(238 ) مدار الأفكار
ناصر المآثر
يقول الشاعر العربي :
تواضَعتَ لما زادكَ اللَه رِفعَةً = كذلكَ نفسُ الحرِّ لا تتكبَّرُ
وما نلتَ في دُنياك عِزّاً ورِفعةً = وإن كبُرا إلاّ وقدرُكَ أكبرُ
إن اختيار رئيس مجلس الوزراء حق مطلق لسمو أمير البلاد المفدى وفقا لنص المادة ( 56) من دستور
الكويت الصادر في 11 نوفمبر عام 1962م,والتي تنص على: ( يعين الأمير رئيس مجلس الوزراء بعد
المشاورات التقليدية ويعفيه من منصبه كما يعين الوزراء ويعفيهم من مناصبهم بناء على ترشيح رئيس مجلس
الوزراء) ,فسمو الأمير حفظه الله ورعاه هو الأقدر على تلمس احتياجات ومصلحة الوطن وهو من يضع
ثقته بالرجل الثقة لقيادة حكومة الكويت خلال المرحلة المقبلة,وفي 5 ابريل 2011م جدد سمو أمير البلاد
المفدى الشيخ صباح الأحمد الصباح الثقة في سمو الشيخ ناصرالمحمد الصباح بتعيينه رئيسا للوزراء وتشكيل
الحكومة السابعة, وقد حظي الأمر الأميري بمباركة عدد من النواب والشخصيات الدينية والسياسية وأعضاء
المجلس البلدي وأبناء الديرة باعتبار عودة سموه استمرارا لمسيرة التنمية والإصلاح والحرية والديمقراطية
فهو الرجل المناسب في المكان المناسب,ويعد سموه أحد قادة الكويت البارزين والمؤثرين في بناء النهضة
الحديثة,وله وبصمات واضحة من خلال سجله الحافل في خدمة البلاد وأهلها,فهو من مواليد مدينة الكويت عام
1940م,وهو الابن الثاني لأول وزير دفاع في الكويت الشيخ محمد الأحمد الجابر الصباح,وتلقى تعليمه
بالمرحلة الابتدائية والمتوسطة في مدارس الكويت ثم أكمل دراسته في الخارج فحصل على شهادة التعليم
العامة من المملكة المتحدة,وشهادة الدبلوم العليا في اللغة الفرنسية,وبكالوريوس في السياسة والاقتصاد من
جامعة جنيف بسويسرا,كما إنه يجيد إلى جانب اللغة العربية كلاً من الفرنسية,والإنجليزية,وبعضا من
الفارسية,بدأ حياته العملية بعام 1964م عندما عين سكرتير ثالث في وزارة الخارجية،وفي 2 أكتوبر1964م
التحق بالوفد الدائم لدولة الكويت في منظمة الأمم المتحدة في نيويورك,وفي عام 1965م عين سفير فوق
العادة وزير مفوض بوزارة الخارجية,و بتاريخ 16 ديسمبر 1965م أصبح أول مندوب دائم لدولة الكويت في
المكتب الأوروبي والمكتب الدائم لهيئة الأمم المتحدة في جنيف بالإتحاد السويسري,وفي يونيو 1966م أصبح
أول قنصل عام للكويت لدى الإتحاد السويسري,وفي عام 1968م عين سفيرًا فوق العادة مفوض لدى إيران
,وفي عام 1971م عين سفيرًا محالًا لدى أفغانستان بالإضافة إلى كونه سفيرًا لدى إيران,وما بين الأعوام
(1975م إلى 1979م ) أصبح عميدًا للسلك الدبلوماسي في إيران,وفي عام1979م عين وكيلًا لوزارة الإعلام،
حتى 3 مارس 1985م عندما عين وزيرًا للإعلام,وفي 26 يناير1988م عين وزيرًا للشئون الاجتماعية
والعمل ,وبتاريخ 20 يونيو 1990م عين وزير دولة للشؤون الخارجية,وقد أشرف خلال فترة الغزو الغادر
على الإعلام الكويتي، حيث قام بتشغيل أول إذاعة كويتية في المنفى والتي كانت تبث من مدينة الخفجي في
المملكة العربية السعودية الشقيقة,وكان صاحب قرار إصدار جريدة صوت الكويت اليومية الناطقة باسم
الشعب الكويتي,كما إنه قام بتمثيل أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح في عدد من المناسبات
الدولية، كما كان مبعوثا منه إلى عدد من قادة وزعماء دول العالم,وقد تولى هذا المنصب حتى تاريخ 10
أبريل 1991م,وبتاريخ 10 سبتمبر 1991م عين وزيرًا للديوان الأميري، وظل يتولى مسئوليته حتى تعيينه
رئيسا لمجلس الوزراء في 7 فبراير 2006م,وأعيد تعيينه وتكليفه بتشكيل ست حكومات متتالية وذلك بتاريخ
( 2 يوليو 2006م ,و6 مارس 2007م ,و20 مايو 2008م,و17 ديسمبر 2008م ,و20 مايو 2009م) ,
وتكريماً لمسيرته في خدمة بلده وأبناء شعبه ودوره في جمعيات الصداقة الكويتية الدولية فقد مُنح العديد من
الأوسمة وشهادات التقدير,و يعرف عن سمو الشيخ ناصر المحمد الصباح الكفاءة والإخلاص والخبرة
والحكمة والحرص على مصلحة الوطن,وتميز بسمو الأخلاق والمثابرة في سبيل التنمية والإصلاح,والتواضع
ويصدق فيه قول البحتري: (دنوت تواضعا وعلوت مجدا*فشأنك انحدار وارتفاع ,كذاك الشمس تبعد أن
تسامى* ويدنو الضوء منها والشعاع ) ,وقول الشاعر: (متواضع والنبل يحرس قدره*وأخو النباهة بالنباهة
ينبل ) ,وقول القائل: (تواضع لما زاده الله رفعةً *وكل رفيع قدره متواضع ) ,وعلى تجديد الثقة الأميرية
السامية بسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الصباح نهنئ سموه ونسأل الله العلي القدير أن يعينه
على تحمل المسؤولية وأن يوفقه باختيار حكومة تسعى لمصلحة الوطن والمواطن,وتؤمن بالتضامن والمصير
المشترك مع الأشقاء في منظومة دول مجلس التعاون الخليجي .
يا شيخ ناصر يا عريب المجاني=يا من بطيبك يرجحن الموازين
شلت الأمانة باقتدار وأماني = وفيك الثقة تنعاد يا موفي الدين
لك الوفاء وشعورنا والتهاني = وآيات ود ٍ ما تزحزح من سنين
الله يعينك يا منار التفاني = للدار والإعمار والموقف الزين
نادر حرار وكامل ٍ بالمعاني = ومبدأ سموك خدمة الدار والدين
تزهى الثناء والمدح سر ّ وبياني = وعمّا نكن أوجزت رمز ونياشين