,وقد يقول أحد علماء الغرب: ( إن اليد التي تهز المهد بيمينها تهز العالم بيسارها) ,فالنساء شقائق الرجال,
ومدبرات المنازل ومربيات الأجيال,وقد سجل التاريخ لبعض النساء صفحات ناصعة البياض ومواقف في
الحروب تفيض بالبطولة الفذة والشجاعة النادرة .
يا صاحبي لا تستمع زيف الإعلام =ولا تنخدع في صوت تحرير مزعوم
الله رفع قدر النساء عند الإسلام = وفي محكم التنزيل مثبت ومعلوم
ترى النساء جواهر ٍ عند الأكرام = حراير ٍ مصيونة ٍ دايم الدوم
ما هن سلع بيدين بايع وسوام = حسب أقدم التشريع للفرس والروم
أوصى بهن خير الورى طول الأيام =في منهج ٍ يرفع من الشأن مفهوم
العجب) ,وتعبيراًََ عن الشعور بالمسؤولية في المجال الدولي فقد حرصت الكويت على أن تكون مشاركتها
فاعلة في المنظمات الدولية والوكالات واللجان المتخصصة و كانت دائماًَ مثلاًَ للإيفاء بكل الالتزامات المترتبة
على تلك الفاعلية,ومنذ عام 1963م والكويت تسعى لمساندة كل ما يدعم هذه الهيئة الدولية وتساهم مساهمة
فعالة في غالبية منظماتها ووكالاتها المتخصصة واستطاعت خلال مسيرتها الدولية أن تكسب ثقة وتأييد
الأغلبية الساحقة من أعضاء المنظمة العالمية,ويعد تاريخ الاستقلال بداية مرحلة جديدة لدخول الكويت ضمن
بلدان المجتمع الدولي وفق سياسة كويتية خاصة أركانها السعي إلى السلام وتحقيق التعاون مع مختلف دول
العالم ضمن إطار علاقات الأخوة والصداقة بين الدول والشعوب,ومنذ فجر الاستقلال وشمس حزيران تسمو
بنا لفضاء العصرية والعطاء,والحرية والبناء,وفي الذكرى الـ ( 50 ) ليوم الاستقلال نسأل الله العلي العظيم
أن يحفظ الكويت وشعبها من كل مكروه,وأن يضفي على بلادنا وسائر دول مجلس التعاون الخليجي وبلاد
المسلمين نعيم الأمان والاستقرار والرخاء والازدهار.
تسعة عشر من شهر ستة حزيران= يوم ٍ لنا مشهود بين البلادين
في موجبه تمت مواثيق وإعلان=لعهد ٍ جديد ٍ بالوطن يبهج العين
رفرف علمنا بالأمم بين الأوطان = وعانق سماء الأمجاد رغم المعادين
حازت كويت العز للنصر وكدان = وعم الرخاء فيها جميع الميادين
دار الفخر والعز وآيات الإحسان = ويرجح لها في كل مجد ٍ موازين
ويقول هيجل: (الحكمة هي أعلى المراتب التي يمكن أن يتوصل إليها الإنسان فبعد أن تكتمل المعرفة ويصل
التاريخ إلى قمته تحصل الحكمة,وبالتالي فالحكيم أعلى شأنًا من الفيلسوف, والحكمة هي المرحلة التالية
والأخيرة بعد الفلسفة,إنها ذروة الذرى وغاية الغايات وهنيئًا لمن يتوصل إلى الحكمة والرزانة) ,ويقول أحد
الحكماء: (الرؤوس تكون أكثر حكمة إن كانت هادئة,والقلوب تكون أكثر قوة إن نبضت تعاطفاً مع القضايا
النبيلة) ,ويقول الشاعر العربي: ( فخذوا العلم على أربابه*واطلبوا الحكمة عند الحكماء) ,ويقول الشاعر
النابغة الجعدي : ( ولا خير في حلم إذا لم يكن له*.بوادر تحمي صفوه أن يتكدرا,ولا خير في جهل إذا لم يكن
له*حكيم إذا ما أورد الأمر أصدرا) ,وللحكمة في دين الله مكانة عظيمة,وتضفي على الأقوال والأفعال قدر
وقيمة,فالحكمة هي العقل والفقه وإتقان العلم والعمل,وهي النظر في المآل,والقراءة الموفقة لمستقبل الأحوال,
وهي سرعة الجواب بالصواب,ومثالية السلوك والقرار,وتشمل كما يقال جودة التفكير,ودقة التعبير,وسلامة
التدبير,فهي مفتاح كل الفضائل,وقد تجلت الحكمة في أبهى صورها وأسمى معانيها في النطق السامي الذي
تفضل به حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه,
حيث وجه سموه مساء يوم الأربعاء الماضي ( 15 يونيو 2011م ) كلمة إلى أبنائه المواطنين والمقيمين
مؤكدا من خلالها إيمانه الراسخ بالنهج الديمقراطي,وعدم قبول أي بديل عنه,وأن الحرية هي طريق البناء
والعمل والانجاز,وقال سموه: ( قد تجاوزت ممارسات البعض الحدود والضوابط التي وضعها الدستور لحماية
الديمقراطية وانزلق البعض إلى محاولات تكريس ثقافة غريبة على مجتمعنا قوامها الخروج عن القيم الكويتية
الفاضلة المعهودة وانحدار لغة الحوار والتخاطب وانتهاك الدستور والقانون وتجاوز ضوابط الحرية وحدودها
لتطال حرية الآخرين والمساس بكراماتهم والإساءة إلى دول شقيقة وصديقة,ونبه سموه حفظه الله ورعاه إلى
انه لم يعد المجال يسمح بالمزيد من الفوضى والانفلات والمشاحنات التي تهدد امن الوطن ومقدراته
ومكتسباته) ,وعن التوجيهات السامية التي حملها خطاب سمو أمير البلاد المفدى قال رئيس مجلس الأمة جاسم
الخرافي : (كنا في اشد الحاجة لهذه الكلمات خصوصا في مثل هذه الظروف التي نمر بها,وخطاب سمو
الأمير يؤكد قربه وتلمسه الأحداث الخطيرة التي نمر بها وحرص سموه على تعزيز الوحدة الوطنية وتنبيه
أبناء بلده بضرورة التعاضد والحرص على الكويت واستقرارها وأمنها) ,وقال نائب رئيس مجلس الوزراء
للشؤون القانونية وزير العدل وزير الشؤون الاجتماعية والعمل الدكتور محمد العفاسي: ( إن خطاب سمو
أمير البلاد,وضع النقاط على الحروف وبين كل شيء بشكل شفاف وواضح,واللبيب من اعتبر,وإن أي أنشطة
سواء مظاهرات أو رؤى أخرى يجب أن تكون ضمن الأطر الدستورية والقانونية) ,ومن مضامين كلمة سموه
تستلهم الدروس والعبر فهي خارطة طريق ونبراس ومنهج حياة,وفيها وضع للأمور في نصابها,وتجسيد
للحكمة والحنكة وتعزيز الوحدة الوطنية وحماية الدستور,وترسيخ مبدأ الديمقراطية والحرية المسؤولة,وبث
روح الأمل والتفاؤل وتوجيه الجهود نحو مصلحة الوطن,ونبذ الفرقة والفوضى ومظاهر الشحن والخروج
عن أطر القانون,نسأل الله أن يحفظ الكويت وشعبها من كل مكروه وأن يضفي عليها نعيم الأمان والإيمان.
يا أمير يا رمز المكارم والأنفال = يا حبّ شعبك يا حفيد المشاكيل
يا قارن الأقوال في طيب الأفعال =ونظرة سموك ثاقبة للمقابيل
جسدت للآمال يا طيّب الفال = وفي نطقك السامي منارات للجيل
في كلمتك تجسيد منهج للأجيال = وفيها عبر ودروس عن ظلمة الميل
فيك الوطن يا طيّب الذات يختال = يا من لنا في داجي الليل قنديل
يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكَثْرُ مِنْكَ مَالاً وأعزُّ نَفَرًا) [الكهف:24]ويقول الشاعر حسان بن ثابت : (هَل رَسمُ دارِسَةِ المَقامِ
يَبابِ* مُتَكَلِّمٌ لِمُحاوِرٍ بِجَوابِ ويقول شاعر غيره : (هَلاَ رَبَعْتَ فَتَسْألَ الأطْلالاً * وَلقَدْ سَألْتُ فَمَا أَحَرْنَ سُؤَالاً
) ,وللحوار ضوابط وضعها أهل الاختصاص منها : (تقبل الآخر,حسن القول,العلم وصحة الأدلة ولإنصاف
والموضوعية), ويهدف الحوار إلى نزع الأقنعة والكشف عن وجه الحقيقة غالبا وبيان الصواب وإثبات الحق,
وفي 20 يونيو الحالي وبعد يوم واحد من إعلان ناشطي المعارضة السورية تأسيس هيئة تتولى قيادة التحرك
ضد النظام,وعندما شعر بقوة الثورة وقرب سقوط نظامه وخوفا من الانتقام المنتظر رفع رئيس النظام
السوري الدكتور بشار الأسد شعار( الحوار الوطني ),فقال انه سيبدأ عما قريب في إجراء حوار وطني,وأنه
سيشكل لجنة لدراسة تعديل الدستور السوري أوإقرار دستور جديد في أحدث تنازلات يقدمها في مواجهة
الاحتجاجات الشعبية التي تنادي بإسقاط نظامه منذ ثلاثة أشهر,وقال الأسد في خطابه إن العفو الذي أصدره:
(لم يكن مرضيا للكثيرين على الرغم من انه كان الأشمل وانه سيستشير وزارة العدل لدراسة توسيعه ليشمل
آخرين) ,وأضاف الأسد خلال ظهوره الثالث منذ اندلاع الاحتجاجات المناوئة لحكمه قبل أكثر من ثلاثة أشهر
إن البعض يعتقد أن هناك مماطلة من قبل الدولة,وأريد أن أؤكد أن عملية الإصلاح بالنسبة لنا قناعة كاملة,
ولا يمكن لإنسان عاقل أن يعارض الإصلاح,ونستطيع القول إن الحوار الوطني بات عنوان المرحلة المقبلة
وهي مرحلة تحويل سورية إلى ورشة بناء لبلسمة الجراح) ,كما دعا إلى القضاء على الفساد بالاعتماد على
التفتيش والقضاء وهيئات مكافحة الفساد,وعبر عن أسفه لسقوط ضحايا في الأرواح بأحداث العنف التي مرت
فيها سورية مؤكدا إن (سورية مرت بأيام صعبة ومحنة غير مألوفة من خلال تخريب تخلل الاحتجاجات),
ولكن لم تفلح تلك التنازلات في وأد الاحتجاجات التي تشهدها سوريا والتي أسفرت عن مقتل 2000 شهيد
وأكثر من 5000 جريح واعتقال نحو 12 آلاف آخرين وفرار أكثر من 10 آلاف سوري إلى تركيا وخمسة
آلاف آخرين إلى لبنان,وقد قوبل خطاب رئيس النظام السوري برفض دولي وشعبي كونه ونظامه مراوغا
لا يلتزم بالوعود ولا يعرف المواثيق والعهود ويصدق فيه قول الشاعر: ( إن الحقود و إن تقادم عهده*فالحقد
باق فالصدور مغيب,يلقاك يحلف إنه بك واثق*و إذا توارى عنك فهو العقرب,يعطيك من طرف اللسان حلاوة
*و يروغ منك كما يروغ الثعلب ) ,وبالرغم من مرتبة الحوار الشريفة ومكانته في الإسلام المنيفة إلا أنه لا
يتحقق ولا يؤتي ثماره في ظل نظام الإجرام القاتل المخادع والذي تدك دباباته وأسلحته الثقيلة المدن السورية
الآمنة وتسرف في القتل والتدمير وتشريد الأهالي,ولكن البطش لا يخيف الشعب السوري ولا يثبط عزيمته,
وهاهي بوارق الأمل والنصر والحرية تلوح في سماء سورية الأبية .
يا قاتل الأطفال والشعب الأحرار= ما به حوار ٍ بين قتل ٍ وتدمير
أسرفت بالتعذيب والبطش والنار=واليوم تطلب للحوار الجماهير
رغم التجبر زاد بالشعب الإصرار=على اقتلاع الظلم وإحلال تنوير
يومك دنا ما عاد ينفعن الأعذار= وبأمر يندار صفوك معاصير
دارت على رامي وماهر وبشار =والله يحقق نصر كل المناعير
قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى •فَأَوْحَى إِلى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى • مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى • أفَتُمارُونَهُ على ما يرى• ولقد رآهُ
نَزلَةً أخرى• عِند سِدرَةِ المُنتهى• عِندَها جنَّةُ المأوى إِذ يغشى السِّدرَةَ ما يغشى• ما زاغ البصرُ وما طغى• لقد
رأى مِن آيات ربّهِ الكُبرى) (النجم : 12 – 18).
سبحان من بأمره سرى فخر الأجيال= على البراق اللي سرى تالي الليل
للقـدس من مكة ومعراج الأهوال = في رحلة ٍ ما يصحبه غير جبريل
تحقق الإعجـــاز وآمال وأنفال =من بعد عام الحزن والعسر والميل
الله كتب للمصطفى قدر وإجلال= حتى بلغ سابع سماء حسب ما قيل
ترى الحدث بالنص يذكر ولا زال = والنجم والإسراء بها خير تفصيل
أَحَدُكُمْ ),أما الدعاء فقد ثبت ما يدل على مشروعية الإكثار منه فيها,وبشأن حكم الاحتفال بليلة النصف من
شعبان يقول سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : (ليلة النصف من شعبان ليس فيها حديث صحيح
,كل الأحاديث الواردة فيها موضوعة وضعيفة لا أصل لها وهي ليلة ليس لها خصوصية,لا قراءة ولا صلاة
خاصة ولا جماعة,وما قاله بعض العلماء أن لها خصوصية فهو قول ضعيف فلا يجوز أن تخص بشيء),
وفي مواسم رفع الدرجات حري بالمسلم أن يكثر من الطاعات ويتعرض لنفحات الخير والرحمات,وقد مضى
رجب ورحل, وهل شعبان وحل,وشهر رمضان قادم نسأل الله أن يبلغنا إياه,وحلاوة صيامه ولذة قيامه تتطلب
علو الهمة والنشاط, وفي الصوم وقراءة القرآن والدعاء خلال شهر شعبان تمرين عملي واستعداد نفسي
لاستقبال شهر رمضان المبارك,وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعد لاستقبال رمضان من أول شعبان.
يا حي شعبان الفضيلة والإحسان= شهر العمل والخير والنور والدين
شهر ٍ به الأعمال ترفع بوكدان = والرابح اللي حط للصوم تمرين
يغرس ثمار الخير بأيام شعبان = حتى بشهر الصوم ترجح موازين
في موسم الغفلات مكسب للإنسان = وتجارة ٍ في عسر الأيام واللين
ترى العمل يحتاج صدق ٍ وبرهان =وغرس ٍ على منهاج خير النبيين
وقال سبحانه وتعالى: (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه واليه النشور)
[الملك 15],وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (سافروا تصحّوا,وجاهدوا تغنموا,وحجوا تستغنوا) ,وقال أيضا:
(السفر ميزان القوم) ,وقد عني الإسلام عناية فائقة بالسفر وأحوال المسافرين فأعان على ذلك بأحكامٍ تناسب
حال المسافر فقابَلَ مشقَّةَ السفر وعَنَتَه,وغربة المسافر وشغله,بالتخفيف عنه,فخفَّف عنه في فرائض العبادات,
في عَددها وصِفتها,ووضع عنه بعضَ النوافل,وكتب له أجْرَها مع أنه لم يعملْها,لأن السفر قد منَعَه منها,
فعومل فيها كأنه قد عمِلها تخفيفًا من الله ورحمة بعباده,قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا مَرِضَ العبدُ
أو سافر,كُتب له مثلُ ما كان يعمل مقيمًا صحيحًا) ,وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن الجمع بين
الصلاتين في السفر سنَّةٌ عند الحاجة إليه,مباحٌ عند عدم الحاجة إليه,وجاء في حديث ابن عمر رضي الله
عنهما قال: (رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم إذا أعجَلَه السيرُ في السفر, يؤخِّر المغرب,حتى يجمع
بينها وبين العشاء) ,و السفر كما يعرّفه أرباب اللغة يعني قطع المسافة والجمع أسفار,وهو خلاف الحضر,
ويقال رجل مُسافرٌ وقومٌ سفرٌ,وسمي السفر سفراً لأنه يسفر عن أخلاق ووجوه المسافرين,وفي السفر تختلف
مقاصد الناس وتتعدد وتتباين بين السياحة والترويح عن النفس وطلب العلم واكتساب المعيشة وغيرها ,وفي
فوائد السفر يقول الإمام الشافعي رحمه الله : ( تغرب عن الأوطان تكتسب العلا *وسافر ففي الأسفار خمس
فوائد,تفريجُ همٍّ واكتسابُ معيشة*وعلمٌ وآدابٌ وصحبةُ ماجد ,فإن قيل في الأسفار ذلٌ وشدةٌ* وقطعُ الفيافي
وارتكابُ الشدائد, فموت الفتى خير له من حياته*بدار هوانٍ بين واشٍ وحاسد) ,وقال أيضا: (سافر تجد عوضاً
عمن تفارقه*وانصَبْ فإن لذيذ العيش في النصب,إني رأيت وقوف الماء يفسده*إن ساح طاب وإن لم يجر لم
يطب,والأسدُ لولا فراق الأرض ما افترست*والسهم لولا فراق القوس لم يصب,والشمس لو وقفت في الفلك
دائمةً*لملها الناس من عجم ومن عرب,والتبر كالترب ملقى في أماكنه *والعود في أرضه نوع من الحطب,
فإن تغرب هذا عز مطلبه*وإن تغرب ذلك عز كالذهب) ,ويقول أحد الشعراء : ( ومتى أمرت ببدعة أو زلة*
فاهرب بدينك آخر البلدان,الدين رأس المال فاستمسك به * فضياعه من أعظم الخسران ) ,وقال الثعالبي: (من
فضائل السفر,أن صاحبه يرى من عجائب الأمصار,ومن بدائع الأقطار,ومحاسن الآثار,ما يزيده علماً بقدرة
الله تعالى ) ,ولما سئل الشعبي عن مصدر علمه الغزير قال: ( بنفي الاعتماد,والسير في البلاد) ,ومن فوائد
السفر كذلك استجابة الدعاء, فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهنَّ: دعوة
المظلوم,ودعوة الوالد لولده,ودعوة المسافر) ,ولأجل فوائد السفر ورغبة في الابتعاد عن مجريات العمل
وغيرها من متاعب يحرص كثير من أهل الخليج على السفر خاصة في فترة الصيف التي لا توجد فيها
ارتباطات دراسية للأبناء ,إضافة إلى الرغبة في التخفيف من وطأة الحرارة التي تتميز بها أكثر دول المنطقة
,ويجب على المسافر الالتزام بهويته الإسلامية وأخلاقه الإيمانية,وأن ينأى بنفسه عن مواطن الشبهات ودوافع
المغريات,وان يجعل السفر مجلبة للعلم والخير,لا منفذا للسوء والشر المستطير,والمصايف الأجنبية التي يحلو
للبعض ارتيادها ليست بحال من الأحوال أفضل من مصايف الخليج التي تتصف بعض مناطقها بأجواء معتدلة
وطبيعة خلابة جذابة وتحظى باهتمام ورعاية الجهات المعنية بشؤون السياحة في دول مجلس التعاون لتهيئة
أجواء الراحة لروادها,إضافة إلى الاهتمام بما فيها من معالم حضارية وتاريخية,ونسأل الله العلي العظيم أن
يكتب للمسافرين السلامة والسداد,وأن يحقق لجميع المسلمين الهداية والرشاد .
يا منتوي ترتاد بالصيف الأقطار = احرص على ما ينفعك بالمشاوير
احرص على واجبك واحذر من النار=ولا تستمع لأصوات ناس ٍ مغارير
لا يخدعك بين الورى جو الأسفار =وعقب الفضيلة والهدى تعكس السير
الدين رأس المال يا واف الأشبار= و خل التعلل بالسفر والمعاذير
ترى الزمن يا طيّب الذات دوّار = والرابح اللي دايم ٍ يزرع الخير
البديعة) ),فالشاعر عزيز أباظة يعد مدرسة للشعر العربي الرزين,ومن شعراء الطبقة الأولى المميزين,ومن
مؤلفي القصص التمثيلي المعدودين,ومن أبرز شعراء العالم العربي في القرن العشرين,وقد تناول في شعره
قضايا الأمة والوحدة العربية وكان منشغلا جدا بهذه القضايا ويشعر بحنين كبير إلى أمجاد العرب القديمة
وكان شعره مصدر إلهام للدفاع عن البقاء العربي فهو يمثل قمة شامخة في تاريخ الشعر العربي الأصيل,رحم
الله شاعرنا الفذ عزيز أباظة الذي وافاه الأجل المحتوم أثناء زيارته للكويت في 10 يوليو عام 1973م,وبفقده
خسرت الحركة الشعرية المعاصرة ودولة الأصالة والاتزان,أحد أكبر رموزها وأبرز فرسان الأدب والبيان .
الشاعر النبراس يبقى للأجيال=رغم الرحيل ومرّ جيل ٍ بثر جيل
شعر ٍ يخلّد في معانيه الأنفال= وشعر ٍ قليل الفائدة والمحاصيل
مرت ثلاث عقود وخمس ٍ ولا زال = عزيز للأمثال قنديل بالليل
حاضر بذهن الشعر في كل الأحوال =ولا يختفي من جاد روح التماثيل
جسّد عمود الشعر في روح الأمثال = ويشهد له التاريخ والشعر والنيل