أبعاد المؤامرة
كان مشيمع قد وصل الى لبنان في تاريخ 24 فبراير ، وقد اوقفته الأجهزة الأمنية اللبنانية في مطار رفيق الحريري الدولي ، وأجرى قسم المباحث الجنائية المركزية بإشراف النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا تحقيقاً عدلياً معه.
وقد أمر ميرزا بعد ذلك بتركه رهن التحقيق مع حجز جواز سفره ومنعه من مغادرة لبنان قبل تقرير الإجراء القضائي بحقه ، وكذلك بعد إيداع القضاء اللبناني ملفه القانوني من قبل السلطات البحرينية.
لكن ما هي حقيقة التحقيق ، وما الذي دفع اجهزة الامن اللبنانية للتحقيق مع مشيمع؟
حسن مشيمع غادر لندن ومن المفترض ان وجهته البحرين ، وبالفعل قام في نفس اليوم بشراء تذكرة سفر على احدى الشركات الخليجية المتجهة للبحرين ، ولزيادة التمويه قام بشراء تذكرة سفر اخرى على شركة طيران خليجية وجهته احدى العواصم الخليجية ومن ثم البحرين ، لكن ما حدث ان مشيمع استقل طائرة اخرى متجـــه مباشرة للبنان ، والسبب انه استشعر ان هناك من يراقبه .
بالفعل كان مشيمع مراقبا من قبل جهاز استخبارات اجنبي, اعترض مكالمة استلمها مشيمع يوم 23 فبراير من المعارض البحريني حسن حداد المقيم في لبنان والذي يرتبط بعلاقه وثيقه بحزب الله ، وابلغه فيه ان عليه التوجه اولا الى بيروت لعقد اجتماع تشاوري مع قيادات بحزب الله قبل ان يتجه الى البحرين .
ويبدو ان المعلومات تلك كانت متوفرة ايضا لدى اجهزة الاستخبارات اللبنانية ، والتي قامت على اثره بتوقيف مشيمع في مطار بيروت والتحقيق معه ، وافرجت عنه بعد ان حجزت جواز سفره ، وكان في استقباله امام باب الخروج لمطار رفيق الحريري حسن حداد ، وقام باصطحابه الي بيته الكائن بالضاحية الجنوبية ، وفي المساء اصطحبتهم سيارة تابعة لحزب الله الى مكان سري حيث كان في انتظارهم امين حزب الله حسن نصر الله .
وخلال الاجتماع والذي حضره ممثلون من الاستخبارات الايرانية ، سأل نصر الله مشيمع عن تصوره للأحداث في البحرين ، ومن ثم تم وضع خطة اسقاط نظام الحكم, بمساعدة المخابرات الايرانية ، وطلب نصر الله من مشيمع التوجه الى دوار مجلس التعاون حال وصوله والقاء خطاب امام المعتصمين ، وطلب منه خلاله الدعوة لاسقاط النظام ، والاعلان عن تشكيل جمهورية ديمقراطيه اسلامية ونصحه نصر الله برفع هذا الشعار ، لكن بدون ان يتعارض مع مطالب الجمعيات السبع والداعي لمملكة دستورية ، وحذره من الابقاء على هذا الخيار ، وشرح له وجهة نظر فقال له ، في حال لم ينجح المخطط في اسقاط النظام ، فإن مطلب المملكة الدستورية سوف يتحقق .
وفي نفس الاجتماع عرض حسن نصر الله على مشيمع استعداده لتمويل قناة فضائية تعمل لصالح المعارضة البحرينية ، كما قام بأعطائه الرمز السري للتواصل عبر الانترنت.
وقد تمحورت خطة اسقاط النظام كالاتي:
·وضع مطبات أمام الجمعيات السياسية السبع بهدف افساد مشروع الحوار والضغط على الجمعيات السبع لرفع سقف المطالب وبشكل تعجيزي يصعب على النظام السياسي تنفيذه.
·فرض السيطرة على مستشفي السلمانية ، ومن ثم الدفع بالمحتجين الي ساحة المواجهة مع عناصر الامن ، وتنفيذ عصيان مدني تنفذها الهيئة التعليمية وذلك من خلال جمعية المعلمين بغرض تعطيل المدارس والدفع بالطلاب للاعتصام امام وزارة التربية والعليم وخلق حالة من الاحتقان الطائفي تبدأ شرارتها في المدارس وتمتد الى جامعة البحرين.
·الاعتصام سلاح مهم ولا بد ان يمتد الى شركة نفط البحرين «بابكو» مع دعوة النقابات العمالية للمشاركة في الاعتصام ومن ثم وقف تكرير النفط .
·الدفع بالمعتصمين لتنفيذ مخطط لشل الاقتصاد من خلال سد الطرقات والشوارع الرئيسية ووضع متاريس من التراب والحواجز لمنع مرور السيارات وتعطيل الموظفين عن اعمالهم .
·الجنوح صوب ممارسة سلوك «الاستقواء» على الدولة وتحقيقه من خلال دفع المعتصمين الى التصادم مع رجال الامن ، وفي مجمله سيسهم هذا الوضع في سقوط عدد من الضحايا يتم تغطية الاصابات وتهويل حجمه في مستشفى السلمانية ، واظهارها امام شاشات القنوات الفضائية .
·الدعم المالي ، توفيره من مصادر في الداخل والخارج وتحت غطاءات متنوعة سواء الواردة من تبرعات رجال أعمال او تجار من الكويت «مصادر كشفت ان هناك مستثمرين لفنادق في البحرين قدموا وبشكل يومي دعما لاحدى الجمعيات السياسية بلغ الف دينار يوميا ، لتمويل اعتصام الدوار».
خيوط المؤامرة تتكشف في الكويت
قبل ذلك علينا ان نطرق باب حجم التمويل ، المعارضة تحدثت عن ان عدد المعتصمين في دوار مجلس لتعاون يتراوح متوسط عددهم 130 الفا وبحسبة بسيطة :
أولا- الطعام:
سعر متوسط الوجبة هو 500 فلس في عدد 3 وجبات في 130 الفا وهو عدد المعتصمين = 2730000 مليونين وسبعة مائة وثلاثون ألف دينار.
ثانيا- الشراب:
على أقل تقدير 300 فلس حصة الشخص اليومية من الشراب في 130 الفا عدد المعتصمين في عدد أيام الاعتصام = 546000 خمسة مائة وستة وأربعون ألف دينار.
ثالثا- متفرقات :
تكلفة تقديرية للخيام =10000 دينار.
تجهيزات مسرح وتصوير وتسجيل وتمديد اسلاك وأجهزة على اقل تقدير = 15000.
المنشورات اليومية والاعلانات = 5000.
والسؤال: اذا كان المعتصمون في الدوار خرجوا حقا تحت الادعاء بمطالب معيشية ، فمن أين جاء هذا المبلغ الضخم ومن هي الجهة الممولة له ؟!
اما الحديث عن التمويل الخليجي فهو مبني على مصادر من داخل الكويت ، وبدأت شرارتها تتطاير حين رصدت نشطاء كويتيين ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» عن تورط رجل الأعمال الكويتي الحاج محمود حيدر في دعمه ووقوفه وراء احتجاجات وتحركات الاف المتظاهرين في دوار اللؤلؤة في البحرين ، وقد رصد هؤلاء رسالة شكر وجهها حسن مشيمع الى محمود حيدر على دعمه السخي للمتظاهرين في دوار مجلس التعاون.
ذلك ما دفع النائب الكويتي في البرلمان فيصل المسلم لتوجيه سؤال برلماني لنائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية بشأن الأنباء عن تدخل رجل الأعمال الكويتي محمود حيدر بأحداث البحرين ، وجاءت كالتالي.
ومن لا يعرف محمود حاجي حيدر رئيسي ، هو كويتي من اصول ايرانية حصل على الجنسية الكويتية عام 1974 ماده خامسه ، وعمل قارئ عدادات في وزارة الكهرباء والماء ومن ثم مراسل لبنك الكويت والشرق الأوسط.
يتمتع بعلاقات تجارية وماليه مع أركان النظام الإيراني منذ عام 1986 ، تم سجنه في عبدان سنة 1965 بتهمة غير معلومة ، ارتبط في السنوات العشر الاخيرة بصفقات ضخمة استحوذ خلالها ، أو شارك في ملكية شركات كويتية ببلايين الدولارات ، خصوصاً في قطاعي الطاقة والخدمات الصحية كما انه استحوذ على نصيب وافر من وسائل الاعلام الخاصة ، ويرتبط بعلاقات مصالح وثيقة مع نواب في البرلمان من الطائفة الشيعية.
مشيمع يعلن الجمهورية
بدأ شهر مارس ومعه بدا الشارع يستشعر بأن ثمة قراراً استراتيجياً غير معلن اتخذته اطراف من المعارضة المتشددة وأن الاحتكام للشارع لم يعد مجرد خيار سياسي متاح, بل أصبح أشبه برهان أخير وحاسم لكسب معركة مصير ، لكن ما هو؟ هذا ما كشفه حسن مشميع.
في 7 مارس ، توضحت ابعاد المؤامرة التى حبكت خيوطها في لبنان ، ومن قلب الدوار أعلن حسن مشيمع عن تشكيل تحالف جديد مكون من حركات «حق، الوفاء، وأحرار البحرين» وذلك تحت مسمى «تحالف من أجل جمهورية ديمقراطية».
وقال مشيمع لصحيفة «السفير» اللبنانية من الدوار ، ان تصاعد سقف مطالب الشباب إلى المطالبة بـ»إسقاط النظام» وإنهاء حكم الأسرة المالكة ، جاء وفق تباين موقف المعارضة التي «تتفهم مطالب الشارع، لكنها تنظر نظرة أعمق».
أثار إعلان مشيمع صدمة كبيرة في أوساط المحتشدين في دوار اللؤلؤة الذين اعتبروه مفاجئاً، ومشكلاً بذلك صدمة كبيرة في ظل التحول الكبير في خطاب مشيمع العائد منذ اسبوع من العاصمة البريطانية لندن.
مما دفع سعيد العسبول وعلي ربيعة وعيسي الجودر الى تقديم استقالاتهم من حركة «حق» وقد علق العسبول على قراره فقال في تصريح لـ CNN ان قرار الاستقالة جاء نتيجة انحراف الحركة عن التوجهات، فيما قال الجودر في تصريح لصحيفة الأيام «أن الانسحاب جاء نتيجة للخطاب الأخير الذي دعا لتغيير النظام المعمول به في البحرين» وأكد على أن هذا الخطاب لم يكن مطروحاً لدى الحركة ولم يعلم به الأعضاء إلا من خلال طرحه من قبل الأمين العام للحركة في حينه ، وأشار إلى أن الاتفاق والمرئيات التي كان معمولا بها في الحركة تتماشى مع المؤتمر الدستوري وما يتعلق بالمملكة الدستورية ولم يصل لمستوى تغيير النظام المعمول به.
في 12 و13 مارس ، استشعر المراقبون ان خيوط اللعبة ، تنجذب نحو قطع خيط الحوار ، ولاحظ الجميع ارتفاع سقف المطالب ، احد المراقبين الاجانب قال ، ان المطالب تجاوزت السقف وان هناك انتهازية تقفز فوق سقف المطالب الحقوقية المعقولة والمقبولة ، إلى محاولة فرض خيارات محددة على الحكومة والقيادة السياسية واستغلالاً للظرف السياسي.
ميدانيا بدأت البحرين في طريقها الى الشلل التام ، وبدأ مخطط المؤامرة ياخذ طريقه للتنفيذ من خلال العصيان المدني الذي اوقف الشارع وسد الطرقات الرئيسية المؤدية الي المركز المالي في العاصمة المنامة وتعطيل المدارس ونشوب صدامات بين الطلبة في جامعة البحرين بين طيفي المجتمع - السنة والشيعة - هذا الجزء من المخطط انيط بتفيذه وقيادته عبدالجليل السنكيس ، وفي سؤال وجهته مذيعة قناة «المنار» لـ السنكيس عن رأيه في مبادرة الحوار قال « انا مع مطلب الشعب وفي مقدمته اسقاط النظام».
الايرانيون دربوا عناصر سرية في الخليج لقيادة الاحتجاجات
في حلقة الامس كشفنا جزءا من الابعاد الحقيقية للمؤامرة ، واجبنا عن سؤال لطالما كان يؤرق الجميع وهو السر الذي جعل ما يسمى امين عام حركة «حق» حسن مشيمع يغير وجهة السفر من البحرين ، ليهبط في لبنان اولا ، والتي تم خلاله الاجتماع مع امين عام حزب الله حسن نصر الله في لبنان ، وتم خلاله وضع الخطة لاسقاط النظام والاستيلاء على الحكم ، اليوم سنكشف دلائل جديدة توضح بما لا يدع مجالا للشك ان ايران كانت تعمل وتتحضر ومنذ سنين عدة لهذا اليوم، وانها اناطت بعناصره الاستخباراتية في الخليج لتنفيذ مهماته الموكله اليه وذلك على حسب الخطة التي عملت عليه منذ سنين طويله.
وفي 2 مارس دعا السنكيس الى العصيان المدني «وقال تطرقنا في لقاءات سابقة عن بعض الامثلة للعصيـــان المدني ، المسيرات والاعتصامات هي بعض العصيان المدني ، وبعد ، غلق الشوارع الرئيسية ، الا ان الغرض من العصيان المدني يا جماعة ليس الضغط على النظام فقط.. بل احتلال المباني الحكومية ، والاضرابــات الخاصة والعامة ، هذه انواع من العصيان المدني.
وبعد يومين وفي 4 مارس خطب السنكيس في الحشود وهو يرتدي قميصاً رياضياً كتب عليه «مستعد للموت من اجل البحرين» وقدم لهم طرقا اخرى للعصيان المدني وقال» لا يكفي الهتاف لتحقيق العصيان المدني ، اذا كنتم تعتقدون ان الهتاف ممكن ان يحقق نتيجة اقول لكم اسمحوا لي انتم تحلمون ، تريد ان تضغط على النظام من خلال العصيان المدني ، بقولكم ماذا نحتاج ، علينا ان نركز على عناوين ، مثل شل الاقتصاد.. مثل شل حركة السير مثل البعد الاقتصادي يجب العمل على الضغط اقتصاديا ، ومثل شنهو يعني مثل شنهو ، لمدة ثلاثة ايام ما نشتري بترول ، ثلاثة ايام ما في معاملات بنكية.. ما نروح البنك ، ثلاثة ايام ما نروح المنامة ، ثلاثة ايام ما نروح المراكز التجارية الكبرى ، يجب ان تخنق اقتصاديا.. يجب ان تخنق العدو حتى يستجيب.
وفي 11 مارس ، طالبت الجمعيات السبع بضرورة اتخاذ بعض الإجراءات لإنجاح الحوار الوطني الذي دعا إليه سمو ولي العهد ، أهمها إقالة الحكومة وإطلاق سراح المعتقلين وتحييد الإعلام الرسمي لتخفيف الاحتقان الطائفي وإنشاء مجلس تأسيس منتخب لكتابة دستور جديد نابع عن إرادة شعبية.
سياسيا ، شهدت المملكة تحركا سياسيا ودبلوماسيا نشيطا على المستويين الاقليمي والدولي لبحث الأوضاع الساخنة ، وفي 11 مارس زار المنامة وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس ، وهو يعد أكبر مسؤول أميركي يزور المملكة منذ حركة الاحتجاجات ، وقال غيتس في تصريحات أدلى بها إلى الصحافيين المرافقين له على الطائرة «هناك دليل واضح بأنه وفي ظل عدم التعجيل بعمليات الإصلاحات ، سيتطلع الإيرانيون إلى إيجاد أية وسائل لاستغلال الموقف وخلق المشكلات» ، وأضاف غيتس «الوقت في غير صالحنا والمشكلة الحالية تكمن في أن حزب المعارضة الرئيسي لم توافق على الحوار».
14 مارس دخلت اول طليعة من القوات «درع الجزيرة» الى البحرين ، بطلب من جلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة ، وفي نفس اليوم كشف الشيخ عبداللطيف المحمود في مؤتمر صحفي أن تجمع الوحدة الوطنية وصل إلى طريق مسدود مع الجمعيات السبع بسبب إصرارها وتعنتها وقال «اضطررنا أن نقول لهم أنكم تدفعون البحرين لتحترق أخضرها ويابسها».
وخلال القاء فجر الشيخ عبداللطيف المحمود قنبلة مدوية حين كشف رئيس تجمع الوحدة الوطنية أن رئيس جمعية الوفاق الشيخ علي سلمان أبلغهم خلال الاجتماع الأخير أنه سيعتبر قوات مجلس التعاون لدول الخليج العربية قوات احتلال في البحرين، وسيطلب الدعم من الجمهورية الإيرانية في حالة التعرض إلى الشيعة في البحرين.
وأوضح المحمود أنه بات واضحا منذ يوم «أمس» الذي تكشفت فيه الأمور بشكل واضح وقوف حزب الله اللبناني مع الوفاق ، وفي صباح 15 مارس اعلنت البحرين «حالة السلامة الوطنية».
الاستراتيجية السرية لايران
ما سأذكره كاف لكشف وجه ايران الحقيقي, والتقرير التالي سيكشف ابعاد المؤامرة.
نشر موقع «starfor globel intelligence» للدراسات الاستراتيجة تقريرا بقلم الكاتب «جيمس لردوغاني» قال فيه «تبنت ايران ومنذ فترة ، استراتيجية سرية في دول الخليج بشكل عام وفي البحرين بشكل خاص ، وساعدت تلك الاستراتيجية في تعجيل اندلاع الاضطرابات التي يقوم بها الشيعة في هذا البلد ، الا ان دخول قوات «درع الجزيرة» قد شكل عقبة امام المخطط الاستراتيجي الايراني ، واجبر طهران على اعادة النظر في تحركاتها القادمة.
ويواصل الكاتب مقاله ، حتى الان اعتمد الايرانيون على قدراتهم في التحرك السري للسعي لتحقيق اجندتهم في البحرين بشكل خاص وفي منطقة الخليج بشكل اوسع.
وتشعر ايران بالأطمئنان بالعمل في هذه الساحة بسبب قلة المخاطر نسبيا مع حجم الفوائد الكبيرة المحتملة والتى ستتحصل عليها ضمن اهدافها الاستراتيجية.
بالنسبة الى البحرين بشكل خاص اعتمدت ايران على روابطها السياسية والاقتصادية والعسكرية لاعاقة اية مفاوضات بين المعارضة الشيعية والنظام السياسي ، والعمل على تصعيد الاحتجاجات والتحريض على الاصطدام الطائفي لتحويل الاضطرابات السياسية في البحرين الى شأن طائفي والذي من خلاله يمكن اعادة تشكيل توازن القوى في شرق السعودية لصالح الشيعة.
وفي سبيل ذلك ، قضى الايرانيون سنوات طويلة في بناء علاقات مع الطوائف الشيعية في دول مجلس التعاون وتمكنوا خلالها من تدريب عناصر سرية من المجموعات المعارضة الشيعية للمساعدة في الانتفاضة.
ايران راهنت على مصادر قوى في البحرين لتلعب دورا رئيسيا لتحقيق ذلك ، وهي:
حسن مشيمع:
والذي ينتمي الى حركة «حق» المتشددة ، وهو مرتبط بعلاقات وثيقة مع النظام الايراني ولعب دور قيادياً فى تصعيد الاحتجاجات الشيعية والتحريض على التصادم مع قوات الامن في محاولة للايحاء بان الصراع في البحرين طائفي.
حجة الاسلام هادي المدرسي:
وطبقا لمصادر «starfor globel intelligence» فان رجل الدين الايراني المدرسي زعيم الجبهة الاسلامية لتحرير البحرين يعمل على عرقلة المفاوضات بين الحكومة والمعارضة ، من خلال وضع الشيعة المعتدلين فى موقع دفاعي وذلك من خلال اشعال التوتر الطائفي للاطاحة بالنظام السياسي.
وجدير بالذكر ان الجبهة الاسلامية لتحرير البحرين كانت تقف وراء انقلاب على النظام في عام 1981 بدعم من ايران.
محمد تقي المدرسي:
عراقي من كربلاء يعيش في البحرين ولعائلته علاقات وثيقة مع طهران وهو مختص بتقديم الدعم اللوجستي للمتظاهرين ، وتوزيع الاموال والامدادات والطعام وتجنيد بعضهم وحثهم على التظاهر في الشوارع بالتنسيق مع الايرانيين وذلك وفقا لتقرير مؤسسة «starfor globel intelligence».
وقد تم تدريب عدد من المجموعات الشيعية المعارضة على حرب المدن في كل من إيران ولبنان ويعتقد أنهم ينشرون في إحدى الجمعيات السياسية وتحالف «الجمهورية الديمقراطية الاسلامية» المتشددة والذي يتكون من (حق) و (الوفاء) و (حركة احرار البحرين) .
واستنادا الى مصادر «starfor globel intelligence» فأن حزب الله البحرين الذي تأسس عام 1985 بمساعدة هادي المدرسي ، هى المنظمة السرية الرئيسية التي تعمل في البحرين بالتنسيق مع حرس الثورة الايرانية – فيلق القدس .
وقد عمل هادي المدرسي خلال السنوات الماضية على تسليح حزب الله البحرين من خلال مبيعات الاسلحة من العراق .
وتقول مصادر «starfor globel intelligence» ان عناصر عديدة من منظمة الحرس الثوري الايراني قد تم نشرها في دول مجلس التعاون على هيئة عمالة ورجال اعمال .
ان لدى الايرانيين خبرة جيدة في دعم «الوكلاء» في مناطق ابعد من البحرين كحزب الله في لبنان ، لذلك يمكن ومن خلال هؤلاء تزويد المتشددين الشيعة في البحرين بالسلاح والعتاد والتدريب ووسائل الدعم الاخرى ، اعتمادا على التدفق اليومي للتجارة وحركة السفر اليومية للمدنيين .
الا ان دول مجلس التعاون بدأت مؤخرا تكشف هذا الامر وشنت حملة ضد الحركات الشيعية المتشددة في البحرين للحد من تأثير إيران ، ورغم ان من شأن ذلك ان يقلل من خيارات ايران ومد نفوذها على المدى القصير ، الا انها من الصعوبة الاستمرار فى ذلك .
وقد واجه المخطط الايراني السري للاطاحة بنظام الحكم فى البحرين عقبة رئيسية ، بعد قرار دول مجلس التعاون ارسال قوات عسكرية للبحرين .
لكن ذلك لن يمنع ايران عن تنفيذ مخططها ، لان لديها العناصر المدربة بشكل جيد وعلى اتم الاستعداد للدخول في مواجهة مع هذه القوات ، ودون اكتراث لعدد الضحايا الذين سيسقطون من جراء هذه المواجهة ، وبحسب «starfor globel intelligence» فانها تعتقد ان الاكثرية الشيعية المعارضة في البحرين لن تخاطر على الارجح بذلك ما لم تحصل على ضمانات من ايران .
يواجه الايرانيون الان عددا من الخيارات غير المشجعة بالنسبة لهم وذلك في محاولتهم لتعزيز زخم الاضطرابات في شبه الجزيرة العربية وفي نفس الوقت محاولة تجنب التورط في خيارات علنية تتصف بالمخاطرة.
انتهى التقرير الذي نشرته «starfor globel intelligence» وتكشف الابعاد الحقيقية للمؤامرة والتي بدأت على شكل مطالب معيشية ثم تحولت الى مطالب سياسية ، بمعنى ان المتظاهر خرج مطالبا ببيت من الاسكان ، وعاد ليطالب بدولة.
وربما ما نشر في يوم 19 مارس في صحيفة «الايام» اكد ما جاء في هذا التقرير حين ذكرت الصحيفة مفادها الاتي» أكد شوريون حضروا لقاء الأمس مع جلالة الملك، أنه تم ضبط القائم بأعمال السفارة الإيرانية وهو يحاول تهريب جهاز استخباراتي (قيمته 52 ألف دينار) كان قد سلمه لعصابته التي يديرها في مستشفى السلمانية لاستخدامه في تسريب المعلومات إضافة إلى محاولته لإخراج عدد من الأسلحة، وذلك أثناء تدخل القوات البحرينية لتحرير المستشفى .
كما أكدوا أن القوات عثرت على جهاز استخباراتي مماثل في الدوار أثناء عملية الإخلاء، وأوضحوا أنه بناء على هذا الجرم المشهود طلبت المملكة تنحية القائم بأعمال السفارة وإرجاعه إلى إيران.
كما ان ما نشرته صحيفة «الوطن» الكويتية يؤكد هذه المؤامرة حين ذكرت في نفس اليوم مفادها «أكد مصدر مسؤول أن تورط حزب الله في الأحداث الأخيرة في البحرين هو ما جعل الجمهورية الإيرانية تطلق تصريحاتها السافرة حول طبيعة تعامل الحكومة البحرينية مع المتجمهرين في دوار اللؤلؤة والمعتدين على رجال الأمن.
كما علمت «الوطن» أن هؤلاء وضعوا خطة مميتة لمواجهة رجال الأمن ان دهموا الدوار بوضعهم كيبل كهربائي ساري المفعول في المحيط المائي للدوار لصعق رجال الأمن ان هاجموا المعتصمين في الدوار الا ان مداهمة كتائب الشرطة للمتواجدين في هذا الموقع بسرعة قياسية أفسد مخطط الكيبل والذي عثر عليه بالصدفة لكونه كان مخفيا أسفل التراب وممدوداً من دائرة كهربائية قريبة من الدوار، كما بينت التحقيقات الجارية في أجهزة أمن الدولة البحرينية أن اتباع حزب الله اللبنانيين هم من دربوا وحرضوا الشبان البحرينيين على التعامل ومواجهة رجال الأمن والتنسيق مع بعض رجال الدين الشيعة المنتمين لحزب الله في البحرين الذين نفذوا أجندة القيادات العليا في جمهورية إيران لزعزعة الأمن في مملكة البحرين وعدم اجراء الحوار».
يتبين من وراء كل ما ذكر الاسباب الحقيقية لحمى التصريحات التي اطلقها المسؤلون الايرانيون احتجاجا على دخول قوات «درع الجزيرة» للبحرين ، فقد استطاعت تلك القوات دحض المؤامرة التى لم تكن تستهدف البحرين فقط بل دول مجلس التعاون الخليجي وهذا ما اكدته وكالة يونايتيد برس إنترناشيونال في تقرير نشرته في 15 مارس 2011 حين ذكرت «أن قوات الأمن السعودية في المنطقة الشرقية من المملكة ، ألقت القبض على إيراني وبحوزته منشورات تحرض على التظاهر».
وقال مصدر امني سعودي للوكالة «قوات الأمن السعودية في منطقة القطيف ألقت القبض على إيراني وبحوزته مبالغ مالية إضافة الى منشورات تدعو المواطنين في المنطقة إلى التظاهر وإحراق المحال التجارية والمباني الحكومية بما فيها المدارس».
وكان الأمير خالد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود قد اتهم، قبل أيام، إيران بأنها تريد أن تقود المملكة إلى الهاوية، كما فعلت في العراق واليمن والبحرين، وكما فعل «حزب الله» في لبنان.
وقال: الأمير خالد بن طلال «الشك بدأ يتأكد بل يكون يقينا أن هؤلاء «الإيرانيين» هم وراء من يثيرون الفتنة ، ومن يحرضون ، ومن يريدون أن يقودوا هذه البلاد إلى الهاوية، كما فعل حزب الله في لبنان ، وكما فعلوا «الإيرانيون» في العراق من خراب وانتهاك للأعراض وتفجيرات ، وكما فعلوا في اليمن مع الحرب الحوثية ، وآخرها ما حصل في البحرين».
--
..سلوا القبور عن سكانها
..و استخبروا اللحود عن قطانها
..تخبركم بخشونة المضاجع
..و تعلمكم أن الحسرة قد ملأت المواضع
..و المسافر يود لو أنه راجع
..فليتعظ الغافل و ليراجع
:mess::mess::mess: