آخر مايكتبه عاشق الرافدين ... أعترف فهلا تغفرين يازليختي؟؟
بصراحه هي ليست لي بل منقوله من شبكة الشموخ لكاتبها عاشق الرافدين وقد احتفظت بنسخه منها منذ حين نشرها لاني وجدت فيها عمق ادبي ولغوي واحاسيس قلما نجدها في زمننا هذا واعتراف بلسان صادق
وكنت اتوقع ان تحوز على رضا الجميع وان تكون من المواضيع المميزه
لكن شاء القدر وحصل ماحصل من حدوث الخلل في الشبكه
لهذا احببت ان اعيد نشرها
راجيه من كاتبها ان يتقبل عملي هذا في اعادة نقلها ونشرها مع احتفاظي بحقوقه الادبيه عليها
آخر مايكتبه عاشق الرافدين...أعترف فهلا تغفرين يا سيدتي ؟؟
هل تعلمين عندما رحلت عنك ... غرستي بدفئ وهدوء بذرة لؤلؤية في صحارى أللامبالات ألمعتقة
والممتدة بذاتي بين حدود ألروح وحدود النسيان... وحين غرستيها بأيمان وخشوع في تلك أللحظة
ألمضطربة علي بالتناقضات وألمتأرجحة مني بين لهيب ألأشواق وعجالة ألهروب وذروة الغضب...
أحسست ببصمتها وقد ختمت على وجداني ... واستشعرت التصاقها بطينتي لتستقي بذرتك بعد ذلك
من جداول شراييني ...ولكني كابرت... وتماديت ... حين قلت بوسواس خناسي... وهواجس
أوهامي ... وأنا أبعثر بعجل أشيائي في حقائب سفري ألكبيرة ... إنما هذه بذرة صغيرة... نازكة ...
متدلعة ... وحملها لن يضير أو يرهق كياني الصلب بقلبه ألصخري ألذي تعلم حمل جبال ألهموم
والأحزان والصعاب فصطبر عليها جميعا... وسرعان ماستتبخر بعد عبوري أول حاجز في مطار
ألرحيل ... أو بعد أول منديل معطر لأنثى عابرة ... تمسح به عرق مغامرتي معها ... ثم هناك ألكفيل
ألأهم للنسيان ... ألا وهو ألزمن ألذي كثيرا ماتتلاشى فيه ألذكريات وتتغير ألأشياء فيه وتموت ...
ثم مال طرفي عنها ولم يرتد أليها ... ولاأدري حينها هل هي صفاقة مني وبلادة ألمشاعر؟ أم لعلي
خفت أن أطيل ألنظر فتغلبني عاطفة ألحب فأذعن للحق وأعود أليها من جديد لاأعرف ؟ ولكن
ماأعرفه أليوم علم أليقين أنه قد تجاهلتها أفكار تطرفي ... وبربرية رغباتي ... فذبحت براعم حبها
وحتى لم أبسمل عليها... نعم أنه أرهاب ألحب مارسته معك ... عندما تقمصته وأجدته ولبست
عبائته ألعارية إلا من الوهم ... وعمامته ألفارغة إلا من المكائد ... وتنقبت بلثامه المظلم ألذي
يخفي البشاعه... حتى أصبحت أميره المقرف ... وسيافه المعتوه ... وحكمه المجنون ... وفكره
المعتم ... وفتواه المنحرفه ... وأتجهت خطواتي مسرعة بأتجاه آخر ... مغاير ... معاكس... لمكان
وزمان أنتي فيه ... وهناك كنتي يا أنتي تقفين باسقة ... كذاك الصنم من قبل أن يسقط ... كان
شامخا مهيبا نظنه خالدا ... حتى أقتلعه أللذين شيدوه وثبتوه ... وبعدها حطمه عين اللذين صفقو له
عندما نصبوه ... وهلل وتراقص على أنقاض حطامه نفس أولئك اللذين من قبل سيدوه وعبدوه ...
فآآآآه واااااويلاااااه على وطن قد بيع بثمن بخس ... ليس أخوته في بئر رموه... ولا لعزيز
باعوه ...ولكن هذه المرة هم أبنائة أللذين نحروه ... ومن كانو له قد خانوه ... وحراسه هم من
سرقوه ... وتأنقو بثياب التذلل لأعدائه... ورحبو بغزاته ... بعد أن فتحو لهم الأبواب وقالو للشعب
هيت لك ... فحق فيهم قول ألقائل : هم للأجانب عبيد وعلى أبناء جلدتهم أسود ... فلم يعيو بأن يأتو
بدم كذب ويعددو ألأسباب ... لأنهم حقا جعلوه وليمة لسادتهم ... وقدموه قصعة لأحفاد كسرى ...
وأشباه هولاكو .. وبوش لاكو... ولاننسى أهل ألسبت مع مرتزقتهم أللادنيين من ألخوارج ألجدد ...
وصدقا قد مزقت قميصه وأفترست جسده ألذئاب ... بل وحتى الكلاب ... عذرا سيدتي لبذائتي ...
وعذرا أن تذكرت فيك شيئا من وطني ... فقد غلبت علي غضبة غيرة وطنية هزيلة... ليس لها قيمة
في وطني كنت أظن أني قد تركتها فيه خلف تلك ألحدود ألعارية ... والتي فقدت عذريتها بعد أن
أغتصبها من لايعرفون آبائهم وأنسابهم ... فكنت أظن آني تركتها هناك ... لتتسلى بها طفلة قد خرج
والدها مبكرا... ليأتي لها بلقمة عيش ... أو ثوب ألعيد ... أو لعبة بسيطه ... أو حلوى زهيده ولكنه
لم يعود ... فمازالت تنتظر عند الباب ... وهي تمسك ألأمل الكبير بقلبها الصغير ... ولكنه لن
يعود ... أو كنت أظن أني قد دفنتها هناك في واحدة من مقابر جماعية ... قد قتل مالؤها على
ألهوية ... أو لعلي وضعتها مبدءا في كتاب حزب من ألف حزب ... يدعي نضال الحريه ... وعلى
أحدى رفوفه ألمترفة جعلوها تراثا عتيقا أو مزهريه ... إلا أني لا أعلم لم لحقتني بشبحها ألآن ...
لعلها لم تجد لها مكانا في سيد الأوطان ... وقد هددت كحال صاحبها من أول شهر بالأغتيال ...
فهربت وعادت إلي مسرعة كحالي لعلها تجد في ذل الغربة ألأمان ؟ فأكرر أعتذاري سيدتي فهناك
عندما كنتي متسمرة ... وتارة ترتعشي وتتناثرين ... وفي أخرى تتنهدي وتحترقين وتبقين تتأملي
رجاءا وسرابا ... كمن يبحث بين الجمر ألملتهب ماءا فراتا
فتتسائلين ... لعله يتذكر الحب ؟ أو شيئا من قصصنا بألف ليلة وليلة ؟ ونشوة قلمي ؟ وسحر
سطوري ؟ ومديح قصائدي ؟ فيوقظ عنده حنين الوجد من جديد... فيوحي لخطواته ألجاحده المتمردة
أن تتباطأ شيئا فشيئا حتى تقف ... وعندها يفكر ماذا فاعل بي ؟ أو أي جرم سيقترف فيعود ألى
رشده ... ويصحو من غفلته ... ثم يلتفت ألي بكل ألشوق والرجوع ... ويفتح ذراعيه ويعود ...
لابأس حينها سأسامحه... وأرضى بأن يأتيني مسرعا ... مهرولا ... أو حتى متباطأ ماشيا... لنغفو
معا ... ونصحو معا ... ونبقى معا بلا نهاية ... لعله سيذكر خجلي وهمساتي عندما كان يتغزل
بأنوثتي ؟ ودموع شوقي عندما يبتعد عني ؟ فلقد جعلته متفردا يصول ويجول متبخترا في مملكتي ...
بعدما سورته بروحي وترانيمي ... وتوجته سيدا مطاعا بتاج مديحي وثنائي ... وأجلسته متربعا
حاكما على عرش قلبي ... وملكته على ماشاء مني وعلى كلي ... ولكن هل تعلمين كنت أرد عليك
حينها في مكنونات روحي ... لأني كنت أسمعك فيها وعليك أجيب... فكنت أقول دعيني أذهب ... لأني
قررت ألرحيل ... وكفي عني الملامة والتذكير ... فماعاد يغريني سحرك ... وماعدت أنتشي
بكؤوسك ... فعلمي أني قد تحررت من ضعفي أمام دموعك ... وكبلت أرتعاش جسدي ... وحبست
خفقاتي ... كلما سمعت همسك ... ثم كسرت طوقك ونزعت تاجك ... وحطمت عرشك ... ونبذت
مملكتك ... ثم صورت بالوهم لخيالاتي ... بأني قد أنتصرت على حبك ألثوري ألملتهب... بجيش
عظيم من ألبلادة ألمتجمد ... فأي أنتصار جنوني هذا ... وأنا من ولى هاربا من ساحة ألحب حينها
ولم يعقب ... حتى عدتي مثخنة بجراحك ... وقد طعنك مني سيف ظالم ... أو رمح غادر... أو سهم
جاحد ... ومارجاءاتك وترانيمك إلا أضغاث أحلام ... وكلما تحلمين لاجواب لمن تنادين ... وكلما
تحاوري نفسك وتستفهمين ... كلما تسارعت خطواتي عنك مبتعدة مثقل قلبها بالأنين ... حتى غاب
عن ناظريك شخصي ... ومحي عن بصرك خيالي ... وذاب عند يقينك سرابي ... بعدها عدتي مثخنة
بجراح ألغدر ... ودموع المظلوم ... ألى صومعتك المحطمة ... وأنتي بين الرجاء والأسى
والذهول... وبين القلم المذبوح والأوراق المنثورة والكلمات المختنقه ... تحاولين أن تلملمي
ماتبقى لك من بعد هزيمتك ... حتى ظننتي بالنهاية أني قد نسيتك ... بعدما مزقت حياتك وقطفت
زهورك... ورميتها في مهملات الخيانة والتناسي ... وظن أعتقادك أنه سدا قد ذهب ثأرك بعد أن
سلبت أرادتك ... ولكن سأقول لك ألحق والحق أقول... لكي أعيد ترتيبك وأشفي غليلك وأنصر
مظلوميتك ... فتلك ألبذرة قد أخذت بثأرك... ومني أنتقمت لك حق أنتقام ... لأنها نمت نبتتها
وأصبحت زرعا أخرج شطئه ... فاستغلظت ... فأستوت ... وكبرت شجرتها ... وترعرعت ... حتى
تثبت أصلها بالروح ونمى فرعها في الوجدان والضمير ... أنها رائعة قوية متفرعة عظيمه ...
ولكن هل أحدثك عن ماهية أوراقها ؟ إنه شوك ألندم ألذي يقض مضاجعي بكثافته ثاقبا أزماني
وصخوري ولايتساقط حتى بفصل ألخريف بل ثابت في كل ألفصول ... وماذا أقول لك أيضا عن
ماهية ثمرها ألوفير ؟ أنه من حرقة ألدموع والتي تزهر بكل لحظه لتجري بحارا تلتهم تلك
الصحارى وتلك ألحدود فتغرقني بأوجاعي وغربتي وندمي وتأنيبي وبعدها تغسلني من ذنوبي وآثامي
لكي أشفق على نفسي فأعترف وأتوب وأصبح أنسانا من جديد ...هذه أعترافاتي وعذاباتي ...وهذا
ندمي هل عرفتي ؟ فماذا تقولين ؟ فقد أخذتي حقا بثأرك مني ... فهلا يازليختي تغفرين ؟؟
مع حبي ... عاشق الرافدين