***بمناسبة ذكرى الخروج من الأندلس
.
..يقول عِلمانيٌ من العرب : قد انتهى احتلال العرب لإسبانيا قبل ستمئة عام ..وأقول له : بل انّ الخير قد حمّلوه في المراكب وأخرجوه من ديارهم ..!! ..,.أنا أفهمُ أنّ المهم في المعتقَد والأفكار الجديدة التي نعتقد بصوابها هو تصديرها ..وأنا أفرح كثيرا للإسلام الذي وصل عن طريق الدُعاة والتجار .من دون حاجة لقتال ..ولكنّ العرب هم القادرون على التطبيق الفعلي للإسلام ... وكانت الدول المحيطة - الرومان والفرس - ذات نظام عقائدي وحضاريّ..لا تقبل دخول الإسلام بسهولة ..!! وأنا ما عنيت تلك الفترات المنحطّة التي لم يُطبّق فيها الإسلام ....فحين لا يطبق الإسلام لا يختلف الأمر عن الإحتلال.................
.
..أنا أتكلّم كمؤمن ..ولا يوافقني الّا مؤمن ايضا ...يؤمن انّ الإسلام خير وليس احتلالا ..ولا يصير ان يختبىء الإسلام في مكّة ..ولا يخرج الى العالَم ..كما لا يعجبني أن يختبىء كريم في بيته ...فيحجب خيره ...أو يحتجب بليغ يعرف الحق فيحجب حكمته ..فالحياة الإنسانية تحتاج كلّ من يعطيها .....جاء من أيّ مكان ..!
.
..والفتح اسلاميّ وليس عربيا ..لأنّ الإسلام هو الذي حفَزَ العربيّ لنشر محتواه ..ولولا قوّة المعتقَد الجديد ما فكّر العربيّ ابدا بغزو فارس والرومان ..!!..
.
..ولم يخرج الإسلام للإحتلال ...بل لتبليغ ذلك الكتاب ..- أنّ خالقنا هو الله وحده..وأنّ الناس سواسية ..وأنّ أكرمنا هو الأقرب من الله ..وأنّ الحاكم هو الله والدولة تنفذ أمره ….حكَم بالعدل والإحسان والزكاة …وأنّ أمرنا شورى ..وأنّ الناس آمنون على النفس والدين والمال …والعقل والعِرض…...وأنّه لا يموت في دولة الله أحد من الجوع ..ولا يخون الشريك شريكه ولا يعقّ الصاحب جاره ولا صاحبه وأنّ المؤمنين أخوة وأنْ يحبّ الإنسان لنفسه ما يحبّ لأخيه ,,وأنّ الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم ………….وأنّ المسلم عزيز بالله في دولته العزيزة ايضا " …………
..
….هذا هو الإسلام ..هل ترضى أن يفهم هذا الدين أخرسٌ فلا يُحسن شرحه فيضيع الخير ...!..هل ترضى أن يمرّ حكيم بهذا الخير ولا يقترحه على العالَم ….ليعيشوا في خيره ...هل ترضى ان يكون ابنك في حيّ من الأحياء ….مختفيا ولا يصيب من الإستقامة التي اصابها كل مسلم ومن هذا الخير الذي أصابه الناس في دولة عمر بن عبدالعزيز !!
.
..الإسلام خير ..ويحتوي تفسير وجودنا ويجب ان يعرفه العالَم - أنّنا مخلوقون لله والدليل أثَره الذي أمام عقولنا ,,,وأننّا سنولد في قبورنا التي نموت فيها وسندخل الجنة أو النار ...وولادتنا هي دليل بعثنا والتحاقنا بحياة الجحيم أو النعيم ...لأنّ هذه الولادة وقبلها أرجلنا وأيدينا التي تتركّب قطعة قطعة ..وأعيننا التي تلمع في ارحام امهاتنا ...وقد خُلقتْ للتوّ ...كما تُخلق قطرة مطر في قلب غيمة …..لا يمكن أن تكون بلا قدير عليم ...قد استغني بقدرته فصارت الحياة به ومعه وبقربه يخلقها متى يشاء وينزعها متى يشاء ….مَن عَرفه يمسّ الحياة ومن جهله ….يبتعد عن الحياة كما يبتعد عطشان في الصحراء عن نبع الماء كلّ يوم
..
..ذهب الإسلام الى العالَم كدعوة ..ومَن اسلَم منهم واندمج في الحياة الإسلامية ...اصبح لا يعتبر الإسلام احتلالا ...وما عاد يهمّه ان كان الحاكم وطنيا من بلده ...أو عربيا ..مادام الإسلام يحكم الجميع وهم يحكموننا به ……..
.
وربما قاتل الإسلامُ الجيوش التي تمنع نشر دعوته ...ولكنه إذا صار بين الناس دينا حاكما وشريعة فاعلة ...لا يُرغم أحدا عليه الّا اقتناعا ………………أمّا الإحتلال فهو أن تُقهَر الشعوب قهرا على أيّ شيء لا تريده ...والإسلام الذي بدأ بقتال جيش صار بعد عقد أمّة مسلمة ,,,,وذابت الدول والأمم لتصير فية أمّة الإسلام الواحدة والحاكم الواحد ……ولا يمكن ان يحدث هذا الإنصهار لولا انتماء الناس لله وليس لأحد من البشر …..وحين ننتمي لله تنتهي خلافاتنا على السلطة وينتهي تزاحمنا على السرقات والأكاذيب والجريمة ...لأننا مع الله لا نسرق ...ولا نكذب ولا نأتي الجريمة
.
.
.
.
.
.أنا اكتُبُ هنا في مدونة عبدالحليم الطيطي الأدبية ..انقر عليها في بحث قوقل