من المنجي الحيدوسي بن جوهرة
أستاذ التنشيط التربوي الاجتماعي
الجمهورية التونسية
إلـى عناية السادة المشرفين على الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي المحترمين
رسالة خاصة
كل عام وأنتم بخير ، والأكاديمية العربية البريطانية بخير ، والمشرفين عليها بألف خير،
أما بعـــد :
أرجو أن يتسع صدركم الرحب لطول رسالتي ، وما قد تتضمنه من آراء شخصية ما أريد من ورائها إلا إصلاحا وما توفيقي إلا بالله ، فقد توالت علي رسائلكم الغراء وكنت أسعد في كل مرة وأنا أطلع على صندوق بريدي الالكتروني لأرى عنوانكم بين الوارد علي من المراسلات حتى وإن لم أعرف فحواها بعد .
وقد انتابني في كثير من المرات شعور أحسست من خلاله أن خطاب الأكاديمية أصبح يتسم بالصرامة التي ليست في حاجة إليها ، وكأنها في موضع الدفاع عن النفس ، أو أنها متأثرة ببعض السلوكيات من قبيل عدم شكرها والاعتراف لها بالجميل ، وكنت ألمس ردود فعل ولا أرى الفعل ،وخاصة من خلال المسابقة الشهرية الأخيرة التي بدت وكأنها جمع لآراء المستفيدين لمواجهة آخر وإقناعه بجدوى عملها بقوة الحجة ، مما دفعني إلى البحث والتحري عن الأسباب المؤدية إلى شعوري هذا الذي أرجو أن يكون خاطئا ، ولم يكن لي من وسيلة غير السؤال من خلال المنتديات المهتمة بشؤون العلم والمعرفة والدراسة عن بعد ، فكانت حصيلة المداخلات مبنية على الاستفسار عن الشهائد المسندة من الأكاديمية والاعتراف بها ، وما إذا كانت صالحة للإستثمار في البلدان العربية سواء للترقية المهنية أو الانتدابات الجديدة ، وهو أمر طبيعي لا يستطيع عاقل رفضه أو وصفه بالجحود ، باعتبار ما يرغب كل طالب في تحقيقه من خلال الدراسة وتطوير الذات لتحسين وضعه العلمي و المادي والرفع من مكانته الاجتماعية ، وبخاصة إذا كلفه الأمر مبالغ مالية مقابل ذلك الله وحده يعلم كيف جاهد لجمعها وحرم نفسه وربما عائلته من كثير من الأشياء واعدا إياهم بالصبر الجماعي حتى الحصول على مبتغاه وتعويضهم عما افتقدوه .
كما كان لبعض المتدخلين في المنتديات مواقف لم أشأ في واقع الأمر الوقوف عندها حتى لا أعطيها حجما أكبر من الوقت الذي خصصه أصحابها لكتابتها ، نظرا للمستوى الهزيل الذي توفرت عليه من ناحية أدبيات الحوار والاختلاف واعتماد التشهير وسيلة للقدح في مصداقية الأكاديمية والمشرفين عليها ولا أرى إنسانا انطلت عليه مثل هذه الأمور إلا موصوفا بالغباء هو المسؤول عنه بدرجة أولى كما لا تتحمل الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي المفتوح نتائج سوء فهم الآخر لطبيعة عملها كهيئة تنسيقية تسعى لتمكين العرب من طلاب العلم بمختلف أعمارهم ومستوياتهم التعليمية أينما كانوا وبأقل تكاليف من استغلال التقنيات الحديثة للتواصل الالكتروني استغلالا جيدا يسهم في النهضة العلمية لهم فضلا عما عرفت به المملكة المتحدة من مستوى رفيع يتقدم الأمم في مجال التعليم المفتوح والمرونة التي يتسم بها ، ولا أخال أن تقديم مثل هذه الخدمات وبتسهيلات تأخذ في عين الاعتبار الوضع المادي للطالب العربي لا يقابله أجر يرقى أحيانا إلى المجانية في عديد من البرامج .
سادتي المشرفون على الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي :
لقد حافظت الأكاديمية منذ شرف التعرف عليها على خطاب واضح ، موجز وبليغ وعلى مستوى حضاري في التواصل ممتاز ، وعلى مصداقية وجدية تجلب لها الحسد والبغضاء من أناس إما اختلفوا معها في الأدبيات أو أنهم يشاركونها نفس العمل ولم يستطيعوا بلوغ مبلغها من ناحية الانضباط والنجاح خاصة وأن لأكاديمية العربية البريطانية لتعليم العالي تنفرد بتقديم المناهج الدراسية باللغة العربية في المملكة المتحدة ، وهو عنصر هام من عناصر الامتياز يجعلها موضع ثقة الطلبة العرب كما يجعلها عرضة للغيرة المرضية التي تنم عن قلة الثقة بالنفس والعدوانية المجانية ، وهنا يحضرني بيت للشاعر أبي الطيب المتنبي حين قال :
وإذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل
أن تكون الأكاديمية قد ملأت الدنيا وشغلت الناس لعمري مسألة صحية لها ولمن يعاديها ، ذلك أننا لا نكتب كثيرا عن أناس مجهولين أو عديمي الفائدة ، ولا نهاجم إلا قويا نخشى سطوته ، ورغم أني أستشعر الحيادية في خطاب الأكاديمية لجهة الخلفية الأيديولوجية باعتبارها تخاطب الإنسان عموما غير أني أستسمحكم في الاستشهاد بآية من القرآن في نفس سياق الحديث حيث قال الله تعالى مخاطبا الرسول محمد : ورفعنا لك ذكرك #
أي أنك أصبحت كثير الذكر عند المحيطين بك وهو ما عليه الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي بعد تسع سنوات من العمل .
أسأل الله لكم التوفيق وللحديث بقية