أنا وليلى واشطبوا أسماؤكم
تأليف الشاعر حسن المرواني
وغناها الفنان كاظم الساهر
الغريب في الأمر أخي القارء هو أنها القصيدة الأول التي يكتبها الشاعر إلا أنها مفعمة بالمعاني والمفردات التي تعبر عن ثقافة الشاعر وألمامة بكل الأحاسيس و العواطف التي تجسدها القصيدة والتي تنبثق من دواخل وأعماق الشاعر نفسه ...
و إليكم القصيدة التي لم يغنى منها سوى النصف تقريباً
(أنا وليلى واشطبوا أسماؤكم )
دع عنك لومي واعزف عن ملامات
إني هويت سريعاً من معاناتي
ديني الغرام ودار العشق مملكتي
قيس أنا وكتاب الشعر توراتي
ما حرم الله حباً في شريعته
بل بارك الله أحلامي البريئات
أنا لمن طينة والله أودعها
روحاً ترف بها عذب المناجاة
دع العقاب ولا تعذل بفاتنة
ما كان قلبي نحيت في حجارات
إني بغير الحب أخشاب يابسة
إني بغير الهوى أشباه أموات
إني لفي بلدة أمسى بسيرتها
ثوب الشريعة في مخرق عاداتي
يا للتعاسة من دعوى مدينتنا
فيها يعد الهوى كبرى الخطيئات
نبض القلوب مورق عن قداستها
تسمع أحاديث أقوال الخرافات
عبارة علقت في كل منعطف
أعوذ بالله من تلك الحماقات
عشق البنات حرام في مدينتنا
عشق البنات طريق للغوايات
إياك أن تلتقي يوماً بامرأة
إياك إياك أن تغري الحبيبات
إن الصبابة عار في مدينتنا
فكيف لو كان حبي للأميرات
سمراء ما حزني عمراً أبدده
ولكن عاشق والحب مأساتي
الصبح أهدى إلى الأزهار قبلته
والعلقم المرقد أمسى بكاساتي
يا قبلة الحب يا من جئت أنشدها
شعراً لعل الهوى يشفي جراحاتي
ذوت أزهار روحي وهي يابسة
ماتت أغاني الهوى ماتت حكاياتي
ماتت بمحراب عينيك ابتهالاتي
واستسلمت لرياح اليأس راياتي
جفت على بابك الموصود أزمنتي
ليلى وما أثمرت شيئاً نداءاتي
أنا الذي ضاع لي عامان من عمري
وباركت همي وصدقت افتراضاتي
عامان ما رف لي لحن على وتر
ولا استفاقت على نور سماواتي
اعتق الحب في قلبي وأعصره
فأرشف الهم في مغبرّ كاساتي
وأودع الورد أتعابي وأزرعه
فيروق شوكاً ينمو في حشاشاتِ
ما ضر لو عانق النيروز غاباتي
أو صافح الظل أوراقي الحزينات
ما ضر لو أن كفا منك جاءتنا
بحقد تنفض آلامي المريرات
سنين تسع مضت والأحزان تسحقني
ومت حتى تناستني صباباتي
تسع على مركب الأشواق في سفر
والريح تعصف في عنف شراعات
طال انتظاري متى كركوك تفتح لي
درباً إليها فأطفي نار آهاتي
متى ستوصلني كركوك قافلتي
متى ترفرف يا عشاق راياتي
غداً سأذبح أحزاني وأدفنها
غداً سأطلق أنغامي الضحوكات
ولكن نعتني للعشاق قاتلني
إذا أعقبت فرحي شلال حيرات
فعدت أحمل نعش الحب مكتئبا
أمضي البوادي وأسماري قصيداتي
ممزق أنا لا جاه ولا ترف
يغريكِ فيَّ فخليني لآهاتي
لو تعصرين سنين العمر أكملها
لسال منها نزيف من جراحاتي
كل القناديل عذب نورها وأنا
تظل تشكو نضوب الزيت مشكاتي
لو كنت ذا ترف ما كنت رافضة
حبي... ولكن عسر الحال مأساتي
فليمضغ اليأس آمالي التي يبست
وليغرق الموج يا ليلى بضاعاتي
عانيت لا حزني أبوح به
ولست تدرين شيئاً عن معاناتي
أمشي وأضحك يا ليلى مكابرةً
علّي أخبي عن الناس احتضاراتي
لا الناس تعرف ما خطبي فتعذرني
ولا سبيل لديهم في مواساتي
لاموا افتتاني بزرقاء العيون ولو
رأوا جمال عينيك ما لاموا افتتاناتي
لو لم يكن أجمل الألوان أزرقها
ما اختاره الله لوناً للسماوات
يرسو بجفني حرمان يمص دمي
ويستبيح إذا شاء ابتساماتي
عندي أحاديث حزنٍ كيف أسطرها
تضيق ذرعاً بي أو في عباراتي
ينزّ من حرقتي الدمع فأسأله
لمن أبثّ تباريحي المريضات
معذورة أنتِ إن أجهضت لي أملي
لا الذنب ذنبك بل كانت حماقاتي
أضعت في عرض الصحراء قافلتي
فمضيت أبحث في عينيك عن ذاتي
وجئت أحضانك الخضراء منتشياً
كالطفل أحمل أحلامي البريئاتِ
أتيت أحمل في كفيّ أغنيةً
أجترها كلما طالت مسافاتي
حتى إذا انبلجت عيناك في أفق
وطرز الفجر أيامي الكئيباتِ
غرست كفك تجتثين أوردتي
وتسحقين بلا رفق مسراتي
واغربتاه... مضاعٌ هاجرت سفني عني
وما أبحرت منها شراعاتي
نُفيت واستوطن الأغراب في بلدي
ومزقوا كل أشيائي الحبيبات
خانتك عيناك في زيف وفي كذب
أم غرّك البهرج الخداع … مولاتي
توغلي يا رماح الحقد في جسدي
ومزقي ما تبقى من حشاشاتي
فراشة جئت ألقي كحل أجنحتي
لديك فاحترقت ظلماً جناحاتي
أصيح والسيف مزروع بخاصرتي
والغدر حطم آمالي العريضات
هل ينمحي طيفك السحري منى خلدي؟
وهل ستشرق عن صبح وجناتي
ها أنت أيضاً كيف السبيل إلى أهلي؟
ودونهم قفر المفازات
كتبت في كوكب المريخ لافتة
أشكو بها الطائر المحزون آهاتي
وأنت أيضاً ألا تبّت يداكِ
إذا آثرتِ قتلي واستعذبت أنّاتي
من لي بحذف اسمك الشفاف من لغتي
إذاً ستمسي بلا ليلى حكاياتي
حسن المرواني/ مدرس لغة عربية عراقي الجنسية بدا معلماً بالعراق و انتقل إلى ليبيا ليعمل في مجال تخصصه هناك.