خلال العواصف الرعدية والأمطار يزداد عدد مراجعي غرف الإسعاف
شهدت مدينة الرياض ومدن أخرى في المملكة أمطارا غزيرة خلال الأيام الماضية وخلال العواصف الرعدية والأمطار يزداد عدد مراجعي غرف الإسعاف في مختلف المستشفيات بسبب زيادة عدد حالات الربو الإسعافية الحادة. لذلك سنناقش اليوم علاقة هطول الأمطار ومرض بالربو. ويبدو للوهلة الأولى وبالتفكير البسيط أن المطر سيغسل ما علق بالجو من تلوث وأن أعراض الربو ستتحسن ولكن هذه الفرضية لا تطابق الواقع الذي نراه، بل على العكس من ذلك فالواضح والملحوظ أن هناك زيادة كبيرة في حالات الربو خلال المطر وكذلك ظهور أعراض الربو على أشخاص لم يكونوا يعانون من المرض من قبل. وقد وثق علميا ازدياد حالات الربو في عدد من المدن الغربية بصورة كبيرة وبائية (epidemic) وتمت دراسة هذه الظاهرة بصورة علمية موثقة في عدد من المدن الغربية. ففي دراسة أجريت في لندن (نشر البحث في المجلة الطبية البريطانية عام 1996) خلال فترة شهدت أمطارا رعدية وزيادة ملحوظة في أعراض الربو وجد الباحثون أن هناك عدة تغيرات تسبب الزيادة في أعراض الربو كما أن الأعراض قد تظهر لدى أشخاص لم يكونوا يعانون من الربو بسبب وجود محسسات أو مثيرات جديدة. وكانت التغيرات على عدة مستويات فهناك تغيرات جوية وتغيرات في مستوى حبوب اللقاح في الجو وتغيرات في مستوى ملوثات الجو. فالتغيرات الجوية التي وجد أنها تؤثر على أعراض الربو شملت انخفاضا سريعا في درجات الحرارة، تغير سريع في درجة رطوبة الجو وتغير سريع في الضغط الجوي وهو ما يصاحب عادة العواصف الرعدية.
من المؤكد انه خلال هطول الأمطار تزداد حالات الربو
أما بالنسبة لمستوى حبوب اللقاح في الجو، فقد وجد ازدياد كبير في تركيزها في الجو وقد وضحت بعض الدراسات أن الازدياد قد يصل إلى خمسين ضعف خلال الأمطار. ولأن بعض حبوب اللقاح صغيرة جدا في الحجم وقد تصل للرئة فإن استنشاق كمية كبيرة منها في وقت قصير قد يسبب أعراض الحساسية الصدرية الحادة. وبسبب الزيادة السريعة والكبيرة في مستوى هذه الحبيبات فإن الأعراض قد تظهر لدى بعض الأشخاص الذين لم يكونوا يعانون من الربو سابقا وإنما من حساسية خفيفة في الأنف. كما أن بعض الدراسات وجدت أن الأمطار قد تزيد من نسبة بزيرات الفطريات في الجو خلال وبعد هطول الأمطار مما قد يزيد من نسب التحسس. كما أظهرت أبحاث أخرى ازديادا في بعض ملوثات الجو خلال الأمطار مثل ثنائي أكسيد الكبريت والأوزون وربطوا بين ذلك وزيادة أعراض الربو. وليس من الضروري أن تظهر أو تزدادا أعراض الربو مباشرة بعد هطول المطر ولكن ذلك قد يستغرق 48 ساعة قبل أن تظهر أعراض الربو. ومن المعلوم لدى القارئ الكريم أن المثيرات الموجودة في الجو تختلف من بيئة لأخرى نتيجة لأنواع النباتات السائدة وكون المنطقة صناعية من عدمه لذلك لا يمكن نقل تجارب الآخرين مباشرة على بيئتنا ولابد من توثيق ذلك في بيئتنا والتفريق بين المدن المزدحمة والصناعية والأرياف عند إجراء البحث. ومهما كانت المسببات فالمؤكد انه خلال هطول الأمطار تزداد حالات الربو لذلك ننصح المصابين بالحساسية بتوخي الحذر خلال الأمطار والانتظام على أدوية الحساسية الموصوفة لهم وتجنب البرد وسرعة مراجعة الطبيب عند بدء ظهور الأعراض .
ننصح المصابين بالحساسية بتوخي الحذر خلال الأمطار والانتظام على أدوية الحساسية
~
Huvhq hgvf, j.]h] oghg i',g hgHl'hv >>! Huvhq hgvf, j.]h] oghg i',g hgHl'hv >>!