الشريف بركات يوصي بها ابنه مالك ... صوت السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعضاء وزوار منتديات شبكة الشموخ الأدبية
تحية عطرة وبعد ،
أتيت اليوم ومعي قصيدة جميلة .. فيها معاني كبيرة
في النصح ... ومن هو أفضل ناصحا ... مــــن الأب لأبنه
الشريف بركات بن عبد المطلب من أعلام أواخر القرن العاشر الهجري
قصيدة يوصي بها ابنه مالك :
يالله يـالــلــي كـــــل الأمّــــــات تــرجــيـــــك .... يـــــــــــــا واحـــد ٍ مـــا خـاب حــــي ٍ تــرجــاك
يــا رب عـبـد ٍ مــا مـشـى فــي مـعـاصـــيـــك .... مـــا يـمــــــشـي الا فـــي محـبـتـك ورضـــاك
يـــا مـرقــب ٍ بـالـصـبـح ظلـيــت أبــاديــــــــك .... مــــا واحــــــــــد ٍ قـبــلــي خـبــرتــه تــعـــلاك
ولـيّــت يــــا ذا الــدهــر مـكـثــر بــلاويــــــــك .... الله يــزودنــا الـــــســـــلامــة مـــــن اتـــــلاك
يالـلـي عـلـى العـربـان عـمــت شـكـاويــــــك .... ولـيــت يـــا دهــــــــــر الـشـقــا ول مــقــواك
والـيــوم هـــا الـكـانـون غـــاد ٍ شـبـابـــــيـــك .... تـلـعـب بـــه الاريـــــــــاح مـــن كـــل شــبــاك
يــا مـالـك اسـمـع جابـتـي يــوم أوصـــــيّــــك .... واعرف تــرى يـا بـــــــــــــوك بـآمــرك وأنهاك
وصــيّــة ٍ مــــن والــــد ٍ طــامــع ٍ فـــــيــــــــك .... تسـبـق عـلــى الــــسـاقـة لـسـانـه لعـلـيـاك
أوصـيــك بالـتـقـوى عــســى الله يـهــــديـــك .... لـــهـــا وتــدركـهــا بـــــــــتـوفــيــق مــــــولاك
إحفـظ دبشـك الـلـي عــن الـنـاس مـــغنـيــك .... ألـلــي إلـيــا بــان الـخـلــــل فــيــك يــرفــاك
إجـعــل دروب المـرجـلـة مــــن مـعــــالــــيــك .... وادراج سـيــســـــها عــــلى الــعــز مـرقــاك
لا تـنـســدح عـنـهــا وتـبـغـانـي اعـطـــــيـــــك .... جـمـيـع مـــا يـكـفـيـك مـــــــــا حــاصــل ٍ ذاك
أحـــــذر أمــــر لـــيــعــات أبــيــها لـتـالـيــــــك .... أيـــضــــا وتـــرخـــص عـنــــــــدها قدر مأواك
أدّب ولــــدك إن كــــان تـبـغـــيـه يــشـفـيــــك .... واستسـعـفـه مـــن بـعــد مــربــــاه بــــــالاك
إمــا سـمـج واستسـمـجـك عــنـــد شـانـيـــك .... ويـفــرّ مـــن فـعـلـه صـديـقـك وشـــــــــرواك
والاّ بـعــد جـهـلــه تــــرى هــــــــــو بـيـاذيــــك .... لــــو زعــلــت امــــه لا تـخـلـيـه يــــــــــــالاك
احـذر تضـيّـع كــل مــن هــو ذخــــــــــر فـيـــك .... مــعــروفه لا تـنـســاه واوفــــه ألـعـرفــــــاك
تــرى الصنـايـع بـيــن الاجـــواد تـــشــــريـــك .... ألــيـــا طـمــعــت بـركزهــا لا تـــعـــــــــــــدّاك
واوف الـرجــال حـقـوقـهـا قــبــل تـــعـــنـيــــك .... لا تـعـتـمــد بـالــعفــو فـالــحــق يــقــــــفــاك
وهــرج النميـمـة والـقـفـا لا يـجــي فــــيــــــك .... وايـــاك عـــرض الـغـافــل أياي إيــــــــــــــاك
تــبــدي حــديــث ٍ الناس وفــيــه تـشـكــيـــــك .... وتهـيـم عـنـد الـنـاس بـالـكـذب وإشـــــــــراك
والــيــا نــويــت احــــذر تـعـلــم بـطـاريــــــــــك .... كــم واحــد ٍ تبـغـي بــه الـعـرف وأغـــــــــواك
واحــذر شمـاتـة صـاحـب ٍ لــك مصـــافـيـــــــك .... والـيـا جــرى لــك جـــاري ٍ قـــلت لـــــــــولاك
ولا تـحــســب إن الله قــطـــوع ٍ يـخـــلـيـــــــك .... ولا تـفــرح إن الله عـلــى الخلق بــــــــــــدّاك
إن أشـتـهــــى حـط الـطـمـع فـي توالـيـــــــك .... لــو مــا لــقــيــتــه يــا فــتــى الـجـود يــــلقاك
والـضـيـف قـــدّم لـــه هـــلا حيــن يـلـفـيــــــك .... مـمـا تــنــوشــــه يــا فـتــى الـجــود يـمـــنـاك
أكــــرم قـبـالـــه فــــأنها مـن شـــواديـــــــــك .... وأبـــذل لــــه الــمـجـهـود مــا دام يـعـنــــــــاك
إحــذر تـلـقّـي الضيـف مـقــرن عـلابــــــــــيـك .... خـلــه مـحــب ٍ لــــك صــديــق ٍ إذا جـــــــــــاك
واوصـيـك زلات الصـديـق إن عـثـــــا فـيـــــــك .... مـــا زال يغـطـاهـا الـشـعـر فـاحـتـمــــــل ذاك
راعــه ولـــو مـــا شـفــت إنـــه يـراعــــــــــيـك .... عـســاك تـكـســر نـيـتــه عـــــن مــعـــــــاداك
لا تـأمـنــه واطــلـــب مـــــن الله يـنـجــيّـــــــك .... ويـكـفــيــك ربـــــــك شــــــــــــــر ذولا وذولاك
شـفـنـي أنـــا يــابــوك بــآمــرك وانـهـــــــيــك .... عـــن الـتـعـرض بـيــن الاثـنـيـن حــــــــــــذراك
إذا حــضــرت طــلابــة ٍ مــــع شـرابــــــــــيــك .... إســـع لـهــم بالـصـلـح والـــلاش يــــفـــــــداك
إبــــذل لــهــم بـالـطـيـب ربـــــك يـنـــجّــــــيـك .... ولا تـجـضــع الـمـيــزان مــــــــــــــع ذا ولا ذاك
أمـــا الـشـهـادة فـادّهــا إن دعـــوا فـــــــيــك .... بـيّــن عـمــود الـديــن لا عـمـيــــــــــت اريــــاك
بــالــك تـمـاشــي واحــــد ٍ لــــك يــردّيـــــــك .... طـالــع بـنــي جـنـسـك وفـكّــر بـمـــــمــشـاك
رابـــع أصـيــل ٍ فـــي زمــانــك يـشـاكـــــــيـك .... لا شــاف خمـلاتـك عــن الـنـاس غــــــــــطــاك
واحــذرك عــن طـــرد المـقـفـيّ حـذاريــــــــك .... عـلـيــك بالـمـقـبـل وخــــل مــــن تــعـــــــــداك
ثــــم الــعــن الـشـيـطـان لــيــاه يـغــويـــــــك .... تــــــرى ان تـبـعــتــه لـلـشـرابـــيـــــــــك وداك
واوصــيــك لا تـشـكــي عـلـيـنـا بــلاويـــــــــك .... أنــت الـسـبـب طـرفــك عـيـــونـك بيـمــــــنـاك
واعـرف ترى الـلـي قـد وطا الخلق واطـــــيك .... ولا انـتـه أعــز مــن الجمــــاعـة هــــــــــذولاك
ألمـــسـك يــا راسي من الــذل واخطــــــيـك .... واحــــذر تـكـلــم يــــا لـســـانــي حــــــــذاراك
والـطــف بـجــارك ثـم قـــم دون عـانـــــــــيـك .... وافطـن لـمـا يعنـيـك عــــــن ربـعـة اخــــــــواك
يــا ذيــب وان جـتـك الغـنـم فــي مفـالـــــيـك .... فـكـ مــن إلــيـــا حـيث الـرعــايــا تــعـــــــــدّاك
مــــن اول يــــا ذيــــب تــفــرس بـيــاديـــــــك .... واليـوم جـاء ذيـــــب ٍ عــن الـفـرس عـــــــــدّاك
يـا ذيـب عاهـدنـي واعـاهـدك مــا ارمــــــيـك .... مـا ارمـيـك أنــــا يـاذيـب لــو زان مـرمـــــــــاك
والـنـفـس خـالــف رايـــهــا قـبـل تـرمــــــيــك .... تــرى لـهـــــا الشـيـطـان يـرمــي بــــــالادراك
ومــن بـعـد ذا لا تـصـحـب الـنــذل يـعـديــــــك .... وعــن صــحـبـة الأنــذال حـاشـاك حـــــــاشـاك
تــرى العشـيـر الـنــذل يـخـلـف طــــــواريـــك .... وانــا ارجــــي انــك مــا تـجــي دون آبــــــــاك
والهـقـوة انـــك مـــا تـجــي دون اهــــــالـيـك .... ولا ذكــــــر عـــود الـــورد يـثـمـر يـتـنـبـــــــــاك
والـحـر مثـلـك يسـتـحـي يـصـحـب الـديــــــك .... وان صاحـبـه عـاعــا مـعـاعـات الاديـــــــــــــاك
لا تسـتـمـع قـــول الـطــرف يـــوم يلـفـــــــيـك .... بالـكـذب يقـضـي حاجـتـه كـــل مـــا جــــــــاك
ومـن نـم لــك ،نــم بــك ولا فـيـه تــشــــــيـك .... وإلـــيـــاه قــــــد أزرى رفــيــقــــــــــــك وأزراك
عـنـدك حـكـى فيـنـا وعـنـدي حـكـى فـــــيــك .... وأصـبـحــت كـــــــارهــنـــا وحــنــا كـرهـنـــــاك
مـا اخطـاك مـا صابـك ولـو كــان رامــــــــيـك .... والـــلـــي يــصــيــبـك لــو تتقـيـت مــا اخـطــاك
مــار استـمـع مـنــي عـســى الله يـهــــديـك .... الـنـصــــــــــــح يـــا مـالـــك لـــك الله لــمــولاك
عــنــدي مـظـنّــة مـــــا تمـثـلـتـهـا فــيــــــــك .... واطلـب لــك التـــــــــــوفـيـق مــن عـنـد مــولاك
فإليكم القصيدة ... بالصوت ليكتمل جمال الحرف مع جمال المسمع
فلا تحرموني ... بإبداء الرأي ... بتلك الكلمات
هذا وتقبلوا مني أغلى تحية .... فـيـلـســوف الـكــويــت جميع الحقوق محفوظة وحتى لاتتعرض
للمسائلة القانونية بسبب مخالفة قانون حماية الملكية الفكرية يجب ذكر :
- المصدر : شبكة الشموخ الأدبية
- الكاتب :
فيلسوف الكويت - القسم :
منتدى التراث والمنقول - رابط الموضوع الأصلي : الشريف بركات يوصي بها ابنه مالك ... صوت |