بعيداً عن التشاؤم يأتي الضحك كأول وسيلة لعلاج الاكتئاب
رغم ما يحيط بالإنسان من عوامل وظروف قد لا تدع له مجالاً للتفاؤل، إلا إنه ينبغي عليه التفاؤل دائماً .
فقد أكد الباحثون الهولنديون على أن التفاؤل يقلل بنسبة كبيرة من إصابة الإنسان بأمراض شرايين القلب، مشيرين إلى أن الممثلين والممثلات السينمائيين الفائزين بجوائز الأوسكار أطول أعماراً من منافسيهم .
ومن جانبه قام الدكتور إيرك إلتي من مؤسسة الصحة العقلية وزملائه من غيره من المراكز في هولندا، والتي تابع الباحثون فيها لمدة 15 سنة حالة القلب لدى الذكور ممن تتراوح أعمارهم ما بين 64 و 84 سنة الذين لم يكونوا يعانون من أمراض شرايين القلب أو السرطان.
وتم التوصل إلي أن من كانوا ينظرون بصفة مستمرة إلى الجوانب المشرقة في الحياة ولديهم توقعات ذات طابع إيجابي نحوها، هم أقل عرضة بنسبة 55% في الإصابة بأمراض شرايين القلب مقارنة بالأشخاص المتشائمين ممن هم في نفس سنهم.
وأضاف الدكاور إلتي، أن الذين تبدو عليهم ملامح البهجة من مرضى القلب هم أقل عرضة للمعاناة من مضاعفات المرض وتداعياته، خاصةً احتمالات الوفاة نتيجة له، لكن التفاؤل من المحتمل أن يُنظر إليه بعموميات على أنه عامل يرفع من حسن تصرف المرء عموماً ويدفعه إلى تتبع طرق نمط الحياة الصحية فيكون بهذا الاعتبار عاملاً إيجابياً مؤثراً بشكل غير مباشر.
وفي نفس السياق، أضاف العلماء من مركز الأبحاث الطبية في جامعة ديوك بمدينة ديورهام في ولاية كارولينا الشمالية الأميركية بأن مرضى شرايين القلب ممن يتناولون أدوية علاج الاكتئاب الشائعة ربما هم عرضة لارتفاع احتمال الوفاة بمرض القلب بنسبة تصل إلى 55% . وأكدت الدراسات السابقة على أن وجود الاكتئاب لدى إنسان ما، يرفع من احتمالات الإصابة بأمراض شرايين القلب .
وجدير بالذكر أنه بالرغم من تنامي الوعي بأن للاكتئاب دوراً ضاراً على المرضى وخصوصاً الوفيات بينهم وأن زوال الاكتئاب يقلل من نسبة الوفيات بمقدار كبير بينهم، إلا أن معالجة من يطلب من هؤلاء ذلك بأدوية الاكتئاب المعروفة لم يقلل بشكل واضح من نسبة الوفيات لدى المرضى.
وما يخص مادة السيروتينين، سلط الباحثون من كلية الطب في جامعة بيتسبيرج الأميركية الضوء على تأثير انخفاض معدل مادة سيروتينين على بنية الشرايين في الجسم وإصابتها بمرض تصلب الشرايين، خاصة تلك التي في الدماغ أو القلب، مما يفتح أفقاً أوسع في استراتيجيات الوقاية من الجلطات القلبية أو الدماغية على حد وصف الباحثين.
وعليه أوضح الدكتور ماثيو ميلدون الأمر مشيراً أنه على الرغم من أن العديد من عوامل خطورة الإصابة بأمراض شرايين القلب والدماغ قد تم البحث فيها، إلا أنه لا توجد دراسات تحاول فهم آليات اضطرابات الدماغ لدى من يتخذون قرارات خاطئة في عنايتهم بصحتهم ولديهم عوامل خطورة الإصابة بأمراض الشرايين.
فحينما تمت دراسة نشاط مادة سيراتونين لدى حوالي 250 شخصاً ممن تتراوح أعمارهم ما بين 30 و 55 سنة وليس لديهم أي شكوى من القلب أو الدماغ، تبين أن من ينخفض لديه نشاط مادة سيروتينين ترتفع احتمالات زيادة سمك شرايين الرقبة، مما يعكس حالة من التصلب فيها. مما يعكس وجود علاقة بين نشاط نظام سيروتينين في الدماغ وبين عوامل خطورة الإصابة بأمراض الشرايين.
ويشير الأمر بذلك إلى أن ثمة علاقة بين الاكتئاب واضطرابات جهاز مناعة الجسم أو مقاومة الجسم لتأثير الأنسولين أو حصول السمنة أو ارتفاع ضغط الدم أو زيادة الإقبال على التدخين أو تناول الكحول أو قلة ممارسة النشاط البدني وغيرها من العوامل العضوية.
وجاءت محاولات عدة لعلاج الاكتئاب، فقد أشارت كازوي تاكاياناجي الأستاذ المساعد وطبيبة الأطفال في كلية طب نيهون، إلي أن أول 49 معالجاً بالضحك اجتازوا اختباراتهم بنجاح وحصلوا على تراخيص بمزاولة المهنة لتشجيع المرضى على الضحك لمساعدتهم على الوقاية من الأمراض الخطيرة بصفة عامة، مشيرة إلى أن الضحك يعطى شعور بالتفاؤل ويزيل أى احساس بالاكتئاب.
وأضافت تاكاياناجي أنه يتعين أن يشعر المرضى بالحاجة إلى الضحك من أعماق قلوبهم، ولكن بعض الناس مثل مرضى الاكتئاب يصعب إضحاكهم، مؤكدة أن المعالجين بالضحك يحاولون جعل مرضاهم يضحكون لكنهم ليسوا مهرجين.
وأوضحت أن المعالجون بالضحك الذين رخص لهم بالعمل لا يحتاجون أبداً إلى تقديم عروض أو الاستعانة بأدوات أو غناء مونولوجات، ولكن لابد أن يكون لديهم فهم عميق للمرضى.
يتبع
l,sum 'fdm