(13 ) مدار الأفكار
جرائم النساء
يقول الشاعر العربي:
إن النســاء شياطين خـلقن لـنا = نعوذ بالله من شـر الشياطين
فهن أصل البليات التي ظهرت = بـين البريـة في الدنيا وفي الدي
بالرغم من وصف المرأة بالرقة واللطف والجمال، وحسن المعشر والحنان، لكن المصادر والدراسات تؤكد أن النساء أكثر
من الرجال عنفا وإجراما، وقد أصدر مكتب التحقيقات الفدرالي في الولايات المتحدة الأميركية تقارير مذهلة في هذا الشأن، إذ أشار آخر تقرير إلى أن
معدل الجريمة بين السيدات أو «الجريمة النسائية» قد ارتفع ارتفاعا مذهلا مع نمو حركات التحرر النسائي، ويقول التقرير: إن الاعتقالات بين النساء
زادت بنسبة 95 في المئة، بينما زادت الجرائم الخطيرة بين أوساط النساء بنسبة 52 في المئة، ويضيف التقرير: «إن أخطر عشرة مجرمين
مطلوب القبض عليهم كلهم من السيدات، ومن بينهن شخصيات ثورية اشتركن في حركة التحرر النسائية مثل: «جيني ألبرت، وبرتادين دون».
وتقول إحدى الصحف الأميركية: «وإذا ربط ارتفاع نسبة الجريمة بين النساء بحركات التحرر النسائية، فإن منح المرأة حقوقا متساوية مع الرجل
يشجعها على ارتكاب نفس الجرائم التي يرتكبها الرجل، بل إن المرأة التي تتحرر تصبح أكثر ميلا لارتكاب الجريمة»، وفي دراسة عربية صادرة عن
المركز القومي للبحوث الاجتماعية في سورية، تؤكد أن نصيب النساء يمثل 65 في المئة من نسبة الإجراء، وأن القتل العمد يحتل المرتبة الأولى بين
جنايات النساء، وبنسبة 33 في المئة، كما جاء في الدراسة أن فصل الصيف هو الفصل المحبب «للحسناوات القاتلات»، لممارسة هواية القتل، وأن
يومي السبت والأحد هما أشد أيام الأسبوع دموية، إذ تزيد نسبة جرائم حواء فيهما، بينما يأتي يوم الجمعة على رأس الأيام الهادئة نسبيا وقليلة الجرائم،
وتوضح الدراسة أن الحسناوات القاتلات اكتسبن خبرة القتل من التلفاز، ويمثل الأزواج 4 في المئة من ضحاياهن، و25 في المئة من نصيب
الجارات والجيران، وأن الآلات الحادة على رأس الوسائل المفضلة لدى حواء في ارتكاب جرائمها، وبنسبة 20 في المئة يليها حالات الشنق والخنق
بنسبة 16 في المئة، بينما جاءت المسدسات في المركز الأخير في وسائل حواء لتنفيذ جرائمها، وفي دراسة سعودية عن جرائم النساء يقول الدكتور
عبدالله بن عبدالعزيز اليوسف من مركز مكافحة الجريمة بوزارة الداخلية في المملكة العربية السعودية: «إن إجرام المرأة يرجع إلى أسباب ذاتية تدفع
المرأة إلى ممارسة السلوك الإجرامي، وتعد (التضحية) أحد أبرز الأسباب التي تدفعها إلى ممارسة ذلك السلوك»، إضافة إلى أسباب أخرى كثيرة
مثل «الغيرة، الانفعال، المبالغة، الانتقام، الرغبة في التجربة، الرغبة في إرضاء الطرف الآخر، الجهل، الثقة في الآخرين بشكل مبالغ فيه»، وكذلك
توجد أسباب خارجية تدفع المرأة إلى هذه الممارسات، ومنها «الإهمال، سوء المعاملة، الأسرية، المشكلات والنزاعات، التفرقة في المعاملة، رفض
تزويجها من قبل ولي أمرها، إكراهها على الزواج من شخص غير مناسب، وإدمان الزوج».
فالمرأة وبسبب التغيرات الفسيولوجية والنفسية التي تمر بها قد تندفع إلى السلوك الإجرامي بدافع غريزة العاطفة، بينما قد يندفع الرجل إلى السلوك
الإجرامي بدافع غريزة الانتقام أو الإيلام، وإن كان هذا العنصر لا يعد قاعدة عامة للسلوك الإجرامي، لكنه يعد مؤشرا مهما لاكتشاف الخيوط الأولى
للسلوك الخارج عن القانون.
فها هي المرأة، ذلك المخلوق الموصوف بالوداعة والحياء، والجمال والحسن، والخجل والضعف، تثبت الدراسات والتقارير بأنها أكثر ميلا للإجرام
والقسوة والعنف، وكم من صريع قتلته أيضا سهام عيون حواء، لكن لا يقام على القاتلة بسهمها حد، وإن كان قتل الحسان من أكبر الجرائم وأكثرها،
وكما يقول الشاعر:
إن من أعظم الكبائر عندي=قتل حسناء غادة عطبـول
قتلت باطلا على غير ذنب=ان لله درهـا مـن قتيـل
كتب القتل والقتال علينـا=وعلى الغانيات جر الذيول
ويقول شاعر آخر :
وحق الذي سلخ الصباح من المسا=مـا للرجـال مصيبـة إلا النسـا
وقيل قديما «فتش عن المرأة وراء كل جريمة»، ويقال في المثل الإسباني: «بالعين تطلب المرأة، وتأخذ وتكره وتقتل»،
ورغم كل ذلك تبقى المرأة كائنا عجيبا في كل شيء، فهي ساحرة وعذبة، وغامضة وماكرة، ومرهفة وجميلة، وحنونة وقاسية، وهي هبة إلهية وجدت
لاستمرار الحياة، وحفظ النسل، وتكاد تخلو الابتسامة من أي عائلة تفتقد صوت فتاة داخل المنزل، والنساء رياحين الحياة، وإنهن القوارير والذهب
والفضة، بل الحياة بأسرها.
لولا النساء ما زاد عـدّ الجرايـم=ولا صار في شاشات الإخلاص تعتيم
صنف ٍ بلا هن زايد ٍ والنمايم = وصنف ٍ منار ٍ للذكاء والمفاهيم
عبدالعزيز الفدغوش
الثلاثاء, 3 - يونيو - 2008