اعلانات المنتدي

لا إِلَهَ إِلا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ



الإهداءات

آخر 5 مشاركات تصاميم هناجر ومستودعات في الرياض 0563866945 (الكاتـب : خدمات - )           »          قهوجي وصبابات مباشرين قهوة في جده 0539307706 (الكاتـب : خدمات - )           »          تركيب ألواح ساندوتش بانل العازلة 0501543950 (الكاتـب : خدمات - )           »          قهوجي ضيافه راقيه في جده 0539307706 (الكاتـب : خدمات - )           »          قهوجي ضيافه راقيه في جده 0539307706 (الكاتـب : خدمات - )


الانتقال للخلف   شبكة الشموخ الأدبية > شموخ الفكر > منتدى مدونات الكتّاب

إضافة رد
 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-18-2010, 06:31 PM   رقم المشاركة : [121 (permalink)]
رئيس مجلس الإدارة
المشرف العام
 

الملف الشخصي



 
 بيانات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

عبدالعزيز الفدغوش غير متواجد حالياً

افتراضي

( 85 ) مدار الأفكار

إشراق الاتفاق

يقول الشاعر العربي:

حزت نصرا يا كويت العرب= وتسامى شعبك الحر الأبي
وسمت أعلامنـا خفاقـة= فوق هامات النجوم الشهب

في حياة الشعوب والأوطان أيام خالدة في الأذهان، وراسخة في القلوب والوجدان، وتظل تذكرها الأجيال ما

بقيت الحياة، لما لها من دور في تغيير وجه التاريخ، وبناء المستقبل المشرق، ومن بينها يوم التاسع عشر من

حزيران (يونيو) عام 1961، الذي يحتل موقعا مميزا وعلامة مضيئة في تاريخ الكويت، وسيظل خالدا في

ذاكرة الشعب الكويتي إلى الأبد، حيث يعتبر هو التاريخ الحقيقي لاستقلال الكويت عن بريطانيا ودخولها

مرحلة جديدة من تاريخها، لتطل من خلالها على أفق العالم المستقل ولتساهم في صنع السلام وحضارة

الإنسان، ففي ذلك اليوم وقع الأمير الراحل الشيخ عبد الله السالم الصباح الحاكم الـ 11 للكويت وثيقة

الاستقلال مع السير جورج ميدلتن المندوب السامي البريطاني في الخليج العربي نيابة عن حكومته، وإلغاء

الاتفاقية التي وقعها الشيخ مبارك الصباح الحاكم السابع للكويت مع بريطانيا في 23 يناير عام 1899 لحمايتها

من الأطماع الخارجية، واستقلال الكويت ليس وليد الاتفاق الذي جرى بتبادل مذكرات مع الحكومة

البريطانية، بل هو حقيقة تكونت على مر السنين وتوالي الأحداث، وصنعتها التصرفات الحكيمة التي رسمها

حكام الكويت، وبمناسبة الاستقلال ألقى الشيخ عبد الله السالم، الذي امتدت فترة حكمه من عام 1950 إلى عام

1965 كلمة قال فيها: «ونحن على أبواب عهد جديد نرجو أن تبدأ الكويت انطلاقها بتقوية أواصر الصداقة

والأخوة مع شقيقاتها الدول العربية للعمل بتكاتف وتآزر على ما فيه خير العرب وتحقيق أماني الأمة

العربية، كما أن الوضع الجديد يتطلب منا العمل على الانتماء للجامعة العربية وهيئة الأمم المتحدة وغيرهما

من المنظمات التي تعمل لخير العالم وأمنه وسلامه كلما كان ذلك في الإمكان». وعمل الشيخ عبد الله السالم

ـ رحمه الله ـ حال إلغاء معاهدة الحماية وإعلان الاستقلال على استكمال قيام المؤسسات الدستورية

والحكومية فلم يمض شهران على توقيع معاهدة الاستقلال حتى كانت الخطوة الأولى التي جاءت في 26

أغسطس عام 1961 بصدور مرسوم أميري يدعو إلى إجراء انتخابات عامة لمجلس تأسيسي يتولى عند تأليفه

إعداد دستور للبلاد، وبعد إجراء انتخابات أعضاء المجلس التأسيسي عقدت أولى جلساته في 20 يناير 1962

وخلال تسعة أشهر أنجز المجلس مشروع دستور دولة الكويت الذي يتكون من 183 مادة وقدمه إلى سمو

الشيخ عبد الله السالم الذي صادق عليه وأصدره في 11 نوفمبر 1962.

وكان استقلال الكويت بداية مرحلة جديدة لدخولها ضمن بلدان المجتمع الدولي وفق سياسة كويتية خاصة

أركانها السعي إلى السلام وتحقيق التعاون مع مختلف دول العالم ضمن إطار علاقات الأخوة والصداقة بين

الدول والشعوب، وهذا ما أكده الشيخ عبد الله السالم في الذكرى الأولى للاستقلال بتاريخ 19 يونيو عام

1962 بقوله: «إن دولة الكويت كلها عزيمة ومضي في السير قدما نحو بناء هذا الوطن، وهي تتابع سيرها

دولة عربية مستقلة متعاونة متضامنة مع شقيقاتها العربيات في جامعة الدول العربية، محافظة على استقلالها

تحميه بالنفس والنفيس، مؤمنة بحق الشعوب في الحرية والاستقلال، محبة للسلام ساعية إلى تدعيمه منتهجة

سياسة عدم الانحياز وساعية إلى توطيد روابط الصداقة ومتمسكة بميثاق الأمم المتحدة وشريعة حقوق

الإنسان»، وقدمت الكويت بعد استقلالها طلبا لعضوية جامعة الدول العربية حيث عقد مجلس الجامعة اجتماعا

بتاريخ 16 يوليو عام 1961وأصدر قرارا بقبولها عضوا إلى جانب شقيقاتها الدول العربية ، وكانت الكويت

ولا تزال جزءا من الوطن العربي، وهي بذلك تفخر بالانتماء إليه حيث وقفت على امتداد التاريخ العربي

تناصر القضايا العربية بالرجال والمال والسلاح وبكل وسيلة توفرت لها، وتطلبت مرحلة الاستقلال تحمل

الكويت مسؤولياتها في السياسة الخارجية بإنشاء وزارة الخارجية لتقوم بدورها المناط بها فصدر في 19

أغسطس عام 1961 مرسوم أميري يقضي بإنشاء دائرة للخارجية تختص دون غيرها بالقيام بالشؤون

الخارجية للدولة والتي تحولت في أول تشكيل وزاري بتاريخ 17 يناير عام 1962 إلى وزارة الخارجية، وفى

مايو عام 1963 تمت الموافقة على انضمام الكويت إلى عضوية الأمم المتحدة لتصبح العضو الـ 111، وفي

عام 1963 صدر مرسوم بدمج اليوم الوطني بذكرى تسلم الشيخ عبد الله السالم الصباح مقاليد الحكم في 25

فبراير عام 1950 ليصبح يوم الجلوس هو اليوم الوطني للبلاد، ومنذ فجر الاستقلال وشمس حزيران تسمو

بنا لفضاء الاستقلال والعطاء، والحرية والبناء، وعلى مدى 48 عاما أنجزت الكويت كثيرا على طريق

النهضة الشاملة بتعاون أبنائها خلف قيادة سمو أمير البلاد المفدى وسمو ولي عهده الأمين وسمو رئيس مجلس

الوزراء حفظهم الله ورعاهم.


تسعة عشر من شهر ستة حزيران= يومٍ لنا مشهـود بيـن البلاديـن
في موجبه تمت مواثيق وإعلان = لعهد ٍ جديد ٍ بالوطن يبهج العين
عبد العزيز الفدغوش
الأربعاء, 17 - يونيو - 2009
[email protected]
http://www.alwasat.com.kw/Default.aspx?MgDid=113311&pageId=26

توقيع - عبدالعزيز الفدغوش
[flash1=http://www.gamr15.org/up/swfiles/3wt00760.swf]WIDTH=500 HEIGHT=350[/flash1]
عهود المحبة - شمس الشموخ - عهود المحبـة
  رد مع اقتباس
قديم 06-19-2010, 12:17 AM   رقم المشاركة : [122 (permalink)]
رئيس مجلس الإدارة
المشرف العام
 

الملف الشخصي



 
 بيانات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

عبدالعزيز الفدغوش غير متواجد حالياً

افتراضي

( 86 ) مدار الأفكار

صفقات المسابقات

يقول الشاعر العربي :

مما يُزهِّدني في أرض أندلس= ألقاب معتمد فيها ومعتضد
ألقاب مملكة في غير موضعها= كالهرِّ يحكي انتفاخا صولة الأسد

إن الشعر عند العرب يمثل مرآة الحياة من جميع جوانبها، السياسية والاجتماعية والدينية والثقافية، وفي

العصور القديمة ترى في قصائد العرب صورا من المعارك والخلافات والصراع بين القبائل وأنواعها، من

أدوات القتال كالخيل والسيف والرمح، وصورا من العلاقات الاجتماعية بين أفراد الأسرة، وفي داخل القبيلة

وعلاقتها بغيرها، كما ترى المدح والهجاء والرثاء والعقائد وغيرها، وعادة التنافس في الشعر قديمة عند

العرب، وتشهد كتب التاريخ بوجود أسواق مشهورة مثل «عكاظ وذو المجنة وذو المجاز ودومة الجندل

وهجر»، وغيرها والتي لم يقتصر دورها على التبادل التجاري، بل كانت ميدانا للتنافس الأدبي في مجالات

الشعر والخطابة بين القبائل العربية، ويتوافد إليها الشعراء والأدباء، وتعقد فيها المجالس لمناشدة الأشعار،

ومبادلة الخطب والأخبار مع وجود لجان تحكيم مؤهلة وعلى دراية بتقييم الشعر ونقده، وكما يقول أبو حيان

التوحيدي في مؤلفه «الإمتاع والمؤانسة» في أثناء حديثه عن مزايا وخصائص العرب: «ومما يدل على

تحضرهم في باديتهم، وتبديهم في تحضرهم، وتحليهم بأشرف أحوال الأمرين، أسواقهم التي لهم في الجاهلية،

كان ينزلها الناس، فيقيمون أسواقهم بالبيع والشراء، والأخذ والعطاء؛ فيتناشدون ويتحاجون ويتحادون، ومن له

أسير يسعى في فدائه، وهذه الأسواق كانت تقوم طوال السنة، فيحضرها من قرب من العرب ومن بعد. هذا

حديثهم، وهم همل لا عز لهم إلا بالسؤدد، ولا معقل لهم إلا السيف، ولا حصون إلا الخيل، ولا فخر إلا

بالبلاغة»، وفي السنوات الأخيرة عاد التنافس في مجال الشعر من خلال المسابقات الشعرية في القنوات

الفضائية، التي تهدف ـ وفق المعلن ـ إلى خدمة الموروث والأدب الشعبي وتسليط الأضواء على

المواهب التي لم تنصف إعلاميا، وهي تحمل في طياتها ـ كما يقول سعود المقاطي ـ «معاول هدم

للغة العربية وتهديد للنسيج الاجتماعي في مجتمعاتنا العربية من خلال الدعوة للعصبية القبلية والتفاخر

بالأنساب وطغيان مفهوم العنصرية وثقافة الجهل»، ومن الكويت انطلقت أول مسابقة للشعر الشعبي في الخليج

ممثلة في برنامج «أمير القوافي»، وكان ذلك مطلع عام 2005 وبعده بعامين جاءت النسخة الأولى من

«شاعر المليون»، ثم ثلاث مسابقات تحمل اسم شاعر العرب ومسابقتين باسم شاعر الإسلام حتى زادت حمى

مسابقات الشعر وانفرط عقدها بحثا عن المادة وطرح الشعر سلعةً تجارية يتكسب من وراءها البعض

وبأساليب رخيصة كما أسند أمر التحكيم فيها إلى غير أهله وخرج كثير من هذه المسابقات عن المسار

الصحيح وساهمت في إذكاء العصبية القبلية والإقليمية، التي قال عنها مفتي عام المملكة العربية السعودية

سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ: «يجب ألا ندخل في مسابقات شعرية كلها جاهلية، تؤصل

الأحقاد في النفوس وتنشئ الفتنة والحقد والكراهية في نفوس الصغار قبل الكبار وتولد الحقد والكراهية

بين القبائل»، ويقول سماحة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان (رئيس المجلس الأعلى للقضاء في السعودية) عند

سؤاله عن مزاين الإبل والمسابقات الشعرية: «لا تجوز تلك المسابقات، لأن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

نهى عنها لأنها كانت من أيام الجاهلية وجاء الإسلام ونهى عنها»، ولأن مسابقات الشعر والمحاورة قد أثارت

النعرات القبلية والطائفية وشغلت الناس بأشياء تافهة لا فائدة منها، فقد أصدرت وزارة الأوقاف فتوى قاطعة

تحرم مثل هذه المسابقات وتحرّم أيضا استغلال الناس والتلاعب بهم، وتقول الدكتورة خلدية بنت محمد آل

خليفة: «إن دعم القائمين على إنتاج برامج المسابقات الشعرية ليس لخدمة الشعر الشعبي بشكل بريء، بل من

أجل تحقيق أعلى قدر ممكن من الأرباح»، أما الأديبة والشاعرة المغربية فاطمة بوهراكة فتقول بشأن

المسابقات الشعرية: «تعالت أصوات المسابقات الشعرية بشكل لافت للنظر خلال الأعوام القليلة الماضية

وظهرت قنوات تلفزيونية خاصة بهذا الأمر، بحجة دعم الموروث الشعري الشعبي لتجند لذلك كل الوسائل

المتاحة من أجل تحقيق هدفها الخفي، ألا وهو الربح المالي من خلال المكالمات الهاتفية أو الرسائل الهاتفية

القصيرة التي ترسل إلى تلك القنوات من أجل تكديس الأموال لصالح رجال الأعمال المتاجرين بالشعر

والشعراء، وهذا ما أكدته العديد من التجارب السابقة، سواء منها التلفزيونية أو غيرها لترتفع أصوات الشعراء

الإعلاميين بصوت واحد: لا لاستغلال الشعر لأهداف مادية لصالح رجال التجارة، الشيء الذي أدى ومع

مرور الوقت إلى قلة مشاركات الجمهور ومساهماته الفعلية في رفع الدخل المادي لهؤلاء الأشخاص»، وقد

أصبح معروفا ومكشوفا أن الألقاب وتوابعها غير المادية تمنح وفق صفقات تتم بين المشاركين في المسابقات

والقائمين عليها، ما جعل الشعر الحقيقي هو الخاسر الوحيد والمتضرر الأكبر.

لا خير بألقابٍ تجـي وفـق صفقـات=مدفوعـة الشيكـات والعلـم مثبـوت
بيّن خفاء التحكيـم زيـف ودعايـات=وحبل الرجاء في وضع الأصوات مبتوت
عبدالعزيز الفدغوش

توقيع - عبدالعزيز الفدغوش
[flash1=http://www.gamr15.org/up/swfiles/3wt00760.swf]WIDTH=500 HEIGHT=350[/flash1]
عهود المحبة - شمس الشموخ - عهود المحبـة
  رد مع اقتباس
قديم 06-19-2010, 07:55 PM   رقم المشاركة : [123 (permalink)]
رئيس مجلس الإدارة
المشرف العام
 

الملف الشخصي



 
 بيانات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

عبدالعزيز الفدغوش غير متواجد حالياً

افتراضي

( 87 ) مدار الأفكار

رحيل الأصـيل

يقول الشاعر العربي:

أيّتُهَا النّفْسُ أجْمِلي جَزَعَا =إنّ الذي تحذرينَ قدْ وقعَا
إنّ الذي جمعَ السّماحة َ والنَّـ =ـجْدَة َ والحَزْمَ والقُوَى جُمَعَا

قضى الله على العباد بالزوال والفناء، وتفرد سبحانه وتعالى بالكمال والبقاء، فخلق الموت وجعله النهاية

الطبيعية لكل المخلوقات، قال تعالى: «كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ» (القصص: 88)، وقال

سبحانه: «كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ, وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ» (الرحمن: 26)، فالموت آية عظيمة من

آيات الله تمسّ كل إنسان منا، والسعيد من يعمل للدار الآخرة، من يعمل للموت الذي خلقه الله ليكون اختبارا

وابتلاء لنا قال تعالى: «الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ» (الملك: 2)،

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتاني جبريل فقال: يا محمد ! عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من

شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، وأعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن

الناس»، وقال عليه أفضل الصلاة والسلام : «اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل

سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك»، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال:

أخذ الرسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال: «كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل»، وكان ابن

عمر يقول: «إذا أمسيت فلا تنتظرالصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن

حياتك لموتك»، وفي وصف الموت يقول الشيخ ناصر بن مسفر الزهراني: «إنه زائرٌ لا يستأذن، وضيف

لا يعرف المجاملة، وباطش لا ترده الواسطة. يستوي عنده الكبير الصغير، والأمير والحقير، والغني والفقير،

والملك والمملوك. ليس لزيارته موعد محدد، ولا لقدومه زمن معين، ولا لهجمته وقت معلوم؛ يدلف في

السحر، ويقدم في الظهيرة، ويبهت في الغفلة، ينزل الراكب من على دابته، ويبطش بالملك على كرسيه،

ويختطف الوالد من بين ذويه، والصبي من يد والديه»، قال عز وجل: «كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ

أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ» (آل

عمران: 185)، ويقول كعب بن زهير: (كل ابن أنثى وإن طالت سلامته***يوما على آلة حدباء محمول)

ويقول أحد العلماء الباحثين في حقيقة الموت: «إن الموت ضروري للكائنات الحية ولا يقل أهمية عن

الحياة وأن هذا الموت هو مخلوق داخل كل خلية»، وها نحن وفي خضم تعدد مشاغل الحياة ومسؤولياتها

نودع كل يوم حبيبا، ونشيع عزيزا وقريبا، ولا نملك حيال ذلك إلا التسليم والصبر إيمانا بقضاء الله وقدره

القائل في محكم كتابه الكريم: «وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ» (الأعراف:

34)،وفي الأسبوع الماضي غيّب الموت الرجل الفاضل العم خليفة المفرج الخليفة ليودع دنيانا الفانية إلى دار

القرار والسعادة الباقية بمشيئة الله بعد عمر طويل تجاوز التسعين عاما قضاها في خدمة دينه ووطنه وأبناء

قبيلته ومنطقته، فالفقيد هو أحد أبناء مدينة الجهراء الأوفياء، ومن رجالات الكويت الأفذاذ، عرف عنه سمو

الأخلاق، والطيبة والأمانة والكرم والإنسانية في أسمى معانيها، وتميز بتواضعه الجم، وسماحته وحسن

تعامله، وطيب شمائله وفتح بابه وقلبه لأبناء منطقته وديرته، ومد يد العون والمساعدة للمحتاجين وقاصديه من

سائر الناس، لقد رحل الرجل النبيل الأصيل في يومه الموعود ولكنه ترك بعده الذكرى الحسنة وخلف أبناء

وأحفادا ترسموا خطاه في معالي الأمور وشقوا طريقهم في ميادين الحياة ووصل كثير منهم إلى أرفع

المناصب واضطلعوا بأعمال ووظائف بارزة في البلاد، ومن شهد حشود المشيعين والمعزين يدرك أن الناس

تحف قلوبهم بالإنسان الصالح المحسن إليهم، الحريص على مصلحتهم الدينية والدنيوية، رحم الله الفقيد

وجزاه خير الجزاء فقد عانى يرحمه الله في سنين عمره الأخيرة من بعض المتاعب الصحية وصبر واحتسب

حتى وافاه أجله المحتوم رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا

إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.

مرحوم يا من صار بيته مضافة= يوم الشدايد والسنيـن الكليفـة
يوم الفخر يحتاج وقفـة كلافـة=فيهـا تبيـن للخليفـة وظيفـة
رمز النقاء مع غيث جوده لطافة= وغير التقاء والطيب نفس خفيفة
مادك به عرق الردا والمخافـة= نبراس عزٍ والمناسـب شريفـة
يارب يامكرم رمـوز الخلافـة= تكرم نزل محتاج عفوك خليفـة
عبدالعزيز الفدغوش
الأربعاء, 24 - يونيو - 2009
[email protected]
http://www.alwasat.com.kw/Default.aspx?MgDid=114234&pageId=26

توقيع - عبدالعزيز الفدغوش
[flash1=http://www.gamr15.org/up/swfiles/3wt00760.swf]WIDTH=500 HEIGHT=350[/flash1]
عهود المحبة - شمس الشموخ - عهود المحبـة
  رد مع اقتباس
قديم 06-19-2010, 09:34 PM   رقم المشاركة : [124 (permalink)]
رئيس مجلس الإدارة
المشرف العام
 

الملف الشخصي



 
 بيانات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

عبدالعزيز الفدغوش غير متواجد حالياً

افتراضي

( 88 ) مدار الأفكار

أصنام الإعلام

يقول الشاعر العربي:

لا تنصروا اللات إن الله يهلكها=وكيف نصرُكُمُ من ليس ينتصرُ؟
إن التي حُرّقت بالنار واشتعلَت=ْولم يُقاتل لدى أحجارها هـدَرُ


إن الأصنام تعني ما اتُخذ آلهة من دون الله ومفردها «صنم»، وتؤكد المصادر التاريخية أن أول من جلبها إلى

جزيرة العرب هو عمر بن لحي الخزاعي، يقول سبحانه وتعالى في محكم التنزيل وقوله الحق: «وَإِذْ قَالَ

إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ» (إبراهيم: 35)، وفي الجاهلية عبد العرب

هذه النصب والتماثيل التي كانت تتفاوت في هيئتها بين الرجال والإناث، وكانوا يتقربون إليها بنحر الذبائح

وتقديم القرابين، قال الله عزّ وجلّ: «إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثاً وَإِنْ يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَاناً مَرِيداً» (النساء:

117)، وقد اتخذت أحياء العرب أصناما خاصة بها وبالغوا في تكريمها وعبادتها والاعتناء بها، ومن هذه

الأصنام «أساف» و«نائلة»، وكانا قائمين عند الصفا والمروة، و«سعد» بساحل جدة وعبده ملكان من كنانة،

و«سواع» عبدته هذيل، و«العزى» أعظم أصنام قريش و«اللات» بالطائف، وكانت تعبدها ثقيف، و«مناة»

على الساحل بين مكة والمدينة وعبدتها الأوس والخزرج وغسان، و«نسر» عبدته حميّر و«هبل» أعظم

الأصنام وأشهرها وكان قائما في الكعبة و«ود» عبدته قبيلة كلب و«يعوق» عبدته همدان و«يغوث» بدومة

الجندل وعبدته مذحج قال تعالى: «أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى *وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى *أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَى *ِتلك

إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى * إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ

وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى) (النجم:19- 23)، وعن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه

وسلم قال: «إن أول من سيّب السوائب وعبد الأصنام عمرو بن عامر الخزاعي، وإني رأيته يجر أمعاءه

في النار» ويوم فتح مكة نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله فلا يتركن في بيته

صنما إلا كسره أو حرقه وثمنه حرام»، وقد ذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله موضوع أصنام

العرب فقال: «ثم اتخذوا العزى، وهي أحدث من اللات، وكانت بوادي نخلة، فوق ذات عرق، وبنوا عليها

بيتا، وكانوا يسمعون من الصوت، وكانت قريش تعظمها، فلما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، بعث

خالد بن الوليد فأتاها فعضدها، وكانت ثلاث سمرات، فلما عضد الثالثة: فإذا هو بحبشية نافشة شعرها،

واضعة يدها على عاتقها، تضرب بأنيابها، وخلفها سادنها، فقال الوليد: «يا عز كفرانك لا سبحانك إني رأيت

الله قد أهانك»، ثم ضربها ففلق رأسها، فإذا هي حممة، ثم قتل السادن»، ويقول العلاَّمة عبد الرحمن بن ناصر

السعدي: «إن الوثن اسم جامع لكل ما عُبد من دون الله، لا فرق بين الأشجار والأحجار والأبنية، ولا بين

الأنبياء والصالحين والطالحين في هذا الموضع وهو العبادة فإنها حق الله وحده، فمن دعا غير الله أو عبده

فقد اتخذه وثنا وخرج بذلك عن الدين، ولم ينفعه انتسابه إلى الإسلام، فكم انتسب إلى الإسلام من مشرك

وملحد وكافر ومنافق، والعبرة بروح الدين وحقيقته لا بمجرّد الأسامي والألفاظ التي لا حقيقة لها»، ومن

المشروع كما يقول الحافظ ابن حجر: «إِزَالَة مَا فُتن بِهِ النَّاس مِنْ بِنَاء وَغَيْره سَوَاء كَانَ إِنْسَانًا أَوْ حَيَوَانًا أَوْ

جَمَادًا» أما أصنام العصر فهي الأسماء التي صنعها الإعلام وأوجدتها المطبوعات الشعبية، والقنوات الفضائية

لبعض الشعراء والشاعرات، والأدعياء من مستشعرين ومستشعرات، وبالغت في تمجيدها وتعظيمها ونعتها

بنعوت الكمال والتنزيه، ولكل مطبوعة وقناة توابعها من هذه الأسماء التي تسعى إلى تفخيمها و«تصنيمها»

ومنحها نوادر الألقاب، وهالات التبجيل والإعجاب! وإن كان حب المدح كما يقول عبد الله بن المقفع: «مثلبة

للرجل»، إلا أن الإنسان بطبيعة حاله مجبول على حب المديح والثناء، وميال للتمجيد والإطراء، فتجده يكره

النقد وإن كان صدقا، ويطرب للإشادات وإن كان مبالغا فيها، لذا فقد اتبع البعض تعليمات وتوجيهات مسؤولي

النوافذ الإعلامية حبا في الأضواء، وتشبثا بخيوط الشهرة الزائفة، وطمعا في المزيد من الألقاب التي تجاوزت

الحدود المقبولة والمعقولة، وكما يقال في المثل الشعبي «ما زاد عن حده انقلب ضده»، وبالرغم من التفنن

بأساليب الغش والخداع، وتضليل الدهماء والرعاع، فقد انكشفت أوراق مزيد من الأدعياء، وبانت حقائق كثير

من الدخلاء، ولا يصح إلا الصحيح على الرغم من تدليس وتفاني محترفي النفاق في الثناء والمديح.


لو زاد للأصنام تمجيد الإعلام=ما ينطلي تكرار قلب المفاهيـم




زيف الثناء وأحلام الأقلام مادام=رغم التفنن باتبـاع التعاليـم
عبد العزيز الفدغوش




توقيع - عبدالعزيز الفدغوش
[flash1=http://www.gamr15.org/up/swfiles/3wt00760.swf]WIDTH=500 HEIGHT=350[/flash1]
عهود المحبة - شمس الشموخ - عهود المحبـة
  رد مع اقتباس
قديم 06-19-2010, 09:37 PM   رقم المشاركة : [125 (permalink)]
رئيس مجلس الإدارة
المشرف العام
 

الملف الشخصي



 
 بيانات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

عبدالعزيز الفدغوش غير متواجد حالياً

افتراضي

( 89 ) مدار الأفكار

منهاج الزواج

يقول الشاعر العربي:

ليس الفتاة بمالها وجمالها=كلا ولا بمفاخـر الآبـاء
لكنها بعفافها وبطهرهـا=وصلاحها للزوج والأبناء

خلق الله الإنسان لعمارة الكون وتنظيم التعايش والتناسل، فشرع له الزواج، وهو تعبير يطلق على رابطة تقوم

بين رجل وامرأة ينظمها القانون أو العرف، وتنشأ عن هذه الرابطة أسرة تترتب فيها حقوق وواجبات تتعلق

بالزوجين والأولاد، وهو تعبير رائع يكشف عن علاقة فريدة بين ذاتين لا تفنى إحداهما في الأخرى، ولا

تنفصل عنها، بل ترتبطان برباط لا شبيه له يتداخل معه الإحساس بالذات مع الإحساس بالغير، في انسجام

تنفرد به المخلوقات العليا من خلق الله، وللزواج أهمية كبيرة، فهو عقد مستمر يوثق العلاقة الزوجية

ويستشعر المسؤولية الملقاة على الطرفين، وهو نظام إلهي شرعه الله لخير الإنسانية ولمصلحة المجتمع

البشري في إقامة دعائم الأسرة التي هي عماد الأمة، كما أنه تكملة للدين، وصيانة للشرف، ودلالة على

الرجولة واكتمال النضج، وقد أمر الله عز وجل عباده بالزواج ورغب فيه لما فيه من المصالح العظيمة

والحكم المتعددة، فقد جعله الله سكنا للنفس وراحة وأمنا فقال سبحانه وتعالى: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ

أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» (الروم: 21)، وأباح

الله تعالى التعدد إلى أربع زوجات بشرط العدل في المسكن والكسوة والنفقة والمبيت، قال الله تعالى: «فَانكِحُواْ

مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ» (النساء: 3)، وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال «يا

معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه

بالصوم فانه له وجاء»، وقال صلى الله عليه وسلم: «تزوجوا الودود الولود فإني مكاثربكم الأمم يوم القيامة»،

وقال صلى الله عليه وسلم: «من تزوج فقد أحرز شطر دينه فليتق الله في الشطر الآخر»، فالحياة الزوجية لا

تقوم ـ كما يقول الشيخ حمد بن عبد الله بن خنين ـ على عقد الزواج فقط، بل تقوم على الحب والاحترام

والوفاء والانسجام والتجانس. يقول صلى الله عليه وسلم:«إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ألا

تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير»، ويقول: «تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها،

فاظفر بذات الدين تربت يداك»، وفي حديث آخر «الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة». فالزواج آية من

آيات الله سبحانه وتعالى،وقد شرع لتحقيق مقاصد وفوائد كثيرة منها: غض البصر وإحصان الفرج والتعفف

عن الحرام، وبقاء جنس الإنسان والحفاظ على الأنساب، وكثرة النسل وتكثير سواد أمة الإسلام، وحصول

السكن والاستقرار النفسي والعاطفي، وإشاعة الفضيلة والحد من الرذيلة في المجتمع، ومما يؤسف له حقا أن

العنوسة والعزوف عن الزواج قد بدآ يطرقان أبواب البيوت المسلمة ويعزى السبب في ذلك إلى: «دراسة

المرأة، والمغالاة في المهور والتكاليف المصاحبة للزواج، والزواج من الأجنبيات»، وفي الأسبوع الماضي

تناقلت بعض الصحف والمواقع على شبكة «الإنترنت» قصة عانس خليجية في الثالثة والثمانين من عمرها

عرضت مبلغا وقدره خمسة ملايين ريال سعودي لمن يتقدم ويقبل الزواج منها، حيث حكت معاناتها وذكرت

أن لها أكثر من 15 عاما وهي تبحث عن عريس ولكن للأسف لم يقبل بها أحد! ما اضطرها إلى أن تعرض

هذا المبلغ الضخم لكي تسعد نفسها بعريس جديد!ويرى الدكتور مسلم محمد اليوسف أن الحل والعلاج لظاهرة

العنوسة في المجتمع الإسلامي يكمن في العودة إلى دين الله تعالى بتقوية البناء العقدي في الأمة، والتربية

الإيمانية للأجيال من الفتيان والفتيات، وتكثيف القيم الأخلاقية في المجتمع، لاسيما في البيت والأسرة،ومعالجة

الأزمات والعواصف والزوابع التي تهدد كيان المجتمع، وتيسير سبل الزواج، وتخفيف المهور، وتزويج

الأكفاء، وترسيخ المعايير الشرعية لاختيار الزوجين، ومجانبة الأعراف والعادات والتقاليد الدخيلة التي لا

تتناسب مع قيم ديننا الحنيف، فالصلاح والاستقامة والديانة والأمانة هي المعول عليه قبل الاعتبارات الأخرى،

خصوصا تحري صلاح الزوج، فبصلاحه تصلح الأسرة، فالزواج نعمة عظيمة، وحافز على علو الهمة

والحياة الكريمة، ويضفي المحبة والمودة، ويحقق السكون لصاحبه والراحة من عناء الدنيا، وعونا لنعيم

الآخرة، وقد ثبت بالتجربة والواقع أن الزواج الموفق يعين على تفرغ الذهن، وصفاء النفس، وراحة الفكر،

وأنس الضمير والخاطر.


يا طالبٍ بين الورى راحة البـال=أظفر بذات الدين بنت المشاكيـل
ترى الزواج يحقق الواو والـدال=ويجنّبك كثر العنـاء و الغرابيـل
خلِّ الذي لأجناس الأجناب ميّـال=واحرص على بنت البلد درة الجيل
دامك حريصٍ في مسارات الأنفال=لا ترتجي من غير دارك محاصيل
عبدالعزيز الفدغوش
الأربعاء, 1 - يوليو - 2009
[email protected]
http://www.alwasat.com.kw/Default.aspx?MgDid=115142&pageId=26

توقيع - عبدالعزيز الفدغوش
[flash1=http://www.gamr15.org/up/swfiles/3wt00760.swf]WIDTH=500 HEIGHT=350[/flash1]
عهود المحبة - شمس الشموخ - عهود المحبـة
  رد مع اقتباس
قديم 06-19-2010, 11:02 PM   رقم المشاركة : [126 (permalink)]
رئيس مجلس الإدارة
المشرف العام
 

الملف الشخصي



 
 بيانات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

عبدالعزيز الفدغوش غير متواجد حالياً

افتراضي

( 90 ) مدار الأفكار

تصنيف المصيف

يقول الشاعر العربي :

تفر من الهجير وتتقيه = فهلاً من جهنم قد فررتا
ولستَ تطيقُ أهونُها عذابًا=ولو كنتَ الحديدَ بِها لَذَبْتا

في مثل هذه الأيام من كل عام تبدأ نسمات الصيف تزداد سخونة، وتطول ساعات النهار ويبدأ موسم السفر،

وطلب المصيف في مختلف أنحاء المعمورة، ويحلو لبعض طلاب الراحة والسفر والسياحة من أبناء الخليج

شد الرحال والترحال للبحث عن مصايف أجنبية، ليست بحال من الأحوال أفضل من مصايف بلادنا في خليج

الخير والعطاء، ومنبع المجد والوفاء. وتتصف بعض مناطق الخليج بأجواء معتدلة وطبيعة خلابة جذابة،

وتحظى هذه المناطق باهتمام ورعاية الجهات المعنية بشؤون السياحة في دول مجلس التعاون لتهيئة أجواء

الراحة لروادها، وقد امتدت أيادي البناء والتعمير إلى هذه المناطق، بالإضافة إلى الاهتمام بما فيها من معالم

حضارية وتاريخية، وعن ضرر السفر إلى بلاد الكفار يقول العلامة الدكتور صالح بن فوزان الفوزان: «إن

السفر إلى بلاد الكفار ـ خصوصا في هذا الزمان الذي عظمت فيه الفتنة وتنوعت ـ لا يجوز إلا في حالات

محدودة تصل إلى حد الضرورة مع التحفظ والحذر والابتعاد عن مواطن الفساد، وتكون إقامة المسلم هناك

بقدر الضرورة مع اعتزازه بدينه وإظهاره، ومحافظته على الصلوات في أوقاتها، واعتزاله مجمعات الفساد،

وجلساء السوء، فاعتزاز المسلم بدينه يزيده عزا ورفعة حتى في أعين الكفار، فالمسلم يحمل دينا عظيما

يشتمل على كل معاني الخير وحميد الخصال، صحة في الاعتقاد، ونزاهة في العرض، واستقامة في السلوك،

وصدقا في المعاملة، وترفعا عن الدنايا، وكمالا في الأخلاق، فهو يحمل الدين الكامل الذي اختاره الله لأهل

الأرض كلهم إلى أن تقوم الساعة». والمسلم هو المثال الصحيح للكمال الإنساني، ويجب عليه إذا اضطر إلى

السفر إلى تلك البلاد الكافرة أن يحمل هذا الدين بقوة، وأن يظهره بشجاعة أمام أعدائه الذين يجهلون حقيقته

بالمظهر اللائق حتى يكون قدوة صالحة لغيره؛ لأن كثيرا ممن يذهبون إلى تلك البلاد يشوهون الإسلام

بأفعالهم وتصرفاتهم. يشوهونه عند من لا يعرف حقيقته. ويصدون عنه من يتطلع إليه. ويريد الدخول فيه،

فحينما يرى تصرفات هؤلاء ينفر من الإسلام ظنا منه أنهم يمثلونه، وخطر السفر إلى بلاد الكفار عظيم

وضرره جسيم، والمطلوب من المسلم أن يتقي الله في أي مكان، وأن يتمسك بدينه ولا يخاف في الله لومة

لائم، فالإسلام دين العزة والكرامة والشرف في الدنيا والآخرة : «وَللهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ

الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ» (المنافقون: 8)، ويقول الشيخ الدكتور سفر بن عبد الرحمن الحوالي: «إن السفر إلى

بلاد المشركين أو إلى البلاد التي تنتشر فيها البدع والرذيلة ـ وإن كانت بلاد إسلام في الأصل ـ ما هو إلا

حلقة من حلقات التأثير في الأسرة والبيئة المسلمة لكي تتحلل من عقيدتها ودينها وأخلاقها وعاداتها الحميدة،

وتصبح تبعا للبيئات التي حكم الله سبحانه وتعالى عليها بالكفر والذل والخزي في الدنيا والآخرة، والمسلمون

وكما هو واضح لمن يقرأ كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هم أمة التوحيد، أمة مجتباة ومصطفاة،

أُهِّلت لتكون من أهل الجنة بإذن الله. ونحن نعلم أنه لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة، ولا أهل

التوحيد والشرك، ولا أهل الطاعة والمعصية، ولا أهل السنة وأهل البدعة، ومن هنا كان من أوضح الدلائل

على أن الإنسان قد أسلم وجهه لله عز وجل وآمن بكتاب الله هاديا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا، و أن

يفارق المشركين مفارقة قلبية، فيفارق قلبه عقائدهم وأديانهم، وتفارق جوارحه أعمالهم وعباداتهم، وكل ما هو

من شعائر دينهم، ومفارقة جسدية فلا يختلط بهم، ولا يعيش معهم، ولا يندمج في بيئتهم، ولهذا يقول النبي

صلى الله عليه وسلم: «أنا بريء من مسلم أقام بين ظهراني المشركين. قالوا: يا رسول الله، ولمَ؟ قال: لا

تتراءى ناراهما» أي: لا يرى المسلم نار المشرك، ولا يرى المشرك نار المسلم، فيبتعد عنه ابتعادا شديدا،

ولا يجوز للمسلم أن يسافر إلى بلاد الكفر، لا في عطلة ولا في غيرها، إلا من اضطر إلى العلاج، أو لدارسة

معينة تنفع المسلمين، ولا يوجد له ملجأ إلا تلك البلاد، فيجوز للضرورة، ولا شك في أن مشابهة الكفار في

الظاهر تورث التشبه بهم في الباطن؛ كما نص على ذلك شَيْخ الإِسْلامِ أحمد بن تيمية في كتاب: «اقتضاء

الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم»، فهذه المشابهة في الظاهر تؤدي إلى الاندماج والمشابهة في

الباطن شيئا فشيئا، وهذا ما قرره علماء الاجتماع وعلماء النفس في العصر الحاضر، بناء على تجارب

ملموسة واضحة، أما مصايف الخليج فتسعد بزوارها وتوجه إليهم الدعوة لزيارة الربوع الخضراء التي

تعتلي هامات الجبال العالية، فهل تقبل عزيزي المصطاف هذه الدعوة لتنعم بخيرات بلادك التي حباها الله

بكثير من الثروات وجمال الطبيعة وأنعم عليها بالأمن والأمان والخير والرخاء؟ وتبتعد عن البلاد التي تختلف

عنا اجتماعيا وعقائديا وواقع حال ومعيشة؟ سؤال مشفوع بأمل القبول موجه من مصايف خليج الحب

والشهامة، ومنبع الأصالة والمروءة والمجد والكرامة، وإلى من سألني عن يمة مصيفي لهذا العام أقول:


يا صاح مالي في بعيد المصايـف=ولا حدني عن ديرتي لاهب الصيف
حر ّ الوطن والعج بين الولايـف=يفوق عندي جوّ باريس وجنيـف
عبدالعزيز الفدغوش

الأحد, 5 - يوليو - 2009


توقيع - عبدالعزيز الفدغوش
[flash1=http://www.gamr15.org/up/swfiles/3wt00760.swf]WIDTH=500 HEIGHT=350[/flash1]
عهود المحبة - شمس الشموخ - عهود المحبـة
  رد مع اقتباس
قديم 06-20-2010, 04:15 PM   رقم المشاركة : [127 (permalink)]
رئيس مجلس الإدارة
المشرف العام
 

الملف الشخصي



 
 بيانات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

عبدالعزيز الفدغوش غير متواجد حالياً

افتراضي

( 91 ) مدار الأفكار

ذنوب القلوب
يقول الشاعر العربي:


رأيت الذنوب تميت القلوب=وقد يورث الذل إدمانهـا
وترك الذنوب حياة القلوب=وخير لنفسك عصيانهـا


إن قلب الإنسان عبارة عن عضلة صغيرة بحجم قبضة اليد، تعمل على ضخ الدم في الشرايين، ومنها إلى

أنحاء الجسم الأخرى، كما أنها تستقبل الدم العائد من الأوردة، وينبض القلب من 60 ـ 80 نبضة في الدقيقة،

والنبضات عبارة عن التقلص والاسترخاء لعضلة القلب ليتم ضخ نحو 3 ـ 5 لترات من الدم في الدقيقة

الواحدة، وتتغذى عضلة القلب من الأوعية الدموية المحيطة بها، وأي انسداد فيها يؤدي إلى الموت، فالقلب

أهم جوارح الإنسان ويسيطر على سائر أعضاء الجسد، وله القرار في ضبط حركة الإنسان وتصرفاته في

هذه الحياة، و يقوم ـ كما يقول الشيخ سعيد بن مسفر القحطاني ـ بتوجيه الإنسان إما سلبا وإما إيجابا، وعلى

ضوء صلاح هذا القلب أو فساده يتحدد مصير الإنسان، مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ألا أن في

الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب»، والقلب هو موضع

إصلاح واهتمام جميع الرسالات السماوية التي أنزلت من السماء، وجميع الكتب وجميع الأنبياء إنما بعثوا

لإصلاح القلوب. لم يبعث الله سبحانه وتعالى نبيا واحدا يدعو إلى إصلاح الأجساد طبيبا، ولم يبعث الله نبيا

مهندسا يدعو إلى التقنية والتصنيع وتطوير المادة لأن سعادة الإنسان ليست في صحة جسده ولا في كثرة

صناعاته ولا في تنوع مزروعاته، والقلوب تمرض كما تمرض الأبدان وشفاؤها التوبة، وتصدأ كما تصدأ

المرآة وجلاؤها الذِكر، وتعرى كما تعرى الأجسام وزينتها التقوى، وتجوع كما تجوع الأبدان وطعامها

وشرابها المعرفة والمحبة والتوكل والإنابة، وأمراض القلب كثيرة وهي تختلف وفق نوع المؤثرات التي تحيط

بالقلب، وكلما قويت المؤثرات على القلب، قوي المرض واشتد حتى يغلف ويُطمس ويقفل ويطبع عليه ويزيغ

عن الحق، وعندها تكون حالة موت القلب التي هي أسوأ الحالات؛ لأنها تنقل صاحبها من الإيمان إلى الكفر،

وتجعله في مرتبة البهائم والعياذ بالله، ومن أشد هذه الأمراض التي تصيب القلوب مرض قسوة القلب، وهو

مرض خطير تنشأ عنه أمراض، وتظهر له أعراض، ولا يسلم من ذلك إلا من سلمه الله وأخذ بالأسباب،

وتظهر خطورة هذا المرض من خلال هذه الآيات، يقول تعالى «(ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ

أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً» (البقرة: 74)، ويقول سبحانه «وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ»

(الأنعام: 43)، ويقول عز من قائل «فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قلُوبُهُمْ» (الحديد: 16)، وأبعد القلوب من الله

القلب القاسي، وتعد قسوة القلوب وتبلد الأحاسيس وضعف المشاعر من أخطر أمراض العصر فقد انتشر

شررها، وعظم خطرها وكثر ضررها فلا يكاد يسلم منه أحد خصوصا من فئة الشباب فهم أكثر الناس وقوعا

فيه. وتعود أسباب قسوة القلب إلى أمور كثيرة ومتعددة ولعل أهمها: «تعلق القلب بالدنيا والركون إليها

ونسيان الآخرة، والغفلة ومصاحبة أصدقاء السوء، والجلوس في الأجواء الفاسدة، وكثرة الوقوع في المعاصي

والمنكرات بحيث تصبح شيئا مألوفا والاشتغال بما يفسد القلب ويقسيه ونسيان الموت وسكراته، والقبر

وأهواله وعذابه ونعيمه، ووضع الموازين، ونشر الدواوين، والمرور على الصراط، ونسيان النار وما أعد الله

فيها لأصحاب القلوب القاسية». وقد ذكر العلماء بعض السُبل التي تعالج قسوة القلب وتجعله رقيقا منكسرا

خاشعا لخالقه عز وجل ومنها: «المعرفة بالله تعالى، فمن عرف ربه حق المعرفة رق لبه، ومن جهل ربه قسا

قلبه، وتذكر الموت وما بعده من سؤال القبر وظلمته ووحشته وضيقه، وأهوال الموت وسكراته». وكان النبي

صلى الله عليه وسلم يوصي أصحابه بذكر الموت فيقول: «أكثروا ذكر هادم اللذات الموت، فإنه لم يذكره

أحد في ضيق من العيش إلا وسعه عليه، ولا ذكره في سعة إلا ضيقها عليه». وكذلك زيارة القبور والتفكر

في حال أهلها والنظر في آيات القرآن الكريم وتذكر الآخرة والتفكر في القيامة وأهوالها والإكثار من الذكر

والاستغفار وزيارة الصالحين وصحبتهم ومخالطتهم والقرب منهم ومجاهدة النفس ومحاسبتها ومعاتبتها، فإن

رقة القلب من أجل النعم وأعظمها، وما من قلب يُحرم هذه النعمة إلا كان صاحبه موعودا بعذاب الله فقد قال

سبحانه (فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ» (الزمر:22)، وما رق قلب لله وانكسر إلا كان صاحبه سابقا إلى

الخيرات، شمرا إلى الطاعات، وأحرص ما يكون على طاعة الله ومحبته، وأبعد ما يكون من معاصيه.


لا تأخذك في منهج الغي غفلات=واحرص ما ينفعك حيـث لديـت
ترى القلوب تصيبها بعض الآفات=والقلب لا منه قسا يعتبر ميـت
عبد العزيز الفدغوش

توقيع - عبدالعزيز الفدغوش
[flash1=http://www.gamr15.org/up/swfiles/3wt00760.swf]WIDTH=500 HEIGHT=350[/flash1]
عهود المحبة - شمس الشموخ - عهود المحبـة
  رد مع اقتباس
قديم 06-20-2010, 04:47 PM   رقم المشاركة : [128 (permalink)]
رئيس مجلس الإدارة
المشرف العام
 

الملف الشخصي



 
 بيانات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

عبدالعزيز الفدغوش غير متواجد حالياً

افتراضي

( 92 ) مدار الأفكار

عناء الأجراء

يقول الشاعر العربي:

إذا كنت في نعمة فارعها= فإن الذنوب تزيل النعـم
وحُطها بطاعة رب العباد= فرب العباد سريع النقـم

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «والفقر يصلح عليه خلق كثير والغنى لا يصلح عليه إلا أقل منهم،

ولهذا كان أكثر من يدخل الجنة المساكين لأن فتنة الفقر أهون، وكلاهما يحتاج إلى الصبر والشكر، لكن لمّا

كان في السراء اللذة وفي الضراء الألم اشتهر ذكر الشكر في السراء والصبر في الضراء»، ولقد قسم الله عز

وجل الأرزاق بعلمه، فأعطى من شاء بحكمته، ومنع من شاء بعدله، وجعل الناس لبعض سخريا، قال تعالى:

«نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا

وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ» (الزخرف: 32)، ولقد وسع الله أرزاق العباد في هذه الأيام وأغدق عليهم من

نعمه العظيمة، فقبل سنوات لا تتجاوز الثمانين عاما كانت هذه البلاد ـ كما يقول عبد الملك القاسم في رسالة

التوعية الموسومة «الخدم والأجراء» ـ بلاد جوع وخوف وأمراض وأوبئة، فأبدل الله حالها من فقر إلى

غنى، ومن خوف إلى أمن، ومن أمراض إلى صحة وعافية! ولو ذكر لأجدادنا أنه ستأتي سنوات يقدم إلينا

فيها من يكنس شوارعنا وينظف منازلنا ويحمل مخلفاتنا لما صدق العقل ذلك! ولكن الله عز وجل، وله الحكمة

البالغة، ساق لنا الخيرات، وجعل هذا البلد وافر الرزق ومحط الآمال. فندعو الله عز وجل أن يكون ذلك عونا

على طاعته وألا يكون استدراجا، فإن فتنة الغنى أشد من فتنة الفقر وأعظم، وقد وردت آيات كثيرة نصت

على الترف والمترفين وسوء ذلك على نفوس كثيرين، قال تعالى: «حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ

يَجْأَرُونَ» (المؤمنون: 64)، وقال جل وعلا: «وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا

الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا» (الإسراء: 16)، وقد يجعل الله عز وجل هذه النعم والخيرات استدراجا لمن عصاه

وخالف أمره، كما سمعنا عن أمم سابقة، ورأينا ذلك في أمم ودول معاصرة، قال تعالى: «وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا

قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ

بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ» (النحل: 112)، وزوال النعمة وتحولها سببه المعاصي والذنوب، وعدم الشكر والحمد

لصاحب الإحسان والفضل جل وعلا. ومما نراه من كفر النعمة منع الحقوق عن أهلها، وتأخير مستحقاتهم،

فلا يخلو رجل أو امرأة من أهل الخليج إلا وتحت أيديهم من الأجراء والخدم ما ابتلاه الله بهم، ومع كثرة

الخيرات تراهم يماطلون في إعطاء المساكين والأجراء حقوقهم وهي دريهمات قليلة فمنهم من يؤخر الراتب

شهورا عديدة، فضلا عن تحميلهم ما لا يطيقون وإرهاقهم بالعمل طوال اليوم فلا يرتاحون ولا يُعانون،

فليخف الله المماطلون وليتقوا عذابه، وليعلموا أن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب ولا تُرد، حتى إن

كانت من كافر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة» وقال: «من

كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو من شيء، فليتحلله منها اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان

له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه»، وقال عليه

الصلاة والسلام: «أعط الأجير أجره قبل أن يجف عرقه»، وقال: «ولا تكلفوههم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم ما

يغلبهم فأعينوهم»، والسعادة كلها في إعطاء أهل الحقوق حقوقهم، والتخلص منها قبل يوم القيامة، وعن

الأجراء يقول الرسول الكريم: «نعم هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن جعل الله أخاه تحت يده فليطعمه

مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا يكلفه من العمل ما يغلبه، فإن كلفه ما يغلبه فليعنه عليه». وقال: «ثلاثة أنا

خصمهم يوم القيامة، ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرا فأكل

ثمنه، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يوفه أجره»، وتشير كثير من تقارير المنظمات الإنسانية إلى

معاناة الخدم والعمالة الوافدة في الخليج وازدياد سوء المعاملة والاضطهاد الذي أوصل كثيرا منها إلى

الانتحار ووضع حد لحياة البؤس والمرارة التي يعيشها الوافد بعد أن منى أسرته قبل سفره بالمال الوفير

والحياة الكريمة التي سيعود لهم بها بعد سنوات العمل، وتؤكد دراسة خليجية رسمية قدمت إلى وزراء

الشؤون الاجتماعية والعمل لدول الخليج أن ما يربو على مليونين من خدم المنازل في دول الخليج العربية

يمارسون أعمالهم بدون غطاء قانوني ويواجهون مشكلات متعددة في مقدمتها سوء المعاملة والانتهاكات

الجنسية، إضافة إلى عدم دفع الرواتب أو التأخر في دفعها، وأشارت الدراسة إلى أن العمالة المنزلية لا

تخضع لقانون العمل في أي من دول مجلس التعاون الخليجي الست، وأن أهم عوامل انتشار الخادمات في

الخليج هو خروج المرأة الخليجية للعمل وتدني أجور الخادمات وسهولة استقدامهن، إضافة إلى ما يتطلبه

استكمال متطلبات المكانة الاجتماعية لدى بعض الأسر خصوصا مع توفر الإمكانات المادية، ومما يؤرق

الإنسان ما يقرأه في الصحف اليومية من أخبار عن معاناة الخدم وسوء معاملتهم وتكرار حوادث الهروب

والانتحار على الرغم من أن سيد البشرية صلى الله عليه وسلم قد أوصى بالرحمة وحسن معاملة الخدم حيث

قال: «ارحَموا مَن في الأرضِ يَرحَمْكُم مَن في السَّماءِ»، وقالَ علَيه الصَّلاةُ والسَّلامُ: «لا تُنزَعُ الرَّحمة إلا

مِن شَقي»، وقال: «مَن لا يَرحَمْ لا يُرحَمْ».



ارحم عسى يرحمك يا صاح مولاك=وأحذر ظليمة من وقع تحت أياديك
أعط الأجير الحق من قبل يشنـاك=وحذراك من غيٍّ يغـرك ويغويـك

عبدالعزيز الفدغوش

توقيع - عبدالعزيز الفدغوش
[flash1=http://www.gamr15.org/up/swfiles/3wt00760.swf]WIDTH=500 HEIGHT=350[/flash1]
عهود المحبة - شمس الشموخ - عهود المحبـة
  رد مع اقتباس
 
إضافة رد

مواقع النشر
 
 


يتصفح الموضوع حالياً : 223 (0 عضو و 223 زائر)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع



Loading...

شبكة الشموخ الأدبية قائمة تغذية RSS - الاتصال بنا - شبكة الشموخ الأدبية - الأرشيف - الأعلى - privacy-policy - About - الاعلانات- - Bookmark and Share
للإتصال والإستفسار أرشفة شبكة الشموخ الأدبية
الكويت 0096599579965 yahoo RSS htmlMAP HTML
 فاكس - الكويت 0096524579965 msn MAP XML sitemap.php
البريد الإلكتروني [email protected] feeds.xml sitemap google tags
اقسام شبكة الشموخ الادبية

منتدى الإسلام - منتدى العام - منتدى الإعلام والأعلام - منتدى الترحيب والمناسبات - منتدى الشعر الشعبي - منتدى المواهب الواعدة - منتدى المحاورة والألغاز - منتدى التراث والمنقول - منتدى المقالات والنقد - منتدى الشعر الفصيح - منتدى الخواطر والنثر - منتدى القصص والروايات - منتدى الأسرة - منتدى الطب والعلوم - منتدى الفن - منتدى الرياضة - منتدى التسلية والترفية - منتدى البرامج والإتصالات - منتدى التصميم والجرافيكس - منتدى مرايا القضايا - دواوين الشعراء - مدونات الكتّاب - مجلة الشموخ الثقافية - مكتبة الشموخ الإلكترونية

كلمات البحث

الشعر الشعبي الشموخ الثقافة التراث الأدب النقد الشعر الفصيح المحاورة الالغاز قصائد صوتية قصائد كتابية دواوين شعرية اخبار الشعراء قصائد صوتية القصة الرواية الشاعرة قصص البادية مقالات مهرجانات صحافة شعراء الخليج شعر غزل مسجات أبيات شعرية المواقع الادبية لقاء الشاعر الخواطر النثر شاعر المليون القنوات الشعرية المجلات الشعرية مهرجان الجنادرية هلا فبراير youtube الشعر وكالة انباء الشعر أنباء الشعراء شعراء ليبراليين الشعر الجاهلي العباسي المعنى سمان الهرج قصيدة الشاعرة دواوين الشاعرات صور الشعراء البادية التراث القبائل بنات الكويت بنات السعوديه بنات الرياض بنات الخبر بنات جده بنات الامارات بنات قطر بنات البحرين بنات عمان بنات لبنان بنات سوريا بنات العراق بنات تركيا بنات مشرف اكسسوارات ازياء عطورات ملابس نسائية مجوهرات قصات شعر صبغة شعر بنات المغرب بنات كول بنات كيوت بنات حلوات جميلات العرب بنات مصر بنات الاردن موضة بنات الخليج صور بنات خليجيات عربيات ممثلات طموحات هاويات داعيات شاعرات مواقع بنات منتديات بنات مواقع نسائية منتديات نسائية دردشة نسائية دردشة بنات الحب حبي الحبيبة قصائد عشق قصائد غرام حبيبتي معشوقتي المحبة بنات للتعارف بنات للزواج بنات للصداقة كتابات نسائية مقالات نسائية مهم للنساء قصص عاشقات روايات حب فقط للنساء مجلات نسائية تاجرات عالمات بائعات مبدعات مغنيات بنات المدينه بنات الجهراء بنات الخالدية بنات الجامعه بنات الثانويه بنات مدارس مشاغبات مشاكسات بنات المجتمع نساء المجتمع بنات الدوحه بنات المحرق بنات المنامه شيخة البنات مكياج عرائس ليلة الزفاف ليلة الدخله اغاني بنات رقص بنات فيديو بنات مشاعر بنات احاسيس بنات رغبات بالزواج بنات google بنات yahoo بنات msn بنات massenger بنات انمي بنات توبيكات جمعة بنات جلسة بنات قهوة بنات حقيقة البنات دموع النساء جوالات بنات

الوصلات والروابط الخاصة بـ : شبكة الشموخ الأدبية ( www.alshmo5.com - www.alshmo5.net - www.alshmo5.org )
جميع المشاركات تعبّر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر الإدارة
جميع الحقوق محفوظة لـ :
شبكة الشموخ الأدبية

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
ظ„ظٹظ†ظƒط§طھ - ط¯ط¹ظ… : SEO by vBSEO 3.5.1 Trans by
Coordination Forum √ 1.0 By: мộнαηηαď © 2011
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009