في الصميم أندية الأحساء بين التفريخ والتصدير ..!! عيسى الجوكم
بعد أن كانت محطة للتفريخ والتصدير .. وأرضا خصبة لزرع المواهب وتهجيرها .. ولقاحا يغذي المد الخارجي بالنجوم .. وسبع عيون تتدفق من مياهها عذوبة تزيح ملوحة بعض المدن التي تقطنها الأندية الكبيرة ..!!
وبعد أن غذت بكرم حاتمي على مدار العقد الأخير أباطرة الكرة محليا .. وغزت المنتخبات الكروية السعودية من النشء حتى ارتداء قميص الكبار .. آن لها الأوان أن تصرخ بصوت مرتفع ومسموع وواضح .. نعم للتفريخ .. لا للتصدير .. نحن أولى بالمد .. فقد أصبحت واحة الأحساء أكثر اخضرارا .. ومياه عيونها أكثر عذوبة .. ونخيلها الباسقات أكثر جمالا .. أما السبب , فيعود لانتفاضة الكرة في أنديتها التي بدأت تنافس جمال واحتها في إدخال الفرحة والبسمة لأهالي الأحساء ..!!
بالأمس القريب ثبت الفتح بقاءه في دوري المحترفين .. وقدم سيمفونية بتهوفن في جميع المنافسات التي شارك فيها كرويا .. حتى ناشئوه قالوا كلمتهم وتأهلوا للممتاز .. وهذه غيرة الصغار من الكبار .. بدأت تنتج ذهبا ..!!
والعدالة الصاعد للأولى ثبت أقدامه فيها , وهذا هو المطلوب منه سنة أولى .. والعيون ودع المناطق وتأهل لدوري الثانية .. ولهذا النادي عشق جماهيري «يهبل» أهازيجهم تنافس روابط مشجعي الأندية الكبيرة ..!!
وفصول الحكاية للكرة الأحسائية هذا الموسم لم تسدل ستارها بعد .. فهذا الجيل الغائب عن دوري الدرجة الأولى منذ العام 86 م .. عاد يزهو من جديد .. عاد بقدم من حديد .. عاد وقد نضج أكثر .. وبأحلام تختلف عن الماضي .. فقد فجر الفتح طموحات أندية واحة الأحساء ..!!
من ينظر إلى كرة القدم في هذه الواحة يتعجب كيف تفرخ أنديتها نجوما من العيار الثقيل وتبقى هي أسيرة دوري المظاليم ؟! كيف تغذي الفرق الكبيرة وتحرم نفسها من ثروة لا يستهان بها ؟!
دعونا نقوم برحلة قصيرة لهجرة نجوم هذه الواحة .. فقد ترعرع السهلاوي محمد بين ترابها .. وتعلم أبجديات الكرة في حواريها .. فسجل في القادسية وانتقل للنصر .. وتيسير الجاسم تفنن صغيرا في هجر .. وانتقل في عمر الزهور للأهلي .. وصاحب العبد الله ظهرت موهبته في الواحة عبر تاج الأحساء أشهر فرق الحواري .. فانتقل للخليج ثم الأهلي .. والصويلح بزغت موهبته في ناشئي الفتح فاصطاده الهلال وهو صغير فسجله .. وأحمد المبارك من العدالة للنصر .. وقبله يسري الباشا من العدالة للاتفاق قبل أن يعود مجددا لمسقط رأسه .. والقائمة تطول ولكن المجال لا يتسع لذكر الجميع ..!!
واليوم بدأت مرحلة الفرملة .. والتوقف عن التصدير .. لم لا .. وأندية الواحة الخضراء طلت برأسها .. وتذوقت طعم الانتصارات .. ومن الأولى أن تستثمر هي هذه المواهب .. خصوصا أن جماهير أندية الأحساء لها حضور ساحر وخلاب في المدرجات .. وجمهورها ذواق .. وفعالية حضورها تصنف في خانة الامتياز .. فالفتح نجح في دوري المحترفين أن يكون رقما صعبا بجمهوره .. والعيون أذهل كل من حضر دورة الصعود .. وشاهد كثافة وأهازيج جماهيره .. والعدالة كانت له بصمته في الأولى .. ويبقى الجريح هجر أكثر الأندية شعبية محل تساؤل الجميع .. ولو تعافى هذا الأسد الأحسائي من كبوته .. سيكون للواحة اخضرار من نوع خاص جدا .. لم لا وهجر صاحب الصيت القديم .. لكنه بحاجة للتجديد .
أخيرا .. مواهب ونجوم واحة الأحساء .. ليس للتصدير كما كان زمان .. بل هم للنجومية مع أنديتهم التي طرقت باب النتائج الايجابية .. ليقولوا للجميع .. وداعا لأيام زمان ..!!