والتقوى والصلاح ونشر العلم, وبعد أن تركت أعمق الأثر في الحياة الفقهية والاجتماعية والسياسية للمسلمين
,وفي 13 يوليو عام 677 م انتقلت إلى جوار أم المؤمنين عائشة بنت الصديق رضي الله عنها وهي في
السادسة والستين من عمرها ودفنت بالبقيع,وبالرغم من إفك وبهتان المتقولين,وحقد المبغضين الظالمين,وكيد
الزنادقة والمنافقين,ستظل عائشة الصديقة زوج النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا وزوجته في الجنة منارة
الطهر وقدوة النساء,وصورة مضيئة من صور الحياء,والمثل العليا والعفة والنقاء.
زوج النبي من كل إفك ٍ أمبرات=بأمر الذي وسط البحر سيّر الحوت
في محكم التنزيل سجّل شهادات=لاسم ٍ رسخ في هالة الطهر منحوت
الله كتب من فوق سبع السماوات=براءة ٍ للطاهرة حق مثبوت
بان الخبر في سورة النور بآيات = ولا ينكر التنزيه مسلم ومبخوت
رمز النقاء والطهر بآيات وإثبات= بأمر الكريم المعتلي موجب الموت
[النساء:93],وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لزوال الدنيا جميعاً أهون على الله تبارك وتعالى من دم امرئ
مسلم يسفك بغير حق: أو قال: يقتل بغير حق).
يا قاتل المسلم بلا ذنب وأسباب=ومن غير جرم ٍ يوجب الحد مكتوب
احذر عظيم الذنب واحسب له حساب=ترى العمل في لوح الإنصاف محسوب
الله عصم بين الورى دم الأرقاب = يا من بفي وغي دنياك موهوب
لا ترتكب للجرم من شأن الأحباب = والعذر ما ينجيك لو قلت مغصوب
دنياك لو تغريك دورات دولاب = وأيامها ما بين غالب ومغلوب
أنت شمسا أحق منك ديارا=فاجعلي الليل يا كويت نهارا
وارسمي لوحة الجمال وغني=من أغانيك ما يكون إطارا
إن مشروع ميناء مبارك الكبير في جزيرة بوبيان يعد من المشاريع الإستراتيجية الضخمة,وسيصبح من أكبر
وأهم الموانئ في الشرق الأوسط,ويتماشى مع رؤية صاحب السمو أمير البلاد المفدى بتحويل الكويت إلى
مركز مالي وتجاري إقليمي وعالمي,وباكتمال بنائه سيشكل نقلة نوعية في تجارة الترانزيت,ويعزز دور
الكويت في منظومة النقل العالمي من خلال ربط الخليج العربي بالعراق والشام وتركيا وغيرها من دول آسيا
وأوروبا,وتعود فكرة إنشاء الميناء إلى أوائل عام 2003م عندما أعلنت الحكومة بأنها بصدد تطوير وتنمية
الجزر الكويتية وتنفيذ مشروعات تنموية عملاقة تواكب تحديات القرن الحالي,ومن ضمنها إنشاء مناطق
سكنية واستثمارية,وإقامة ميناء بحري متطور في جزيرة بوبيان بتكلفة (1.2 ) مليار دولار,وفي 12 مايو
2003م تم تشكيل فريق العمل المشرف على تنفيذ خطوات المشروع والذي عقد أول اجتماع له في 14 مايو
من ذات العام بهدف إعداد الدراسات الاقتصادية اللازمة للمشروع,وتحديد الموقع ومواصفات الميناء بالتنسيق
مع الجهات المعنية,وفي مطلع عام 2005م بدء العمل بالمشروع,وفي27 مارس 2005م تم تكليف الهيئة
العامة للاستثمار بتأسيس شركة لتطوير جزيرة بوبيان,وطرح مشروع التطوير للتنفيذ في 10 يوليو2005
م,وأسندت المهمة في27 يونيو 2006م إلى مؤسسة الموانئ الكويتية وبدأت أول مراحل العمل في سبتمبر
عام2007م ويشمل المشروع إنشاء جسر للسيارات وسكة حديدية لربط الميناء بالصبية,وتعميق القناة الملاحية
والمسار الملاحي في البحر وحوض الميناء,وتصميم العديد من المراسي حتى تصل سعة الميناء الإجمالية إلى
(60 ) مرسى,وكذلك يضم المشروع إنشاء المباني والخدمات الرئيسية الضرورية,وسيكون الميناء بعد
اكتماله محورا رئيسيا للنقل الإقليمي وربط البر بالبحر بوسائط نقل متعددة كالطرق السريعة والسكك الحديدية
ويعزز مكانة الكويت كمركز مهم للنشاط الاقتصادي الإقليمي,وفي 6 ابريل من العام الحالي قام صاحب
السمو الأمير حفظه الله ورعاه بوضع حجر الأساس وضغط زر مجسم الميناء إيذانا بتدشين المشروع,وفي
المناسبة قال الشيخ أحمد الفهد الصباح: (إن المشروع ذو أهداف كبيرة ويحقق آمال وتطلعات الشعب
الكويتي,والذي لطالما تمنى بناء ميناء بهذا الموقع الاستراتيجي والفعال) ,وقال كيم جونغ كيوم الرئيس
التنفيذي لشركة هيونداي الكورية المنفذة للمشروع : ( أنه مشروع حيوي وسيساهم بشكل فعال بالحركة
الاقتصادية والتنمية في الكويت,وأن الشركة اكتسبت تقنيات وخبرات تراكمت طوال هذه الفترة ما يتيح أمامها
تحويل ميناء مبارك الكبير إلى مرفأ صديق للبيئة ومتعدد الأغراض ومنطقة سكنية في نفس الوقت على
أفضل نحو) ,وبالرغم من أن ميناء مبارك الكبير سيتم إنشاؤه على أرض كويتية وضمن حدود المياه
الإقليمية,ووصل العمل فيه إلى نسبة 14%,ويعتبر من المشاريع التنموية الطموحة,وسيساهم في انفتاح البلاد
على العالم تجاريا واقتصاديا وله منافع إستراتيجية واقتصادية مهمة تتمثل في مساندة مشاريع تطوير المناطق
الشمالية والاستفادة من جزيرة بوبيان التي تمثل 5% من مساحة الكويت,إلا أن أصوات الحقد والكراهية
والحسد الصادرة من بعض الكتل النيابية في العراق طالبت بتغيير موقع الميناء الكويتي في محاولة لخلط
الأوراق وافتعال الأزمات مع الكويت التي تثمل على مر الزمن,وفي حال اليسر والمحن,مسيرة النور وصوت
العقل والتعقل فهي منارة الخير والعطاء,وواحة الأمان والرخاء,وملجأ للأشقاء والأصدقاء,ويصدق فيها قول
الشاعر وليد القلاف: (يا قبلة الأحلام والأمل الذي*تتحطم الدنيا ولا يتحطم) ,وقوله أيضا: (ألا فاملئينا يا كويت
توقدا*فأجمل ما في الشمس أن تتوقدا,وأطول من أعمارنا حبك الذي*نراه على مر الزمان مخلدا,نموت ويبقى
سره متأصلا*بأبنائنا حتى يعود مجددا,مسيرة حب لا انتهاء لها*ولا بغير رؤاها يصبح الموت مولدا) ,وقول
الشاعر رجا القحطاني: (لي أن أفاخر بالكويت مآثراً *من مسك رفعتها يضوع ثناء,سطعت بمطمحها الكبير
كما سمت*وهجا بملمحها الصغير ذكاء),ويقع ميناء مبارك الكبير ضمن أراضي الكويت وفي إطار حقها
السيادي,وبشأن ضرورة المضي في تنفيذه يقول النائب ناجي العبد الهادي: (إن الميناء يعتبر مشروعا
استراتيجيا لدولة الكويت وعليها المضي فعلا في تنفيذه حسب ما كان مخططاً له) ,ومهما تعالت أصوات
النشاز والتصريحات العراقية غير المسؤولة فالكويت ترفض التهديد وسياسة التصعيد وماضية في إنشاء
مشروعها الوطني الذي جسدته الأفكار المستنيرة والرؤى المستقبلية الثاقبة,ويعود بالنفع على الكويت,ودول
المنطقة وعلى العالم.
يا كويت يا رمز العدالة والإحسان = يا واحة الإيمان والأمن والدين
يا درة ٍ في منهجك بين الأوطان = يا من بعدلك يرجحن الموازين
بين الدول لك موقع العز وكدان = رغم العداء وأصوات ناس ٍ لئيمين
حنا لنشاز الصوت يا دار بركان = وأبناك جندك يا منار البلادين
الله يديمك في رخاء وأمن وإيمان = يا دوحة الأمجاد بالعسر واللين
في عهده وعلى امتداد أل 41 عاما من عمر نهضتها المباركة ومسيرتها التنموية انجازات عديدة شملت
مختلف المجالات حيث تحققت على أرض السلطنة نقلة كبيرة في شتى المجالات والمناحي الحياتية الاقتصادية
والاجتماعية والصحية والتعليمية والثقافية والرياضية وغيرها الأمر الذي جعل سلطنة عمان نموذجا تنمويا
ناجحا يشار إليه بالبنان إقليميا ودوليا,وفي هذه الذكرى العزيزة نهنيء أنفسنا وشعب وحكومة سلطنة عُمان
الشقيقة ونسأل الله أن يديم على عُمان وسائر دول مجلس التعاون ووطننا العربي الكبير نعمة الأمن والإيمان
والرخاء والأمان.
يا كاتب التاريخ سجّل معاني= وطرز من الأمجاد صفحات لعُمان
نور ٍ شرق بالعز سر ّ وبياني=وأربع عقود وعام تشرق بالإحسان
قابوس حقق للعُماني أماني=ورفع مكان السلطنة بين الأوطان
جدد مسير التنمية بالتفاني=وعزز مسار الدار في كل ميدان
للعاهل الباني نزف التهاني=بذكرى الجلوس اللي لها بالوطن شان
إن جمهورية الصومال التي تعد قديما من أهم مراكز التجارة العالمية بين دول العالم القديم,هي دولة عربيّة
إسلاميّة,تقع شمال شرقيّ أفريقيا,ويحدُّها خليج عدن شمالاًوالمحيط الهندي شَرقاً,وكينيا وإثيوبيا غرباً,وجيبوتي
في الشمال الغَربي,وقد استقلت في الأول من يوليو عام 1960م,وانضمت إلى جامعة الدول العربيةعام1974م
كما أصبحت عضوا في منظمة الأمم المتحدة,وحركة عدم الانحياز,ومن الأعضاء المؤسسين لمنظمة المؤتمر
الإسلامي,وعملت الصومال على توطيد علاقاتها بباقي الدول الإفريقية,فكانت من أولى الدول المؤسسة للاتحاد
الإفريقي,وقامت بدعم ومساندة المؤتمر الوطني الإفريقي في جنوب إفريقيا ضد نظام الفصل العنصري,وتُعد
الصومال من أفقَر الدول وأقلّها تقدُّماً في العالم,فهي دولة قليلة الموارد,فضلاً عن,تدمير معظم اقتصادها بسبب
الحرب الأهليّة التي تعصف بالبلاد منذ الإطاحة بحكومة الرئيس محمد سياد بري عام 1991م,ولا تزال تدور
رحاها,وقد أدت إلى تعطيل الزراعة والتكالب للسيطرة على الموارد الطبيعية والمناطق الرعوية الغنية,وقد
وصف جيمس بيشوب أخر السفراء الأمريكيين للصومال وضع تلك الحرب فقال: (إنها صراع على الماء
ومناطق الرعي والماشية,كانت تدار قديما بالأسهم والسيوف وأصبحت تدار الآن بالبنادق الآلية) ,وقد نجم عن
الحرب الأهلية الصومالية حدوث مجاعة أودت بحياة عشرات آلاف الأشخاص أغلبهم من الأطفال,وفي
الأسبوع الماضي أعلنت الأمم المتحدة رسميا حالة المجاعة في مناطق متعددة من الصومال,والتي يعيش نحو
نصف سكان سكانها ظروفا مأساوية,ومجاعة فعلية بسبب موجات الجفاف,وطالب مارك بويدين منسق
المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة في الصومال المجتمع الدولي بتقديم[300 ] مليون دولار خلال الشهرين
المقبلين للتغلب علي المجاعة,وتقول وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن واشنطن ستقدم [28 ]
مليون دولار إضافية كمساعدات عاجلة للصومال التي تعاني من مجاعة في بعض المناطق بسبب موجة
الجفاف التي تشهدها,كما دعت بعض المنظمات الأهلية الفرنسية إلي تقديم مساعدات لسكان منطقة القرن
الأفريقي,ودعت منظمة الإغاثة الشعبية الفرنسية إلي تقديم تبرعات مالية من أجل إيصال مساعدات للأطفال
والأشخاص الأكثر تضررا من تداعيات الأزمة الغذائية في المنطقة,وفي منظمة يونيسيف فرنسا تم الإعلان
عن تقديم مليون يورو كمساعدات عاجلة لدعم برنامج الإغاثة لصالح الأطفال والأسر الأكثر تضررا,وقد
بادرت دولة الكويت بناء على توجيهات سمو أمير البلاد المفدى الشيخ صباح الأحمد الصباح للمساهمة في
تخفيف معاناة الأشقاء في الصومال حيث تبرع سموه بمبلغ 10 ملايين دولار لصالح المنكوبين في الصومال
كما أمر بسرعة تقديم المساعدات إلى الصومال لمواجهة الظروف المعيشية الصعبة فتم تجهيز طائرتين
محملتين بمساعدات إنسانية ودوائية وخيم للتوجه إلى جمهورية الصومال لمساعدة شعبها الذي يواجه ظروفا
معيشية صعبة جراء الجفاف الذي أصاب بلادهم,ويقول الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون: ( يموت
الناس جوعاً في أرجاء القرن الأفريقي,وقد خلف تضافر كارثي للنزاعات وارتفاع أسعار الأغذية والجفاف
أكثر من [11] مليون من الناس المعوزين بشدة,وتدق الأمم المتحدة ناقوس الخطر منذ شهور,وقد قاومنا
استخدام كلمة المجاعة,إلا أننا اعترفنا رسمياً الأربعاء الماضي بالواقع المتغير بسرعة,وهو وجود مجاعة في
أجزاء من الصومال,وهي آخذة في الانتشار) ,وتقول حليمة عمر وهي من منطقة شابيل والتي توفي أربعة من
أطفالها الستة: (ليس هناك شيء أسوأ في العالم من رؤية المرء أطفاله وهم يموتون أمام عينيه,لأنه لا يستطيع
سد رمقهم, إنني أفقد الأمل),ويقول الدكتور عبد العزيز آل عبد اللطيف : ( مجاعة الصومال أبلغ من كل رثاء
) ,فمن داخل الصومال تنقل الفضائيات مشاهد دامية ومبكية وتتحدث عن أنباء فظيعة فبعض الأُسَر ترى موت
أطفالها من الجوع والعطش واحداً تلوالآخر,فلا يمكن لنا كمسلمين تجاهل أحوال إخواننا في الصومال وغيرها
من بلاد الإسلام,والحق سبحانه وتعالى يقول: ( أو إطعام في يوم ذي مسبغة) [البلد:14] ,قال ابن عباس ذي
مجاعة وكذا قال عكرمة ومجاهد والضحاك وقتادة,والسغب هو الجوع مع التعب,والساغب الجائع,وقال إبراهيم
النخعي في يوم الطعام فيه عزيز,وقال قتادة في يوم مشتهى فيه الطعام,وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه قال: ( من موجبات الرحمة إطعام المسلم السغبان ) ,ولقد تمعّر وجه النبي الله صلى الله عليه وسلم أي
تغيّر لونه لمّا رأى آثار الفاقة على قوم من مضر فحث على الصدقة وتتابع الناس على الصدقة بالطعام
والثياب حتى تهلل وجهه الشريف واستنار كأنه مُذْهَبَه,فقال صلى الله عليه وسلم: ( من سن في الإسلام سنة
حسنة فله أجرها,وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء,ومن سن في الإسلام سنة
سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء),نسأل الله العلي العظيم
أن يفرّج الكُرَب عن إخواننا في الصومال وفي سائر بلاد المسلمين .
يا طالب الأنفال في كل الأحوال = ساهم بفعل الخير يا نافل الجيل
ساهم ترى ميزان الأعمال يختال =بأهل التقى والطايلة والتنافيل
شف حالة الصومال يا طيّب الفال = وساهم بتفريج الكُرَب والغرابيل
فقر وجفاف وجوع والقتل لا زال = والوضع ما يحتاج شرح ٍ وتفصيل
يبين رسم الموت بعيون الأطفال = وحنّا نخطط للسفر والتعاليل
ندفع على الكورة عظيمات الأموال = ونعدّها رأس العمل والمحاصيل
أستاذي عبدالعزيز الفدغوش بارك الله فيك ، على المقال الكبير الذي تحدث عن آمال الصومال وتحدث عن المجاعة ، لو كان هناك تكافل اجتماعي إسلامي حقيقي ، وحكمة سيدنا يوسف عليه السلام لما شكى العالم حولنا كل هذا الجوع والموت حسبنا الله ونعم الوكيل ، عساك على القوة أستاذي وكلنا شوق وتطلع لجديدك الدائم كل أربعاء .
رمضان أقبل يا أولي الألباب = فاستقبلوه بعد طول غياب
عام مضى من عمرنا في غفلة = فتنبهوا فالعمر ظل سحاب
لاشك أن شهر رمضان موسم عظيم جعله الله ميدانا للتنافس في الطاعات والتسابق إلى فعل الخيرات وزيادة
الأجر والحسنات ,فهو شهر الصيام والقيام,والاجتهاد في أعمال الخير وتلاوة القرآن,قال تعالى : ( شهر
رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان
مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر ) ( البقرة : 185 ) ومن فضائله إنه تفتح فيه أبواب الجنان ,وتغلق
فيه أبواب النيران ,وتصفد فيه الشياطين ومردة الجان ,ومن صامه وقامه محتسبا الأجر والثواب من عند
الله غفر الله له ما تقدم من ذنبه ,فقد ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال : ( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه , ومن قام رمضان إيمانا
واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه , ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر )
ويقول الشيخ الشيخ محمد عبد الله الخطيب : ( رمضان جامعة الإسلام الكبرى ,يقبل رمضان من كل عام
فينساب في قلوب المؤمنين نور,وتتجدد في نفوسهم مشاعر وتحيى آمال,إنه يذكرهم برسالته الخالدة ويبين لهم
حاجة البشرية إليهم,ما هي أهم وأولى من حاجتهم إلى الهواء والغذاء والكساء والدواء ,ولن تتقدم البشرية أو
يروى ظمأها اكتشاف المناجم أو آبار البترول أو قوى الذرة ووسائل الحضارة,فوائد الصوم ( ,ويقول أمير
الشعراء أحمد شوقي: (الصوم حرمان مشروع,وتأديب بالجوع ,وخشوع لله وخضوع, لكل فريضة حكمة,
وهذا الحكم ظاهره العذاب وباطنه الرحمة ،يستثير الشفقة ويحض على الصدقة,ويكسر الكبر ,ويعلم الصبر ,
ويسن خلال البر, حتى إذا جاع من ألف الشبع,وحرم المترف أسباب المتع عرف الحرمان كيف يقع , وألم
الجوع إذا لذع) ,فهو شهر الخير والعمل والإحسان ,شهر التقوى والفضائل والإيمان , شهر التهجد والتراويح
والغفران , شهر العبادات وتلاوة القرآن, وصوم رمضان من فرائض دين الله الواجبة , وأمانته التي ائتمن
عباده عليها , وأمرهم برعايتها,وهو سرّ بين العبد وربه لا يطلع عليه الإ هو سبحانه,وقد اختار الله تعالى
من الشهور رمضان وجعل صيامه أفضل الصيام ,وهو أحد أركان الإسلام , وبلوغ هذا الشهر وصيامه نعمة
عظيمة ومنّة كبيرة,ومن خلال الصيام يتم كسر شهوات النفس من الشبع والري ومعاشرة النساء,كما أن
الصوم سبيل لإزالة قساوة القلب وغلظه وطريق لترقيقه,وليونته فتزكو تبعا لذلك النفوس وتشعر بحلاوة
العبادة ,إضافة إلى انه ينمي الشعور بحال الفقراء والعطف والحنو عليهم,ويساعد كذلك على تقوى الله
تعالى التي هي اسم جامع لكل ما يتقى به النار من فعل المأثورات,واجتناب المنهيات,ونسأل الله العلي
العظيم في هذا الشهر الكريم أن يضيء بصيرتنا ويحرك إلى فعل الخير نفوسنا ويبعدها عن الشر ويطلقها من
أسر سيء العادات,ويحررها من رق الشهوات,وأن يهدينا إلى سبل السداد,وطرق الخير والرشاد,وأن يجعله
شفيعا لنا ومكفرا لذنوبنا وأن نكون من عتقاء هذا الشهر الفضيل,وكما يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا
كانت أول ليلة من رمضان فتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وغلقت أبواب جهنم فلم يفتح منها باب
وصفدت الشياطين وينادي مناد : يا باغي الخير أقبل,ويا باغي الشر أقصر,ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة)
فينبغي على المؤمن أن ينتهز هذه الفرصة وهي ما منّ الله به عليه من إدراك شهر رمضان فيسارع إلى
الطاعات,والاجتهاد في الصلوات وعمل الخيرات.
حييت يا شهر التسابيح والصوم= يا حافل ٍ بأمجاد في عز ّ الإسلام
شهر النصر والعز والفتح معلوم= وأمجاد تذكر في منارات الأيام
شهر ٍ بروح الخير والنور مأسوم= شهر الفضايل والتراويح وقيام
شهر التجارة والتوافيق بالسوم = ويزيد به بين الورى وصل الأرحام
يا الله عسى ما بيننا حي ّ محروم=من أجر القيام وبرّ الأيتام وصيام