دخل ماسنجر في
مدار حول
عطارد بعد رحلة دامت ست سنوات ونصف قطع فيها 7.9 مليار كلم. وقد نجحت مركبة فضائية تابعة لوكالة الفضاء الامريكية ناسا في الدخول في
مدار حول
كوكب عطارد لاول مرة.
وتمكن المسبار الفضائي المسمى
"ماسنجر" من الاتجاه في
مدار محدد حول الكوكب ليل الخميس بعد رحلة دامت ست سنوات ونصف قطع فيها 7.9 مليار كلم وبعد مناورات ذكية لتجنب ان يتم سحبه عبر جاذبية الشمس.
وتحلق المركبة الفضائية الان على بعد حوالي 46 مليون كلم من الشمس و155 مليون كلم من الأرض. وستلتقط المركبة أول مجموعة كاملة من الصور لسطح الكوكب كما ستجمع المعلومات عن غلافه الجوي.
وأصبح
كوكب عطارد الكوكب الخامس في مجموعتنا الشمسية الذي تمكنت "ناسا" في الدخول في
مدار حوله فضلاً عن الأرض والقمر، طبقاً لما ورد بموقع "البي بي سي".
واقتربت المركبة الفضائية
"ماسنجر" في مدارها لتصبح على مسافة 193 كيلومتراً فوق سطح الكوكب، الأمر الذي وصفه اريك فنيجان رئيس المهندسين في مشروع المركبة بأنه أكثر قرب يمكن الحصول عليه للعمل باتقان.
وجهزت "ناسا" المركبة الفضائية بدرع يقيها حرارة الشمس صنع من مادة خزفية "سيراميك" مقاومة للحرارة كي تقاوم درجات الحرارة العالية حول الكوكب التي تصل الى اكثر من 400 درجة مئوية.
ويعد
كوكب عطار من الكواكب التي يصعب القيام باعمال علمية فيها لقربه من الشمس ودرجة حرارته العالية التي تصهر المعدات. فدرجات الحرارة تتباين في الكوكب بشكل كبير يصل حد 1100 درجة فهرنهايت أو مايعادل 600 درجة مئوية.
ففي الوقت الذي تصل الحرارة فيه بالجانب القريب من الشمس الى 800 درجة فهرنهايت (425 درجة مئوية) فإنه يكون بارداً ومعتماً في بعض الحفر في الكوكب في الجانب البعيد عن الشمس، حيث لا تتجاوز درجات الحرارة 300 درجة فهرنهايت تحت الصفر (184 درجة مئوية تحت الصفر).
وقد أظهر الرادار ما يعتقد انه ثلج متجمد في هذه الحفر وستحاول المركبة "ماسنجر اثبات ذلك.
وفي عام 1970 أرسلت "ناسا" المركبة الفضائية "ميرنير" لتقترب من الكوكب بيد أنها تمكنت من التقاط صوراً قليلة للجانب المقابل للشمس.
وأكد العالم روبرت ستورم من جامعة اريزونا الذي عمل في مشروع رحلة "ميرنير" ويعمل في
"ماسنجر" الآن أنه اعتقد لبرهة أنه لن يتمكن من الحصول على نظرة ثانية لكوكب
عطارد غريب الأطوار.
وأوضح ستورم أنه وزملاءة كانوا متوترين عندما انحرفت المركبة تلقائياً نحو
مدار بيضوي الشكل بينما لا يستطيع كادر السيطرة على الأرض تغيير أوامرها لأن الإشارة تحتاج إلى 8 دقائق لتنتقل مسافة 100 مليون ميل تقريباً (160 مليون كلم) من
عطارد إلى الأرض.
وأوضح ستورم "لم يكن ذلك سهلاً بل كان مناورة صعبة جداً جداً للدخول في المدار".
وكانت المركبة الفضائية ماسنجر التي بلغت كلفتها 446 مليون دولار قد دشنت عام 2004، وستبدأ الشهر القادم في بث الصور واستكشاف المجال المغناطيسي الغريب والكثافة غير العادية التي تميز هذا الكوكب.
وأوضح رئيس العلماء المشرفين على ماسنجر شون سولومون بعد حوالي ساعة من دخول المركبة المدار حول
عطارد بأمان "نحن جاهزون فعليا للتعرف على واحد من الجيران الأقرب إلى الأرض لأول مرة ".
وأكد سولومون أننا بدأنا مهمة ماسنجر كمقترح لـ"ناسا" منذ 15 عاماً مضت"، وأضاف "وكنا نعمل على عملية دخول المدار والملاحظات التي تتبعها لأكثر من عقد ونصف".
وأوضح سولومون أن كواكب
عطارد والزهرة والأرض والمريخ تشكلت في الوقت نفسه بيد أن
عطارد "جاء مختلفا جداً".
المصدر: محيط / واشنطن
"lhsk[v" d]og td l]hv p,g ;,;f u'hv] "lhsk[v" d]og td l]hv p,g ;,;f u'hv]