( 151 ) مدار الأفكار
اتقـاء الأخطاء
يقول الشاعر العربي :
فكم من أسرة نكبت وكانت= تعيش بكد عائلها الكبيـر
دهته الحادثات وقد تردى= وخلف صبية مثل الطيور
إن الحوادث على الطرق والتي تزداد يوما بعد آخر أصبحت تشكل خطراً جسيماً على الفرد والمجتمع لما
تسببه من خسائر في الأرواح والممتلكات، وأن الالتزام والتقيد بأصول وآداب المرور حماية ووقاية من
أخطار الحوادث ومفاجآت الطريق، لذا فقد جاء أسبوع المرور الخليجي الموحد لهذا العام في دورته السادسة
والعشرين والذي انطلقت فعالياته قبيل يومين وتستمر حتى العشرين من الشهر الحالي تحت شعار (احذر
أخطاء الآخرين) والذي يهدف إلى تعزيز الثقافة المرورية بالإضافة إلى تحليل أسباب الحوادث وآثارها
وإيجاد الحلول للتصدي لها، لأن الحوادث المرورية من أهم المشكلات التي تستنزف المجتمعات في مواردها
المادية وطاقاتها البشرية، لذلك يتطلب الأمر توعية المجتمعات للتخفيف من حجم الكوارث التي تسببها وما
ينتج عنها من خسائر جسيمة، وينبه أرباب الاختصاص في كل عام من خلال الأسبوع المروري من خطورة
الحوادث المرورية على المجتمع والتركيز على مسبباتها المتمثلة في (السائق والطريق والمركبة)، فبناءً على
إحصائيات منظمة الصحة العالمية، فإن الحوادث المرورية تتسبب في مقتل أكثر من مليون شخص سنوياً،
وتصيب ثمانية وثلاثون مليون شخص (خمسة ملايين منهم إصابات خطيرة)، وتتركز أسباب الحوادث
المرورية وفقا لتقارير المنظمة عند القيادة بحالة التعب والإرهاق، والانشغال عن القيادة مثل استخدام
الهاتف، وعدم التقيد بأنظمة المرور، والتهور في القيادة، وعدم صيانة السيارة وفحصها، وأحوال الطريق من
أعمال على الطريق ومنحنيات خطيرة وعدم وجود عوامل السلامة، وأحوال الطقس من أمطار وضباب
ورمال،وفي 7 أبريل 2004م قال مدير عام منظمة الصحة العالمية الدكتور يونغ-ووك لي : (إن السلامة
على الطرق لا يجوز أن تترك للمصادفة)، ويقول الدكتور حمود هزاع الشريف في دراسة أعدها بعنوان
(الآثار النفسية للحوادث المرورية): ( أن الآثار السلبية لحوادث السيارات ترتبط في أذهان الكثيرين بالخسائر
المادية والآلام والإعاقات الجسدية فقط أما الآثار النفسية، ربما بسبب خفائها على الملاحظة الحسية المباشرة،
فلا يُلْتّفَتَ إليها، ويتجاهلها الكثير حتى ممن لهم صلة من الباحثين والذي يحسن التذكير به أولا هو أن
«الجروح النفسية» التي تصيب الذين يتعرضون للحوادث المرورية قد تلازمهم زمنا طويلا جدا حتى بعد أن
تشفى الجروح الجسدية وتُتّنّاسى آلام الخسائر المادية)، ويقول العميد إحسان العويش: (إن الهدف من إقامة
مثل تلك الفعاليات هو توصيل المعلومة والتوعية المرورية وتذكير مستخدمي الطريق بأهمية القيادة الآمنة
وتجنب مخاطر الطريق حتى لا يكونوا عرضة لحادث مروري مؤسف من خلال أخطاء الآخرين)، وفي أول
حادث بسبب مركبة نجمت عنه حالة وفاة وذلك بتاريخ 17 أغسطس 1896 م في مدينة لندن،قال أحد
المحققين أتناء الاستجواب : (إن هذا الحادث يجب أن لا يتكرر)، ورغم التحذير الصارم المبكر الذي أطلقه
المحقق في حادث بريدجيث دريسكول فقد تكررت حوادث أليمة ملايين المرات، ولكن كما نعرف فإن الطبيعة
الإنسانية في التقويم تختلف من شخص لآخر وعلى ذلك يتوقف العلاج،ونسأل الله السلامة للجميع، وأن يضفي
على بلادنا ودول الخليج نعمة الأمان والإيمان،والوئام والرخاء والسلام .
يا سايق الموتـر تنبـه للأخطـار= تـرى الطريـق مفاجآتـه كثيـره
أحذر من السرعة سبب كل الأضرار= بأسبابها تجري حـوادث خطيـره
شوف الحوادث بالصحافة والأخبار= حـوادث ٍ تـزداد دايـم مثـيـره
كم أسرة ٍ تجرعت كـأس الأمـرار= بأسباب سايق ما أنتبه في مسيره
علـى الأغانـي بالمحطـات دوّار= يحرك مع الموجات دايـم نظيـره
مع المسجل راح فكـره والأنظـار= وإلا مع الهاتف يحـادث عشيـره
يزيد بالسرعة ولو صار ما صـار= لو أن بالسرعـة نهايـة مصيـره
ترى القيادة في مفاهيـم الأحـرار= فن وأدب وأخـلاق ذوق ٍ وسيـره