( 7 ) مدار الأفكار
كيد النساء
يقول الشاعر العربي:
رأيت الكيد في الدنيا كثيرا=وأكثر ما يكون من النساء
فلا تركن لأنثى طول عمر= ولو نزلت اليك من السماء
الكيد صفة لها وقعها المؤثر في النفس، ويدخل فيها صفات كثيرة تمدح
وتذم وتطلب وتمنع، تشترك كلها في معاني التدبير والمعالجة والحيلة، ويقول ارباب اللغة الكيد يعني
الخبث والمكر فيقال كاده يكيده كيدا ومكيدة وكذلك المكايدة، وكل شيء تعالجه فأنت تكيده، وفي حديث
عمرو بن العاص ما قولك في عقول كادها خالقها، اي ارادها بسوء، والكيد يعني كذلك الاحتيال
والاجتهاد، وبه سميت الحرب كيدا وهو يكيد بنفسه اي يجود بها وفي الحديث ان النبي صلى الله عليه
وسلم دخل على سعد بن معاذ، وهو يكيد بنفسه - يريد النزع - فقال جزاك الله من سيد قوم، فقد
صدقت الله ما وعدته، وهو صادقك ما وعدك.
وقد ذكرت صفة الكيد في مواضع كثيرة من القرآن الكريم بعضها منسوب الى الانسان كقول الحق
سبحانه:« وما كيد الكافرين الا في ضلال» (غافر: الآية25) وبعضها منسوب الى الشيطان، كما
جاء في قوله تعالى« فقاتلوا اولياء الشيطان ان كيد الشيطان كان ضعيفا» (النساء: الآية76)،
ولكن التصاقها بالمرأة اكثر شيوعا وقبولا، وجاء وصف النساء بالكيد في ثلاثة مواضع من القرآن
مرتين على لسان يوسف عليه السلام ومرة على لسان العزيز في سورة يوسف قال تعالى « قال رب
السجن احب الي مما يدعونني اليه وإلا تصرف عني كيدهن اصب اليهن واكن من الجاهلين»، وقال
تعالى: « وقال الملك ائتوني به فلما جاءه قال ارجع الى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن
ايديهن ان ربي بكيدهن عليم» وقال سبحانه « فلما رأى قميصه قد من دبر قال انه من كيدكن ان
كيدكن عظيم».
فهذا الكيد الذي وصفت به امرأة العزيز وصاحباتها، فهو كيد يعهد في المرأة، ولا ينسب الى غيرها فهو
كيدهن الذي يتسمن به، ويصدر عن خلائقهن وطبائعهن، كما يفهم من الاضافة المتكررة في الآيات
السابقة، ويدل عليه عمل امرأة العزيز فيما غشت به زوجها، واحتالت له من مراودة غلامها عن نفسه
ثم من اتهامه بمراودتها تنصلها من فعلها، وكلها اعمال تتلخص في الرياء والاحتيال والدس والتدليس
والاخفاء.
ويقول احد الحكماء « لا تثق بامرأة وان طالت عشرتها، ولا تغتر بمال وان كثر واذا غلبتك امرأتك
على الامر فجاهدها فإنها عدوك» ومما يروى ان داوود عليه السلام قال لابنه سليمان» يا بني ان
المرأة الصالحة كمثل التاج على رأس الملك، وان مثل المرأة السوء كالحمل الثقيل على ظهر الشيخ
الكبير يقول النبي صلى الله عليه وسلم« خلق الرجل من التراب، فهمّه في التراب وخلقت المرأة من
الرجل فهمها في الرجل» ويقول حسان بن تبع الحميري« لا تثقن بالملك فانه ملول ولا بالمرأة فانها
خئون ولا بالدابة فإنها شرود» ويقول احد الحكماء «اكلت الصبر وشربت المر فلم ار شيئا امر من
الفقر واضر من كيد النساء وشهدت الزحوف ولقيت الحتوف وباشرت السيوف ونازعت الاقران فلم ار
قرنا اغلب من المرأة السوء».
ويقول الاديب الروسي تولستوي« ان المرأة اداة للشيطان ويعيرها دماغه حين تعمل في طاعته فهي
تأتي بالمعجزات من التدبير والنظر البعيد المثابرة لتفضي من ثم الى عمل خبيث ولكن انظر اليها حين
يطلب منها عمل غير خبيث، فإنها تعجز عن فهم اصغر الامور لا تنظر الى ما وراء لحظتها، ولا ترى
لها من عزيمة ولا جلد» والمرأة لم تنه عن شيء قط الا فعلته، وكما يقول الشاعر:
إن النساء لأشجار تبنـى لنـا=منهن مرة وبعض المر مأكول
إن النساء متى ينهين عن خلق=فإنـه واقـع ٍ لابـد مفـعـول
وفي الامثال يقال اجمل العيون اكذبها عيون النساء وغباء الرجال
يغري النساء بالمكره، ويقول هاربور لا تؤمن المرأة على خزائن قلبك، فإنها تستطيع ان تخدعك، ولو
كنت معها تحت سقف واحد فالمرأة لا تستطيع ان تحتفظ بأسرار غيرها، لان لديها من اسرارها
الخاصة ما يزيد كتمانه على طاقتها والمرأة وان غلبت الشيطان بكيدها الا ان دموعها تبقى السلاح
الاقوى، وكما يقول سقراط « تستطيع الشمس ان تجفف مياه المحيط ولكنها لن تستطيع ان تجفف
دموع المرأة » ويقول فولتير « نظرة المرأة اقوى نفوذا من القوانين ودموعها اقوى حجة من كل
مشرع» وان كانت لهذه الدموع اسرارها الخافية فيقول دوماس « الزمن يعلمنا اي لغة اردنا الا لغة
دموع المرأة» وتعد دموع المرأة جزءا مهما من مكائدها، ومهما تبد المرأة من الحب والوفاء فإن
ودها وصفاءها لا يدومان.
كيد النساء من فوق توصيف الأشعار=وأكثر بلاغة مـن جميـع التعابيـر
في محكم التنزيل مذكور تعبار= كيد ٍ عظيم بنص ما هي تصاوير