زائر المساء
جاءني زائر المساء….
كمسافر عطش في صحراء…
يبحث عن واحة أو قطرة ماء….
جاءني ليعصف بجنوني…
ليلون أوراق فتوني…
جاءني الزائر .. المهاجر… المسافر… من أقصى البقاع…
محملاً بالأمطار… وبرد الشتاء…
جاءني بعهد الاندماج…. والانصهار…
بعهد اللا قانون…. واللا معهود… بعهد الصدق والوفاء…
جاءني مجتاحاً ما تبقى من بقاع…
متوغلاً حيث المجهول… ومن بعد تعب رفع راياته الحمراء…
جاءني ليعلن استيطانه الدائم…
استيطان لا تحرير بعده…
وأي حرية ستكون بعدما أشعل السماء….؟
جاءني زائر المساء… متعباً… مرهقاً…
رامياً أعباء زمن قاسٍ على جسدٍ ناعم الأنحاء…
جاءني رافضاً كل الأقدار… وكل الأحوال…
سابحاً في الظلام… مخترقا التلال… ليحتضن النور والضياء…
جاءني زائر المساء… ليخبرني بشوقه الحارق…وحنينه الجارف….
ليردد أحبكِ أحبكِ حتى الفناء…