أمير ,
متقاربة ,
المتنافسين ,
التنافس ,
اليد ,
الشعراء ,
تمنح ,
بالتصويت ,
درجات ,
يواصل ,
رحلته ,
وهشام وكالة أنباء الشعر/ أبو ظبي بثت فضائية أبوظبي الأولى مساء أمس الأربعاء 16 فبراير 2011 الحلقة التاسعة وقبل النهائية من برنامج "أمير الشعراء" الذي تنتجه وتدعمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وقد كانت تلك الحلقة حاسمة لشعراء الحلقة الماضية للحصول على لقب إمارة الشعر، وفاتحة الباب من جديد أمام منافسة أخرى أكثر سخونة سيسدل الستار عليها في الأسبوع المقبل. وبينما انضم هشام الجخ إلى قائمة الواصلين للمرحلة النهائية بتصويت الجمهور الذي منحه 68%، فقد خرج من المنافسة الشعرية قاسم الشمري من العراق الذي حصل على 50%، ومحمد علي الخضور من سوريا الذي حصل على 41%، وعلا برقاوي من فلسطين التي حصلت على 34%، وهكذا تم رسم مسار جديد مساراً بات أكثر حماسة وحرارة بين المتنافسين الستة الذين قدّموا ملكاتهم الشعرية في مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي، إذ يريد كل واحد منهم الفوز بالإمارة، وبلقب الأمير، وبخاتمه وببردته، وقد جمعت تلك رحلة المنافسة الأخيرة بين هشام الجخ من مصر، وعبدالعزيز الزراعي من اليمن، ومحمد تركي حجازي من الأردن، ومنتظر الموسوي من عمان، ونجاح العرسان من العراق، ومحمد العزام من الأردن أيضاً. ثنائية العقل والعاطفة كانت قد طلبت لجنة التحكيم من جميع المتسابقين المتأهلين للحلقة التاسعة كتابة قصيدة عمودية موضوعها ثنائية العقل والعاطفة، على ألا تنقص القصيدة عن 8 أبيات، ولا تزيد عن 10، فتقدم المتنافسون الستة بقصائد اجترحوا فيها تلك الثنائية بأصواتهم الشعرية المتميزة والحاضرة. هشام.. جنوح نحو الحكمة كان أول من قرأ قصيدته في الحلقة الشاعر المصري هشام الجخ التي أتت تحت عنوان "الوجهان" قائلاً في مطلعها: بالهدي نُرحم نعمة الرحمن وعد من الوهاب في القرآن وتفيض أعيننا لذكر جلاله ونرى وجود الله في القرآن فقال د. صلاح فضل في كلمات القصيدة "إن شعلة الثورة هدأت في هذه القصيدة كما ينبغي لها، فعدتَ ـ والكلام كان موجهاً إلى هشام ـ إلى الفكر العاقل، وأنتَ أصبت في أمرين هامين، حيث جعلت العقل والقلب وجهين لعملة واحدة، وهذا هو الحق في القضية، كما استعنت بالنظرة الدينية الجميلة الحميمة لتأكيد وجهة نظرك، وأنت تعرف أن جذوة الشعر والتصوير وقوة اللغة المبتكرة الجميلة ينافسك فيها الآخرون بشدة، لكنك نهلت من معين صادق جميل". وبدوره أشار د. علي بن تميم في نقده للقصيدة بالقول "كان الشاعر أحمد شوقي يقول "دقات قلب المرء قائلة له/ إن الحياة دقائق وثواني"، وأنت قلت في قصيدتك إن الحياة مثل عملة فضية، كيف لا وقد تحدثت عن عظمة الخالق، وجنحت نحو الحكمة والموعظة الحسنة في أفق ممتلئ بالإيمان، ولا أقول أنه غير ممتلئ بالشعر". د. عبدالملك مرتاض من جهته أوضح أن "العنوان شعري ولو أنه يبدو غير ذلك، لأن التناقض في وجود وجهين اثنين تكمن فيه المفارقة، وفي بيتك الأخير: "فالله يوصف بالحكيم مكانة" حبذا لو قلت الجليل، وهو أيضاً اسم من أسماء الله الحسنى، لكن وبتصوري أن البيت الذي قلت فيه "العقل هو مركز كل شيء صائب/ والحب وجه المشهد الفتان" هو الأجمل في قصيدتك". الزراعي.. خلقُ أفقٍ حميم "نار الحكمة وماء الفن" هو عنوان القصيدة التي ألقاها الشاعر عبدالعزيز الزراعي، والتي قال في أول بيتين منها: من القصيدة إني قاطف سـببا به أصـــالح فيّ الماء واللهبا وفي يدي سؤال منه قد شربت كل العصور ومن معناه ما شربا في البداية قال د. صلاح فضل للشاعر في نقده للقصيدة "لقد كتبت بحماس عن ثنائية رومانسية شهيرة تقوم بين العقل والقلب، فجعلت العقل ناراً للحكمة، والعاطفة ماءً للفن، وهذا تأويل شعري لطيف، وقد جاءت "الجمجمة" في القصيدة كناية عن العقل وهذا غريب قليلاً، ومزجتهما باللغة المصبوبة في القصيدة، ليتصارعا في الذات ويكمتل بهما الخلق مثل الأم والأب، وهذا جميل، كما قلت: "كأن قلبي يتلوني على لغتي همساً/ وعقلي يتلوني لها صخبا"، فهل القلب الذي يهمس؟ والعقل هو الذي يجهر بالصخب؟، على أي حال للشعراء عوالمهم الخاصة، وحساسيتهم المائزة، وأنت شاعر متميز". من جهته بدأ د. علي بن تميم من العتبة، أي من العنوان "نار الحكمة وماء الفن"، فقال "إن الحكمة يمانية عقلانية، وهي تحتاج إلى هدوء وتروٍّ، في حين أن الشعر يحتاج إلى نار واصطخاب واشتعال، فما بالك تخلط بينهما؟ لعلك تريد أن تستدعي التقليد الكبير الذي انتهجه القدماء بوصف الشعرية بالماء، وهذا صحيح، لكنك أبدعت، أما البيت الذي قلت فيه: "لولا صراعهما في الذات ما عرفت/ روح القصيدة أماً داخلي وأبا"، فقد جاء جواهرياً بالتمام والكمال، حيث يقول الجواهري: "وقد حمدت شفيعاً لي على رشدي/ أماً وجدت على الإسلام لي وأباً"، وفي هذا تجاذب بين العقل والعاطفة، كما أن الثنائية هنا لا تقود أبداً إلى العدمية والتحطم، إنما تخلق أفقاً حميمياً يبحث عنه الشاعر، وهو يتصل بالراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وفكرة حضور العقل والعاطفة هي التي تميز ذلك القائد العظيم، وإنك تفضل في مسارك هذا ما يشير إليه الحديث الشريف "دواء القلب العقل"، فداوي قلبك بالعقل". وختم الآراء النقدية في قصيدة الزراعي د. عبدالملك مرتاض الذي قال "لقد عالجت صميم الموضوع الذي طلبته منك لجنة التحكيم، واخترت بحراً يزهر بالشعرية التقريرية، حتى أبو تمام في بائيته العظيمة كان مباشراً، مع أن الناس كانوا يقولون له: "لم تقول ما لا يُفهم؟"، أما بالنسبة للبحر؛ فأنصحك باختيار بحر آخر أجمل يساعدك على التعبير عن عميق مشاعرك، لكن النص بمجمله جميل). العزام.. وحكاية تراثية دينية وتاريخية "تفاح حواء" كان عنوان القصيدة التي قرأها محمد العزام، وقد جاء في بيتيها الأوليين: تفاحة بيديه وهي تغــازله تفاحها حقـل تفيض جداولـه في جنة الفردوس تمشي جنة أخرى، وفجراً تسـتفيق بلابله د. صلاح فضل قال من جانبه للشاعر "لقد عدت إلى الخطيئة الأولى لتصور تفاحة آدم بشعر مشبع بعبق التراث الذي نكاد نشتمه في جملة ما توحي به من الكلمات الجميلة، وعندما قلت: "يعلم أنه المأكول إن هو آكله" فإنما ذكرتنا بما قاله الخليفة الثالث عثمان بن عفان "إن كنت مأكولاً فكن خير آكل/ وإلا فأدركني ولمّا أمزقِ"، وقد جعلت العاطفة خدراً بطعم الحب، وهي خدر وقدر للإنسان مختتماً نقده للقصيدة بالقول شعرك جميل فاستمر في تنميته وتجويده". أما د. علي بن تميم فقد أضاء على الحكاية الدينية، وعلى الثنائية المطلوبة في القصيدة، وهي العقل والعاطفة قائلاً "أيها الشاعر أنت لا تعيد قراءة الحكاية الدينية، ولا تعيد استلهامها من جديد، بل كنت تصفها وصفاً ذكياً، لكنك وقفت عاجزاً أمام إعادة قراءتها من جديد، فمرة تذكُر "تفاحة"، ومرة "تفاح"، كما أنني وجدت في النص ثنائية الغواية والإيمان أكثر من ثنائية العقل والعاطفة". وأردف د. عبدالملك مرتاض بالقول "بدءاً من العنوان العنوان جميل، لكن حبذا لو قلت بدل "تفاح" تفاحة، فالعنوان يشتمل على ملمحين شعريين، التفاح أمُّ الفواكه، وحواء أم البشر، وهذا جميل ويحمد لك، كما أن العنوان في غاية الشعرية والإضاءة، لكن لا بد من الإيماءة إلى اللغة الشعرية لأنها المادة الأولى التي يبني الشعراء بها شعرهم، وإني ألاحظ شعرية في بناء اللغة في مجموعة كلمات مثل "تفاحة، جداول، تشهق معاول، أنامله، بلابل، رعشة"، أما عامة أدوات البناء الأخرى فقد قامت على اللغة الدينية بحكم فكرة الموضوع نفسها مثل "جنة الفردوس، علّم الأسماء، الخطيئة، السوءة، اليقين، جنتين، الذنوب"، والنص كله مستلهم من ثقافية التراث الديني والتاريخي، وأحمد هذا لك، وهو يقوم على تصوير المرء، ويقع تحت الاضطرار لمعايشة حالين لا واحدة، فإما أن يصطنع عقله ويحتكم إلى التفكير فيقع التردد والمساءلة والحيرة، وإما أن يستسلم إلى العاطفة فيقع الاندفاع والنزق والهوى، وهو ما يمثله البيتان الأخيران من قصيدتك "في جنتين تساقط الجسد الضعيف/ وقصفت تحت الضلوع سنابله، في لحظة يتغير المعنى/ وتنبت للحقيقة سوءة ستسائله"، لكنك قدمت لنا في نهاية النص نصاً كبيراً". حجازي.. مجازات ساحرة ومن ثم قدم محمد تركي حجازي نصاً مليئاً باللغة الانزياحية كما قال عنه أعضاء اللجنة التحكيم تحت عنوان "فرح لنبتة الحزن" الذي قال في بدايته: قفزت سنين الضوء في مـرآته مــذ هز دفــق الماء بذرة ذاته يصغي وكف الغيب تمسك قبلة سـقطت، من الأحلام فوق سـباته وقد أشار د. صلاح فضل إلى ثنائية النص بالقول "كأنك في "فرح لنبتة الحزن" تلتقط الثنائية التي تغنى بها أبو العلاء المعري الذي قال: "غير مجدٍ في ملتي واعتقادي/ نَوح باكٍ ولا ترنم شادي"، وهي ثنائية عاطفية في جوهرها، تنتهي بالحيرة الفلسفية، وأحسب حين قلت: "ويعود من نفق الغياب سراح/ قلب توهج في ضلوع جهاته" أن كلمة "جهاته" تفرضها عليك القافية، لكن مستواك أفضل من ذلك، ثم إني أحسب عندما قلت في البيت الجميل: "بالعقل قد يشقى وكل فضيلة/ في الأرض تهبط من رؤى ملكاته" أنك تستحضر البيت الشهير: "ذو العقل يشقى في النعيم بعقله/ وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم"، وبشكل عام مدخلك للقضية شعري لطيف، ومسارك شخصي طريف، وأنت شاعر تستحق الإعجاب والتقدير". ورأى د. علي بن تميم في نقده للقصيدة "أن القصيدة هي طفلة البوح كما تصفها، وتنمو في ضلوعك، وإنها مليئة بالمجازات الساحرة التي أعتقد أنها مكمن للشعر"، مضيفاً على الرغم من أن لغة القصيدة حديثة إلا أنك تستدعي التراث، وتحديداً في البيت: "بالعقل قد يشقى وكل فضيلة/ في الأرض تهبط من رؤى ملكاته"، غير أني لاحظت أن ثنائية الحزن النبيل والفرح الجميل هي التي تتجلى في القصيدة، أكثر من تجلي ثنائية العقل والعاطفة، وكأنك تريد أن تضطرنا إلى الوقوع في التأويل، ولوي عنق النص حتى نصل إلى العقل والعاطفة". فيما تحدث د. عبدالملك مرتاض عن اللغة الانزياحية في نص حجازي فقال له "أنت شاعر جميل حقاً، انطلاقاً من العنوان نفسه، حيث تستعمل لغة انزياحية مكثقة، وهي اللغة الشعرية العالية والمطلوبة، وفي نصك إضاءات شعرية بارعة الجمال، ولديك براعة في التعامل مع اللغة الانزياحية، وتوظيفها للموقف الشعري، وقد أعجبني البحر الذي اخترت، وكذلك الإيقاع الأخير، وأعتقد أن البيت الذي قلت فيه: "يصغي وكف الغيب تمسك قبلة/ سقطت من الأحلام فوق سباته" يمثل صورة شعرية بديعة جداً". العرسان.. أفق شاسع للأسئلة "لا تعش عاقلاً" كان عنوان قصيدة نجاح العرسان، التي أخذنا من مطلعها بيتين هما: أضأت عقلي بطيش القلب فاكتملا وقلت للقلب اعقـل واحذ العقلا عقلي وقلبي بسطت العمـر بينهما وسيب رأسي أطاع الثلج واشتعلا فقال د. صلاح فضل للشاعر عن القصيدة "على الرغم من إكثارك كلمتي العقل والقلب إلا أنك نجحت، وأعتقد أنه من طيش الشعراء الجميل أن تبدأ مطلعك بـ: "أضأت عقلي بطيش القلب فاكتملا"، في حين أن العقلاء يقولون أضأت قلبي بنور العقل، لكن الشعراء يدهشونا دائماً، ولديك في النص صوراً شعرية فاتنة، مثل قولك: "عجبت أني على ما فيّ من عطش/ لم ألمس الكأس لكن لم أزل ثملا"، وأنت دائماً ثمل بخمر الشعر". وعبر د. علي بن تميم عن رأيه بالقصيدة بالقول "أعتقد أنك لم تقدم رؤيا عميقة لموقف واضح من العقل والعاطفة، الأمر الذي أضعف النص، وأطفأ التوهج الشعري، وخصوصاً عندما تحول النص إلى نوع من الوعظ والحكم والنصائح الباردة، لكنني أثني على البيت الأخير الذي قلت فيه: " فلا تعش عاقلاً من غير أسئلة/ ولا تطع كل سئل القلب إن سألا" لأنك بهذا البيت تفتح أفقاً شاسعاً أمام ثقافة الأسئلة، من دون أن تضع تلك المحاذير التي تمليها علينا العاطفة، وإن اللايقين بهذا المعنى محمود". من جهته تساءل د. عبدالملك مرتاض عن سبب اختيار العرسان "لا تعش عاقلا" عنواناً، وهو إما أنه مباشر أو أنه غير مباشر جداً، وتابع بالقول "أراك تنهى الآخرين أن يعيشوا عقلاء، وبحكم أنك تتأرجح بين العقل والعاطفة فقد تنازعت لغتك قيمتان اثنتان، وهما العقل والعاطفة، حيث هناك العقل والفهم والجدال والأسئلة، وأنت الوحيد من بين الشعراء الذي مجّد السؤال، فالسؤال مفتاح المعرفة، وحسن السؤال من حسن التعلم، ومن جهة أخرى تقوم قصيدتك على تكامل بين العقل والعاطفة، وتذهب في بعض الأطوار نحو التحذير من العقل والعقلاء، فتتعصب كثيراً للعاطفة، ولعل من أجمل الأبيات التي تمثل فيها الصور الشعرية الجميلة جداً قولك: "غرست قلبي على آثار خطوتها/ فاخضر لون الثرى من تحتها غزلا"، ومع أنك وقعت في نظميتين هما: "إحداقها جملا"، و"لم يتقد رجلا"، إلا أنك قدمت لنا نصاً شعرياً جميلاً". الموسوي.. وحدة البيت لا تتنامى وبدوره ألقى منتظر الموسوي قصيدة عنوانها "بين سحاب العقل وسماء العاطفة" قال في مطلعها: كان خلف السماء ينثر شعرا يختلي بالسحاب يمطر فكرا كلما مــر بالحيــاة بهياً ملأ العـمر أمنيات وزهرا وفيها أبدى د. صلاح فضل رأيه الذي جاء فيه "تمتزج بالطبيعة، وتحلق في سماء الفكر الشعري، وسحب الصور المتشكلة في رحابة، كما تستحضر محنة يوسف الصديق في محنة الغواية، لكن هل رفضه لهذه الغواية جاء بعقله أم بعاطفته الدينية؟،.. ما أجمل قولك: "شرفة البحر مذ أطلت علينا/ وجدتنا نعيش مداً وجزرا"، فهذا المد والجزر بين العقل والعاطفة هو الذي يمثل الطاقة الإنسانية الخلاقة، وقد أحسنت تمثيلها شعراً". ومن جهته قال د. علي بن تميم في رايه بقصيدة الشاعر الموسوي "يبدو جلياً أنك تتحيز للعاطفة، وتقف موقفاً سلبياً من العقل، بدءاً من العنوان "بين سحاب العقل وسماء العاطفة"، فالعاطفة عندك سماء، والعقل سحاباً ينحسر ويتنقل ويزول، وقد قادك ذلك إلى رؤية أن الفكر هو مصدر للتعصب حينما تقول: "كل ما انتهى في تعصب فكرٍ/ ترك الوردة الأنيقة حيرة"، في حين أن التعصب يقتلع الوردة ويدمرها، والذي يقود إلى التعصب هو الجهل وليس الفكر، أما بيتك الأول "كان خلف السماء ينثر شعرا" فقد أعجبني، وفيه كأنك تلمح إلى مقولة أبي حيان التوحيدي: "أحسن الكلام ما رق لفظه ولطف معناه، وقامت صورته بين نظم كأنه نثر، ونثر كأنهنظم"، كما أحسنت حين قلت "ينثر"بدلينظم، ومن ناحية أخرى لعلك تتفق معي بأنك تعلو كبيراً في الشطر الأول: "كان خلف السماء ينثر شعرا"، لكنك في الشطر الثاني تهبط فنياً "يختلي بالسحاب يمطر فكرا"، وفي البيت الثاني: "كلما مر بالحياة بهياً/ ملأ العمر أمنيات وزهرا، كلما سرت في الظلام وحيداً/ أنقص الليل من نجومي عمرا" تكرر المعنى، وتخلق تناقضاً بسيطاً بين البيتين، ولعل أكبر مشكلة أن الأبيات لا تتنامى، ولا تشكل وحدة حقيقية، إنما تعتمد على ما يسمى وحدة البيت، وعلى الرغم من ذلك أهنئك على تحيزك للعاطفة، وعلى انتصارك للقلب، فهذا مبرر لك كشاب ينبض قلبه بالحياة". وبدوره قال د. عبدالملك مرتاض "تقول "بين سحاب العقل وسماء العاطفة"، ألا ترى بأن العكس هو الصحيحأوالأمثل؟فالعقل هو سمو وعلو، في حين أن العاطفة ضباب وسحاب، وهي انعدام رؤية منطقية وصحيحة، وأنت بحكمك شاعراً تتعصب للعاطفة، على الرغم من علمك بأن تطور الكون لا يمكنأن يكون إلا بإعمال العقل، والاحتكام إليه، لكن نصك من الوجهة الشعرية الخالصة جميل، حيث عودتنا على ذلك منذ بداية هذا الموسم". ارتجال حي في فقرة الارتجال قدم المتنافسون الستة أفضل ما لديهم، على الرغم من صعوبة المسألة، فعلى وزن وقافية بيت أبي الطيب المتنبي: إذا رأيت أن نيوب الليث بارزة فلا تظنن أن الليث يبتسم ارتجل نجاح العرسان بقوله: لليث ناب ولست اليوم أكذبه وليس لي غير شعري فهور يضطرم في حين قال هشام الجخ: وأسطع في دروب الليل ليثاً وكل دروب في الهوى قمم أما عبد العزيز الزراعي فقد ألقى: هذا فؤادي ممزوج بقافية كطهر حزني لم يظفر به قلم ومن ثم ألقى الشاعر محمد العزام: تغرب العمر في صحراء غيبتهم لا قطر يروي حنيناً حاكه الحلم فيما قال محمد تركي حجازي: ما كل شمس على أجفان غانية شمس ولا بسمة في القلب تبتسم وختم منتظر الموسوي السباق بين الشعراء بقول أبياته قلب يطل على الغيمات مبتهلاً كأنه شاعر يزهو به القلم هنا أبوظبي فيها الشعر ملحمة وباسمها يزدهي في ظلها الحلم ومن ثم كان على الشعراء الارتجال على وزن وقافية بيت أبي تمام: كم منزل في الأرض يألفها الفتى وحنينه أبداً لأول منزل فقال الموسوي: ورد سماوي وغيمة شاعر ألف الحياة بشعره المتأمل العرسان: بغداد منزل عزتي وطفولتي شعري بها وحقيقتي وتأملي وقال الجخ: وأحب مرات فترجف مهجتي ويداي ترتجفان مثل الأول وردد الزراعي: غنى بك المعنى وقلبك نائم فصحا به العمر الذي لم يقبل ومن ثم العزام: أصغي لصوت الأرض توجعها الخطى ما دام طعم العيش طعم تذلل وختم حجازي التنافس بالقول: مهما تغرب قلبي عن أحبته يبقى على الود موصولاً على الأمل وكان البيت الثالث الذي ارتجل بناء عليه الشعراء لأبي نواس، وهو: وقل لمن يدعي في العلم منزلة حفظت شيئاً وغابت عنك أشياء وقد وقع الاختيار على حجازي للبدء، فقرأ: كانت لديك ظروف الدهر عارية فليرتديك الهوى والحب والماء تلاه الموسوي الذي قال: هنا الرؤى عالم ترنو إمارته وفي المدى عالم تحييه أسماء وكان ثالث المرتجلين العرسان الذي أنشد: تواضعت أحرفي في نظمي قافيتي ولونها بين كل الناس أضواء أما الجخ فقد قال: وإن غامت وجدنا مصرنا دفئاً وجو البرد في البدان أنواء وارتجل الزراعي بقوله: أرض الإمارات سحر أخضر ورؤى فاكتب لزايد شعراً وزنه الماء وفي يديك سبـــا تجري بفتنتها إن القصيدة أنوار وأضـواء فيما كان ختام الفقرة مع العزام الذي ألقى: أطير العمر شعراً في ضمائركم طعم القصيد بهذا الليل إغواء وقد قال د. صلاح فضل للمتسابقين عن الارتجال "حول هشام البيت الأول لفخر ذاتي جميل، ثم ركز في الثاني على ذاته، وفي الثالث داعب مشاعرنا الوطنية، وهو يخرج على النص، أما عبد العزيز فقد أتقن في البيت الأول الارتجال، واستمر إتقاناً في الثاني، وفي الثالث بلغ ذروة الإتقان، والعزام بصوته الجهوري الجميل قدم محاكاة عارمة قوية فيها فحولة وأصالة، ومع أن حجازي من أكثر الشعراء شاعرية إلا أنه تعثر، غير أنه تصرف وأحسن في النهاية، فيما كان منتظر متدفقاً في الارتجال، نطلب بيتاً فيرمينا ببيتين، ويبتكر صوراً ويتمثل الموقف جيداً، في حين بنى نجاح على البيت بشكل جيد، ثم تحول إلى بغداد، وختم بشكل جميل". ثم قدم د. علي بن تميم رأيه بالمرتجلين بقوله "لقد أبدعتم، لكني أريد التوقف عند الموسيقا، فما طلبناه بيتين من البحر البسيط وبيت من البحر الكامل، لكني لاحظت أن هشام يحول البحر المركب البسيط إلى بحر مركب آخر ـ أي الوافر ـ في مكانين، غير أنه أبدع في بيت أبي تمام، فيما حول حجازي البحر المركب إلى آخر غير مركب، وفي بيت "كم منزل" انتقل إلى البسيط بدل الكامل، كما كان متردداً في البيت الأول، والزراعي هو من كان متألقاً فحاول أن يستدعي معظم الأبيات في سياقها، لكنه ابتعد أحياناً، وقد استطاع العزام في البيت الأول قراءة معناه ومضمونه ووزنه بشكل جيد، في حين ألح منتظر باستمرار على إلغاء فكرة المضامين في الأبيات، منتقلاً منها إلى الأرض، فعليه ألا ينسى المضمون ويتبع الإيقاع، وأخيراً فقد أبدع نجاح حين تمثل وهشام فكرة الحنين في بيت أبي تمام، وارتجلا بيتين جميلين يمثلان فكرة الحنين بشكل مطلق". وقد أكد د. عبدالملك مرتاض على أن التجربة الأجمل هي فقرة الارتجال، فهي شعرية مباشرة يشاهدها ويسمعها الجمهور، وهنا تتجلى الحقيقة، وأضاف موجهاً كلامه للمتسابقين "على الرغم من الصعوبة التي نقدرها، والموقف الصعب إلا أنكم استطعتم الخروج متألقين، وفي الأبيات الثلاث لكل من المتنبي، أبي تمام، وأبي نواس، وأنا معجب بقدرتكم الفائقة وبذكائكم الرائع، فأنتم شعراء". الشاعر ناصر العجمي مجاراة الصحيح والعجمي فقرة المجاراة في تلك الأمسية ضمت الشاعر السعودي جاسم الصْحيِّح ذو الصوت الشعري المتميز والمتفرد، وهو الذي شارك في مسابقة "أمير الشعراء" بموسمها الأول، وكذلك الشاعر ناصر العجمي حامل بيرق "شاعر المليون" في النسخة الرابعة، فجادا بشعر فاض ألقاً في المعنى، وجمالاً في الصورة، ومما قاله الشاعر جاسم الصحيح في قصيدة المجاراة الغزلية: أميل نحوك أغدو قـاب أنفاسـي كما يميل نؤاسي على الـكاسي وأحتفي بالصباحات التي جلست على محياكي كانت خير جلاسي أميل نحوك أجلـو كـل جارحة عرساً كأنك حولي كون أعراسي ما عاد يملأ رأســي خمر دالية صبي جمالك حتى يمتــلي راسي فرد الشاعر ناصر العجمي: يا راهب المفردة ذكرتلك ناسـي واحييت بالبوح قداسك وقداسي كنيسة الحب للعشاق مفتوحــة وانت على بوابها تدق لاجراسي وأنـا ليا جيتـها ما دوّر التـوبة لا بالله أجدد اللي كان دراسـي رســمت بالدمع وجه في مخيلتي أبعد من سهيل واقرب من انفاسي وأضاف: ودع الصبر المخيم على البال الوسـيعوانتبه لاتطرقايديكبابالمستطاع هات روسالمستحيلات وأقرنهن جميع أنت جايع والمشاريه من حولك جياع جعل حظكينبت الورد ما ينبت ضريع صرخة من واقع الحال تعطيك اندفاع وختم الصحيح بواحد من أجمل نصوصه مجارياً العجمي: لملم الصبر بقايـاه من الصدر الوسيع واستطال الزند بالعــزة وانتد الذراع وكبرنا أيهـا الراعي على دور القطيع وانفطمنا من وصاياك وأنهينـا الرضاع وأطاعتنا الليالي والليـالي لا تطيــع فانتزعنا من طباع الوقت أنياب الضباع وأسامينا التي تحبل بالمـعنى الوضيـع سقطت عنا فما عدنا الرعايا والرعاع الشاعر محمد حجازي نتائج التصويت في ختام الحلقة أعلن الفنان باسم ياخور ـ وهو الذي أضاف بصمته الخاصة في هذا الموسم ـ عن نتائج التصويت للمتسابقين عبر الإنترنت، فجاءت النتائج كالآتي: نجاح العرسان 6%، منتظر الموسوي 23%، عبدالعزيز الزراعي 3%، محمد تركي حجازي 5%، محمد العزام 4%، هشام الجخ 59%. أما نتائج تصويت جمهور المسرح فكانت: نجاح العرسان 4%، منتظر الموسوي 12%، عبدالعزيز الزراعي 5%، محمد تركي حجازي 4%، محمد العزام 8%، هشام الجخ 67%. فيما منحت لجنة التحكيم المتسابقين درجات متقاربة، فكان نصيب نجاح العرسان ومحمد العزام 24%، ونصيب كل من منتظر الموسوي وعبدالعزيز الزراعي 25%، وحصل محمد تركي حجازي 23%، وجاء أخيراً هشام الجخ بـ 22%. وفي الحلقة القادمة والنهائية ستمنح اللجنة للمتسابقين الستة بقية النسبة المخصصة لها، وهي 30 %، وقد بدأ الجمهور تصويته ـ وهو الذي يملك 40% ـ بمجرد انتهاء الأمسية مباشرة، وسيبقى التصويت مفتوحاً حتى موعد الحلقة الختامية. قصيدة الحلقة الأخيرة وقبل اختتام الحلقة طلب د. علي بن تميم من الشعراء كتابة قصيدة يتراوح عدد أبياتها بين 9 و12 بيتاً موضوعها الحوار والتسامح والتواصل ونبذ التعصب وأهمية الوسطية. ويذكر أن الفنان السوري باسم ياخور الذي يقدم هذه النسخة من "أمير الشعراء" لاقى ترحيباً كبيراً من قبل الجمهور ومحبي البرنامج، وهو الذي استطاع تقريب المسافة بين الجمهور والمقدم كونه ممثل دخل إلى كل البيوت من خلال الدراما التي تبثها الشاشة الصغيرة. والجدير بالذكر أن مسابقة "أمير الشعراء" للشعر الفصيح هي المسابقة الأولى من نوعها على مستوىالوطن العربي، وتعتبر قفزة نوعية في ساحة الشعر الفصيح ومسيرة الإعلام العربي، وذلك بعد النجاح غير المسبوق الذي حققه البرنامجين "شاعر المليون" و"امير الشعراء"، والبرنامج ويحصل الفائز بالمركز الأول على لقب "أميرالشعراء" وجائزة مالية قدرها مليون درهم إماراتي، إضافة إلى جائزة بردة الإمارة التي تمثل الإرث التاريخي للعرب، وخاتم الإمارة والذي يرمز للقب الإمارة، كما يحصلالفائزون بالمراكز الأربعة التالية على جوائز مادية قيمة، هذا إضافة إلى تكفل إدارةالمهرجان بإصدار دواوين شعرية مقروءة ومسموعة لهم.
Hldv hgauvhx jlkp hgljkhtsdk ]v[hj ljrhvfm ,iahl hg[o d,hwg vpgji td hgjkhts fhgjw,dj ljrhvfm hgljkhtsdk hgjkhts hgd] hgauvhx jlkp fhgjw,dj ]v[hj d,hwg vpgji