أميرة أسمها ليلى خطواتها تسابق زخات ألمطر
وبآثارها تنبت أزهار الجوري والياسمين وبحكياها يطيب السهر .. كفوفها كريمة بيضاء تشفي كل علة وهي ممدوة لربها
بالحمد والدعاء .. ظفائرها سحائب ليل مدلهم تجوب السماء الواسعة لعينيها الخاشعتين وبكل الوجل .. رحيق لماها أحلى
من العسل .. عطرها كأنه عبير حوائنا وبعدما أن خرجت من الجنان قد أندثر.. قوامها طلسم سحري يعجز بوصفه ألجان
قبل البشر.. همسها لحن ألربيع وقد أعتلى صهوات كل ألفصول فروضها وألجمها حتى أستقر .. أنها عظيمة شامخة
أصيلة.. وكذا..وكذا.. حتى يعجز ألثناء ويتهاوى بحضرتها أحلى الغزل .. وقفت سيدتي ألعتيدة ليلى بكل وقار طلعتها
وفخامة مهابتها عند بوابة ألأمل .. وهي تنتظر بلهفة عودته ألأسطورية فحملت بأحدى يديها زهورا لتنثرها عليه .. وفي
ألأخرى وعاءا ملئته من ضفاف شريانيها لتغسل به وجه القمر وتسقيه.. وقفت هنا كما تفعل كل يوم من شروق شمسها
وحتى ألمغيب .. فهذا مادئبت عليه منذ ألثمانية أعوام ألعجاف ألمنصرمة إلى الآن فهي بأنتظار ألحبيب .. وقفت وقد حملت
أيضا في قلبها ناقوس الذكريات لذاك ألزمان ألجميل.. لكي يقرع من جديد مبشرا بمستقبل آت مع تلكم ألخفقات ألمتسارعة
عندما تبصر بحدقاتها ألحزينة أول أطلالة لظله ألقادم ألجليل .. وهواجسها كأنها أمواج عاتية تقلب بوجدها ألهائم ذات
أليمين وذات ألشمال .. فمرة تراها تطرق لتلك ألهواجس فتغرق فيها ..وتارة تشده بعينيها ألرائعتين نحو الطريق البعيد ..
حتى سارت بخطوات متسارعة متواصلة حثيثة .. فعبرت باب ألأمل واجتازت حقول ألغام الواقع ألمرير.. ودخلت في ملكوت
ألخيال الواسع .. وكم هو عالم جميل وشفاف هذا الملكوت ألوردي والمتمكن .. حيث يتربع على عرشه كل ألمظلومون
والمحرومون والمجروحون والمفلسون .. وأبوابه مشرعة للجميع وهي أقرب إليك حتى من أنامل يديك.. وفيه ليلى لاتلقى
ألذئب .. بل فيه تصحو ألأميرة ألنائمة بأحظان أميرها ألدافئة.. عالم لايجن فيه قيس ولا تقتل نفسها جوليت لأن ليس فيه
شيئا صعب .. عالم تفعل بمملكته ماتشاء فلا توجد به سجلات للذنب.. ولا خطوط حمراء عنده.. وقد ذاب فيه ألقيد وكل
شرط.. بلمح البصر يصبح ألفقير فيه ثريا ..والضعيف قويا.. والعبد على فوره يصبح حرا بل حتى ملكا.. عالم تأخذ فيه كل
ماتشتهي وماتريد ويقول لك خذ المزيد.. سمائه هي حلم كطائر خرافي جامح يحلق بين كل ألأفلاك.. وأرضه عنفوان حرية
ثائرة أبية لا ترقد خلف ألأسلاك... ترابها شعار أمة قد قررت ألبقاء بالكرامة والخلود.. حتى وإن فنى الوجود.. فتسمع في
ترانيمها تعلو أذا ألشعب يوما أراد الحياة *** فلا بد أن ستجيب القدر *** ولابد لليل أن ينجلي *** ولا بد للطوق أن ينكسر
آه ياليلى أين ذهبتي بنا فأخذتينا معك إلى عالمك ألرائع ألمسحور .. ولكني أسئلك هل عاد أليك أميرك ألمفقود ؟ .. فأجابت لا
.. لأنه أقسم لي أنه لن يعود .. حتى يعيد ألي حقي ألمنهوب .. حينها قال لي وهو يودعني أنتظريني كل يوم هنا عند بوابة
ألأمل .. لأني في يوم ما ومن ذاك ألطريق ألبعيد سوف أعود.. سأعود ومعي كنزك ألمسلوب أمشي وأياه معا جنبا إلى جنب
.. وقد تشابكت كفوفي مع كفوفه .. وعانق ظلي ظله ... وتناسقت خطواتي مع خطواته .. وستعرفينا قبل وصولنا.. لأنك
من بعيد ستسمعي مزاح ضحكاتنا أو أهازيج غنائنا ونحن نشدو قصائد ألأنتصار .. ومن هناك سأناديك صارخا وجادا
متباهيا عاد إليك حبيك ألمغوار .. رجعت ياأميرتي ومعي مهر الثوار .. فهلهلي .. وهللي .. وغني .. وإترعي كؤوسك من
عرق جسدي واثملي به وارقصي .. وملئي قواريرك من دماء جراحي وتعطري بها وتزيني .. وعجلي بزفافنا وافرحي ..
وأبسطي ولائمنا .. وأكرمي موائدنا.. وضميني بأحظانك طفلا يتوق إلى رائحة أمه فبأحظانك راحتي ومن كل أوجاعي
وتعبي بها ألوذ .. وعانقيني أبدا إلى أن أشيخ بين ذراعيك وأموت .. هذا ماأخبرني به سيدي بعدما أن حمل بندقيته ثم
قبلني من جبيني ورحل .. وأميري صادق يفي بوعده لذلك فأنه سيعود بل سيعودون أجل.. هو..ومهري..ومعهما سنوات
كرامتي .. فأطرقت رأسها وسارت سيدتي ألأميرة وهي تردد : سيعودون .. نعم سيعودون .. ( ألصبر مع وطني ) ..
وبعدها سأنزع عني ألقهر وكل أثواب ألحداد .. لأنه سيهرب ألذئب ويعود إلي إسمي فأنا :
بغدااااااااااااد
أما أنا فبيقت مضطربا مرتجفا خاشعا باكيا خجلا متحيرا ... واقف في مكاني كالتائه المعتوه أو ألمتهم المذنب
بعدما أن عصف حالها في كل وجداني وهز كياني .. ثم أقتلعت بصمودها ومهابتها خوفي وترددي وأيقظت بي كل
نبض لضمير نائم وأحيت كل هاجس لغيرة موؤدة بعدما ظننت أني ألقيتهم في واد سحيق تملئه دهاليز النسيان
ألمظلمة .. أو أعتقدت أني مزقتهم بعدما رميتهم ومنذ زمن بعيد تحت عجلة لاتعرف ألرحمة إنها عجلة أللامبالاة
ألطاحنة وبأسماء عدة ووجوه متعدده منها : أنها الحياة وكثرة ألمسؤوليات وأريد أن عيش وأكسب وأنجح
وعصر السرعة والعولمة والباب ألتي تاتيك منه ألريح ...إلخ !! ونسينا أن لاعيش بدون كرامه.. وأن ألنجاح
لايكمن بزيادة حساباتك المصرفية والتبختر بملابسك ألفاخرة والتباهي بقصورك ألشاهقه وسياراتك ألفارهة
وحفلاتك المبهرجة ناسين الحلال من الحرام أو ألصح من الخطأ بل النجاح يكون بعمل الخير وتقديم يد المساعدة
بما تقدر عليه وصدقك ونزاهتك وشرفك وثقافتك وبرضا الله ووالديك عنك وعمل الواجب والصحيح في بيتك
ومجتمعك وكل معاملتك وصفاء ضميرك والأخلاص لشعبك ووطنك .. وعلينا أن نتذكر دوما حقيقة أننا لن نخلد
أبدا ... بل كلنا عابري سبيل في هذه ألحياة ألفانية وهذا ألواقع أللذي سنلاقيه كلنا في النهاية وليس لأحد من
مهرب .. ومن الوجوه ألسيئة ألأخرى أن نقول هذا هو عصر ألسرعة !! ونسينا أن في التأني ألسلامة وفي
ألعجلة ألندامة .. كما أننا أخذناها كلفظة مجردة من المعنى وأن حقيقة مغزاها هو ألتنافس العلمي المشروع
وألسرعة بالأجتهاد والعمل ألصالح لبناء ألأنسان أولا ,,, ثم لبناء أمة قوية ومزدهرة ومستقيمة أما نحن فبماذا
أسرعنا وتسابقنا ؟ بتشتتنا وتفرقنا وكثرة حدودنا التقسيمية ومعتقالاتنا السرية وأحزابنا وشعاراتها ألفارغة ...
وهي بالأساس تحكمها أجندات خارجية حالها حال ألعديد من الفضائيات ألتي تدعي أنها عربية وهي تنفث السم في فكرنا وواقعنا ناهيك عن ألفضائيات ألغربية ,,,
مع كثرة أبواقنا ألمتشدقة بالتقليد ألأعمى هذا كله ينصب في مصدر ألأنصياع لأوامر وتوجيهات ألبيت ألأسود والماسونيه
العالمية .. أم لعلها ألعولمة أو ربما هي العلمانية ؟؟ وصدقوني عندما وصلت إلى هنا توقفت لفترة عن ألكتابة لأني
ضحكت ولاتستغربو فكما يقال شر البلية مايضحك,,, حيث أني تذكرت أحد رجال ألدين ألمعممين وبنفس ألوقت أصبح من
ألسياسين ألمحنكين ,,, بعد ألتحاقه بأحدى ألقوائم ألحزبيه .. تذكرته عندما أطل علينا بطلعته ألبهيه .. في أحدى الفضائيات
ألمرئية .. وهو يستشهد بالعولمة والعلمانيه ,,, حيث قال أن ألعالم إليوم يشهد العولمة مما جعلت من هذا العالم ألكبير
يصبح قرية صغيرة وعليه يجب أن يكون ألحكم في بلدنا علمانيا وليس أسلاميا .. وأقول لهذا ألمعمم لانعترض أن تكلمت
بالعلمانيه فهذا شأنك ولكن مانرجوه من سيادتك مولانا ألعزيز أن تنزع عمامتك لكي تتكلم براحتك عما تريد ولايشوبك
ألتناقض مابين ملبسك ولسانك .. فكيف تلبس زيا أسلاميا ولاتريد تطبيق ألشريعة في بلدك ألمسلم أساسا,,, وأسئله بسبب
جهلي وهو صاحب العلم والبصيرة ألنافذة وخصوصا عندما وازن بين العولمة والعلمانية بطريقته الخاصة ولاأعرف ماهو
الرابط ؟ ومع هذا فأني أطلب منه ومن أمثاله أن يرحمو جهلي .. وأن يقللو من أستهزائهم بفكر شعوبهم لأن الخيانة
لايبررها التخلف والجهل وربما تبررها الصفاقة وتجاهل أمة كاملة من أجل مكاسب زائفة ... كما أسئله من يترئس ألآن
ويقود هذه ألقرية ألصغيرة ؟؟
ومن غرز فينا ألفكر ألعلماني وسنه قانونا يمشي على رقابنا ؟ والأجابة بالتأكيد واضحه ومعروفة للجميع ومن
يعترض عليها فهو حتما سيطرد من هذه ألقرية بل سيطارد أينما ذهب بأعتباره أراهابيا خطيرا على صحة ألقرية وقاداتها
.. وأخيرا أذكر شيخنا ألمحترم بآية قرآنية كريمة ولعله قد قرأها عدة مرات بحياته وهي (( ألا إن حزب الله هم الغالبون ))
ونرجع للعلولمة والتي يفترض أن ننمي من خلالها شبكة المعلومات والتكنلوجيا وأن تقربنا للآخر لكي نتفاهم ونتعاون
ونكتسب الخبرة في المعارف والعلوم والأقتصاد ولكي نطور بشكل إيجابي لحوار ألحضارات وليس لصراع ألحضارات أو
ألهيمنة على الحضارات ومسح هويتها ولابئس بالتجارب لأنها تعلمنا ألخبرة وأن نتعلم ألصحيح من الخطأ ونأخذ مايوافق
تميزنا عن غيرنا ويميز حضارتنا كمسلمين ولنا تشريعنا وتعاليمنا... وعرب لدينا عاداتنا وتقاليدنا ,,, ونحن نبقى مع ألتقدم
والتعلم والمعرفة والتعايش مع الغير بسلام وتعاون بناء ,,, بدون ألأخلال بمبادئنا وقيمنا ...
ولكن ماأخذناه من ألحضارات ألآخرى هو ألتشبه ألقبيح والتقليد المذموم ونسينا أن نحافظ على ديننا وأرضنا وهويتنا بل
يوجد الكثير منا من طمس حتى هويته وتبرء منها .. ونذهب ألآن للمثل الواسع ألشهرة بمجمتعنا العربي بسبب تفشي فكر
تربية الخوف بيننا وعدم تحمل المسؤولية والقائل : ألباب ألذي يأتيك منه ألريح سده واستريح !! ونسينا أن ألساكت عن
ألحق شيطان أخرس .. وتراجعنا عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وحذفنا ألقول ألمأثور : من تهيب صعود الجبال
يعش أبدا بين ألحفر .. وتجاهلنا ألحكمة ألتي تقول أذا لم تطفأ ألنار في بيت جارك فأنك حتما ستراها في بيتك .. وأسئلك
يامن تقرء هذه الكلمات ألآن ... وبالله عليك أجبني إن كنت تستطيع ألأجابة علما أني سأساعدك في ألأجابة وكالآتي :
س1 : ترانا إين نمضي بأمتنا ؟ هل نحو المجهول وإلى تمزق وثورات مفتعلة وأحتلال يتلوه أحتلال ؟ أم إننا سنوحد أمتنا ونحرر أرضنا ونعيد القدس ونرجع بغداد وكل أرض عربيه .. أم أصبح هذا ضربا من الخيال أو حلما بعيدا صعب المنال ؟
س2 : هل حافظنا على مجدنا وتراثنا ألسابق وياترى إين نذهب به ألآن ؟ هل نذهب به نحو الحضيض أم أننا بالفعل ومنذ زمان بعيد قد عرضناه في سوق ألنخاسين وبعناه بثمن بخس ؟ أم لعلنا حافظنا عليه وقاتلنا من أجله وسنبقى نزيد على مجد أجدادنا وحضارتنا ألتي ملئت الأرض علما ونورا وبطولات ... أم أصبحت هذه تخاريف رجل مجنون عاد من الزمن القديم ليجد نفسه في الفراغ أو المجهول ؟
س3 : وماذا سيقولون عنا أجدادنا أولئك ألعظام أهل الفتح ألبواسل من ذكرتهم حتى الكتب السماوية واللذين مرغو أنوف الجبابرة بوحل الهزيمة والأنكسار وحررو أرضنا أرض العرب من أعتى أمبراطوريتين كانت تحكم ألأرض ألفرس والروم ونشرو ألأسلام في أصقاع ألأرض فماذا عساهم سيقولون عنا لو وقفنا أمامهم ألآن ؟ هل سيفخرون بنا ويهنئونا لأننا أكرمنا سيرتهم وحافظنا على تركتهم وحققنا من بعدهم ألأنتصار تلو ألأنتصار ؟ أم أنهم سيبصقون على نهجنا ولا أقول على مكان آخر .. وسيبرئون منا وسنشعرهم بالفاجعة والخسران ... وسنضيع عليهم حلاوة أنتصاراتهم ألسابقة بأنها ذهبت سدا لأن خلفهم من بعدهم قد أضاعوها وخانوهم وخذلوهم .. حتى كأني أسمعهم يقولون معزين أنفسهم فينا : (( إنما نحن فعلنا ذلك لوجه الله تعالى وليس لهؤلاء ألأقزام ألشراذمة ألواهنين )) ... أم لعل كلامي هذا أقوال شخص متطرف لايؤمن بالقرية ألصغيرة وبساداتها أو ذئابها ؟
س4 : وماذا إن وقفنا بين يدي الله عزوجل وأمام رسوله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ؟ هل ياترى نستحق أن يقول عنا أنهم أمتي .. أمتي .. وهل بالفعل أننا خير أمة أخرجت للناس ؟ هذا ألسؤال ألأخير لاأستطيع مساعدتك في ألأجابة عليه لأنه لايقبل ألأحتمالات مطلقا .. ولكن أدعو الله سبحانه الرحيم غافر الذنب أن يغفر لنا ويرحمنا جميعا ...
وأخيرا أوجه أعتذاري لكم .. لأطالتي المملة عليكم .. حيث أن لقلمي تخاريف وجنون بالكاد أقوى على عقاله ... وأرجو مسامحتي لأني أخرجتكم من عالم الرومانسية .. وأيقظتكم من مورفين نشوة التغزل بالآخر ..
مع حبي وتقديري ... عاشق ألرافدين
للأخ العزيز والكاتب ألرائع محمد العلي في حالة أشكلت عليك كلمة هلهلي/هلهوله هي مفردة عراقية القصد منها ألأهزوجة ألتي تطلقها المرأة بألأعراس لدينا ... وأرجو ألمعذرة لعدم الرد سابقا على سؤال جنابكم الكريم بسبب غيابي ولكن ألشيماء ألأصيلة مشكورة أعطتكم ألأجابة ألشافية .. لها ولكم أحترامي وتقديري ..