(حصل خلاف بين زوج وزوجته في موضوع ما، وتطور الخلاف إلى نقاش حاد وغاضب، فناما تلك الليلة متخاصمين.
واستيقظت الزوجة من نومها، وأدركت بحكمة الزوجة الصالحة أنه يجب ألا يذهب زوجها إلى عمله وهو غاضب، فأخذت بطاقة صغيرة وكتبت عليها:
صباح الخير يا عمري، والله لم تظلم الدنيا قط في عيني، مثلما أظلمت يوم تركتك تنام وأنت غاضب، سامحني يا حبيبي، ووضعت البطاقة عند رأسه على سرير النوم، واستيقظ الزوج من نومه لصلاة الفجر، ووجد البطاقة بجواره فقرأها، وقام إلى زوجته قائلا: أنت زوجة رائعة .
وهكذا ذهب الزوج إلى عمله منشرح الصدر مطمئن النفس، بحكمة وتصرف هذه الزوجة الحكيمة
أخي القارئ أختي القارئة :
(في بعض الأحيان قد يبدو من الأسهل أن تقطع خيوط علاقة زوجية قائمة بدلا من تقويتها، ولكن هذا الاختيار سيكون أصعب بكثير من عمل اختيارات جديدة في علاقة قائمة ومستمرة، فأنت في نهاية المطاف مصدر السعادة لذاتك، وإذا كانت العلاقة بينك وبين شريك حياتك غير مشبعة لمشاعر الحب في داخلك، فإنك لست بحاجة إلى أن تبحث عن زوج آخر لإشباع حاجة الحب هذه، وإنما يمكنك أن تعيد اكتشاف زوجك الحالي!! فكثير من الزيجات غير الناجحة يمكن تحويلها إلى زيجات ناجحة إذا قرر شريكا الحياة العيش بطريقة مختلفة)
حتى لا يتسرب الملل:
في حوار بين زوجين اتهمت الزوجة زوجها أنه لا يرى شيئًا, ولا ينظر إليها وهي متزينة, فرد الزوج عليها وقال: أنا أعرف كل ملابسك والألوان والأشكال ولقد مللت منها جميعًا.
أخي القارئ أختي القارئة :
(بعد مضي بضعة سنوات على الزواج يحفظ الشريك شخصية شريكه، وتفاصيل حياته، ولا يبقى هناك جديد يجذب الاهتمام أو يثير الفضول, فإذا لم يضع الأزواج حلولا وطرقا لتجديد حياتهم؛ تسرب الملل والسأم إليها فأفسدها، وأحل الكآبة محل السعادة.
إن على الزوجين أن يبتكرا الأساليب التي تساهم في كسر روتين الملل، وتنمية الحب والمودة بينهما) وذلك من خلال (اعادة احياء الحب بينهما فترة بعد فترة، ومراجعة علاقتها وتطويرها، فالكلمة الطيبة، واللغة الحانية، والهدية البسيطة, والاهتمام والإنصات والإيثار في المعاملة، كل ذلك من ضروريات الحب, هذا الحب الذي يجب أن يخرج من غطاء الصمت إلى رحابة الحوار، وأن يتحدث به وعنه الزوجان, وأن يمارساه أيضًا, فإن هذا مما يزيده وينعشه، ويقيه من المنغصات والمثبطات)
هناك عدد من الوسائل التي تساهم في كسر روتين الملل وتنمية الحب والمودة بين الزوجين ومنها:
1- تبادل الهدايا حتى وإن كانت رمزية:
فزهرة توضع على وسادة الفراش قبل النوم لها سحرها العجيب، أو بطاقة ملونة عليها كلمات جميلة لها أثرها الفعال، والرجل حين يدفع ثمن الهدية فإنه يسترد هذا الثمن إشراقًا في وجه زوجته، وابتسامة جذابة على شفتيها، ورقة وبهجة تشيع في أرجاء البيت, وعلى الزوجة أن تحرص على إهداء زوجها أيضًا.
2- تخصيص وقت للجلوس معًا والإنصات بتلهف واهتمام للطرف الآخر.
فالمشاعر بين الزوجين لا يتم تبادلها عن طريق أداء الواجبات الرسمية أو حتى عن طريق تبادل كلمات المودة فقط، بل كثير منها يتم عبر إشارات غير لفظية من خلال تعبير الوجه ونبرة الصوت، ونظرات العيون، فكل هذه من وسائل الإشباع العاطفي والنفسي، فهل يتعلم الزوجان فهم لغة العيون؟ وفهم لغة نبرات الصوت؟ وفهم تعبيرات الوجه؟
4- التحية الحارة والوداع عند الدخول والخروج, وعند السفر والقدوم, وعبر الهاتف.
5- الثناء على الزوجة وإشعارها بالغيرة عليها، وعدم مقارنتها بغيرها.
الاشتراك معا في عمل بعض الأشياء الخفيفة: كالتخطيط للمستقبل، أو ترتيب المكتب أو المساعدة في طبخة معينة سريعة، أو الترتيب لشيء يخص الأولاد، أو كتابة طلبات المنزل أو غيرها من الأعمال الخفيفة، والتي تكون سببا للملاطفة والمضاحكة وبناء المودة.
7-الكلمة الطيبة: والتعبير العاطفي بالكلمات الدافئة والرقيقة كإعلان الحب للزوجة مثلا، وإشعارها بأنها نعمة من نعم الله عليه.
8-الجلسات الهادئة وجعل وقت للحوار وتجاذب أطراف الحديث يتخلله بعض المزاح والضحك، بعيدًا عن كل الخلافات وسوء التفاهم، وعن الأولاد وعن صراخهم وشجارهم، كل هذا له أثر كبير في الألفة والمحبة بين الزوجين.
9-التوازن في الإقبال والتمتع، وهذه وسيلة مهمة فلا يقبل على الآخر بدرجة مفرطة، ولا يمتنع وينحرف عن صاحبة كليًا، وفي الإفراط في الأمرين إعدام للشوق والمحبة، وقد ينشأ عن هذا الكثير من المشاكل في الحياة الزوجية.
10-التفاعل بين شريكي الحياة في وقت الأزمات، كأن تمرض الزوجة أو تحمل فتحتاج إلى عناية حسية ومعنوية، أو يتضايق الزوج بسبب ما فيحتاج إلى الدعم المعنوي، وإلى من يقف بجانبه، فالتألم لآلام شريك الحياة له كبير الأثر في بناء المودة بين الزوجين، وجعلهما أكثر قربًا ومحبة لبعضهما.
الحب هو الأهم:
(هناك اقتراح قد تصعب ممارسته بعض الشيء ولكنه على الرغم من صعوبته فهو يستحق كل قطرة جهد تبذل من أجله، ويقوم هذا الإقتراح على النظر إلى الحب باعتباره الشيء الأهم.
حين تصحو من نومك، تفتح قلبك وتذكر نفسك بعزمك على أن تكون ودودًا في كل علاقتك مع شريك الحياة، وأن تكون تصرفاتك كلها نابعة من الود والعطف والرفق.
ولاشك أن هذا يعني أن تتغاضى عن نقائص شريك حياتك، وأن تبذل جهدًا لكي لا تظهر انتقاداتك لهذه النقائص, بل وتكون مع ذلك كريمًا ومتواضعًا ومخلصًا.
وأنت في كل ذلك لا تطلب من الآخر أن يحفظ لك جميلا، بل تفعل كل ذلك لسعادة من تحب وتتقرب به إلى الله , وأنت تعلم أنه لا شيء في هذه الحياة يعدل ذلك الفرح الروحي الشفيف الذي نجده عندما نستطيع أن ندخل الفرح إلى نفوس الآخرين .
إن ملاطفة الزوجة والضحك معها أثناء التعامل اليومي، هي عبادة يؤجر عليها الزوج، إذا نوي بها التقرب إلى الله, وهذه الملاعبة لها صور متعددة منها:
(أن يطعمها بيديه أو يسقيها بيديه، أن يشربا سويًا من كوب واحد، أن يقصد المكان الذي شربت منه فيشرب منه, أو أكلت منه فيأكل منه كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، والحرص على السلام عليها دائمًا عند الدخول إلى المنزل، وعند الخروج منه والتقبيل أحيانًا)
محاولة أن (تضع نفسك وشريك حياتك في نفس الأجواء الرائعة التي كانت تجمعكما أيام الزوج الأولى, تواعدا كما كنتما تتواعدان, واقضيا معًا أروع الأوقات, واستشعرا بالسعادة من خلال إعادة ذكرى مشاعر الحب المتبادل وتجديدها)