هذه الحادثة حدثت لزوجة مخلصة اسمها هيا بنت عياد بن راشد العوني
من بني سالم من قبيلة حرب والتي كانت متزوجة من رجل شهم
أصيل ذو مرجلة وتقوى وحسن معاشرة لكنه كان يعاني
من ضيق ذات اليد اسمه مبشر بن مرزوق من مزينه من قبيلة حرب كذلك.
الشاهد ان والدها زارها ذات مرة فرأى ماهما عليه من قلة اليد
فاشفق على أبنته وأخذها لزيارة والدتها وأخوتها
ولكن أقامتها في بيت والدها طالت حيث ان والدها لم يعيدها
لبيت زوجها ولكن هيا كانت تفضل ان تعيش مع زوجها
رغم فقره وقلة رزقه لما رأت منه حسن المعاشرة والطيبة
والرجولة والمروة والتقوى. وذات مرة كانت تنشد هذه الأبيات
وهي مع نفسها ولكن لم تكن تعلم ان اباها كان يسترق السمع
تقول هيا في ابياتها
يا من لعينن حاربت سوجة الميل
على عشير بالحشا شب ضوّه
عليك ياللي بطبخته نصفها هيل
اللي سعى بالطيب من غير قوّه
المال ما طيّب عفون الرجاجيل
والقل ما يقصر براع المروّه
يا عنك ما حس الرفاقة ولا قيل
ذا مغثي ما ينزل حول جوّه
له عادة ينطح وجيه المقابيل
هذي فعوله بالمراجل تفوه
أجواد نسل أجواد جيل ورا جيل
الطيب فيهم من قديم وتوه
وفجاة خرج عليها والدها فطلب منها
أعادة تلك الابيات فرفضت ولكن تحت أصرار أبوها
عادت لتتغنى بتلك الابيات.....فاعجب والدها بأخلاصها لزوجها
وتقديرها لشخصه رغم فقره وأعادها لزوجها مع حمل بعير
بما جادت به نفس والدها من أرزاق مساعدة منه لهما
وتقديرا لأخلاص وصدق أبنته وكذلك أكراما
لمروة وشهامة وطيبة معاشرة زوجها...............أنتهت القصة
--------------------------------------------------------
فهل لنا ان نتعظ نحن الجنسين؟.......
الحب الصحيح المبني على اسس القناعة والرضا
والعشرة القائمة على الخير والصلاح والقبول بالطرف الاخر
رغم كل عيوبه مكسبان لا يمكن التنازل عنهما
بأي بثمن او عرض مهما كان ذلك العرض مغريا.
او به صبغة ملذات الدنيا وشهرتها وزخرفها
والحمد لله على كل حال وفي كل حال
ولنا تواصل.
عادل بوبدر