كنا مجموعه من الصغار نسكن بنفس الشارع رهف - نوف - عهود
-خالد - مشعل -لافي
كنا نذهب كل يوم للحديقة التي بجانب الجمعية لنلهو ونمرح فيها كنا أحيانا نتعارك مع الصغار هناك عندما نجدهم ، كان خالد شقيا جدا دوما يختلق لنا المشاكل ، كنا مجموعه متكاتفة نحب بعضنا كثيرا.
مرت بنا الأيام انتقلت للسعودية لم نعد نرى بعضنا فانقطعت أخبار الجميع عني، كبر الصغار ولكن مازالت في بالي تلك الأيام الجميلة أذكر أصدقائي فتتقاطر دموعي
يا لشوقي لهم.
في أحد الأيام كنت مسافرا للكويت وكان الجمرك مزحوما جدا ، ذهبت لأحد موظفي الجمارك لأقول له أني ذاهب لزواج ابن عمي هذا اليوم فنهرني فتشاجرت معه طلبت مدير الجمرك لأشكو إليه علّه يقدر ظرفي وصفوا لي مكتبه فذهبت له طرقت الباب قال لي :تفضل. فتحت الباب فسلمت عليه فإذا بعيني تقع على لوحة الاسم لم أصدق عيني سألت نفسي هل هذا صديقي أم أنه تشابه أسماء قال ما عندك يا هذا ؟ قلت: بالله عليك ألم تكن تسكن في ذلك المكان قال :نعم.
استغرب سؤالي أتيت إليه مسرعا ضممته بلهفه اندهش مني يبدو أنه جال بخاطره ما سبب دموعي قال : ما بك يا رجل؟
قلت أنا لافي صديقك يا خالد. لم يصدق الموقف ضمني بقوه وقال يا صديقي اشتقت لك.
أين ذهبت بك الأيام؟
جلسنا نشرب الشاي في مكتبه ثم نادى أحد الموظفين وأمره بإنهاء أوراق سيارتي.
تبادلنا الحديث تذكرنا الأيام السابقة ما أجملها . سألته عن أصحابنا. قال لي : نوف تزوجت قبل ثلاثة أعوام وانتقلت للسعودية، ومشعل أصبح تاجرا معروفا ولم يعد متفرغا لكثرة سفره ، وعهود هي الآن محاضره بجامعة الكويت ، ورهف هي مديرة مدرسة الآن ، وأنا كما تراني ، قلت في نفسي: ماشاء الله وفق الله جميع أصحابي .سرحت بخيالي فإذا بخالد يصيح علي لافي وين رحت؟
قلت له: لا عليك لم أبتعد . قال سألتك مرتين وماذا عنك أنت ؟ قلت سأحكي لك قصتي يا خالد كنت أدرس في الثانوية السنة الأخيرة وبينما كنت أبحث في الانترنت عن بحث طلبه أحد المعلمين أتتني إضافة على ايميلي فقبلتها بعد يومين وجدت من أضافني سلمت عليه ثم سألته من أنت؟
قال : أنا فتاه ولست ولدا.قلت ماذا تريدين؟ قالت :سمعت عنك الكثير. قلت :خير وش سمعتي.
قالت: أريد منك مساعدتي وسأظل أدعي لك ما حييت، قلت: إذا طلع بيدي شيء وأقدر عليه بإذن الله
ما أقصر. قالت: لقد اتصلت علي صديقه لي تقول أن أحدا ما نشر صورة لي بأحد مواقع التعارف ووضع بياناتي كاملة ، وأخشى أن يصل الموضوع لأهلي ووالله لا أعلم من فعلها وكيف حصل على الصورة. قلت : دعيني أفكر وأقفلت النت . أجلس لساعات أفكر هل الفتاه صادقه أم كاذبة؟
وماذا عساي أن أفعل لها؟
قررت أن أستجمع معلوماتي لأمارس هوايتي القديمة التهكير على المواقع المهم أني دمرت الموقع بعد أن استعنت بالله. اكتشف صاحب الموقع من دمر موقعه لا أعلم كيف أو من قال له؟ ولكونه صاحب نفوذ كبير قدم شكوى رسميه ثم تم سجني وبينما أنا في السجن دخل علينا ذلك العسكري ونادى يا لافي قلت : نعم قال مدير السجن يريدك.ذهبت معه وأدخلني على مكتب المدير ثم أمر بانصرافه. قال يا لافي : لك دين في عنقي لو جلست العمر كله أهبك لن أوفيك جزءًا منه أنت شاب صالح . قلت: يبدو أن المدير أخطأ بي ما بال هذا الضابط لا أعرفه ولا أعرف ماذا يقصد؟
قلت : أيها العقيد ماذا بك؟ قال: سأحكي لك القصة. أنا لدي أسره بسيطة مكونه من زوجتي وبنتين وليس لي أبناء علاقتنا مبنية على أساس الصراحة والتعاون دائما، وعندما أعود للمنزل أحكي لأسرتي من قصص السجناء وبينما كنت ذلك اليوم أحكي قصتك وأنك شاب في مقتبل العمر دمرت موقعا باسم كذا وحكم عليك بالسجن لأربع سنوات تحسرت زوجتي عليك وقد قلتها من باب الاستعطاف والاستغراب لصغر سنك فإذا بابنتي الكبرى بكت ثم جرت لغرفتها فتبعتها والدتها ثم لحقت بهما فإذا بها تبكي بألم سألتها مابها؟ وألحيت بطلبي قالت يا أبي: ماذا قال لكم هذا الولد؟ قلت دعينا منه . ما الذي أبكاك؟ أعادت علي نفس السؤال . قلت لم يقل سوى أنه يحب تدمير هذه المواقع ويكره أصحابها. قالت يأبي : إنه يكذب. صعقت من سماع ذلك وما أدراكي يا ساره؟ فحكت لي القصة.
وأنت هنا لك معروف لا يضيع وسأعمل لك ما أستطيع . سأكتب للمسئولين عن أخلاقك وانضباطك عل المدة تخفف عنك. قلت أريد أن أكمل دراستي . فعلا أكملت الثانوية بعد ضياع عام كامل علي بتقدير ممتاز، انتسبت للجامعة ساعدني هذا الضابط لمعرفته بعميد الجامعة القوية يخرجني قبل الاختبارات بفترة بحجة سجن انفرادي ويشفع لي جميع المساجين أني لم أفعل ما يستدعي ذلك ولم يعلموا أني أذهب لأتنفس الهواء خارجا خوفا من المسئولية على ذلك الضابط وكنت بعد أن أنهي الاختبارات أعود وذلك لثقة الضابط بي خرجت بعد سنتين ونصف أنهيت دراستي الجامعية وأصبحت معلما علاقتي مع هذا الضابط مستمرة حتى الآن وقد أصبح عميد انتقل قبل عام لمنطقه أخرى، تحسر خالد على ما كنت به ،ذهبت وتركت صديق طفولتي بعد أن أخذت أرقام هاتفه لنتواصل سويا فقد اشتقت لتلك الأيام.
كم هي جميله هذه الحياة وما يمر بها من أحداث حتى وان كان بعضها عسيرا.
*الأسماء مستعاره والأحداث من تجسيد الخيال
Hw]rhx 't,gjd