خمسٌ وستُونَ.. في أجفان إعصارِ= أما سئمتَ ارتحالاً أيّها الساري؟
أما مللتَ من الأسفارِ.. ما هدأت= إلا وألقتك في وعثاءِ أسفار؟
أما تَعِبتَ من الأعداءِ.. مَا برحوا= يحاورونكَ بالكبريتِ والنارِ
والصحبُ؟ أين رفاقُ العمرِ؟ هل بَقِيَتْ= سوى ثُمالةِ أيامٍ.. وتذكارِ
بلى! اكتفيتُ.. وأضناني السرى! وشكا= قلبي العناءَ!... ولكنتلك أقداري
أيا رفيقةَ دربي!.. لو لديّ سوى= عمري.. لقلتُ: فدى عينيكِ أعماري
أحببتني.. وشبابي في فتوّتهِ= وماتغيّرتِ.. والأوجاعُ سُمّاري
منحتني من كنوز الحُبّ.. أَنفَسها= وكنتُ لولا نداكِ الجائعَ العاري
ماذا أقولُ؟ وددتُ البحرَ قافيتي= والغيم محبرتي.. والأفقَ أشعاري
إنْ ساءلوكِ فقولي: كان يعشقني= بكلِّ ما فيهِ من عُنفٍ.. وإصرار
وكان يأوي إلى قلبي.. ويسكنه= وكان يحمل في أضلاعهِ داري
وإنْ مضيتُ.. فقولي: لم يكنْ بَطَلاً= لكنه لم يقبّل جبهةَ العارِ
وأنتِ!.. يا بنت فجرٍ فيتنفّسه= ما في الأنوثة.. من سحرٍ وأسرارِ
ماذا تريدين مني؟! إنَّنيشَبَحٌ= يهيمُ ما بين أغلالٍ.. وأسوارِ
هذي حديقة عمري في الغروب.. كما= رأيتِ... مرعى خريفٍ جائعٍ ضارِ
الطيرُ هَاجَرَ.. والأغصانُشاحبةٌ= والوردُ أطرقَ يبكي عهد آذارِ
لا تتبعيني! دعيني!.. واقرئيكتبي= فبين أوراقِها تلقاكِ أخباري
وإنْ مضيتُ.. فقولي: لم يكنبطلاً= وكان يمزجُ أطواراً بأطوارِ
ويا بلاداً نذرتالعمر.. زَهرتَه= لعزّها!... دُمتِ!... إني حان إبحاري
تركتُ بينرمال البيد أغنيتي= وعند شاطئكِ المسحورِ.. أسماري
إن ساءلوكِفقولي: لم أبعْ قلمي= ولم أدنّس بسوق الزيف أفكاري
وإن مضيتُ.. فقولي: لم يكن بَطَلاً= وكان طفلي .. ومحبوبي .. وقيثاري
يا عالم الغيبِ! ذنبي أنتَ تعرفُه= وأنت تعلمُ إعلاني.. وإسراري
وأنتَ أدرى بإيمانٍ مننتَ به= علي .. ما خدشته كل أوزاري
أحببتُ لقيآك .. حسن الظن يشفع لي= أيرتُجَى العفو إلاّ عندغفَّارِ؟