يقول أبو العلاء أن من خصايص ادبنا العربي الاصيل الوضوح والوضوح معناه وصول الكلام الى المتلقي وعدم انعلاقه دونه والوضوح سمة من سمات الثقافه العربيه واللسان العربي وان جميع المصطلحات الادبيه التي تحدثت في تراثنا عن جماليات الكلام وخصائص القول الايجابيه مصطلحات تحمل معنى الوضوح والظهور:
ان فن القول يسمى بلاغه والبلاغه من البلوغ والوصول فالقول الفتي الجميل قول يبلغ المتلقي ويؤثر فيه ولو كان غامضا مبهما لما بلغه ولاوصل اليه ولا اثر فيه:
وان الفصاحه وهي من صفات الالفاظ واحد عناصر البلاغه تعني كذلك الابانه تقول العرب( افصح الصبح اذا اضاء وافصح اللبن اذا انجلت رغوته فظهر وفصح كذلك وافصح الاعجمي اذا ابان بعد ان لم يكن يفصح ويبين:
وان من اسماء البلاغه وهي فن القول كما ذكرنا(البيان) وهو الظهور والوضوح والانكشاف:
كل ماسبق يدلنا على ان الوضوح خصيصه كبرى من خصايص الفكر العربي والثقافه العربيه حتى ان البلاغة قد نفرت من وحشي الالفاظ وغرابتها وهي تلك الالفاظ التي لاتظهر معانيهابل يحتاج في معرفته الى ان ينقر عنها في كتب اللغه كما نفرت البلاغه من التعقيد بنوعيه اللفظي العائد الى اختلال نظم الكلام فلا يدري المتلقي كيف يتوصل منه الى معناه والمعنوي وهو الذي يرجع الى المعنى فيكون انتقال الذهن من المعنى الاول الى المعنى الثاني غير ظاهر:
ولو مضينا نستقصي مافي تراثنا الفكري من ملاحظات وآراء واقوال تشير الى الوضوح وتنفر من الغموض لطال بنا الاستقصاء ولخرجنا عن القصد:
وحسبنا على رأس ما ذكرناه جميعا ماوصف به الله تعالى كتابه العظيم وهو القمة الساحقه المعجزة للقول الفني الجميل وارفع تموذج ادبي عرفته البشريه او يمكن ان تعرفه لقد وصف الله تعالى كتابه بالوشوح فقال( تلك آيات الكتاب المبين)
وقال تعالى( لسان الذي يلحدون اليه اعجمي وهذا لسان عربي مبين)
حتى عد العلماء من وجوه اعجاز القرآن (يسر تناوله وسهولة حفظه وفهمه)
مقدمة احببت ان امهد بها لموضوع كثر فيه الخوظ واللغلط بين مؤيد ومعارض:
وسوف اكمله باذن المولى عزوجل لاحقا: