**لم ينسَ أن يكتب لله قبل الموت بكورونا ..ما يلي :
..
اولا: لك الحمد ...لأنّ هذا العالَم لولاك ما رأيناه ولا عرف الحياة أحد …….ولظلّ الظلام والغبار ...وقد فججتَ الحياة بعِلمك وقدرتك …يا فالق الحَبّ والنوى
.
..وارحمني يا رب : قد مررت من تلك الحياة ويقولون لا يمرّ أحدٌ دون اتّساخ ...لأنّ الأوساخ تملؤها هي وربما كانت نفوسنا نحن نقية …
.
وارحمني يارب ..فأنا من أبناء اؤلئك الذين خرجوا من الجنة وعبروا الوديان ……..وفي تلك الوديان كانوا يلدون الأطفال ويقتسمون معهم حبّة القمح
وبعد حين ...بينما كنت عائدا في مغرب رمضان ...كنت انظر اليهم يفتّون ثريد العدس في المخيم فلم تكن لبيوتنا جدران ...وكنت أسمعهم يصومون ويأكلون شاكرين حامدين بينما كا نت أصوات قدور اللحم تصل أسماعهم ولا يعبؤون …
.
...ارحمني معهم كما رحمتهم أجمعين ...فأنت تحبّ أهل القيَم وكرهت لنا أن نكون كالأنعام بلا قيم تحبّها ……
…….
..وبعد حين يا رب صرنا من أمّة ضعيفة ..لا تنتصر لمظلوم ...فعشنا مع ظلمها وظلامها أيضا ….لنصير أهل المظلمتين …فأستودعك ما أعطيتي ….لم أكن قادرا لهم على شيء وأنا حيّ فكيف وأنا ميت ..فنحن من المستضعفين .. لا نقدر لأولادنا على شيء…وكانت الحياة يقتسمها اللصوص والمستقوون ...……..
.
…لذلك ...فارحمني يا رب … أنا والأشقياء الأنقياء الذي كرهو ا شرّها وأشرارها ...ولكنّهم لم يقدروا ……….فناموا يحلمون بفردوسك في السماء
..
..كنت أمشي في أرضك ولكنّي لم أكن أبحث إلّا عن وجهك .وقيمك ونور نفسك الذي كنت تلقيه على وجوه بعض الناس .وتجعله في كلامهم ...أنا لم أكن إلّا تابعك ...فكرهت كلّ اتساخ لأنّي أعلَمُ أنّك لا تقبله .
.
..وهاهو يوم اللقاء .يجيء ….وها أنا أتحوّل إلى شقّي الأيمن أنظرُ من النافذة والفضاء العاصف بالغبار والبرد أقول: من هنا سيأتي ملاكك وبقبض روحي وبعد لحظة واحدة أرى وجهك الكريم الذي انتظر ….فلا تفتح عينيّ إلا في نور وجهك لأسعد بكلّ رحمتك في الجنة ...
.
.
.
.
أنا أكتب في مدونة عبدالحليم الطيطي الأدبية