(230 ) مدار الأفكار
كوارث الحوادث
يقول الشاعر العربي :
لنا في كل منعطف ماسٍ = يشيب لهولها رأس الكبيرِ
فكم من أسرة نكبت وكانت = تعيش بكد عائلها الكبير
إن تطور التقنيات الحديثة كما يقول الأستاذ أحمد بن علي العبري قد أدى إلى تحقيق قفزة نوعية في حياة
الإنسان بفضل ما قدمت ولا زالت تقدم من آلات وأجهزة سهلت عليه حياته وطاب بها عيشه فصار من
الصعب عليه الاستغناء عنها,وتعد السيارة من أهم اختراعات العصر إذ بها اختصر الإنسان المسافات والأبعاد
وحقق ما يرنو إليه فيسرت له سبل التنقل والسفر,ولكن لا يمر استعمال السيارة أو بقية وسائل النقل الحديثة
دون إلحاق الضرر بالذات البشرية وبالمكاسب المادية,وتلك هي ضريبة التطور فالحوادث نتيجة حتمية
للسرعة وعدم الاحتياط,ومن خلال الإحصائيات التي تنشر سنويا نجد كثرة الحوادث وازدياد عدد الضحايا من
قتلى وجرحى إلى درجة أن البعض قد وصفها "بحرب الطريق" في إشارة إلى تشابه نتائج استعمال المركبات
بنتائج الحروب من حيث الخسائر البشرية والمادية, وفي إحصائيات منظمة الصحة العالمية عام 1990م تبين
أن حوادث الطرق المسبب التاسع للوفيات حول العالم إلا أنها تتوقع أنه بحلول عام 2020م ستكون حوادث
الطرق المسبب الثالث للوفيات بعد أمراض القلب والكآبة, ويعد المرور من أهم ركائز الأمن العام في الدولة
وبواسطته ينتظم الأمن في البلاد وتحفظ أرواح وممتلكات العباد,وتنطلق اليوم( 13 مارس 2011) فعاليات
أسبوع المرور الموحد لمجلس التعاون لدول الخليج العربية السابع والعشرين والتي جاءت تحت شعار( لنعمل
معا للحد من الحوادث المرورية) والذي يحمل العديد من الدلالات والمفاهيم العامة نحو أمن وسلامة جميع
مستخدمي الطرق سواء من السائقين أو المشاة,وحوادث المرور أصبحت تشكل واحدة من أهم المعضلات
التي تؤرق وتستنزف المجتمع في أهم مقوماته ومكوناته الفاعلة وهو العنصر البشري , و ينجم عنها نتائج
مفزعة وعواقب وخيمة , وتتزايد معدلات الحوادث التي تقع على الطرقات العامة بصورة أدت إلى تضاعف
الخسائر البشرية والاجتماعية والاقتصادية, وكما يقول الشاعر: (إذا ما كنت ذا عقل كبيرٍ* فلا تهمل قوانين
المرورِ ,قد استعصت مشاكله وحلت * على كل المعقد من أمورِ , لنا في كل منعطف ماسٍ* يشيب لهولها
رأس الكبيرِ ,فكم من أسرة نكبت وكانت * تعيش بكد عائلها الكبير ,دهته الحادثات وقد تردى * وخلف صبية
مثل الطيور ,غدوا من هول نكبته يتامى* فيا لله من سوء المصير) , وعلى الإنسان الواعي أخذ جميع
الاحتياطات الضرورية لضمان السلامة على الطرق ولا يجوز تبرير فشل الإنسان أو تجاوزه للأنظمة
والقوانين وآداب المرور عندما تقع الحوادث بالقضاء والقدر، فالله سبحانه وتعالى يقول : (ولا تلقوا بأيديكم
إلى التهلكة) ( البقرة : 195) , ومن ذلك يتضح أنه لا يجوز الإلقاء باليد إلى التهلكة مطلقا ، مهما كان
شكل وطريقة هذه التهلكة أو الأذى , ويقول الدكتور حجر أحمد البنعلي : ( لم تعد الآن كل الإصابات الناتجة
عن الحوادث خارجة عن قدرة الإنسان،ولا يستطيع التحكم فيها، بل في إمكان الإنسان أن يمنع حدوث بعض
تلك الإصابات الناتجة عن حوادث السيارات أو السقوط أو الحرائق,كما يستطيع الإنسان أن يمنع بعض
الحوادث أو مضاعفاتها،كجعل السيارات مصممة تصميماً يراعي السلامة، ومزودة بالأحزمة الواقية والأكياس
الهوائية والاهتمام ببيئة الطرق وإنارتها واستعمال الإشارات والعلامات الإرشادية، فخطوات مثل تلك من
الممكن أن تقلل الإصاباتِ ومضاعفاتها، ولا شك أن التطورَ الطبيَ في الإسعاف والتخصصات الحديثة في
علاج المصابين أنقذ أشخاصاً يصعبُ علاجُهم بالنظمِ القديمة), ولترسيخ ثقافة سلامة المرور بهدف الحد من
الحوادث يجب أن تتضافر الجهود وتتعاون جهات الاختصاص لتحقيق هذه الغاية فالأسرة هي المسؤولة
الأولى عن تنمية وغرس السلوك القويم في نفس المواطن، والمدرسة تحصنه بالعلم والمعرفة وتدعم سلوكياته
وتعمق من روح المواطنة والالتزام في نفسه، بالإضافة إلى دور الإعلام التوعوي في إيصال المعلومات إلى
الجميع من خلال وسائله المختلفة والمتعددة، وتقوم كذلك الإدارة العامة للمرور بترسيخ الأمن المروري في
النفوس ووضع القوانين المنظمة له، فتكثيف الجهود حفاظا على الأرواح والمال العام مسؤولية مشتركة بين
الجميع.
يا سايق الموتـر تنبـه للأخطـار= تـرى الطريـق مفاجآتـه كثيـره
أحذر من السرعة سبب كل الأضرار= بأسبابها تجـري حـوادث خطيـره
شوف الحوادث بالصحافة والأخبار= حـوادثٍ تـزداد دايــم مثـيـره
كم أسرة ٍ تجرعت كـأس الأمـرار= بأسباب سايق ما انتبه في مسيـره
علـى الأغانـي بالمحطـات دوّار= يحرك مع الموجات دايـم نظيـره
مع المسجل راح فكـره والأنظـار= وإلا مع الهاتف يحـادث عشيـره
يزيد بالسرعة ولو صار ما صـار= لو أن بالسرعـة نهايـة مصيـره
ترى القيادة في مفاهيـم الأحـرار= فـن وأدب وأخـلاق ذوقٍ وسيـره