَـه= رغمَ العواصفِ إلا بسمـةُ الظفـرِ
إن مجلس التعاون لدول الخليج العربية منظمة سياسية اقتصادية اجتماعية وفق المبادئ والأهداف التي حددها
نظامه الأساسي، فهو يمثل تنظيما تعاونيا إقليميا بين دول الخليج العربية في مواجهة التحديات التي فرضتها
الظروف ويواكب مسيرة العصر حيث تتجه دول العالم نحو الاتحاد في ما بينها ولا مجال للكيانات الصغيرة.
و بالأمس مرت بنا الذكرى التاسعة والعشرون لقيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ففي 25 مايو
1981م توصل أصحاب الجلالة والسمو قادة كل من المملكة العربية السعودية، ومملكة البحرين، ودولة
الإمارات العربية المتحدة، وسلطنة عمان، ودولة قطر، ودولة الكويت في اجتماع عقد بمدينة أبو ظبي إلى
صيغة تعاونية تضم الدول الست و تهدف إلى تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين دولهم في جميع الميادين،
وصولا إلى وحدتها وفق ما نص عليه النظام الأساسي للمجلس في مادته الرابعة، التي أكدت أيضا تعميق
وتوثيق الروابط الصلات وأوجه التعاون بين مواطني دول المجلس. وجاءت المنطلقات واضحة في ديباجة
النظام الأساسي التي شددت على ما يربط بين الدول الست من علاقات خاصة، وسمات مشتركة، وأنظمة
متشابهة أساسها العقيدة الإسلامية، وإيمان بالمصير المشترك ووحدة الهدف، وان التعاون في ما بينها إنما
يخدم الأهداف السامية للأمة العربية,ولم يكن قرار قيام مجلس التعاون وليد اللحظة أو المصادفة، بل كان
تجسيدا مؤسسيا لواقع تاريخي واجتماعي وثقافي، حيث تتميز دول مجلس التعاون بعمق الروابط الدينية
والثقافية، والتمازج الأسري بين مواطنيها، وهي في مجملها عوامل تقارب وتوحد، عززتها الرقعة الجغرافية
المنبسطة عبر البيئة الصحراوية الساحلية التي تحتضن سكان هذه المنطقة ويسرت الاتصال والتواصل بينهم،
وخلقت ترابطا بين سكان هذه المنطقة وتجانسا في الهوية والقيم، وإذا كان المجلس لهذه الاعتبارات استمرارا
وتطويرا وتنظيما لتفاعلات قديمة وقائمة، فإنه من زاوية أخرى يمثل ردا عمليا على تحديات الأمن والتنمية،
كما يمثل استجابة لتطلعات أبناء المنطقة في العقود الأخيرة لنوع من الوحدة العربية الإقليمية، بعد أن تعذر
تحقيقها على المستوى العربي الشامل. وقد حدد النظام الأساسي لمجلس التعاون أهداف المجلس في تحقيق
التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الأعضاء في جميع الميادين، وصولا إلى وحدتها وتوثيق الروابط بين
شعوبها، ووضع أنظمة متماثلة في مختلف الميادين الاقتصادية والمالية والتجارية والجمارك والمواصلات
وفي الشؤون التعليمية والثقافية، والاجتماعية والصحية والإعلامية والسياحية والتشريعية والإدارية ودفع
عجلة التقدم العلمي والتقني في مجالات الصناعة والتعدين والزراعة والثروات المائية والحيوانية، وإنشاء
مراكز بحوث علمية وإقامة مشاريع مشتركة، وتشجيع تعاون القطاع الخاص، وكما يقول رائد فكرة إنشاء
المجلس سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح - رحمه الله وطيب ثراه : «إن قيام مجلس التعاون
الخليجي كفيل بأن يضع قوة الدول الأعضاء سياسيا واقتصاديا على مسار العمل الجدي لتوطيد الاستقرار في
المنطقة وإبعاد خطر التدخل الخارجي عنها وتكريس هذه القوة لخدمة قضايانا القومية»، وقد تجلت روح
التعاون والتضامن بين دول المجلس في كثير من المواقف والأزمات التي عصفت بالمنطقة فهو النموذج
الأمثل والأفضل للوحدة على المستوى العربي والإقليمي والدولي.
مجلس تعاون للفخر صار نبـراس= فيه الأمل وأسس على نهج مدروس
بين الدول في سمعته يرفع الـرأس= وإليا ذكر بين الورى نرفع الرؤوس
صرح ٍ بني وفق المفاهيم وإقيـاس= حيث الوفاء بإركونه الست مغروس
يا ماجدا ورث العليا وقـام بهـا= وسار مقتفيـا جـدا لـه وأبـا
شهم غيور جسور حـازم يقـظ= خذ من و هائبه واحذره إن غضبا
في مقدمة أبناء جيله من رجالات الكويت الأوفياء الأنقياء يقف معالي الشيخ فهد سالم العلى الصباح الذي
عرف بنقاء السيرة,وصفاء السريرة ,وتميز بالطموح والعطاء المثمر, وقد دخل معترك العمل العام والكفاح
وحمل هم الوطن في مقتبل عمره ,فأثر حصوله على بكالوريوس آداب تخصص تاريخ من جامعة الكويت
التحق عام 1990م للعمل في البنك التجاري ليرأس لجنة التوظيف بالبنك, ولأنه يقرن الأقوال بالأفعال
فقد جاء دوره بارزا في مقاومة جحافل الاحتلال الغادر حتى تم أسره في 14 نوفمبر 1990م وبعد التحرير
أفرج عنه في 6 أبريل 1991م ليساهم في خدمة بلاده من خلال المواقع والمناصب التي أسندت إليه ,ففي
البنك التجاري واصل العمل نائبا لرئيس اللجنة التنفيذية فعضوا منتخبا في مجلس الإدارة إلى عام 1993م
حيث ألتحق بالحرس الوطني ليتولى العديد من المهام الهامة منها : ( منسق أعمال المكتب الفني, ومراقب
عام مركز نظم المعلومات ,و مساعد مدير الهيئة الإدارية لشئون نظم المعلومات والتطوير والتدريب,ووكيل
وزارة مساعد لشئون نظم المعلومات والخدمات وهو صاحب فكرتي محو أمية الحاسب الآلي , و إنشاء
مركز لنظم المعلومات في الحرس الوطني واستقطاب دارسين من دول مجلس التعاون الخليجي,ومسؤول
عن تهيئة وإحلال الكوادر الكويتية في وظائف نظم المعلومات,ومسؤول عن إنشاء وتنفيذ البنية التحتية
الخاصة بالاتصالات ونظم المعلومات (فايبر),ومسؤول عن تكثيف الدورات الإدارية التأهيلية للضباط
الدارسين , وتولى رئاسة وعضوية عدد من الوفود الرسمية سواء على المستوى الخليجي أو العربي),
وفي عام 2001م ,وبموجب مرسوم أميري أسندت إليه رئاسة مجلس الإدارة والمدير العام للهيئة العامة
لشئون الزراعة والثروة السمكية ( بدرجة وزير ) , وفي ذات العام ترأس اللجنة العليا لنفوق الأسماك في
الهيئة,وأدار هذه الأزمة بنجاح حتى تم القضاء على الظاهرة,وأدار أزمة أنفلونزا الطيور حتى تم السيطرة
عليها تماماً , وساهم في ترسيخ دور الكويت في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ( الفاو) في
العاصمة الإيطالية( روما ) , ومثل دولة الكويت على المستوى العربي والدولي في العديد من المؤتمرات
الزراعية والزيارات الرسمية , ووضع للهيئة هيكلا إداريا حديثا من خلال : ( محو أمية جميع العاملين
بالهيئة في الحاسب الآلي,وإطلاق البعثات والإجازات الدراسية للعاملين بالهيئة للحصول على درجات
علمية متخصصة تخدم أغراض الهيئة بعدما كانت متوقفة لفترة طويلة , وعمل لتحقيق الرغبة الأميرية
السامية بتخضير الكويت , وأمر بإنشاء مختبرات حديثة للثروة الحيوانية والنباتية على أحدث ما في
العصر ,و في الشأن الزراعي توصل إلى اتفاقيات مع العديد من الدول) ,وفي عهده الممتد من ( 2001م
إلى 2006 م ) شهدت الهيئة العامة لشئون الزراعة والثروة السمكية نهضة غير مسبوقة وانجازات
مشهودة عززت مسارات التنمية والتقدم ,ويعد الشيخ فهد سالم العلي من أكثر الرموز حبا للكويت وإخلاصا
وتفانيا في سبيلها, وصلابة ومقدرة على معالجة الأمور باستقامة. وقد عبّر عن حبه لبلاده بقوله : (إن بلدي
الغالي الكويت لا يعلوه قيمة لدي في الدنيا، هو أغلى من أبنائي ومن مالي ومني شخصيا , ولم ولن اندم على
أي عمل قمت به لأجلها ولشعبها بكل طوائفه واتجاهاته لا سابقا أو مستقبلا ) ,و تأكيدا على قوة العلاقة التي
تربط الشعب الكويتي بالأسرة الحاكمة وانسجاما مع روح الاهتمام بمفهوم الوحدة الوطنية وسبل تعزيزها
بكل الوسائل، ونتيجة لاهتمامه بقضية المواطنة،فقد رعى معاليه مؤتمر المواطنة الأول في الكويت والذي
أقيم نهاية شهر فبراير الماضي , وكما يقول عنه الزميل حسن خاطر: ( إن الشيخ فهد سالم العلي الصباح
يعد بلا شك نجما لا معا من نجوم دولة الكويت وعلما من أعلامها ورجلا من خيرة رجالاتها وفارسا من
فرسانها ولا يختلف على هذا اثنان أبدا ، فهو عاشق للكويت ولشعب الكويت وأبناء الكويت ولكل ذرة من
تراب هذا البلد المعطاء ، يضحي بالغالي والنفيس وبوقته الثمين من أجل العمل على نهضة ورقي الكويت
وذلك من أية موقع يعتلي كرسي القيادة فيه ولا يدخر جهدا لتحقيق ذلك ) , فالشيخ فهد سالم العلي منارة من
منارات الكويت في الخير والعطاء , ونبراس للوطنية والنقاء والولاء .
يا فهد يا فهد الوطن سمح الإقبال= يا نافل ٍ في موقفك جملة الجيـل
في حكمتك وأرياك يضرب للأمثال= ومتميز ٍ في صدق مبداك بالحيل
يا قارن الأقوال في صدق الأفعال= ومتواضع ٍ لو كنت بالفعل حلحيل
مواقفك بالطيب تشهد والأعمـال= وأضحى مسارك للمعالي قناديـل
أهديت لك فيض ٍ من الواو والدال= واقبل سلامي يا حفيد المشاكيـل
يَعْلَمُونَ) ( آل عمران : 75) , ومصطلح (الأميين ) في لغتهم يسمى (جوييم)أي (الأغيار أو الغرباء أو
الآخرين) الذين لا قيمة لهم ولا لدمائهم أو مقدساتهم أو أعراضهم,فعقيدة الإبادة تتجذر في وجدان الصهاينة
وتنزع معاني الرحمة والإنسانية من قلوب أجيالهم ليحل محلها التلذذ بقتل الأغيار «الفلسطينيين» , وعلى
مناهج الإجرام في العالم ترتسم أصابع الصهيونية والتي لها في فلسطين بصمات إجرامية واضحة المعالم
لن تمحى ,ولا تسقط بفعل تقادم الزمن ,وتحفل سجلات الصهيونية بما لا يعد ولا يحصى من الجرائم
والمجازر التي أرتكبت ولا تزال ترتكب ضد الشعب الفلسطيني,فقد أقدمت التنظيمات الإرهابية الصهيونية
من أجل تحقيق هدف الاستيلاء على أرض فلسطين واقتلاع وترحيل أهلها على ارتكاب العديد من المجازر
الجماعية البشعة التي تم تنفيذها في سائر المدن الفلسطينية منذ عام 1937م وحتى بعد الإعلان عن قيام
دولة " إسرائيل " بتاريخ 14 مايو 1948م ، حيث لجأ الجيش الإسرائيلي إلى طرق الإرهاب نفسها التي
كانت تنفذها العصابات الإرهابية ، ولا غرابة في ذلك لأن هذه العصابات شكلت اللبنة الأساسية لجيش
العدو الإسرائيلي الذي لا زال يتبع أساليب القتل والإرهاب ,ففي الأسبوع الماضي و في المياه الدولية
المقابلة لشاطئ غزة قامت القوات الإسرائيلية باعتداء عسكري آثم على « سفن الحرية» التي تحمل عددا
من العزل المسالمين من دول العالم الصديقة المتعاطفة مع معاناة الشعب الفلسطيني في مهمة إنسانية بحتة
وذلك لإغاثة غزة وأهلها ومن بين سفن الأسطول التي تعرضت تحت جنح الظلام إلى قرصنة واعتداء فرق
(الكوماندوس ) سفينة ( مرمرة ) حيث سقط العشرات بين قتلى وجرحى تحت نظر العيون الكويتية
المشاركة في العمل الإنساني , وقد اعتبر رئيس لوزراء التركي طيب رجب أردوغان إن قيام إسرائيل
بشن الهجوم هو بمثابة «إرهاب دولة وعمل غير إنساني»، و من بواعث عقائدية تحمل الشر ّ لكل ما هو
غير يهودي فإن الكيان الصهيوني يعد في تاريخ البشرية النموذج الأكثر وضوحا لأنظمة الطغيان والدموية
والاستبداد، والغطرسة والظلم والاستعباد والذي لا زال يتحدى كل العالم ويضرب جميع القرارات الدولية
التي تدينه بعرض الحائط ,ولا يمكن أن يستمر التعنت والطغيان لولا مناصرة البعض له والوقوف إلى
جانبه دعما وتأييدا ,وقديما نصح أرسطو تلميذه وصديقه الإسكندر الحاكم اليوناني المشهور أن يعامل
الشرقيين معاملة العبيد وأن يعامل اليونانيين معاملة الأحرار، ويبدو أنها فلسفة مستمرة حتى اليوم في
الغرب حيث تستطيع الدول والقيادات الغربية أن تجمع بين ديمقراطية غربية وتشجيع ودعم للطغيان
والدكتاتورية في العالم .
يا مجتمع صهيون بيّـن مسـارك=عند العرب والفرس والروم والترك
جسّدت بالإجرام معنـى شعـارك=يا منبع الطغيان والظلم والشـرك
يا محكم ٍ من دون غزّة حصـارك= ترى الخطأ والجور والظلم يعثـرك
بين البحر والبـرّ بيّـن دمـارك= عسى الولي يذهب معينك ويدمرك